الاحزاب ( إجتماع الاحزاب مرة اخرى على الموحدين )

محمود الطائي
1436/06/06 - 2015/03/26 13:41PM
عباد الله ... لقد أصبح من المعلوم عند كثيرٍ من الناس ، حالُ الإعلام والقنوات الفضائية التي تتناقل الأخبار ، وتروج الدعايات ، لصالح فئةٍ او حزبٍ او دولةٍ او تحالف ، وما تنشره هذه القنوات من اكاذيب وإشاعات تهدف الى الانتقاص من المسلمين ومحاربتهم على جميع الأصعدة وتحشيد الكفار والمنافقين عليهم ، ويدعون أنهم بذلك يدافعون عن حقوق الإنسان ، وفي المقابل يغضون أبصارهم ويصمون آذانهم عن المسلمين الذين يُقتلون ويُشردون على مرأى ومسمع العالم اجمع ، في شتى بلاد المسلمين في فلسطين وأفغانستان والصومال واليمن وأفريقيا والشام والعراق تتناثر فيها جثث المسلمين وأشلائهم ، وما سمعنا من احدٍ من المنافقين تكلم عن حال المسلمين ، وهاهي مدن اهل السنة في العراق والشام تقصف بالبراميل ، لكن قومي لا بواكي لهم ، بل بدمائهم يتاجرون وبتشريدهم يفرحون قاتلهم الله انى يؤفكون ، كل ذلك في سبيل المناصب والكراسي ، يباركون قتل اخوانهم وابناءهم بل قتل نساءهم واطفالهم بحجة محاربة الارهاب اي ارهاب ومُدنُنا تحت نيران القصف ليلَ نهار ً ، كلَّ يومٍ تُدك المنازِلُ الآمنة بصواريخ الطائرات وتُهدَمُ على رؤوسِ ساكنيها بحجة مكافحة الإرهاب ويقتاد شبابنا وإخواننا على الهوية ثم يقومون بإبتزازهم بالأموال ثم قتلهم ورمي جثثهم .
دماءُ السٌّمِ بالأنذال تجري يَــئـِنُ لها قلبي أنينا
تئن ولا مُجيبُ لها يلبي ولا حرٌ بأرضِ الخائنينا
عذارى تستباح إلى المنايا فيذبحها اليهود المعتدينا
وطفل يستغيث فلا قلوب ترق ولا تحن له الحنينا
وشيخٌ قد علاهُ من الخطوبِ ينادي أين قومي الأولينا
فأين الدين يا أتباع قومي أما فيكم رجالٌ صادقونا
واليوم تسمعهم يقولون لقد اجتمعت عليكم أمريكا والفرس وطواغيت العرب والعجم والعالم بأسره يحشد كل ما لديه فماذا انتم قائلون ؟ فنقول لهم كما قال الله تعالى " الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ، فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ "
يقول الله سبحانه" وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا " ، وقال الله تعالى "وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ "
قال ورقة بن نوفل للنبي صلى الله عليه وسلم " لم يأت رجل ٌ قط بما جئت به إلا عودي "

فيا عباد اللهلقد كشفت لنا الأيام الماضية أن امريكا ومن عاونهم لا يحملون مشروعَ حريةٍ مزعومة ، ، إنما جاءوا ليحاربون الإسلام والمسلمين بإسم مكافحة الإرهاب وهم أهل الإرهاب والكل يعلم ما فعل الامريكان بأصحاب البلد الأصليين في امريكا من ذبح وقتل وتشريد وما فعلته أوربا في زمن محاكم التفتيش بالمسلمين حتى نشروهم بالمناشير وقطعوا أوصالهم ، اما طواغيت العرب فقد فاقوا أسيادهم من العجم و أذاقوا شعوبهم الويلات وهاهو العراق وبلاد الشام خير دليل على هذا ، فهم يريدون إسلاما في المساجد وعباداتٍ فقط اما حكماً إسلاميا واقتصاداً إسلامياً ومعاملات إسلامية وحدود ربانية فلا يريدونها لأنهم يعلمون أنها ستُزيل عُروشهم وتَهُد كيانهم ويكون الدين كلُه لله .
ومما تقدم لابد ان يعلم المسلمون اليوم ان من يوالي أعداء الله تعالى على المسلمين ويظاهر الكفار عليهم ويساعدهم عليهم بأي نوع من المساعدة كما قال العلماء فهو كافرٌ مثلهم يقول الله تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ .

وقال تعالى: " يا أيها الذين آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الذين اتخذوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِّنَ الذين أُوتُواْ الكتاب مِن قَبْلِكُمْ والكفار أَوْلِيَاءَ واتقوا الله إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ "
" فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ "
بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا * الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا "
عباد الله ان المؤمنين اذا صدقوا مع ربهم وكانوا مؤمنين حقا ً فإن نصر الله آت ٍ لا محالة لأن الله وعدهم بالنصر والتمكين وان رآه المنافقون بعيدا فإنا نراه قريبا بوعد الله ، يقول الله تعالى " ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين "
حتى ولو تكالب العدو وتحالف المنافقون فقد اجتمعت الأحزاب من قبل على النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يوم الأحزاب كفار العرب واليهود والمنافقون حتى قال الله تعالى " اذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا (10) هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً .
حتى قال المنافقون نبيكم يعدكم بالنصر وأحدنا لايستطيع ان يخرج ليقضي حاجته .

وهو نفس الكلام نسمعه اليوم من منافقينا فيا امة الاسلام : إذا اشتد بكم البلاء فتذكروا " أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ "
وإذا جمع العدو عبّاد الدرهم والمناصب فتذكروا: " الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ "
وإذا رأيتم خيانة الخونة والعملاء فتذكروا: إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ غَرَّ هَؤُلاءِ دِينُهُمْ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
وإذا خذلكم علماء السلاطين وهم قاعدون عن واجبهم خفافاً وثقالاً فتذكروا: " كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ " وتذكروا قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تزال طائفة من أمتي منصورة على الحق لا يضرهم من خذلهم).
وإذا رأيتم جنود الشيطان قد أقبلوا بطائراتهم ودباباتهم فتذكروا قول الله: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ "
فلنتبرأ من حولنا وقوتنا فلاحول لنا ولا قوة الا بالله وحده ، ولا ناصر الا هو ولا معين الا هو ولا منجى مما حل بنا الا بالرجوع اليه والتوكل عليه وصدق الإنابة اليه والتوبة له سبحانه ورد مظالم العباد ، وإقامة العدل بينهم حتى يرى الله تعالى ذلنا وانكسارنا ودعاءنا واستغاثتنا به جل وعلا عند ذلك ننتصر بإذنه سبحانه وتعالى .
المشاهدات 2067 | التعليقات 1

الخطبة مفرغة في ملف ورد

المرفقات

https://khutabaa.com/wp-content/uploads/attachment/1/0/3/2/الاحزاب.docx

https://khutabaa.com/wp-content/uploads/attachment/1/0/3/2/الاحزاب.docx