الإسلام وتكوين المجتمع الأمّة
رشيد بن ابراهيم بوعافية
1434/05/05 - 2013/03/17 06:17AM
[FONT="]خطبة الجمعة : الإسلام وبناء المجتمع الأمّة ! [/FONT][FONT="] 03 جمادى أولى 1434هـ/15/03/2013م[/FONT]
[FONT="]الاستفتاح بخطبة الحاجة،ثم أما بعد[/FONT][FONT="] : حديثنا اليوم - معشر المؤمنين- حول صفةٍ متى ما وُجدت في المجتمع المسلمِ كان ذلك علامةً على الصلاح والفلاح و الخير فيه ، ومتى ما فُقِدت منه ومن أفرادِهِ كان ذلكَ سببًا في استحقاقِ المصائبِ والآفات ، والمشاكِلِ و الأزمات : إنّها صفةُ الترابُطِ والتلاحُمِ : [/FONT]
[FONT="] إذا رأيتَ أفرادَ تجمّعٍ مسلم متماسكينَ متلاحِمين ، ينظُرونَ إلى أنفسِهم على أنّهم يدٌ واحدةٌ على من سواهم، ويعتقدونَ أنّهم تتكافأُ دِماؤُهم وأموالُهم و أعراضُهم ، إذا مُسَّ مالُ فلانٍ فكأنّما مُسَّ مالي ، وإذا مُسَّ عِرضُهُ فكأنّه عرضِي ، وإذا أحدقَ خطرٌ بدَمِهِ فإنّما يُحدِقُ في الحقيقةِ بدَمي ، إذا وجدتَ أفرادَ تجمّعٍ مسلمٍ يفكّرون هكذا فاعلم أنَّهم يستحقّون لقبَ مجتمعٍ و أمّة ، وقلّما يستطيع العدُوُّ اختراقَهم أو القضاءَ عليهم ! [/FONT]
[FONT="] وإذا رأيتَ أفرادَ تجمّعٍ مسلم يعتقدون أنَّهُ بإمكانهم أن يعيشَ كلُّ واحدٍ منهم في مجتمعٍ واحدٍ و لكن كلُّ فردٍ و كلُّ أسرةٍ كأنَّها في جزيرةٍ منفصلةٍ لا يربطُها بالجزيرة الأخرى أيُّ رباط ولا يجبُ عليها تجاهَها أيُّ واجب ؛ إذا وجدت تجمُّعا يفكّرُ كذلك فاعلم أنَّه تجمُّعٌ لا يستحقُّ لقبَ مجتمع ولا أمَّة ، إنَّما هو " غَاشِي كبير ! " سوف يدفعُ ضريبةَ ذلك التفكير غاليةً صعبة ! . [/FONT]
[FONT="] أيها الإخوةُ في الله : كلُّ من نظرَ في النصوص الشرعيّة علمَ عِلمَ اليقينِ أنَّ الإسلامَ قصدَ إيجادَ المجتمعِ الأمّة الذي يترابَطُ أفرادُهُ و يتلاحمون كما تتلاحمُ وحداتُ البناءِ المرصُوص : [/FONT]
[FONT="] يقول ربنا سبحانه :[/FONT][FONT="][FONT="]][/FONT][/FONT][FONT="] وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [/FONT][FONT="][FONT="][[/FONT][/FONT][FONT="] ( آل عمران104 ) ، أي لتتجمّع وحداتُكم كلُّها على هذا الهدف الأسمى فتشكّل أمَّةً تدعوا إلى الخير وتأمُر به وتنهى عمَّا يُضادُّه ، واعلموا أنَّكم لن تفلِحُوا إلاَّ إذا كنتم كذلك . [/FONT]
[FONT="] لن تفلحوا إذا كنتم لا تأمُرون بالخير ولا يهمُّكم أمرُهُ في المجتمع زاد أم نَقُص ، ولن تفلحوا إذا كنتم ترون المنكر ولا تحرّكون ساكنًا أبدًا بحُجَّةِ أنَّ الأمرَ لا يعنيكم ! [/FONT]
[FONT="] ولن تُفلحوا : ليس معناهُ أنَّكم ستدفعون الثمن في الآخرةِ فحسب ، إنَّما معناه أيضًا ستدفعون ثمن تقاعُسِكم في الدنيا قبل الآخرة و بصُورٍ شتّى من العذاب ، نسأل الله السلامةَ والعافية ! . [/FONT]
[FONT="] و في السنة النبوية الشريفة بيّن النبيُّ [/FONT][FONT="][FONT="]r[/FONT][/FONT][FONT="] بكلّ وضوحٍ صورة المجتمع المسلم و أنَّهُ مجتمعٌ مترابطٌ متلاحمٌ في مشاعره و آلامِهِ وآمالِهِ و في كلّ ما يتعلّقُ به :[/FONT]
