الإيمان باليوم الآخر - جزء 8/7 (أنواع الشفاعات يوم القيامة)

ماجد بن سليمان الرسي
1445/06/08 - 2023/12/21 07:00AM

إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إلـٰه إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُون). (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبا).(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيما). أما بعد، فإن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

عباد الله، اتقوا الله تعالى وراقبوه، وأطيعوه ولا تعصوه، واعلموا أن الله حكيم في تشريعه، حكيم في تقديره، حكيم في جزائه، وإن من حكمة الله تعالى أن جعل لهذه الخليقة معادًا يجازيهم فيه على ما كلَّفهم به على ألسنة رسله، قال تعالى ﴿‏أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُون * فتعالى الله الملك الحق﴾.

أيها المؤمنون، تقدم الكلام في خطبٍ ماضية عن بعض مقتضيات الإيمان باليوم الآخر، وهي الإيمان بالنفخ في الصور، وأهوال القيامة، وبعث الخلائق، وحشر الناس إلى أرض المحشر، والجزاء والحساب، ونعيم الجنة، وصفة النار، وبعض مشاهد القيامة، واليوم نتكلم بإذن الله عن أنواع الشفاعات يوم القيامة.

عباد الله، ومما يكون يوم القيامة شفاعة الشفعاء لمن استحقها، والشفعاء ستة: الرسل ومنهم النبي (صلى الله عليه وسلم)، وقد تقدم الكلام على شفاعاته الخمس، ومن الشفعاء المؤمنون والشهداء والأفراط والملائكة والقرآن.

1.     فأما شفاعة الرسل للمؤمنين من أتباعهم فتتعلق بمن دخلوا النار بسبب ذنوبهم أن يخرجوا منها، ودليلها حديث جابر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): إذا مُيِّز أهل الجنة وأهل النار، فدخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، قامت الرسل فشَفَعوا، فيقول: انطلِقوا - أو اذهبوا - فمن عرفتم فأخرجوه، فيُخرجونهم قد امتُحِشوا[1]، فيُــلقُونهم في نَـهَرٍ - أو على نَـهَرٍ - يقال له «الحياة»، فتسقط محاشُّهُم[2] على حافةِ النَّــهَرِ ويَـخرُجون بِيضاً مثل الثَّـــعارير[3]، ثم يَشفعون فيقول: (اذهبوا – أو انطلقوا – فمن وجـدتم في قلبه مِثقالَ قيراطٍ[4] من إيمان فأخرِجوهم)، قال: فيُخرِجون بشرا ثم يشفعون، فيقول: (اذهبوا – أو انطلقوا – فمن وجدتم في قلبه مثقال حبة من خردلة[5] من إيمان فأخرِجوه) ... الحديث.[6]

ومن الأدلة أيضا على شفاعة الرسل للمؤمنين الذين في النار حديث حذيفة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: يقول إبراهيم يوم القيامة: يا ربَّاه، فيقول جل وعلا: يا لـَــبَّـــيْكاه. فيقول إبراهيم: (يا رب، حَـــرَّقْتَ بَنِـيَّ)، فيقول: أخرجوا من النار من كان في قلبه ذرة أو شَعيرة من إيمان.[7]

2.     عباد الله، والنوع الثاني من الشفاعات التي ستكون يوم القيامة؛ شفاعة المؤمنين الذين في الجنة لإخوانهم المؤمنين الذين في النار في الخروج منها، ودليلها حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله e قال: ... حتى إذا خَـــلَصَ المؤمنون من النار، فوالذي نفسي بيده ما من أحد منكم بأشد مناشدة لله في استقصاء الحق من المؤمنين لله يوم القيامة لإخوانهم الذين في النار، يقولون: ربنا، كانوا يصومون معنا ويصلون ويحجون.

فيقال لهم: أخرجوا من عرفتم.

فــتُــحَــرَّم صُورُهم على النار[8] ، فيُخرِجون خلقا كثيرا، قد أخذت النار إلى نصف ساقيه وإلى ركبتيه.

ثم يقولون: ربنا، ما بقي فيها أحد ممن أمرتنا به.

فيقول: ارجِعوا، فمن وجدتم في قلبه مثقال دينار من خيرٍ فأخرِجوه.

فيُخرِجون خلقا كثيرا، ثم يقولون: ربنا، لم نَذَرْ فيها أحدا ممن أمرتنا به.

ثم يقول: ارجِعوا، فمن وجدتم في قلبه مثقالَ نصف دينارٍ من خير فأخرِجوه.

فيُخرِجون خلقا كثيرا، ثم يقولون: ربنا، لم نَذَرْ فيها ممن أمرتنا أحدا.

ثم يقول: ارجِعوا، فمن وجدتم في قلبه مثقال ذرة من خير فأخرِجوه.

فيُخرِجون خلقا كثيرا، ثم يقولون: ربنا، لم نَذَرْ فيها خيرا.

