الاسْتِخَارَةَ
محمد البدر
1436/04/09 - 2015/01/29 11:27AM
[align=justify]الخطبة الأولى :
عباد الله :قال تعالى : ﴿قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ الْغَيْبَ إِلا اللَّهُ ﴾ [النمل: 65]إن الإنسان مهما نضج عقله فإنه ضعيف الفكر، قاصر النظر، لا يعلم الغيب، بل الغيب من خصوصيات علم الله تعالى ، وقد يُطلع بعض رسله من الملائكة والبشر على بعض الغيب لحكمة ومصلحة يعلمها سبحانه ﴿عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (26) إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ﴾.والعبد إن رأى بعضَ ما يحيط به وعرفه فإنه لا يعرف ما ينفعه ويضره في الحقيقة، وقد يرى الخير فتكون عاقبة أمره سوءًا وشراً، وربما كان العكس كذلك﴿ وَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ﴾( البقرة:216).
ولكن بعض الناس يلجؤون بجهل أو بعلم إلى أساليب يزعمون أنها تنبِّئهم بالغيب، وتوفقهم إلى الخير والصواب ،فمنهم من يلجأ إلى العراف وهو الذي يدّعي معرفة الغيب، وقد يطلق اسم العراف على الكاهن والمنجّم والرمّال، وقد قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عَنْ شَىْءٍ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاَةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً » رواه مسلم .
وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «مَنْ أَتَى كَاهِنًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» صححه الألباني .
ومنهم من يلجأ إلى المنجّمين الذين يدَّعون علم أحوال النجوم وطبقاتها وسيرها، ومن الناس من يلقي النرد أو يطلق الطير، فإن طارت يمينا استبشروا خيراً وفعلوا ذلك الأمر، وإذا طارت شمالاً تشاءموا وتركوه، ورسولنا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول لاَ عَدْوَى وَلاَ طِيَرَةَ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ ، وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « الطِّيَرَةُ شِرْكٌ الطِّيَرَةُ شِرْكٌ »صححه الألباني . وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «مَنْ رَدَّتْهُ الطِّيَرَةُ عَنْ حَاجَتِهِ فَقَدْ أَشْرَكَ" قَالُوا: فَمَا كَفَّارَةُ ذَلِكَ؟ قَالَ: أَنْ تَقُولَ اللَّهُمَّ لَا خَيْرَ إِلَّا خَيْرُكَ, وَلَا طَيْرَ إِلَّا طَيْرُكَ, وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ » صححه الألباني .
ومن الناس من يقرأ الكفّ، ومنهم من يقرأ الفنجان..الخ.
عباد الله :نحمد الله جل وعلى الذي شرع لنا صلاة الاستخارة، ونزّه عقولنا عن كل هذه الخرافات، وربط قلوبَنا بربّ الأرض والسموات.
فالمؤمن ياعباد الله :إذا ألمّ به أمر، ولم يتبين له وجه الخير فيه، التجأ إلى الله جل وعلى وطلب الاستخارة ،وهي طلب خير الأمرين لمن احتاج إلى أحدهما .
وقد أَجْمَعَ الْعُلَمَاءُ عَلَى أَنَّ الاسْتِخَارَةَ سُنَّةٌ , وَدَلِيلُ مَشْرُوعِيَّتِهَا مَا رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا الاسْتِخَارَةَ فِي الأُمُورِ كُلِّهَا كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنْ الْقُرْآنِ يَقُولُ : « إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ لِيَقُلِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ ، وَلاَ أَقْدِرُ وَتَعْلَمُ ، وَلاَ أَعْلَمُ وَأَنْتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي ، أَوْ قَالَ عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ - فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي ، أَوْ قَالَ فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ - فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ أَرْضِنِي قَالَ : وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ » . فإذا لم يتبين لك الأصلح يستحب أن تكرر الاستخارة .
عباد الله :يعتقد بعض الناس أنّ صلاة الاستخارة إنّما تُشرع عند التردد بين أمرين، وهذا غير صحيح، لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث: إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ....
ويعتقد بعض الناس أنّه لا بد من انشراح الصدر للفعل بعد الاستخارة، وهذا لا دليل عليه، لأنّ حقيقة الاستخارة تفويض الأمر لله، حتّى وإن كان العبد كارهاً لهذا الأمر، والله عز وجل يقول: ﴿ وَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ﴾( البقرة:216) وهذا الاعتقاد جعل كثيراً من الناس في حيرة وتردد حتى بعد الاستخارة، وربّما كرّر الاستخارة مرّات فلا يزداد إلا حيرة وتردّداً، لا سيما إذا لم يكن منشرح الصدر للفعل الذي استخار له، والاستخارة إنّما شرعت لإزالة مثل هذا التردد والاضطراب والحيرة .