[FONT="] فقال [/FONT][FONT="][FONT="]r[/FONT][/FONT][FONT="] :" [/FONT][FONT="]مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسّهر و الحمّى[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]" ( صحيح الجامع : 5849 ) . فانظُر كيف يتألّمُ العضوُ البعيدُ لما يصيبُ عضوًا آخرَ من نفسِ الجسدِ حتّى و إن كان بعيدًا عنه ، لأنَّهما يشتركان في نفسِ الجسد ! ، فكذلكَ المؤمنُ - معشر المؤمنين- : [/FONT]
[FONT="] إذا أصيبَ مالُ أخيهِ أو جارِهِ أو أيِّ مؤمِنٍ من هناك تألمَّ أشدَّ الألم ، وفعلَ ما يمكنُ لئَلاَّ يصابَ أخوه ، ولا يقول : المُهِم أنَّ مالي لم يُمَسَّ بسوء ! . لأنَّ هذا القولَ دليلٌ على عدم وجودِ الإيمانِ في القلب وإلاّ لتألّم ! . [/FONT]
[FONT="] إذا أصيبَ عِرضُ أخيهِ أو جارِهِ أو أختِهِ تألمَّ أشدَّ الألم ، وفعلَ ما يمكنُ لئَلاَّ يصابَ أخوه و أختُه ، ولا يقول : المُهِم أنَّ عِرضي لم يُمَسَّ بسوء ! . لأنَّ هذا القولَ دليلٌ على عدم وجودِ الإيمانِ في القلب وإلاّ لتألّم ! [/FONT]
[FONT="] إذا أصيبَ دمُ أخيهِ أو جارِهِ أو أيِّ مؤمِنٍ من هناك تألمَّ أشدَّ الألم ، وفعلَ ما يمكنُ لئَلاَّ يصابَ أخوه ، ولا يقول : المُهِم أنَّ دمِي لم يُمَسَّ بسوء ! . لأنَّ هذا القولَ دليلٌ على عدم وجودِ الإيمانِ في القلب وإلاّ لتألّم ! . [/FONT]
[FONT="] هكذا ربَّى النبيُّ [/FONT][FONT="][FONT="]r[/FONT][/FONT][FONT="] المجتمعَ الأمَّة وخرجَ به من وَصف الغاشي الكبير ![/FONT][FONT="] . [/FONT]
[FONT="] قال النبي [/FONT][FONT="][FONT="]r[/FONT][/FONT][FONT="] :" [/FONT][FONT="]المسلمون تتكافأ دماؤهم وأموالهم ، ويجير على المسلمين أدناهم ، ويرد على المسلمين أقصاهم ، وهم يد على من سواهم[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]" ( حسن صحيح : سنن ابن ماجه 2685 ) . [/FONT]
[FONT="] و ما أجلّهُ من حديث : فالدَّمُ واحد ، والمالُ واحد ، و أدنى واحدٍ من المسلمين يملكُ حقَّ الحمايةِ و الجِوار لمن لاذَ به ، و إذا أصيبَ من في هذه الجهةِ وجبَ على أقصى واحدٍ في الجهةِ الأخرى الردَّ عنه إن كان مؤمِنًا.[/FONT]
[FONT="] فهل رأيتُم – معشر المؤمنين- صورةَ أمَّةٍ مثلَ هذه الأمَّةِ لو كانت قائمةً بدينها ؟! [/FONT]
[FONT="] [/FONT][FONT="]نسألُ اللهَ السَّلامةَ والعافية،أقول قولي هذا وأستغفرُ اللهَ العظيم لي ولكم من كل ذنب إنهُ هو الغفور الرَّحيم.[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="] [/FONT]
[FONT="]معشر المؤمنين[/FONT][FONT="] :[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الجريمةُ و المُجرِمُ كالذّئبِ الجائعِ لا يأكلُ إلا من الغنمِ القاصية ، يتربّصُ بالفريسةِ و يحسبُ لها ألفَ حساب ، فإذا ما وجدَ الراعي المتيقّظَ الأمين ، ووجدَ القطيعَ مُجتمِعًا متّحِدًا في المرعى لصعبُ عليهِ أمرُ الافتراس ، وعادَ من حيثُ أتى ! . [/FONT]