وكان أبو سعيد الخدري يقول: إن لم تصدقوني بهذا الحديث فاقرأوا إن شئتم: ]إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما[.[9]

3.     عباد الله، والنوع الثالث من الشفاعات التي ستكون يوم القيامة؛ شفاعة الملائكة لعُصاة المؤمنين في الخروج من النار، ثم يُخرج الله تعالى أقواما من النار تَكرُّما منه بلا شفاعةٍ من أحد، ودليل ذلك قول الله عز وجل: شفَعَت الملائكة، وشفع النبيون، وشفع المؤمنون، ولم يبق إلا أرحم الراحمين (وفي لفظ: وبقيت شفاعتي)، فيقبض قبضة من النار فيُخرج منها قوما لم يعملوا خيرا قط، قد عادوا حُـمَماً[10]، فيُــلقيهم في نَـهَرٍ في أفواه الجنة يقال له نَـهَـرُ الحياة، فيخرجون كما تخرج الـحِبَّةُ[11] في حَـمِيل السَّيل[12].[13]

وفي حديث جابر رضي الله عنهما قال: يقول الله عز وجل: ... أنا الآن أُخرج بعلمي ورحمتي. قال: فيُخرِجُ أضعافَ ما أخرجوا وأضعافَه، فيُكتبُ في رقابهم «عتقاء الله عز وجل»، ثم يدخلون الجنة، فيُسَمَّون فيها «الــجهنَّميين».[14]

4.     عباد الله، والنوع الرابع من الشفاعات التي ستكون يوم القيامة؛ شفاعة الشُّهداء لإخوانهم المؤمنين، ودليلها حديث المقدام بن مَعْدِ يكرب رضي الله عنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): للشهيد عند الله ست خصال: يُغفر له في أول دَفعةٍ[15]، ويَرى مقــــعده من الجنة، ويُـجار من عذاب القبــر، ويَأمنُ من الفـــزع الأكبر، ويوضعُ على رأسه تاجُ الوقار، الياقوتةُ منها خيرٌ من الدنيا وما فيها، ويُــــزَوَّجُ اثنتين وسبعين زوجةً من الحور العين، ويُشَـــفَّعُ في سبعين من أقاربه.[16]

5.     عباد الله، والنوع الخامس من الشفاعات التي ستكون يوم القيامة؛ شفاعة الأفراط لوالِدِيهم، والفَرَط هو الطفل الذي مات دون البلوغ، ودليلها حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ما من مسلمَين يموت بينهما ثلاثة أولاد لم يبلغوا الـحِنْثَ[17] إلا أدخلهم الله بفضل رحمته إياهم الجنة. قال: يقال لهم: أُدخلوا الجنة. فيقولون: حتى يدخل آباؤنا. فيُقال: ادخلوا الجنة أنتم وآباؤكم.[18]

6.     عباد الله، والنوع السادس من الشفاعات التي ستكون يوم القيامة؛ شفاعة القرآن للمؤمنين، ودليلها حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه، اقرأوا الزَّهراوين؛ البقرة وسورة آل عمران، فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غَــيايتان[19] أو كأنهما فِرْقان من طيرٍ صوافَّ[20]، تُحاجَّان عن أصحابهما.[21]

·   وبعد عباد الله، فهذه ستة أنواع من الشفاعات التي تكون يوم القيامة، يستفيد منها المؤمنون الذين دخلوا النار في الخروج منها، ومن لم يدخل النار في دخول الجنة.

·   بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد، فاتقوا الله عباد الله، واعلموا أن هذه الشفاعات المذكورة لا ينالـها كل أحد، بل من تـحقق فيه شرطا الشفاعة قَــبِل اللهُ الشفاعة فيه، ومن لا فلا، وهذه الشفاعة هي التي تسمى بالشفاعة المثبتة، أي الثابتُ تحققها، وشرطا الشفاعة هما: إذنُ اللهِ للشافعِ أن يشفعَ، ودليل هذا الشرط قوله تعالى ]من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه[‏‏، وقوله تعالى ]ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له[.[22]

والشرط الثاني: رِضى الله عن المشفوع له، ودليل هذا الشـــرط قوله تعالى ]ولا يشفعون إلا لـمن ارتضى[، وقوله تعـالى ]يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمـٰن ورضي له قولا[.

وقد جمع الله هـٰذين الشرطين في قوله تعالى ]وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى[.

ومما يدل على أن الشفاعة لا تكون إلا بعد الرضى عن المشفوع له؛ أن إبراهيم عليه السلام سيشفع لأبيه آزر ولكن لن يَقبلَ اللهُ شفاعتَهُ لكونه من المشركين، مع أن الشافع هو إبراهيم عليه السلام، خليل الرحمـٰن.

