الاختلاط وأثره في التعليم (بحث قيم)

أبو عبد الرحمن
1430/10/15 - 2009/10/04 06:44AM
الاختلاط وأثره في التعليم


لفضيلة الشيخ الدكتور
محمد بن عبد الله الهبدان

المشاهدات 13383 | التعليقات 2

الغرب يتراجع عن التعليم المختلط .... !!!

عنوان هذا المقال هو عنوان كتاب للمؤلف: بفرلي شو. وترجمه للعربية: وجيه حمد عبد الرحمن، وقال ـ المترجم ـ في مقدمته:"نظراً للمكانة المرموقة التي تحتلها المرأة في المجتمع، فقد أولاها الإسلام كل اهتمام و عمل على إماطة أنواع الأذى التي قد تلحق بها، فأمرها الله بعدم التبرج والالتزام باللباس الشرعي وعدم الاختلاط بالرجل الأجنبي وعدم الخضوع بالقول".ولما للاختلاط في التعليم من خطر بات يهدد مستقبل الشعوب، بدأت كثير من أصوات العقل تنادي بفصل الجنسين في التعليم.

انطلقت الدعوة إلى التعليم المختلط من (رجال) يحملون لواء(تحرير المرأة) لمساواتها مع الرجل في العمل، ونظرا لما قد تجده المرأة من الحرج بمخالطتها الرجال في سن متأخرة فقد جعلوا التعليم المبكر المختلط بداية المشوار، حتى تنكسر الحواجز، ويذوب الحياء، و تنصهر المعوقات بين الشباب والفتيات من مرحلة عمرية مبكرة، فإذا جاء الاختلاط في العمل تكون الفتاة اعتادت مخالطة الرجال، فأحسنت في عملها، على حد زعمهم.

ولكن ما مرت سنوات قليلة على هذه الدعوات حتى عاد أولئك الداعين لها يصدون عنها، ويعلنون إفلاسها، ويشتكون من الآثار السلبية التي ظهرت لهم في أثرها، وذلك لما وجدوه من مشاكل لا حصر لها من جراء الاختلاط، ولعل من تلك المشاكل: عمليات الاستهجان والسخرية التي تُقابل بها الفتاة عند مشاركتها داخل الصف من قبل زملائها الشباب، فأصبحت الفتاة خائفة تتوجس أي كلمة من زملائها. ومنها: عدم القدرة على مراعاة الفروق الفردية بين الفتيات والفتيان. ومنها أيضا: الاعتداءات الفعلية أو القولية من قبل الذكور أيضا مما يؤثر على نفسية الفتاة. ومنها: ما لاحظوه من تدنٍ في مستويات الطلاب عموماً والفتيات خصوصاً، كل ذلك أدى إلى اهتزاز ثقة الفتيات بأنفسهن، بل وانعدامها أحيانا. ومن المشاكل التي تواجه الطلاب في التعليم المختلط: النظرات العاطفية التي تحرق بعض الفتيات من قبل بعض المعلمين، أو بعض الشباب من قبل بعض المعلمات، أو من قبل الطلاب والطالبات تجاه بعض المعلمين والمعلمات، أو النظرات التي تكون بين الطلاب والطالبات، وهذه النظرات المتبادلة ربما جرّت إلى علاقات غير مشروعة، وكم يكون النجاح سهلا إذا لبى التلميذ متطلبات معلمته، وحققت التلميذة رغبات معلمها. واسألوا التعليم المختلط كم هُتك فيه من عرض، وكم فُضّت فيه من بكارة، وكم قتلت فيه من فضيلة، وكم صار منبعاً لإحياء الرذيلة، وكم صار دركة بدأت فيها مسيرة بعض الساقطات!! وانظروا إلى الضحكات المتعاليات في ردهات الجامعات أمام الملأ، فإذا تواروا عن الأنظار فهل نتوقع منهم إقامة الصلاة، أو سيكون جر المرفوع، ونصب المضموم؟!!

ورد في الكتاب السالف ذكره أنه نتيجة لما رفعه المختصون من الآثار السلبية والطريقة غير الناجحة للتعليم المختلط جعل وزير التعليم البريطاني"كينيت بيكر" يعلن أن بلاده بصدد إعادة النظر في التعليم المختلط، فهل يقول من يقرأ هذا الكلام: بأن الوزير رجعي ومتحجر، وأنه يفتي من خلف مقاعده الوثيرة، أو متقوقع على نصوص قرآنية؟!!. ويؤكد مؤلف الكتاب أن الداعين إلى التعليم المختلط يعترفون بما ينتج عنه من الآثار غير المرغوبة، ولكنهم يهربون من الحقيقة.