[FONT="] لو أنَّ المجرمينَ وجدوا الأمَّةَ الحيّة ، و الدّولةَ ذاتِ السيادةِ القويّة ؛ وجدوهُما بالمِرصادِ ؛ لانقطعت آمالُهم في الافتراس و الإفسادِ في الأرض . [/FONT]
[FONT="] تُرى - معشر المؤمنين - : لماذا سَهُلَ على المجرِمين إسالةُ الدّماءِ و انتهاكُ الأعراضِ وسَرِقةُ الأموال و الإفسادُ في الأرض ؟ . //// كيفَ يأتي المجرمُ السفّاحُ أمامَ ثانويّة أو متوسّطة فيسوقُ البنتَ كما تُساقُ النّعجة على مرأى ومسمعٍ من الجميع ؟! [/FONT]
[FONT="] لماذا يكسرُ المجرمُ الآثمُ قُفلَ السيّارة أمامَ الجميع و يسرقُ منها ما يشاءُ ويدعُ ما يشاء على مرأى ومسمعٍ من الجميع ؟! [/FONT]
[FONT="] لماذا يدخُلُ السارقُ الدّار في وضحِ النّهار فيسرقُ ما يشاءُ بكلّ برودةِ أعصاب على مرأى ومسمع الجيرانِ قبل الغُرباء ولا أحدَ يتحرّكُ أو يبلّغُ أو يفعلُ شيئًا ؟! [/FONT]
[FONT="] لماذا تُدخِلُ المرأةُ السافلةُ من تشاءُ في الليل والنّهار على مرأى ومسمعِ الجميع ، ولا أحدَ يحرّكُ ساكنًا أو يبلّغُ أو يكتُبُ أو يفعلُ شيئًا ؟! وعشراتُ الأمورِ مِثلُ هذه ! [/FONT]
[FONT="] الجوابُ بكلّ بساطة : لأنَّ الناسَ صارُوا - للأسف- غاشي كبير لا يستحقُّون عنوانَ مجتمعٍ ولا أمَّة ! . [/FONT]
[FONT="] لأنَّ الناسَ صارُوا للأسف الشديدِ بلا إيمانٍ يرفعُ أو يدفعُ نحو الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ![/FONT]
[FONT="] لأنَّ المساكينَ يظنُّون أنَّه مادامَ الأمرُ لا يعنِيهم - زعموا - ، ولا يمُسُّهُم - زعموا - ؛ فلا داعيَ لتحريكِ ساكنٍ ولا لفتحِ جبهةِ صراع !! [/FONT]
[FONT="] لأنَّ الشيطان أقنَعَهم أنَّهم لن يفعلوا شيئًا ولو كان بعضُهم لبعضٍ ظهيرَا ! . وأخطؤُوا في تصديقِ العدُوّ المُبين ، لأنَّ الأمَّةَ حينَ تُريدُ الحياةَ الكريمةَ حقًّا لن يقفَ في وجهِها طاغٍ من الإنسِ أو باغٍ من الجان ! . [/FONT]
[FONT="] أيها الإخوةُ في الله : [/FONT][FONT="]عُودُوا إلى ربّكم ، فالعَودُ أحمَد ! ، واللهِ لا حياةَ لكم إلاَّ بدِينِكم و بالقيَمِ التي اصطفاها لكُم ربُّكم ! . [/FONT]
[FONT="] عودُوا إلى وصفِ الأمَّةِ الحقّةِ التي تدعوا إلى الخير وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر تعُد عليكم الأقدارُ بالأمانِ و الخيراتِ والسّلامِ والبرَكات[/FONT][FONT="] . . [/FONT]
[FONT="] [/FONT][FONT="]اللهم قد بلّغنا اللهم فاشهد ! .[/FONT]
[FONT="] [/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]نسأل الله التوفيق إلى ما يحب ويرضى ،اللهم حبّب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا،وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان،واجعلنا من الراشدين . . [/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="] [/FONT]
