الإشاعات داء خطير يفتك بالأمة - التَّسَتُّرِ التِّجَارِيِّ

محمد البدر
1440/07/21 - 2019/03/28 15:20PM
الْخُطْبَةِ الأُولَى:
عِبَادَ اللَّهِ: قَالَ تَعَالَى :﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ﴾. وَقَالَ تَعَالَى :﴿ وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا﴾.
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : «كَفَى بالمَرْءِ كَذِباً أنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ »رَوَاهُ مُسْلِمٌ  .
عِبَادَ اللَّهِ: لا شك ولا ريب ان الحقد والحسد والعناد والانانية والأطماع وما يشبه ذلك من الرذائل، من أهم أسباب نشر الاشاعات الكاذبة ،واعلموا أن اكثر الناس تعرضاً للإشاعات الكاذبة، هم الرسل صلوات الله وسلامه عليهم، والعلماء الربانيون والمصلحون المخلصون، والانقياء الأصفياء الأخيار، فان الصراع بين الخير والشر باق ما بقي الناس في هذه الحياة.
عِبَادَ اللَّهِ :ينبغي على المسلم أن يحفظ لسانه عن الكلام الذي لا مصلحة فيه ، أو فيه مضرة له ولغيره ، ومن ذلك الإشاعات فإن على المسلم اذا سمعها أن يتثبت ولا يتحدث بها إلا عند الضرورة ، و إذا بلغه عن أخيه شيءٌ سيءٌ أن يكتمه ، وأن لا يشيعه حتى ولو كان صِدقاً ، بل يستر أخاه ويناصحُه فيما بينه وبينه ، كذلك عليه أن يكتم ما يسمع من الأحداث والأخبار والأنباء المفجعة حتى يتثبت ، ولا يُخوِّف بها  الناس ، ولا يروجها بين الناس ،كما يفعل المنافقين ومن في قلبه مرض ، فإنهم يتصيدون الإشاعات ويشيعونها ليُروعوا المسلمين ويخوفوهم وَقَالَ تَعَالَى :﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ﴾.
وإذا كان هذا الخبر فيه خطورة على المسلمين ويحتاج إلى علاج ، فليس علاجه بنشره بين الناس الذين لا يملكون له العلاج ، وإنما هذا يُرجع فيه إلى الكتاب والسنة وإلى أُولي الأمر ،ليعالجوه ويدرؤوا خطره ،قَالَ تَعَالَى :﴿وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً ﴾.
عِبَادَ اللَّهِ:الإشاعات ظاهرة خطيرة انتشرت بين الناس قديماً وحديثاً ساعد من ظهورها وانتشارها الإعلام بكافة وسائله ووسائل التواصل الاجتماعي الحديثة والوات ساب والتويتر والفيس بوك وغيرها لتبثها للناس على أنها بشائر ، وتحذيرات وفوائد فتتلقفها الألسن والقلوب على أنها حقائق والبعض يعيد نشرها بحسن نية وحباً في الخير أو قد ينشرها البعض لأغراض سيئة ودنيئة والعياذ بالله !
عِبَادَ اللَّهِ :فاذا  سمع المسلم الإشاعات فلا يصدقها حتى يطالب بالدليل والبرهان، قَالَ تَعَالَى :﴿ لَّوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ المؤمنون والمؤمنات بِأَنفُسِهِمْ خَيْراً ﴾.فاتقوا الله ولا تنشروا الاشاعات واعلموا أنه لو تُركت هذه الشائعات ولم تذاع  لماتت في مهدها ولم تجد من يحييها.
 
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا...
الْخُطْبَةِ الثَّانِيَةِ:
عِبَادَ اللَّهِ: قَالَ تَعَالَى :﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ﴾  إن الالتزام بالأنظمة واللوائح الرسمية التي وضعتها الدولة وفقها الله من أعظم ما يُدفع به الضرر عن المجتمعات، فالأنظمة تصب في مصلحة الجميع ، فمن الناس من يستقدم أو يأتي بعمال وموظفين فوق حاجته وقد أبرم معهم اتفاقيات ومعاهدات معينة، فيأخذ حاجته منهم ويبيع ما بقي لغرض الكسب المادي والبعض يفتح محلات باسمه لعماله ويشترط أخذ شيء من المال فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :«لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لَا يُبَالِي الْمَرْءُ بِمَا أَخَذَ الْمَالَ أَمِنْ حَلَالٍ أَمْ مِنْ حَرَامٍ »رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
وقد يُغدر بصاحب العمل أو الكفيل ويُحملُ ما لا يَحتمل و يُغرى بالمال والجاه والسفريات والرحلات وما يلبث أن يغادر بعض المكفولين ويترك الكفيل يغرق في دوامة حقوق الناس والديون فيودع في السجن ويعاقب على ذلك لردعه وكل ذلك بسبب عدم الوفاء بالعقود والعهود والاستهتار بالأنظمة والقوانين قَالَ تَعَالَى :﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ ﴾كذلك الثقة الزائدة والطمع في الثراء السريع من كل الطرفين، والجميع لا ينظر إلى المخاطر والسلبيات ولا يهمه مخالفة ولي الأمر ولا العلماء ، لذلك تجده عند أي عارض يُصيبه أو ينكشف أمره يكيل التهم لهذه البلاد ويدعوا عليها.
 الا وصلوا ..
المشاهدات 1365 | التعليقات 0