الإعراض عن حكم الله وشرعه، ووصفه بما لا يليق
مشاري بن محمد
1436/08/04 - 2015/05/22 02:43AM
إن الحمدَ لله رب العالمين، نحمده ونستعينه ونستغفره
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
بلغَّ الرسالةَ ونصحَ الأمةَ وجاهدَ في الله حتى أتاه اليقين تركنا على المحجةِ البيضاءِ ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك
أما بعد:
فيا عبادَ الله اتقوا اللهَ حقَ تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ...
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا @ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)
عبادَ الله:
إن من عظم حق الله وجلاله أن نهى المؤمنين أن يقترحوا في دين الله قبل أن ينزل شرعه فقال: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)
فكيف برد أحكامه؟ !
وكيف بوصف شرعه بما لا يليق؟ !
سبحان الله، سبحان الله، سبحان الله
ولقد جاء النداء للمؤمنين تذكيرا بعظم منزلة السنة وعظم منزلة رسول الله صلى الله عليه وسلم : (يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي)، إنه مجرد رفع صوت ليس عليه بل عنده! ،فأما رفع الصوت عليه فهي أشد وأنكى...
قال الله: (وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ )
أي لا تحدثوه كما تحدثوا غيره؛ بل تذكروا أنه رسولٌ لله فاحترموه احتراما لا يُحترمُ أحدٌ مثله...
ثم بعد هذا التنبيه جاء التحذير بــ:(ٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشعرون)
عن أبي مليكة ـ رضي الله عنه ـ قال: " كادَ الخيران أن يهلكا "
وهما هما! أبو بكر وعمر؛ حين ارتفعت أصواتهما في حوار بسيط من أمام النبي صلى الله عليه وسلم ...
"كادَ الخيران أن يهلكا" فما بالكم بغيرهما من المؤمنين، أبو بكر الصديق صاحب الهجرة إذ هما في الغار ،وعمر الفاروق الذي أعز الله به أهل الإسلام إذ قالوا مازلنا أعزة منذ أسلم عمر!
فهما شيخي معركة بدر الذين قد غفر لهم؛ ومع هذا القدر العظيم والشرف كادا أن يهلكا!
وهو مجرد رفع صوت ،فما ظنكم بغيرهما، وما ظنكم بما هو أعظم من رفع الصوت من استهزاء وسخرية وإعراض وهمز ولمز
لا إله إلا الله ،
كادت أن تحبط أعمال أعظم رجلين ، وقد ألحق بعض العلماء برفع الصوت على النبي بعد موته رفع الصوت عند قبره أو في المساجد أو عند سماع حديثه صلى الله عليه وسلم ...
عباد الله قال الله:
( أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشعرون)
إذا كان حبوط العمل قد يحصل والإنسان لا يشعر،كان يتوجب عليه أن يخاف ويحذر من ذنوبه،فإذا كانت الرسالة هذه للصحابة وأن عملهم قد يحبط وهم لا يشعرون فغيرهم أولى والله المستعان...
" رب كلمة لا يلقي لها بالا تهوي بصاحبها في النار سبعين خريفا "
عبادَ الله:
إذا كان هذا في رفع الصوت فإن السخرية أعظم وأشد يستوي فيها الجاد والهازل المازح والحازم،لا فرق ...
( ... قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ@ لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ...)
"المنافقون في غزوة تبوك لم يستهزءوا بشعائر الإسلام إنما استهزءوا بالقراء، ومع هذا فقد كفرهم الله ولم يعذرهم (لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم)"
ومما يدل على كونهم مؤمنين قوله: (كفرتم بعد إيمانكم)
ولأجل هذا ـ عبادَ الله ـ فإن الساخر بالنبي أو بشيء مما جاء به ـ صلى الله عليه وسلم ـ لا يجالس ولا يُجتمع معه؛ ومن حُبِّ رسول الله بُغض من يسخر به أو يشمت ويتندر، أو يسخر بالمتشبهين به لأجل سنته،والإنكار عليه ورفع أمره لمن بيده كفه وتأديبه ...