[FONT="]الاستفتاح بخطبة الحاجة،ثم أما بعد[/FONT][FONT="] : حديثنا اليوم - معشر المؤمنين- حول صفةٍ متى ما وُجدت في المجتمع المسلمِ كان ذلك علامةً على الصلاح والفلاح و الخير فيه ، ومتى ما فُقِدت منه ومن أفرادِهِ كان ذلكَ سببًا في استحقاقِ المصائبِ والآفات ، والمشاكِلِ و الأزمات : إنّها صفةُ الترابُطِ والتلاحُمِ : [/FONT]
[FONT="] إذا رأيتَ أفرادَ تجمّعٍ مسلم متماسكينَ متلاحِمين ، ينظُرونَ إلى أنفسِهم على أنّهم يدٌ واحدةٌ على من سواهم، ويعتقدونَ أنّهم تتكافأُ دِماؤُهم وأموالُهم و أعراضُهم ، إذا مُسَّ مالُ فلانٍ فكأنّما مُسَّ مالي ، وإذا مُسَّ عِرضُهُ فكأنّه عرضِي ، وإذا أحدقَ خطرٌ بدَمِهِ فإنّما يُحدِقُ في الحقيقةِ بدَمي ، إذا وجدتَ أفرادَ تجمّعٍ مسلمٍ يفكّرون هكذا فاعلم أنَّهم يستحقّون لقبَ مجتمعٍ و أمّة ، وقلّما يستطيع العدُوُّ اختراقَهم أو القضاءَ عليهم ! [/FONT]
[FONT="] وإذا رأيتَ أفرادَ تجمّعٍ مسلم يعتقدون أنَّهُ بإمكانهم أن يعيشَ كلُّ واحدٍ منهم في مجتمعٍ واحدٍ و لكن كلُّ فردٍ و كلُّ أسرةٍ كأنَّها في جزيرةٍ منفصلةٍ لا يربطُها بالجزيرة الأخرى أيُّ رباط ولا يجبُ عليها تجاهَها أيُّ واجب ؛ إذا وجدت تجمُّعا يفكّرُ كذلك فاعلم أنَّه تجمُّعٌ لا يستحقُّ لقبَ مجتمع ولا أمَّة ، إنَّما هو " غَاشِي كبير ! " سوف يدفعُ ضريبةَ ذلك التفكير غاليةً صعبة ! . [/FONT]
[FONT="] أيها الإخوةُ في الله : كلُّ من نظرَ في النصوص الشرعيّة علمَ عِلمَ اليقينِ أنَّ الإسلامَ قصدَ إيجادَ المجتمعِ الأمّة الذي يترابَطُ أفرادُهُ و يتلاحمون كما تتلاحمُ وحداتُ البناءِ المرصُوص : [/FONT]
[FONT="] يقول ربنا سبحانه :[/FONT][FONT="][FONT="]][/FONT][/FONT][FONT="] وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [/FONT][FONT="][FONT="][[/FONT][/FONT][FONT="] ( آل عمران104 ) ، أي لتتجمّع وحداتُكم كلُّها على هذا الهدف الأسمى فتشكّل أمَّةً تدعوا إلى الخير وتأمُر به وتنهى عمَّا يُضادُّه ، واعلموا أنَّكم لن تفلِحُوا إلاَّ إذا كنتم كذلك . [/FONT]
[FONT="] لن تفلحوا إذا كنتم لا تأمُرون بالخير ولا يهمُّكم أمرُهُ في المجتمع زاد أم نَقُص ، ولن تفلحوا إذا كنتم ترون المنكر ولا تحرّكون ساكنًا أبدًا بحُجَّةِ أنَّ الأمرَ لا يعنيكم ! [/FONT]
[FONT="] ولن تُفلحوا : ليس معناهُ أنَّكم ستدفعون الثمن في الآخرةِ فحسب ، إنَّما معناه أيضًا ستدفعون ثمن تقاعُسِكم في الدنيا قبل الآخرة و بصُورٍ شتّى من العذاب ، نسأل الله السلامةَ والعافية ! . [/FONT]
[FONT="] و في السنة النبوية الشريفة بيّن النبيُّ [/FONT][FONT="][FONT="]r[/FONT][/FONT][FONT="] بكلّ وضوحٍ صورة المجتمع المسلم و أنَّهُ مجتمعٌ مترابطٌ متلاحمٌ في مشاعره و آلامِهِ وآمالِهِ و في كلّ ما يتعلّقُ به :[/FONT]
