الإصابة في بيان منزلة ومكانة الصحابة

الشيخ السيد مراد سلامة
1440/10/09 - 2019/06/12 18:04PM
الإصابة في بيان منزلة ومكانة الصحابة
للشيخ السيد مراد سلامة
Smiley face

الخطبة الأولى

أمة الحبيب الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم-

نعيش في هذا اليوم الطيب الميمون مع خيرة خلق الله تعالى من خلقه بعد الأنبياء والمرسلين إنهم أصحاب النبي الأمين من اصطفاهم الله تعالى لصحبة نبيه و نصرة دينه و حملة شريعته -رضي الله عنهم أجمعين -

قل خير قول في الصحابة كلهم ...   ولاتك طعانا تعيب وتجرح
فقد نطق الوحي المبين بفضلهم ...   وفي الفتح أي للصحابة تمدح
أولئك قوم قد عفا الله عنهم ...        فأحببهم فإنك تفرح

فما هي منزلة الصحابة؟

وما حكم من سب أو نال أحدا منهم بسوء؟

أعيروني القلوب والأسماع فإن هذا الأمر من الأهمية بمكان

العنصر الأول: التعريف بالصحابة

عباد الله ذكر الإمام القسطلاني-رحمه الله-: أن الصحابي هو من صحب النبي -صلى الله عليه وسلم -من المسلمين أو رآه ولو ساعة وهو مؤمن به ومات على ذلك. قال رحمه الله تعالى: والصحابة ثلاثة أصناف:

 الأول: المهاجرون.

الثاني: الأنصار.

الثالث: من أسلم يوم الفتح. قال ابن الأثير في جامع الأصول: والمهاجرون أفضل من الأنصار، وهذا على سبيل الإجمال. وأما على سبيل التفصيل فإن جماعة من سباق الأنصار أفضل من جماعة من متأخري المهاجرين، وإنما سباق المهاجرين أفضل من سباق الأنصار. ثم هم بعد ذلك متفاوتون، فرب متأخر في الإسلام أفضل من متقدم عليه مثل عمر بن الخطاب وبلال بن أبي رباح. ([1])

العنصر الثاني: فضائل الصحابة في القرآن الكريم:

وحُبُّ أَصحَابِ النَّبيِّ فَرْضُ ...ومَدْحُهُم تَزَلُّفٌ وقَرْضُ

ولو ذكرنا ما روي في حقوق القرابة وحقوق الصحابة لطال المقام ولكن نقتطف من بستان فضلهم زهرات لنعلم مكانتهم عند رب الأرض والسماوات " فإن دلائل هذا كثيرة من الكتاب والسنة. ولهذا اتفق أهل السنة والجماعة على رعاية حقوق الصحابة والقرابة وتبرءوا من الناصبة الذين يكفرون علي بن أبي طالب ويفسقونه([2]) .

وقال الإمام الغزالي: وقد ورد في الثناء على جميعهم آيات وأخبار كثيرة، وإنما يدرك دقائق الفضل والترتيب فيه، المشاهدون للوحي والتنزيل بقرائن الأحوال ودقائق التفصيل، فلولا فهمهم ذلك لما رتبوا الأمر كذلك، إذ كانوا لا تأخذهم في الله لومة لائم، ولا يصرفهم عن الحق صارف([3]) .

 وإليكم عباد الله طرفا من تلك الفضائل :

أولا: أصحاب النبي –صلى الله عليه وسلم-صفوت الله من خلقة

قال الله تعالى: [كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ] آل عمران 110.

يقول القرطبي – رحمه الله - أن الخطاب في هذه الآية موجه لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم خاصة، وهذا لا شك يدل على فضلهم ومكانتهم، قال حبر الأمة وترجمان القرآن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: [كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ] قال: هم الذي هاجروا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة وشهدوا بدراً والحديبية([4]) .

قال الإمام أبو حيان: والظاهر أن الخطاب هو لمن وقع الخطاب له أولا وهم: أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتكون الإشارة بقوله: أمة - إلى أمة معينة وهي أمة محمد صلى الله عليه وسلم، فالصحابة هم خيرها ([5]) .

وقال الإمام ابن الصلاح: وقيل: اتفق المفسرون على أنه وارد في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم([6]) .

