الإعلام تحت سيطرة التغريبيين // أ.منذر الأسعد

احمد ابوبكر
1437/01/04 - 2015/10/17 13:45PM
[align=justify]من أكثر أكاذيب التغريبيين شيوعاً، دفاعهم المشبوه عن حرية الرأي، فعندما تنهض الأمة لمنع الطعن البذيء في مقدساتها، أو لوضع ضوابط تمنع السفهاء من شتم رموز المسلمين، يرفع التغريبيون عقيرتهم: يا لثارات حرية الرأي.

لكنهم عندما يمسكون بتلابيب الإعلام في بلد أو فضائية أو مطبوعة، فلن تجد إلا آراءهم الفجة وأباطيلهم، فلا فرصة للرأي المخالف الذي صدّعوا رؤوسنا بتقديسهم المزعوم لحقه المطلق في النشر.

المنع والقمع
قبل يومين، أغلقت الأجهزة الأمنية في الجزائر قناة محلية فضائية، بتهمة الإساءة إلى رئيس الجمهورية عبد العزيز بو تفليقة، بحسب ادعاءات المصادر الرسمية.

فقد اقتحم رجال أمن جزائريين صباح يوم أمس الاثنين مقرّ قناة الوطن الخاصة، آمرين بإغلاقها بتعليمات مباشرة من أحد الولاة المنتدبين، حسب ما أكده موقع القناة في آخر خبر ينشره، قبل أن يتوقف الموقع عن التحديث.

وأكدت وكالة الأنباء الجزائرية خبر إغلاق القناة، إذ نقلت أن وزارة الاتصال طلبت من والي العاصمة الجزائرية إغلاق مقرات القناة وحجز معداتها، بدعوى أنها "تنشط بطريقة غير قانونية وتبث مضامين تحريضية تمسّ برموز الدولة، وتخالف أحكام المادة 20 من القانون المتعلّق بالنشاط السمعي-البصري، بما أنها لا تتوفر على ترخيص مسبق".

وتحدث مسؤول بقناة الوطن الموقوفة، لجريدة الشروق الجزائرية، عن أن قوات الأمن اقتحمت المقر وباشرت غلقه ومنعت الصحفيين من الدخول، نافيًا ما تردد عن ممارسة نشاط غير شرعي بالقول: "نحن قناة وطنية تنشط منذ سنتين ولم يتعرّض لنا أحد".

وكان وزير الاتصال حميد قرين قد أعلن قبل أيام، قرار وزارته رفع دعوى قضائية ضد قناة الوطن الخاصة بتهمة "المس برموز الدولة"، وذلك بعدما استضافت في وقت سابق مؤسس التنظيم المنحل "الجيش الإسلامي للإنقاذ" مدني مزراق.

فبالرغم من عدم استقلال القضاء في بلدان الاستبداد، فإن وزير النظام الجزائري لم يحترم الدعوى التي رفعها، ولم ينتظر القضاء ليفصل فيها.

ومن مضحكات القوم، أنهم يقفلون وسائل إعلام عملت سنين عدداً، عندما يصدر منها ما يعكّر مزاج الطاغية، ثم يزعمون أنها كانت تعمل من دون ترخيص!!

وكلنا نذكر المشهد التأسيسي لانقلاب مصر سنة 2013م، حيث أغلقت سلطات الاستخبارات 16 قناة دفعة واحدة، في اللحظات الأولى!!

أبواق الدجل والتبرير
عندما تقع انتهاكات صارخة كهذه لأبجديات حرية التعبير، يصاب التغريبيون بالعمى والصمم والخرس! بل إن هذا هو سلوك "الأقل سوءاً بينهم"!! وأما سدنة الظلم وأذيال الطاغوت الكبار، فيأبون إلا أن يكون لهم نصيب من التطبيل للبطش بزملاء مهنتهم، فلا يكتفون بتبرير القمع والتنكيل، وإنما يحضّون النظام الديكتاتوري على إيقاع مزيد من تكميم الأفواه.

ولا ينسى المرء مقاطع انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي منسوخة من فضائيات التغريبيين المهووسة بالبطش والقمع، يمارس فيها المذيع دور المخبر الرخيص على الهواء!!

إن رصدي لسلوك القوم يزيدني اقتناعاً يوماً بعد يوم، أن من المستحيل عليهم أن يكونوا صادقين مع أنفسهم، فهم يدركون أنه لا سبيل لبقائهم إلا مسلحين بقوة محتل أجنبي –كذلك كان أسلافهم قبل 100 سنة- أو قوة طاغية محلي يعمل وكيلاً للعدو الأجنبي!
[/align]
المشاهدات 559 | التعليقات 0