وقد صرح الرئيس الأمريكي الأسبق كنيدي عام 1962م بالأضرار المترتبة على عدم تطبيق نظام الفصل بين الجنسين في قوله : ( إن الشباب الأمريكي مائع ومترف وغارق في الشهوات ، ومن بين كل سبعة شباب يتقدمون للتجنيد يوجد منهم ستة غير صالحين ، وذلك لأننا سعينا لإباحة الاختلاط بين الجنسين في الجامعة بصورة مستهترة مما أدى إلى إنهاكهم في الشهوات) .

وفي عام 1998م قدمت السناتور الأمريكية (كي بيلي) قانون المدارس والجامعات غير المختلطة، ومما قالت فيه : "أداء الأولاد يكون جيداً في البيئة التي يوجد فيها الأولاد وحدهم، وذلك نتيجة لعدم انشغالهم بالبنات، وبنفس القدر يكون أداء البنات جيداً وتزداد ثقتهن بأنفسهن".

وفي عام 2002م رصدت إدارة بوش ما يزيد عن 300 مليون دولار لتشجيع التعليم غير المختلط، وبلغت عدد المدارس غير المختلطة في عام 2005م في أمريكا ( 223) وبمعدل زيادة سنوية 300% وبلغ عدد الولايات التي تطبق التعليم غير المختلط( 32) ولاية، وقد بلغ عدد الكليات التي تقتصر على الفتيات في أمريكا 60 كلية.

وفي أستراليا أجريت دراسة على 270 ألف طالب وطالبة تبين فيها أن طلاب التعليم غير المختلط تفوقوا سلوكيا وأكاديمياً على طلاب التعليم المختلط.

فهل سيقال:هذه الدراسات والنتائج قام بها أناس رجعيون متحجرون متقوقعون على نصوص قرآنية خلف مكاتبهم الوثيرة؟!!

وقفت المملكة العربية السعودية صامدة شامخة ضد التيار التغريبي في الثمانينات الهجرية و الدعوات المنادية باختلاط التعليم وغيرها من الدعوات الغريبة عن المجتمع المسلم، وبعد أن آتى ذلك الصمود ثماره، وظهرت في الآفاق آثاره، وبان عوار التعليم المختلط عند الداعين له، والعاملين به، بدأت بعض الدول تخصص مدارس لكل جنس، حيث وجدوا عطاء كل من الجنسين مع جنسه أعلى وأفضل، وظهرت نتائج التفوق، وصار التيار يعكس مساره عائدا إلى الفطرة، وإن زعم بعضهم أنها قليلة إلا أنها بمثابة اعترافات بالهزيمة لمؤيديه ومنظريه، وأن الصواب في عدمه، وأرجو أن يستمر ذلك الصمود.

يقول أسامه أمين(ألمانيا):" تختلف المملكة العربية السعودية عن سواها من بقية دول العالم في تمسكها بفصل الجنسين في مراحل التعليم المختلفة، في حين أصبح السواد الأعظم من المدارس في جميع أنحاء العالم في الوقت الحالي مختلطا؛ ولكن المسألة ليست استفتاء على منهج، ولا انصياعًا لعولمة تتفشى في الكون، وتفرض تعميمًا لكل جوانب الحياة، بحيث يخرج بشر (متعولمون)، إنما القضية هي باختصار: هل آن الأوان ليأتي العالم ليتعلم من تجربة المملكة؟ وهل يمكن للمملكة من جانبها الحفاظ على هذه الريادة والتفرد، وتطوير منهجها بنفسها، في ظل صعوبة وجود نماذج يُحتذى بها "

وقد يُجير هذا الكلام على أنه ضد العلم والتطور من قبل من لا خلاق لهم؛ ولكني أقول: ليس التطور بالانصهار في بوتقة حضارة ممجوجة من صناعها، ولا بالتلقي الأعمى لما يلفظه الغرب ممن يتابعهم في ذلك من قصار النظر الذين لا يبصرون إلا ما بين أرجلهم.

من الحكمة أن تثبت وجودك، ومن الحكمة أن تُري للعالم ثمار جهودك، ولكن ليس من الحكمة أن تتراجع إذا عرف العالم صحة مسارك وطريقك.