وإن من أخطر الجرأة على شرع الله تعالى أن يرد ويوصف بما لايليق في الإعلام؛ إذا لا أرفع صوتا من الإعلام اليوم؛ ولو كانت السخرية بين المرء ونفسه لكانت مهلكة محرقة وهي في الإعلام أضل وأهوى وأزيغ نعوذ بالله من عقوبته ...
عباد الله:
فقد قال الله بعد تحذيره عباده المؤمنين من أن تحبط أعمالهم وهم لا يشعرون:
(إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَىٰ ۚ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ)
هذا حال المؤمنين الصادقين، خضوع لشرع الله وتوقير وإجلال ومن الله المغفرة والأجر العظيم لهم؛ لأدبهم مع شرعه وسنته
وكذلك كان الصحابة بعد نزول تلك الآيات المحذرة لهم من رفع الصوت؛ كذلك كان أبو بكر وعمر ـ رضي الله عنهما ـ كان أحدهم يغض صوته حتى يستفهمه رسول الله صلى الله عليه وسلم ...
و (ِ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَىٰ ۚ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ)
وكذلك من جاهد نفسه على خير وهو خلاف طبعه، فإن أجره أعظم ممن كان له طبع
كُتب إلى عمر ـ رضي الله عنه ـ: "رجلٌ لا يشتهي المعصية ولا يعمل بهاأفضل أم رجل يشتهي المعصية ولا يعمل بها فكتب عمر ـ رضي الله عنه ـ: إن الذين يشتهون المعصية ولا يعملون بها: (ِ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَىٰ ۚ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ)
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ...
الخطبة الثانية:
الحمدُ لله حمدا يليقُ بجلالهِ وعظيمِ سلطانهِ الحمدُ لله حتى يرضى والحمدْ لله إذا رضي والحمدُ لله بعدَ الرضا
وأشهدُ أنَّ محمدا عبدهُ ورسوله بلَّغَ الرسالةَ وأدى الأمانةَ تركنا على المحجةِ البيضاءِ لا يزيغُ عنها إلا هالك
أما بعد :
عباد الله لما حذرَ الله المؤمنين من أن تحبطَ أعمالُهم وهم لا يشعرون؛ وذلك برفع أصواتهم فوق صوت النبيـ،وبعد أن أثنى سبحانهُ على الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله وأن لهم مغفرةً وأجرا عظيما،وهذا من فضل الله سبحانه وكرمه إذا نهى عن شيء ووضع له العقوبة، جازى الممتثلين بالثواب وكريم العطاء ...
بعد هذا ـ يا عباد الله ـ عاتب الله أولئك الذين ينادون رسولَ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من وراء الحجرات ووصف أكثرهم بأنهم لا يعقلون:
(إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ)
إن أكثرهم لا يعقلون وهو مجرد نداء، فكيف بما أعظم من النداء؟
وما هي إلا حجرات يسمع من بداخلها من هو خارجها ولو لم ينادي؛ لا قصور ولا أسوار ولا حُجّاب إنما هي حجرات؛ فأرشد ـ سبحانه ـ إلى الأولى من فعلهم فقال:
(وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّىٰ تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)
وهذا هو الأدب مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن تنتظر حتى يخرج ، أن تقف حتى تعلم سنته وهديه؛ وأن تصدِّق بها إن ثبتت؛ علمت الحكمة أم جهلتها ؛ أدركت الغاية منها أم خفيت ... أما التكذيب بها هوى وجرأة فهي والله المصيبة والرزية والموبقة.
يا عباد الله!
إن الأدب مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عظيم رفيع، وإن الأدبَ مع سنته أدبٌ معه، فمن لم يحترم سنته وحديثه لم يتأدبْ معه؛ والله العاصم وإليه المصير
ولذا حكم العلماء بكفر من سب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أو أعرض عن هديه، أو زعم أن هديا هو أفضل من هديه ...
اللهم احفظ السنتنا أن تطيش أوتزل، واحفظ قلوبنا أن تزيغ أو يطبع عليها...