ثانيا: أن الله تعالى أثني عليهم في التوراة والإنجيل:

أمة الإسلام لقد أثنى الله تعالى على أصحاب النبي –صلى الله عليه وسلم- في الكتب السماوية و ضرب لهم أروع الأمثال فقال الكبير المتعال::{مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْأِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً} الفتح 29

عن ابن عباس قوله «إن نعتهم مكتوب في التوراة والإنجيل قبل أن تخلق السموات والأرض» وعن قتادة قوله «إنه مكتوب في الإنجيل: يخرج قوم ينبتون نبات الزرع فيكونون قليلا ثم يزدادون ويكثرون يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر». ومما رواه المفسرون عن أهل التأويل أيضا أن الصفات جميعها في صفاتهم المذكورة في التوراة والإنجيل. ([7])

وقال الإمام مالك: بلغني أن النصارى كانوا إذا رأوا الصحابة -رضي الله عنهم- الذين فتحوا الشام يقولون: والله لهؤلاء خير من الحواريين فيما بلغنا.

قال الإمام ابن كثير: وصدقوا في ذلك فإن هذه الأمة معظمة في الكتب المتقدمة وأعظمها وأفضلها، أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد نوّه الله تعالى بذكرهم في الكتب المنزلة والأخبار المتداولة ([8]).

ثالثا: أن الله – تعالى وعدهم الحسنى

إن الله تعالى بفضله ورحمته، وعدهم الحسنى، وشهد لهم بِها، والله سبحانه لا يخلف الميعاد، فقال سبحانه: {وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} الحديد 10

قال العلامة السعدي: وهذا يدل على فضل الصحابة كلهم رضي الله عنهم حيث شهد الله لهم بالإيمان ووعدهم الجنة([9]) .

رابعا: أن الله تعالى زكاهم وصفهم بالصدق

 ومن كريم فضائلهم ان الله تعالى زكاهم ووصفهم بالصدق فقال سبحانه: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا } [الأحزاب: 23]فوصفهم بالصدق، وهذا يشمل الصدق في الإيمان والصدق في مواقف التضحية، وهي شهادة عظيمة للصحابة الكرام بصدق القول والعمل .

خامسا: أن الله تعالى رضي عنهم:

ولقد نال الصحب الكرام رضى رب الأنام فقال -جل ذكره -قال تعالى: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا } [الفتح: 18] وهذا إعلان رضا من الله سبحانه عن الصحابة الكرام ممن بايع النبي - صلى الله عليه وسلم - بيعة الرضوان، بأنه سبحانه علم صدق قلوبهم، وثباتها على الإيمان فأثابهم على صبرهم، ووعدهم فتح مكة في القريب العاجل .

العنصر الثالث منزلة الصحابة في السنة

وللسحاية أيها الأحباب منزلة عظيمة في السنة النبوية ومكانة سامية نذكر منها:

أولا أنهم خير القرون: الصحابة هم صفوته سبحانه من خلقه بعد الأنبياء والمرسلين فهم قوم اختصهم الله تعالى لصحبة نبيه ولنصرة دينه ولحمل رسالته  عن عمران بن حصين أن النبي {صلى الله عليه وسلم} قال خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم قال عمران فلا أدري أذكر بعد قرنه قرنين أو ثلاثة ثم إن بعدهم قوماً يشهدون ولا يستشهدون ويخونون ولا يؤتمنون وينذرون ولا يفون ويظهر فيهم السمن وعند مسلم عن زرارة بن أوفى عن عمران بن حصين نحوه زاد في حديث هشام عن قتادة ويحلفون ولا يستحلفون([10])

قال الحافظ ابن حجر: واستدل بِهذا الحديث على تعديل أهل القرون الثلاثة، وإن تفاوتت منازلهم في الفضل، وهذا محمول على الغالب والأكثرية، فقد وجد فيمن بعد الصحابة من القرنين من وجدت فيه الصفات المذكورة المذمومة لكن بقلة، بخلاف من بعد القرون الثلاثة، فإن ذلك كثر فيهم واشتهر ([11]) .