ومضة:

ومن رعى غنماً في أرض مسبعة

ونام عنها تولى رعيها الأسد

أحمد الملا

4/10/1430هـ
http://www.althara.com/Read.asp?PID=1586029&Sec=0


الفصل بين الجنسين فى المدارس دعوة أوروبية ملحة


نرمين العطار


يبدو أن المقولة التى سادت لعدة عقود فى الغرب، والتى اعتبرت المدارس الخاصة بالفتيات فقط مدارس لا تواكب العصر، قد بدأت فى التغير مؤخرًا ، بعد أن زاد اقتناع البعض بأن الفكرة ليست جيدة فقط لكنها ستؤدى لنتائج دراسية أفضل.


ففى دراسة عن كتاب فرنسى حديث تحت عنوان: «مصائد المدارس المختلطة» نشرتها صحيفة لاكسبريس الفرنسية أعلن عالم الاجتماع الفرنسى ميشال فيز - الباحث بالمركز القومى للدراسات الاجتماعية بفرنسا - أن الاختلاط فى المدارس الأوروبية لا يدعم المساواة بين الجنسين، ولا المساواة فى الفرص.


وقد صدرت الدراسة بعد تجربة اختلاط تعليمى دامت 45 عامًا فى فرنسا، وكشفت عن سوءات عملية الاختلاط فى الغرب، وبخاصة فرنسا، والتى شهدت ارتفاع معدلات الاعتداءات الجنسية ضد المراهقين داخل المؤسسات التعليمية ، فضلاً عن زيادة نسبة الرسوب التعليمى عند الأولاد، برغم تفضيلهم عن البنات فى المدارس بصورة تعلن عن عنصرية المعلمين أنفسهم.


الاختلاط .. وحقوق التعليم


ومن ثم فإن سياق الأحداث وتطوراتها فى فرنسا والغرب يثبتون عكس ما يقال من أنه طالما كان المجتمع مختلطًا وديموقراطيًا ، فإنه يجب أن يمثل ذلك فى المدارس.


ويشير ميشال فيز إلى أن الاختلاط ليس حقًا من حقوق التعليم، بل إنه كان من منطلق التعبير عن مبادئ المساواة فى الفرص ، واحترام حقوق المواطنة ، وإذا كان هذا المبدأ حقًا ، فلماذا لا نجبر فتياتنا على العمل فى ميكانيكا السيارات ؟


ويعلن المؤلف أنه يدعو لسياسة فصل تغير المجتمع إلى الأفضل خاصة فى ظل المعلومات التى حصل عليها حول تدنى مستوى التعليم ، وعدم قدرة الفتيات - فى ظل الاختلاط - على إثبات ذواتهن، ومشاكل الأولاد فى التحصيل اللغوى.


ويشير فيز إلى أن عملية الفصل لا تستدعى أن يعبر التلميذ أو التلميذة عن انتمائهما الدينى ، أو خصوصيتهما الفكرية، فالفصل هنا لا يعنى أننا سنلجأ إلى فتح مدارس لفتيات محجبات.

وقد أثارت هذه القضية التى اعتبرها العالم الغربى من قبل من المحرمات التى لا يجب الخوض فيها جدلاً كبيرًا، وفتحت الباب لمناقشات ساخنة حول مخاطر الاختلاط، وخاصة فى المدارس الإعدادية والثانوية، فى الغرب الأوروبى وأمريكا.


مشاكل شباب المدارس


كما سلطت صحيفة لاكسبريس - التى عرضت الكتاب - الضوء على عدد من المشكلات التى تواجه الشباب داخل المدارس، فمن بين 110 آلاف رسالة وصلت على الخط الساخن للشباب عام 2000 كانت هناك حوالى 4 آلاف رسالة أشارت لتعرض أصحابها لضغط جنسى داخل المدرسة، وقد شكل هذا العنف الجنسى نسبة 13،1% خلال العام الدراسى 2001 - 2002 من أشكال العنف الأخرى، فضلاً عن تعرض الفتيات للسب والمعاكسات الكلامية البذيئة، وخاصة فى المقاطعات التى تعانى مشكلات الفقر والحرمان والسكان النازحين.