اللهم أعز الإسلام ...
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
بلغَّ الرسالةَ ونصحَ الأمةَ وجاهدَ في الله حتى أتاه اليقين تركنا على المحجةِ البيضاءِ ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك
أما بعد:
فيا عبادَ الله اتقوا اللهَ حقَ تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ...
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا @ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)
عبادَ الله:
إن من عظم حق الله وجلاله أن نهى المؤمنين أن يقترحوا في دين الله قبل أن ينزل شرعه فقال: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)
فكيف برد أحكامه؟ !
وكيف بوصف شرعه بما لا يليق؟ !
سبحان الله، سبحان الله، سبحان الله
ولقد جاء النداء للمؤمنين تذكيرا بعظم منزلة السنة وعظم منزلة رسول الله صلى الله عليه وسلم : (يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي)، إنه مجرد رفع صوت ليس عليه بل عنده! ،فأما رفع الصوت عليه فهي أشد وأنكى...
قال الله: (وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ )
أي لا تحدثوه كما تحدثوا غيره؛ بل تذكروا أنه رسولٌ لله فاحترموه احتراما لا يُحترمُ أحدٌ مثله...
ثم بعد هذا التنبيه جاء التحذير بــ:(ٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشعرون)
عن أبي مليكة ـ رضي الله عنه ـ قال: " كادَ الخيران أن يهلكا "
وهما هما! أبو بكر وعمر؛ حين ارتفعت أصواتهما في حوار بسيط من أمام النبي صلى الله عليه وسلم ...
"كادَ الخيران أن يهلكا" فما بالكم بغيرهما من المؤمنين، أبو بكر الصديق صاحب الهجرة إذ هما في الغار ،وعمر الفاروق الذي أعز الله به أهل الإسلام إذ قالوا مازلنا أعزة منذ أسلم عمر!
فهما شيخي معركة بدر الذين قد غفر لهم؛ ومع هذا القدر العظيم والشرف كادا أن يهلكا!
وهو مجرد رفع صوت ،فما ظنكم بغيرهما، وما ظنكم بما هو أعظم من رفع الصوت من استهزاء وسخرية وإعراض وهمز ولمز
لا إله إلا الله ،
كادت أن تحبط أعمال أعظم رجلين ، وقد ألحق بعض العلماء برفع الصوت على النبي بعد موته رفع الصوت عند قبره أو في المساجد أو عند سماع حديثه صلى الله عليه وسلم ...
عباد الله قال الله:
( أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشعرون)
إذا كان حبوط العمل قد يحصل والإنسان لا يشعر،كان يتوجب عليه أن يخاف ويحذر من ذنوبه،فإذا كانت الرسالة هذه للصحابة وأن عملهم قد يحبط وهم لا يشعرون فغيرهم أولى والله المستعان...
" رب كلمة لا يلقي لها بالا تهوي بصاحبها في النار سبعين خريفا "
عبادَ الله:
إذا كان هذا في رفع الصوت فإن السخرية أعظم وأشد يستوي فيها الجاد والهازل المازح والحازم،لا فرق ...
( ... قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ@ لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ...)
"المنافقون في غزوة تبوك لم يستهزءوا بشعائر الإسلام إنما استهزءوا بالقراء، ومع هذا فقد كفرهم الله ولم يعذرهم (لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم)"
ومما يدل على كونهم مؤمنين قوله: (كفرتم بعد إيمانكم)
ولأجل هذا ـ عبادَ الله ـ فإن الساخر بالنبي أو بشيء مما جاء به ـ صلى الله عليه وسلم ـ لا يجالس ولا يُجتمع معه؛ ومن حُبِّ رسول الله بُغض من يسخر به أو يشمت ويتندر، أو يسخر بالمتشبهين به لأجل سنته،والإنكار عليه ورفع أمره لمن بيده كفه وتأديبه ...
وإن من أخطر الجرأة على شرع الله تعالى أن يرد ويوصف بما لايليق في الإعلام؛ إذا لا أرفع صوتا من الإعلام اليوم؛ ولو كانت السخرية بين المرء ونفسه لكانت مهلكة محرقة وهي في الإعلام أضل وأهوى وأزيغ نعوذ بالله من عقوبته ...
