الاجتهاد في بقية رمضان

الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، والصلاةُ والسلامُ على أشرفِ الأنبياءِ والمرسلينَ، نبيِّنا محمدٍ وعلى آلهِ وصحبِهِ أجمعينَ، أما بعدُ:

أيها الإخوةُ المؤمنونَ.. إنَّ شهرَ رمضانَ المباركَ هو شهرُ الاجتهادِ والمسابقةِ في الخيراتِ، وهو ميدانٌ يتسابقُ فيه المتنافسونَ، ويتزودُ فيه المتزودونَ، فمنْ جدَّ فيهِ فازَ، ومنْ توانى فيهِ خابَ وخسرَ.

وإنَّ الاجتهادَ في رمضانَ ليسَ مقتصراً على الصيامِ والقيامِ فقط، بل يشملُ جميعَ أنواعِ الطاعاتِ والقرباتِ، منْ قراءةِ القرآنِ، والذكرِ والدعاءِ، والصدقةِ والإحسانِ، وصلةِ الأرحامِ، والأمرِ بالمعروفِ والنهيِ عنِ المنكرِ، وغيرِ ذلكَ منَ الأعمالِ الصالحةِ.

اجتهدوا في قيامِ الليلِ في رمضانَ، فهي فرصةٌ عظيمةٌ للتزودِ منَ الحسناتِ، ومغفرةِ الذنوبِ، ورفعِ الدرجاتِ. فاحرصوا على أداءِ صلاةِ التراويحِ والتهجدِ بخشوعٍ وتدبرٍ، وأكثروا منَ الدعاءِ والتضرعِ إلى اللهِ.

اجتهدوا في قراءةِ القرآنِ، فالقرآنُ هو كلامُ اللهِ، وهو شفاءٌ للصدورِ، ونورٌ للقلوبِ، وهدىً للضالينَ، فاجتهدوا في قراءةِ القرآنِ بتدبرٍ وتفكرٍ، واعملوا بما فيهِ منْ أوامرَ ونواهي.

اجتهدوا في الذكرِ والدعاءِ، فذكرُ اللهِ يطمئنُ القلوبَ، ويشرحُ الصدورَ، ويجلبُ الرزقَ، ويطردُ الشيطانَ، فأكثروا منْ ذكرِ اللهِ في كلِّ وقتٍ وحينٍ، وقولوا: سبحانَ اللهِ، والحمدُ للهِ، ولا إلهَ إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ.

والدعاءُ هو سلاحُ المؤمنِ، ومفتاحُ الخيرِ، فأكثروا منَ الدعاءِ في رمضانَ، وسلوا اللهَ منْ خيريِ الدنيا والآخرةِ، وألحوا في الدعاءِ، فإنَّ اللهَ يحبُّ الملحينَ.

اجتهدوا في الصدقةِ والإحسانِ، فالصدقةُ تطفئُ غضبَ الربِّ، وتزكي النفسَ، وتطهرُ المالَ، فأكثروا منَ الصدقةِ في رمضانَ، وتفقدوا الفقراءَ والمحتاجينَ، وأدخلوا السرورَ على قلوبِهِم.

اجتهدوا في صلةِ الأرحامِ، فصلةُ الأرحامِ منْ أفضلِ الأعمالِ الصالحةِ، وهي سببٌ لزيادةِ الرزقِ، وطولِ العمرِ، ودخولِ الجنةِ، فاحرصوا على صلةِ أرحامِكُمْ في رمضانَ، وتفقدوا أحوالَهُمْ، وأدخلوا السرورَ عليهم.

اجتهدوا في الأمرِ بالمعروفِ والنهيِ عنِ المنكرِ، فهو شعيرةٌ منْ أفضلِ الأعمالِ الصالحةِ، وهو سببٌ لانتشارِ الخيرِ، وانحسارِ الشرِّ، فاحرصوا على الأمرِ بالمعروفِ والنهيِ عنِ المنكرِ في رمضانَ، بالحكمةِ والموعظةِ الحسنةِ.

أيها المسلمونَ.. إنَّ رمضانَ فرصةٌ عظيمةٌ لاغتنامِ الخيراتِ، والتزودِ منَ الحسناتِ، فاجتهدوا في طاعةِ اللهِ، وتقربوا إليهِ بأنواعِ القرباتِ، عسى اللهُ أنْ يتقبلَ منا ومنكمْ صالحَ الأعمالِ، وأنْ يجعلَنا منْ عتقائِهِ منَ النارِ.

اللهمَّ بلغنا ليلةَ القدرِ، واجعلنا منْ عتقائِكَ منَ النارِ، واجعلنا منَ المقبولينَ، واغفرْ لنا ولوالدينا ولجميعِ المسلمينَ.

أقولُ قولي هذا وأستغفرُ اللهَ لي ولكمْ...

 

 

 

الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ.. معاشرَ المؤمنينَ.. اجتهدوا في حفظِ اللسانِ، رمضانُ فرصةٌ لتطهيرِ اللسانِ منَ اللغوِ، والغيبةِ، والنميمةِ، والكذبِ، وكلِّ ما يغضبُ اللهَ، قالَ النبيُّ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ: "منْ لمْ يدعْ قولَ الزورِ والعملَ بهِ، فليسَ للهِ حاجةٌ في أنْ يدعَ طعامَهُ وشرابَهُ". لنجعلْ رمضانَ شهراً للصمتِ عنْ كلِّ ما لا ينفعُ، والإكثارِ منْ ذكرِ اللهِ، وتلاوةِ القرآنِ، والكلامِ الطيبِ.

اجتهدوا في التوبةِ والاستغفارِ، رمضانُ شهرُ التوبةِ والمغفرةِ، فلنكثرْ منَ الاستغفارِ والتوبةِ إلى اللهِ، قالَ النبيُّ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ: "يا أيها الناسُ توبوا إلى اللهِ، فإني أتوبُ في اليومِ إليهِ مائةَ مرةٍ". لنجعلْ رمضانَ فرصةً لتطهيرِ قلوبِنا منَ الذنوبِ، والعودةِ إلى اللهِ بقلوبٍ خاشعةٍ منيبةٍ.

اجتهدوا في التخلقِ بالأخلاقِ الحسنةِ، رمضانُ فرصةٌ للتحلي بالأخلاقِ الحسنةِ، مثلَ الصبرِ، والحلمِ، والتسامحِ، والكرمِ، لنحرصْ على معاملةِ الناسِ بالحسنى، وإدخالِ السرورِ على قلوبِهِمْ، لنتذكرْ أنَّ أقربَنا إلى النبيِّ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ مجلساً يومَ القيامةِ أحاسنُنا أخلاقاً.

نسألُ اللهَ أنْ يوفقنا لاغتنامِ هذا الشهرِ الفضيلِ، وأنْ يجعلَنا منْ عتقائِهِ منَ النارِ، وأنْ يتقبلَ منا صالحَ الأعمالِ."

المرفقات

1741897214_الاجتهاد في بقية رمضان.pdf

1741897221_الاجتهاد في بقية رمضان.docx

المشاهدات 964 | التعليقات 0