قال بعض العلماء: وإنما كانوا خير القرون بشهادة الله تعالى ورسوله عليه الصلاة والسلام لهم بكل فضيلة من الإخلاص والصدق والتقوى، والشدة في الدين، والرحمة على المؤمنين ونصرة الله ورسوله والجهاد في سبيل وبذل النفوس والأموال، وبيعها من الله تعالى، وإيثارهم على أنفسهم، وكونهم خير أمة أخرجت للناس، وقد رضي الله عنهم ورضوا عنه والحائزين على الفوز والفلاح والبشارة بأعلى الجنان، وجوار الرحمن إلى غير ذلك.

ومدح الله تعالى لا يتبدل، ووعده لا يُخلف ولا يتحول، إذ هو سبحانه المطلع على عواقب الأمور، والعالم بخائنة الأعين وما تخفي الصدور، فلا يمدح عز وجل إلا من سبقت له منه الحسنى، وكان ممدوحاً في الآخرة والأولى

ثالثا: أن من أحبهم فقد أحب النبي ومن أبغضهم فقد أبغض النبي

أخرج الإمام الترمذي من حديث عبد الله بن مغفل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اللهَ الله في أصحابي، لا تتخذوهم عرضاً بعدي، فمن أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم ومن آذاهم فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله، ومن آذى الله فيوشك أن يأخذه) ([12]) .

قال العلامة المباركفوري: قوله (اللهَ الله) بالنصب فيهما: أي اتقوا الله، ثم اتقوا الله (في أصحابي): أي في حقهم، والمعنى: لا تنقصوا من حقهم ولا تسبوهم، أو التقدير: أذكركم الله، ثم أنشدكم في حق أصحابي، وتعظيمهم وتوقيرهم ([13]).

رابعا: أن طاعتهم أفضل من طاعة غيرهم :

وأخرج الشيخان من حديث أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تسبوا أصحابي، فو الذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه) ([14])

قال الإمام الخطابي: والمعنى: أن جهد المقل منهم، واليسير من النفقة الذي أنفقوه في سبيل الله مع شدة العيش والضيق الذي كانوا فيه أوفى عند الله وأزكى من الكثير الذي ينفقه من بعدهم ([15]).

خامسا: أن محبتهم من الإيمان وبغضهم من النفاق:

فلا يحبهم إلا مؤمن تقي ولا يبغضهم إلا منافق شقي عن انس رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (آية الإيمان حب الأنصار، وآية النفاق بغض الأنصار) ([16])

عن البراء عن النبي {صلى الله عليه وسلم} أنه قال في الأنصار لا يحبهم إلا مؤمنٌ ولا يبغضهم إلا منافقٌ من أحبهم أحبه الله ومن أبغضهم أبغضه الله([17]).

سادسا: الصحابة كالنجوم: فهم أعلام الهدى ومصابيح الدجى

عن أبي موسى الأشعري، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:(النجوم أمَنةٌ للسماء، فإذا ذهبت النجوم أتى أهل السماء ما يوعدون، وأنا أمَنَةٌ لأصحابي، فإذا ذهبت أنا أتى أصحابي ما يُوعَدُون،وأصحابي أمَنَةٌ لأمتي، فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يُوعَدُون) ([18])

(فإذا ذهبت أنا أتى أصحابي ما يوعدون) . أي: من الفتن والمخالفات والمحن (وأصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي) أي: جميعهم (أتى أمتي ما يوعدون) أي: من ذهاب أهل الخير، ومجيء أهل الشر وقيام الساعة عليهم. قال في (النهاية) : والإشارة في الجملة إلى مجيء الشر عند ذهاب أهل الخير، فإنه - صلى الله عليه وسلم - لما كان بين أظهرهم كان يبين لهم ما يختلفون فيه، فلما توفي وجالت الآراء، واختلفت الأهواء كان أصحابه يسندون الأمر إليه - صلى الله عليه وسلم - في قول أو فعل أو دلالة حال، فلما فقدوا قلت الأنوار وقويت الظلم، وكذلك حال السماء عند ذهاب النجوم. قلت: ولهذا قال - صلى الله عليه وسلم -: ( «أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم» ) . (رواه مسلم) ([19]).