عباد الله:
فقد قال الله بعد تحذيره عباده المؤمنين من أن تحبط أعمالهم وهم لا يشعرون:
(إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَىٰ ۚ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ)
هذا حال المؤمنين الصادقين، خضوع لشرع الله وتوقير وإجلال ومن الله المغفرة والأجر العظيم لهم؛ لأدبهم مع شرعه وسنته
وكذلك كان الصحابة بعد نزول تلك الآيات المحذرة لهم من رفع الصوت؛ كذلك كان أبو بكر وعمر ـ رضي الله عنهما ـ كان أحدهم يغض صوته حتى يستفهمه رسول الله صلى الله عليه وسلم ...
و (ِ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَىٰ ۚ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ)
وكذلك من جاهد نفسه على خير وهو خلاف طبعه، فإن أجره أعظم ممن كان له طبع
كُتب إلى عمر ـ رضي الله عنه ـ: "رجلٌ لا يشتهي المعصية ولا يعمل بهاأفضل أم رجل يشتهي المعصية ولا يعمل بها فكتب عمر ـ رضي الله عنه ـ: إن الذين يشتهون المعصية ولا يعملون بها: (ِ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَىٰ ۚ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ)
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ...
الخطبة الثانية:
الحمدُ لله حمدا يليقُ بجلالهِ وعظيمِ سلطانهِ الحمدُ لله حتى يرضى والحمدْ لله إذا رضي والحمدُ لله بعدَ الرضا
وأشهدُ أنَّ محمدا عبدهُ ورسوله بلَّغَ الرسالةَ وأدى الأمانةَ تركنا على المحجةِ البيضاءِ لا يزيغُ عنها إلا هالك
أما بعد :
عباد الله لما حذرَ الله المؤمنين من أن تحبطَ أعمالُهم وهم لا يشعرون؛ وذلك برفع أصواتهم فوق صوت النبيـ،وبعد أن أثنى سبحانهُ على الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله وأن لهم مغفرةً وأجرا عظيما،وهذا من فضل الله سبحانه وكرمه إذا نهى عن شيء ووضع له العقوبة، جازى الممتثلين بالثواب وكريم العطاء ...
بعد هذا ـ يا عباد الله ـ عاتب الله أولئك الذين ينادون رسولَ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من وراء الحجرات ووصف أكثرهم بأنهم لا يعقلون:
(إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ)
إن أكثرهم لا يعقلون وهو مجرد نداء، فكيف بما أعظم من النداء؟
وما هي إلا حجرات يسمع من بداخلها من هو خارجها ولو لم ينادي؛ لا قصور ولا أسوار ولا حُجّاب إنما هي حجرات؛ فأرشد ـ سبحانه ـ إلى الأولى من فعلهم فقال:
(وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّىٰ تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)
وهذا هو الأدب مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن تنتظر حتى يخرج ، أن تقف حتى تعلم سنته وهديه؛ وأن تصدِّق بها إن ثبتت؛ علمت الحكمة أم جهلتها ؛ أدركت الغاية منها أم خفيت ... أما التكذيب بها هوى وجرأة فهي والله المصيبة والرزية والموبقة.
يا عباد الله!
إن الأدب مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عظيم رفيع، وإن الأدبَ مع سنته أدبٌ معه، فمن لم يحترم سنته وحديثه لم يتأدبْ معه؛ والله العاصم وإليه المصير
ولذا حكم العلماء بكفر من سب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أو أعرض عن هديه، أو زعم أن هديا هو أفضل من هديه ...
اللهم احفظ السنتنا أن تطيش أوتزل، واحفظ قلوبنا أن تزيغ أو يطبع عليها...
اللهم أعز الإسلام ...
مشاري بن محمد
أرجو من الإخوة حذف هذه
لأن التكرار جاء بالخطأ فالإضافة عبر تطبيق الجوال
تعديل التعليق