معاشر المؤمنين، ومما ينبغي أن يُعلمَ أنَّ رِضى الله عن العبدِ لا يكون إلا بتحقيق التوحيد الذي هو إخلاص العبادات له سبحانه، من صلاة ودعاء وذبح ونذر وغير ذلك، كما قال النبي r لأبي هريرة رضي الله عنه لما سأله: من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟

فقال: أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال «لا إلـٰه إلا الله» خالصا من قلبه، أو نفسه.[23]

وعنه رضي الله عنه، أن النبي r قال: ... وإني اختبأت دعوتي شفاعةً لأمتي يوم القيامة، فهي نائلة، إن شاء الله، من مات من أمتي لم يشرك بالله شيئا.[24]

فهذه الأحاديث ونحوها تدل على اشتراط إخلاص العبادات كلها لله من دعاء وغيره لمن أراد أن يكون ممن سَعِدَ بشفاعة الشفعاء يوم القيامة، أما من وقع في الشرك كدعاء المخلوقين أو الذبح لهم والنذر ونحو ذلك فإنه لن يشفع له أحد ولو فعل ما فعل، وحتى لو شفع له أحد فإن شفاعته لن تُقبل ولو كان الشافع له هو الرسول (صلى الله عليه وسلم)، لأن الشرك من موانع قبول الشفاعة.

·   اللهم ارزقنا شفاعة الشفعاء في الآخرة. اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل. اللهم ارزقنا حبك، وحب كل عمل يقربنا إليك. اللهم إنا ظلمنا أنفسنا ظلما كثيرا، ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لنا مغفرة من عندك، وارحمنا، إنك أنت الغفور الرحيم. رب اغفر لنا ذنوبنا كلها، دِقَّها وجُلَّها، وأولها وآخرها، وعلانيتها وسرها. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. اللهم صل على نبينا محمد وآله وصحبه وسلِّم تسليما كثيرا.

أعد الخطبة: ماجد بن سليمان الرسي، واتس: 00966505906761، في التاسع والعشرين من شهر محرم لعام 1443، وهي منشورة في:

 

www.saaid.net/kutob

https://t.me/jumah_sermons

 



[1] الـمَحْشُ هو احتراق الجلد وظهور العظم. انظر «لسان العرب».
[2] أي ما احترق منهم.
[3] الثعارير: نبات القِـثّاء الصغار، شُبـِّهوا بها لأن القثاء ينمو سريعا، وقيل غيره. انظر «النهاية».
[4] القيراط: معيار في الوزن، يعادل اليوم وزن أربع قمحات. انظر «المعجم الوسيط».
[5] الخردل نبات عشبي، منه بزور يُتبل بها الطعام، واحدتها خردلة، يضرب بها المثل في الصغر. انظر «المعجم الوسيط».
[6] رواه البخاري (6558)، وأحمد (3/325) واللفظ له.
[7] رواه ابن حبان (7378)، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط في تحقيقه عليه: إسناده صحيح على شرط الشيخين.
[8] أي تُـحرَّم أجسام المؤمنين الذين هم من أهل الجنـة على النار فلا يؤذيهم حرها إذا دخلوها لإخراج إخوانهم المؤمنين منها.
[9] رواه البخاري (7439) ومسلم (183)، واللفظ لمسلم.
[10] الـحُـمم هي الفحم، واحدتها حُـممة. انظر «لسان العرب».
[11] الحِــــبَّــــة - بكسر الحاء - بزور البقول وحب الرياحين، بخلاف الحَـبة - بفتح الحاء - فهي الحنطة والشعير ونحوهما. انظر «النهاية».
[12] حميل السيل هو ما يحمله السيل من طين وغثاء. انظر «النهاية».
[13] رواه البخاري (7439)، ومسلم (183) واللفظ له، عن أبي سعيد، وما بين القوسين من لفظ البخاري.
[14] رواه أحمد (3/325)، وصححه محققو «المسند»، وقالوا: إسناده صحيح على شرط مسلم.
[15] أي في أول دفقة من دمه.
[16] رواه الترمذي (1663) وابن ماجه (2799) وأحمد (4/131)، وصححه الألباني في «الجنائز»، ص 50، ط سنة 1412 هـ.
[17] الحنث هو البلوغ.
[18] رواه النسائي (1875)، وأحمد (2/510)، وصححه الألباني في «صحيح الجامع» (5780).
[19] الغمامة معروفة، والغياية هي كلُّ ما أظلّ الإنسانَ فوق رأسه. انظر «النهاية».
[20] فِـرقان أي قطعتان، وصوافُّ جمع صافَّــةٍ، أي باسطاتٌ أجنحتها في الطيران. انظر «المعجم الوسيط».
[21] رواه مسلم (804) وأحمد (5/249).
[22] نصَّ القرآنُ في واحدٍ وعشرينَ موضعا على نفيِ حصولِ الشفاعةِ يوم القيامةِ إلا بإذن الله سبحانه وتعالى، انظر «المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم»، مادة شفع.
[23] رواه البخاري (99) وأحمد (2/373) عن أبي هريرة رضي الله عنه.
[24] رواه الترمذي (3602)، وقال حديث حسن صحيح.

المرفقات

1703131198_‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏خطبة مختصرة في الإيمان باليوم الآخر- جزء 7.docx

1703131198_‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏خطبة مختصرة في الإيمان باليوم الآخر- جزء 7.pdf

المشاهدات 287 | التعليقات 0