العنصر الثالث سبّ الصحابة رضي الله عنهم

أمة الإسلام في الفترة الأخيرة حيث المروق و حيث ظهر المنافقون الجدد و طلوا على الناس عبر الفضائيات رأينا خنازير حقيرة و كلابا عاوية تحاول النيل من أصحاب النبي – صلى الله عليه و سلم- فوجهوا سهامهم المسمومة و اظهروا أحقادهم المدفونة عبر برامجهم العفنة و كل ذلك على مسمع و مرئ من العلماء و الحكام و الأمراء في حرية للكفر لا للفكر و حرية للطعن على خير ثلة خلقها الله تعالى

إذا عيّر الطائيَ بالبخلِ مادرٌ *** وعيّر قسّاً بالفهاهة باقلُ

وقال الدجى للشمس: أنتِ كسيفةٌ *** وقال السهى للبدر وجهك حائلُ

وطاولت الأرض السماء سفاهة *** ونافست النجم الحصى والجنادلُ

فيا موت زر إن الحياة ذميمةٌ *** ويا نفس جدي إن دهرك هازلُ

لذا عباد الله لابد أن تعلموا حكم من سب الصحابة أو نال من أحد منهم بسوء

لقد نهى رسول الله –صلى الله عليه وسلم-امته أن يسبوا أصحابه

وأخرج الشيخان من حديث أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تسبوا أصحابي، فو الذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه)

وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من سبّ أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين) ([20]).

وروى ابن بطة بإسناد صحيح عن ابن عباس قال: لا تسبوا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، فلمقام أحدهم ساعة، يعني مع النبي صلى الله عليه وسلم خير من عمل أحدكم أربعين سنة([21]) .

أقول هذا القول، وأستغفر الله العظيم الكريم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب؛ فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما.

أما بعد:

العنصر الخامس غضب الكائنات على من سب صحابة خير المخلوقات

أحباب رسول الله –صلى الله عليه وسلم-إن الله سبحانه وتعالى  الذي اختار أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم لصحبته وه الذي تكفل بحمايتهم و بالذود عن أعراضهم و عقوبة من نال من مكانتهم و الأن نقف مع غضب الكائنات على من سب صحابة خير المخلوقات

سود الله وجهه وجعله في الناس آية

أخرج الإمام اللالكائي بسنده قال: حدثنا علي بن زيد أن سعيد بن المسيب قال له: مرّ غلامك فلينظر إلى وجه هذا الرجل، قلت له: أنت تكفيني أخبرني عنه فقال: إن هذا الرجل قد سوّد الله وجهه، كان يقع في علي وطلحة والزبير، فجعلت أنْهاه، فجعل لا ينتهي، فقلت: اللهم إن كنت تعلم أنّه قد كانت لهم سوابق وقدم، فإن كان مسخطاً لك ما يقول: فأرني به آية، واجعله آية للناس، فسوّد الله وجهه ([22])

قتله معاوية

قال بعض السلف: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ومعاوية، إذ جاء رجل فقال عمر: يا رسول الله: هذا ينتقصني، فكأنه انتهره رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله: إني لا انتقص هؤلاء، ولكن هذا - يعني - معاوية، فقال: ويلك، أوليس هو من أصحابي؟ قالها ثلاثاً، ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم حربة فناولها معاوية فقال: جابها في لبته فضربه بها، وانتبهت فبكرت إلى منزلي فإذا ذلك الرجل قد أصابته الذبحة من الليل ومات، وهو راشد الكندي([23])

حول الله وجهه وجه خنزير

قال أحمد بن سليمان بن عبد السيد الخليلي: كنا بمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم نحواً من أربعة فقراء، فكنا نسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى صاحبيه، فسمعنا رجل من أهل المدينة فدعانا إلى بيته فمضينا معه، ونحن نظن أنّه يطعمنا شيئاً، فلما دخلنا أغلق الباب وضربنا ضرباً كثيراً حتى كسر مرفقي، فخرجنا ومضينا إلى نخل حمزة فقعدنا هناك، فإذا شاب قد جاءنا فقال: يا فقراء هل يحسن أحد منكم يغسل الميت، فقلت له: نعم قال تعالوا، ثم جاء بنا إلى دار الرجل الذي ضربنا فقال: إن هذا أبي هو الذي ضربكم، وقد مات فغسلوه، وأعلمكم أني رجعت عن مذهبه، قال: فكشفنا عن وجهه فإذا هو وجه خنزير، قال فغسلته وكفنته([24])