وهناك إعتقاد أنه لابد من الشعور بالراحة أو عدمها بعد صلاة الاستخارة أو يرى رؤيا بعد الاستخارة تدله على الصواب، وربّما توقّف عن الإقدام على العمل بعد الاستخارة انتظاراً للرؤيا، وهذا الاعتقاد لا دليل عليه، بل الواجب على العبد بعد الاستخارة أن يبادر إلى العمل مفوّضاً الأمر إلى الله كما سبق، فإن رأى رؤيا صالحة تبيّن له الصواب، فذلك نور على نور، وإلا فلا ينبغي له انتظار ذلك...إلخ .
أقول قولي هذا ..
الخطبة الثانية :
قال تعالى : ﴿فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ﴾.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم هو أسدُ الناس رأياً و أصوبهم صواباً ، يستشير أصحابه في بعض الأمور التي تشكل عليه ، وكذلك خلفاؤه من بعده كانوا يستشيرون أهل الرأي والصلاح
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية : ما ندم من استخار الخالق ، وشاور المخلوقين ، وثبت في أمره .
قال النووي رحمه الله تعالى : في باب الاستخارة والمشاورة والاستخارة مع الله ، والمشاورة مع أهل الرأي والصلاح ، وذلك أن الإنسان عنده قصور أو تقصير ، والإنسان خلق ضعيفاً ، فقد تشكل عليه الأمور ، وقد يتردد فيها فماذا يصنع ؟
ويقول الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله – في شرح رياض الصالحين – أن الاستخارة تقدم أولاً ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ ...إلى أخره ) ثم إذا كررتها ثلاث مرات ولم يتبين لك الأمر ، فاستشر ، ثم ما أشير عليك به فخذ به وإنما قلنا : إنه يستخير ثلاث مرات ، لأنه من عادة النبي صلى الله عليه وسلم أنه إذا دعا دعا ثلاثاً ، وقال بعض أهل العلم أنه يكرر الصلاة حتى يتبين له للإنسان خير الأمرين.
الا وصلوا ...
[/align]
عباد الله :قال تعالى : ﴿قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ الْغَيْبَ إِلا اللَّهُ ﴾ [النمل: 65]إن الإنسان مهما نضج عقله فإنه ضعيف الفكر، قاصر النظر، لا يعلم الغيب، بل الغيب من خصوصيات علم الله تعالى ، وقد يُطلع بعض رسله من الملائكة والبشر على بعض الغيب لحكمة ومصلحة يعلمها سبحانه ﴿عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (26) إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ﴾.والعبد إن رأى بعضَ ما يحيط به وعرفه فإنه لا يعرف ما ينفعه ويضره في الحقيقة، وقد يرى الخير فتكون عاقبة أمره سوءًا وشراً، وربما كان العكس كذلك﴿ وَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ﴾( البقرة:216).
ولكن بعض الناس يلجؤون بجهل أو بعلم إلى أساليب يزعمون أنها تنبِّئهم بالغيب، وتوفقهم إلى الخير والصواب ،فمنهم من يلجأ إلى العراف وهو الذي يدّعي معرفة الغيب، وقد يطلق اسم العراف على الكاهن والمنجّم والرمّال، وقد قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عَنْ شَىْءٍ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاَةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً » رواه مسلم .
وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «مَنْ أَتَى كَاهِنًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» صححه الألباني .
ومنهم من يلجأ إلى المنجّمين الذين يدَّعون علم أحوال النجوم وطبقاتها وسيرها، ومن الناس من يلقي النرد أو يطلق الطير، فإن طارت يمينا استبشروا خيراً وفعلوا ذلك الأمر، وإذا طارت شمالاً تشاءموا وتركوه، ورسولنا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول لاَ عَدْوَى وَلاَ طِيَرَةَ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ ، وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « الطِّيَرَةُ شِرْكٌ الطِّيَرَةُ شِرْكٌ »صححه الألباني . وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «مَنْ رَدَّتْهُ الطِّيَرَةُ عَنْ حَاجَتِهِ فَقَدْ أَشْرَكَ" قَالُوا: فَمَا كَفَّارَةُ ذَلِكَ؟ قَالَ: أَنْ تَقُولَ اللَّهُمَّ لَا خَيْرَ إِلَّا خَيْرُكَ, وَلَا طَيْرَ إِلَّا طَيْرُكَ, وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ » صححه الألباني .
ومن الناس من يقرأ الكفّ، ومنهم من يقرأ الفنجان..الخ.
عباد الله :نحمد الله جل وعلى الذي شرع لنا صلاة الاستخارة، ونزّه عقولنا عن كل هذه الخرافات، وربط قلوبَنا بربّ الأرض والسموات.