مدارس للفتيات فقط


وأشارت المجلة فى حوارها مع مؤلف الكتاب إلى قضية الهجوم الإسلامى على الغرب متسائلة: إن كان ذلك الفصل يتماشى مع وجهة النظر الإسلامية، فهل سننتظر كثيرًا نحن كبلد علمانى حتى يتقدم الإسلام إلينا مهاجمًا ؟


فأجاب الكاتب : أنه منذ عام 2000، وفى عهد الرئيس «المتدين» جورج بوش بدأ القبول بفكرة إنشاء مدارس منفصلة بأمريكا، وكذلك فى كل من إنجلترا، والسويد، وفنلندا، وألمانيا؛ حيث يتم الفصل خاصة فى حصص المواد العلمية، أما فى فرنسا فقد كان التعليم الكاثوليكى أول من نادى بعملية الفصل، وإن كان ذلك فى مدارس خاصة بعيدًا عن التعليم الرسمى العلمانى .


وقد علق عدد من الخبراء التربويين على تلك الدراسة، وعلى الموضوع الذى تثيره فى وقت يشتعل فيه الهجوم الغربى على الإسلام والمسلمين فى العالم الغربى وأمريكا.


فتحت عنوان: «مدارس للفتيات فقط.. أحدث صيحة تعليمية فى بريطانيا» كتبت مجلة الإيكونوميست البريطانية موضوعًا جاء فيه أنه بعد فصل البنين عن البنات فى عدد من المدارس البريطانية الخاصة أظهرت نتائج الاختبارات التى تمت سنة 1997 أن 68% من التلاميذ حصلوا على درجات مرتفعة فى الاختبارات، بينما حقق (81%) من الأولاد، و(82%) من الفتيات ذات التقديرات المرتفعة سنة 2004 بعد عملية الفصل.

كما أشارت المجلة إلى أن الولايات المتحدة بدأت اعتبارًا من العام الدراسى الحالى (2004) تخفيف وتيسير القواعد التى حظرت فى السابق التعليم القائم على جنس واحد فى المدارس العامة.


فكرة المساواة


كما صرح وزير التربية والتعليم الفرنسى بضرورة احترام الجنسين فى مراحل التعليم المختلفة فى الوقت الذى أبرز فيه قمة التناقض بين دولته العلمانية، وبين هذا الكتاب، والنتائج التى صدرت عنه.


وأشارت إيزابيل كابيه - عضوة منظمة ميكس سيتى التربوية - إلى أن القضية الفعلية التى يجب مناقشتها هى فكرة المساواة ، وحق الانتخاب للمرأة ، والذى شُرع سنة 1848 لكن لم تمارسه المرأة غير عام 1945.


أما أنديره بلدان - سكرتير عام رابطة التعليم الكاثوليكى - فقال: إنه لابد من مواجهة حاسمة لقضية الاختلاط بالمدارس تجنبًا لمشكلات التحرش الجنسى.


بينما قالت مارى دوره - الباحثة التربوية: إن الخوف ليس من عملية الفصل، ولكن من تغيير المناهج بما يتلاءم مع مشكلات المجتمع ، فهذه هى المشكلات الحقيقية.


وفى تعليقها على عملية الفصل قالت دومينيك شنبير - مديرة مدارس التعليم العالى للعلوم الاجتماعية: إنه إذا كان يجب أن ندعو إلى وضع الفتاة إلى جانب الولد فى المدرسة ليكون ذلك أمرًا طبيعيًا؛ لأن المرأة تعمل بجانب الرجل فى المجتمع، فمن غير المنطقى أن لا نشير إلى الظلم الذى تتعرض له المرأة فى المجتمع، ومن هنا فإنها ترى أن المدرسة يجب أن تكون مكانًا لحماية الفتاة من الظلم الواقع عليها.


وأن على المدرسين أن يختاروا النظام الملائم لمصلحة الطلاب جميعًا، لكنها عادت وأشارت إلى تأثير الفكر الإسلامى وقدرته على التغلغل فى المجتمع الفرنسى لحسم هذه القضية، وهو ما يشكل مشكلة أخرى تحتاج لإعادة نظر.


وعمومًا فلم تخف الدراسة تخوفها من التدخل الإسلامى، فهم يدعون إلى مبادئ وأسس دعا إليها الإسلام قبل أن تقوم حضارتهم، ثم يبحثون عن مخرج لمشاكلهم بمواجهات لا فائدة منها، ويغفلون أن الإسلام تبنى أسلوبًا تربويًا عبقريًا يطبقون بعض تفاصيله اليوم.