مسخه الله خنزيرا

وذكر الإمام اللالكائي بسنده: أن رجلاً كان يسب أبا بكر وعمر، وكان قد صحبنا في سفر فنهيناه فلم ينته، فقلنا له: اجتنبنا، ففعل فلما أردنا الرجوع تذممنا فقلنا: لو صحبنا حتى نرجع، فلقينا غلامه فقلنا له: قل لمولاك يرجع إلينا فقال: إنه قد حدث بي أمر عظيم، فأخرج ذراعيه فإذا هما ذراعي خنزير، فتحول إلينا فكان معنا حتى انتهينا إلى قرية كثيرة الخنازير، فلما رآها صاح صياح الخنازير، فوثب من دابته فإذا هو خنزير، فاختلط مع الخنازير، فلم نعرفه، فجئنا بمتاعه وغلامه إلى الكوفة ([25])

أرسل الله تعالى عليه النحل فقتله

قال أبو الحباب: كنا في غزاة في البحر وقائدنا / موسى بن كعب، ومعنا في المركب، رجل من أهل الكوفة فأقبل يشتم أبا بكر وعمر، فزجرناه فلم ينزجر، ونهيناه فلم ينته، فأرسينا إلى جزيرة في البحر، فتفرقنا فيها نتأهب لصلاة الظهر، فأتانا صاحب لنا فقال: أدركوا أبا الحجاج فقد أكلته النحل، قال أبو الحباب: فحفرنا له لندفنه فاستوعرت علينا الأرض، قال: صليت فلم نقدر على أن نحفر له، فألقينا عليه ورق الشجر والحجارة وتركناه.

وزاد ابن منيع في حديثه قال خلف: وكان صاحب لنا يبول فوقعت نحلة على ذكره فلم تضره فعلمنا، ها كانت مأمورة ([26])

الدعاء .............................................

 

 

[1] - الأساليب البديعة في فضل الصحابة وإقناع الشيعة (ص: 9)

[2] - مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية (28/ 492)

[3] - الغزالي: إحياء علوم الدين: 1/ 115

[4] - القرطبي: الجامع لأحكام القرآن: 4/ 166

[5] - البحر المحيط في التفسير: دار الفكر 1412هـ (3/ 399)

[6] - التقييد والإيضاح لما أطلق وأغلق من مقدمة ابن الصلاح: مؤسسة الكتب العلمية ط 2/ 1413هـ، (286)

[7] - التفسير الحديث (8/ 616

[8] - تفسير ابن كثير-ط دار طيبة (7/ 362)

[9] - تيسير الكريم الرحمن 779

[10] -) أخرجه البخاري في صحيحه في كتاب فضائل الصحابة: باب فضل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم (3650)

[11] - فتح الباري: 7/ 10

[12] -) أخرجه أحمد (4/87 ، رقم 16849)

[13] - تحفة الأحوذي (10/ 247)

[14] - والبخاري (3/1335 ، رقم 3449) ، ومسلم (4/1962 ، رقم 2532)

[15] - تحفة الأحوذي (10/ 247)

[16] - أخرجه الطيالسى (ص 290 ، رقم 2183) ، وأحمد (3/54 ، رقم 11534)

[17] - انظر: الشَّرح والإبانة لابن بطّة ص160 ـ 162 ، الصَّارم المسلول ص570 ، شرح العقيدة الطّحاويّة ص528 ، الصواعق المحرقة ص318 .

[18] - انظر: تسديد الإصابة فيما شجر بين الصَّحابة ، لذياب الغامدي ، ص86 .

[19] - مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (9/ 3876)

[20] - السنة لأبي بكر بن الخلال (3/ 515) السلسلة الصحيحة - (5/ 446)

[21] -) صحيح ابن ماجة (1/ 32)و فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل (1/ 60)شرح العقيدة الطحاوية: 469

[22] - شرح أصول اعتقاد أهل السنة:: 7/ 1332

[23] - البداية والنهاية: 8/ 133

[24] - النهي عن سب الأصحاب: 35

[25] - شرح أصول اعتقاد أهل السنة: 7/ 1331

[26] -) شرح أصول اعتقاد أهل السنة: 7/ 1330

المرفقات

خطبة-الإصابة-في-بيان-منزلة-ومكانة-الصح

خطبة-الإصابة-في-بيان-منزلة-ومكانة-الصح

المشاهدات 1164 | التعليقات 0