فالمؤمن ياعباد الله :إذا ألمّ به أمر، ولم يتبين له وجه الخير فيه، التجأ إلى الله جل وعلى وطلب الاستخارة ،وهي طلب خير الأمرين لمن احتاج إلى أحدهما .
وقد أَجْمَعَ الْعُلَمَاءُ عَلَى أَنَّ الاسْتِخَارَةَ سُنَّةٌ , وَدَلِيلُ مَشْرُوعِيَّتِهَا مَا رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا الاسْتِخَارَةَ فِي الأُمُورِ كُلِّهَا كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنْ الْقُرْآنِ يَقُولُ : « إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ لِيَقُلِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ ، وَلاَ أَقْدِرُ وَتَعْلَمُ ، وَلاَ أَعْلَمُ وَأَنْتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي ، أَوْ قَالَ عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ - فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي ، أَوْ قَالَ فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ - فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ أَرْضِنِي قَالَ : وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ » . فإذا لم يتبين لك الأصلح يستحب أن تكرر الاستخارة .
عباد الله :يعتقد بعض الناس أنّ صلاة الاستخارة إنّما تُشرع عند التردد بين أمرين، وهذا غير صحيح، لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث: إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ....
ويعتقد بعض الناس أنّه لا بد من انشراح الصدر للفعل بعد الاستخارة، وهذا لا دليل عليه، لأنّ حقيقة الاستخارة تفويض الأمر لله، حتّى وإن كان العبد كارهاً لهذا الأمر، والله عز وجل يقول: ﴿ وَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ﴾( البقرة:216) وهذا الاعتقاد جعل كثيراً من الناس في حيرة وتردد حتى بعد الاستخارة، وربّما كرّر الاستخارة مرّات فلا يزداد إلا حيرة وتردّداً، لا سيما إذا لم يكن منشرح الصدر للفعل الذي استخار له، والاستخارة إنّما شرعت لإزالة مثل هذا التردد والاضطراب والحيرة .
وهناك إعتقاد أنه لابد من الشعور بالراحة أو عدمها بعد صلاة الاستخارة أو يرى رؤيا بعد الاستخارة تدله على الصواب، وربّما توقّف عن الإقدام على العمل بعد الاستخارة انتظاراً للرؤيا، وهذا الاعتقاد لا دليل عليه، بل الواجب على العبد بعد الاستخارة أن يبادر إلى العمل مفوّضاً الأمر إلى الله كما سبق، فإن رأى رؤيا صالحة تبيّن له الصواب، فذلك نور على نور، وإلا فلا ينبغي له انتظار ذلك...إلخ .
أقول قولي هذا ..
الخطبة الثانية :
قال تعالى : ﴿فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ﴾.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم هو أسدُ الناس رأياً و أصوبهم صواباً ، يستشير أصحابه في بعض الأمور التي تشكل عليه ، وكذلك خلفاؤه من بعده كانوا يستشيرون أهل الرأي والصلاح
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية : ما ندم من استخار الخالق ، وشاور المخلوقين ، وثبت في أمره .
قال النووي رحمه الله تعالى : في باب الاستخارة والمشاورة والاستخارة مع الله ، والمشاورة مع أهل الرأي والصلاح ، وذلك أن الإنسان عنده قصور أو تقصير ، والإنسان خلق ضعيفاً ، فقد تشكل عليه الأمور ، وقد يتردد فيها فماذا يصنع ؟
ويقول الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله – في شرح رياض الصالحين – أن الاستخارة تقدم أولاً ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ ...إلى أخره ) ثم إذا كررتها ثلاث مرات ولم يتبين لك الأمر ، فاستشر ، ثم ما أشير عليك به فخذ به وإنما قلنا : إنه يستخير ثلاث مرات ، لأنه من عادة النبي صلى الله عليه وسلم أنه إذا دعا دعا ثلاثاً ، وقال بعض أهل العلم أنه يكرر الصلاة حتى يتبين له للإنسان خير الأمرين.
الا وصلوا ...
[/align]
المشاهدات 2355 | التعليقات 2
جزاك الله خير وبارك فيك
ونفع الله بما كتبت وليتك فصلت أكثر في أحكامها
كوقت قراءة الدعاء أبعد الصلاة أم قبله لأن هذا هو ما يهم المصلي
وإن كانت المسألة فيها سعة وفيها خلاف ولكن ذكره يزيد الموضوع قوة .
ونفع الله بما كتبت وليتك فصلت أكثر في أحكامها
كوقت قراءة الدعاء أبعد الصلاة أم قبله لأن هذا هو ما يهم المصلي
وإن كانت المسألة فيها سعة وفيها خلاف ولكن ذكره يزيد الموضوع قوة .
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
تعديل التعليق