[FONT="] فقال [/FONT][FONT="][FONT="]r[/FONT][/FONT][FONT="] :" [/FONT][FONT="]مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسّهر و الحمّى[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]" ( صحيح الجامع : 5849 ) . فانظُر كيف يتألّمُ العضوُ البعيدُ لما يصيبُ عضوًا آخرَ من نفسِ الجسدِ حتّى و إن كان بعيدًا عنه ، لأنَّهما يشتركان في نفسِ الجسد ! ، فكذلكَ المؤمنُ - معشر المؤمنين- : [/FONT]
[FONT="] إذا أصيبَ مالُ أخيهِ أو جارِهِ أو أيِّ مؤمِنٍ من هناك تألمَّ أشدَّ الألم ، وفعلَ ما يمكنُ لئَلاَّ يصابَ أخوه ، ولا يقول : المُهِم أنَّ مالي لم يُمَسَّ بسوء ! . لأنَّ هذا القولَ دليلٌ على عدم وجودِ الإيمانِ في القلب وإلاّ لتألّم ! . [/FONT]
[FONT="] إذا أصيبَ عِرضُ أخيهِ أو جارِهِ أو أختِهِ تألمَّ أشدَّ الألم ، وفعلَ ما يمكنُ لئَلاَّ يصابَ أخوه و أختُه ، ولا يقول : المُهِم أنَّ عِرضي لم يُمَسَّ بسوء ! . لأنَّ هذا القولَ دليلٌ على عدم وجودِ الإيمانِ في القلب وإلاّ لتألّم ! [/FONT]
[FONT="] إذا أصيبَ دمُ أخيهِ أو جارِهِ أو أيِّ مؤمِنٍ من هناك تألمَّ أشدَّ الألم ، وفعلَ ما يمكنُ لئَلاَّ يصابَ أخوه ، ولا يقول : المُهِم أنَّ دمِي لم يُمَسَّ بسوء ! . لأنَّ هذا القولَ دليلٌ على عدم وجودِ الإيمانِ في القلب وإلاّ لتألّم ! . [/FONT]
[FONT="] هكذا ربَّى النبيُّ [/FONT][FONT="][FONT="]r[/FONT][/FONT][FONT="] المجتمعَ الأمَّة وخرجَ به من وَصف الغاشي الكبير ![/FONT][FONT="] . [/FONT]
[FONT="] قال النبي [/FONT][FONT="][FONT="]r[/FONT][/FONT][FONT="] :" [/FONT][FONT="]المسلمون تتكافأ دماؤهم وأموالهم ، ويجير على المسلمين أدناهم ، ويرد على المسلمين أقصاهم ، وهم يد على من سواهم[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]" ( حسن صحيح : سنن ابن ماجه 2685 ) . [/FONT]
[FONT="] و ما أجلّهُ من حديث : فالدَّمُ واحد ، والمالُ واحد ، و أدنى واحدٍ من المسلمين يملكُ حقَّ الحمايةِ و الجِوار لمن لاذَ به ، و إذا أصيبَ من في هذه الجهةِ وجبَ على أقصى واحدٍ في الجهةِ الأخرى الردَّ عنه إن كان مؤمِنًا.[/FONT]
[FONT="] فهل رأيتُم – معشر المؤمنين- صورةَ أمَّةٍ مثلَ هذه الأمَّةِ لو كانت قائمةً بدينها ؟! [/FONT]
[FONT="] [/FONT][FONT="]نسألُ اللهَ السَّلامةَ والعافية،أقول قولي هذا وأستغفرُ اللهَ العظيم لي ولكم من كل ذنب إنهُ هو الغفور الرَّحيم.[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="] [/FONT]
[FONT="]الخطبة الثانية[/FONT][FONT="]:[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="] لو أنَّ المجرمينَ وجدوا الأمَّةَ الحيّة ، و الدّولةَ ذاتِ السيادةِ القويّة ؛ وجدوهُما بالمِرصادِ ؛ لانقطعت آمالُهم في الافتراس و الإفسادِ في الأرض . [/FONT]
[FONT="] تُرى - معشر المؤمنين - : لماذا سَهُلَ على المجرِمين إسالةُ الدّماءِ و انتهاكُ الأعراضِ وسَرِقةُ الأموال و الإفسادُ في الأرض ؟ . //// كيفَ يأتي المجرمُ السفّاحُ أمامَ ثانويّة أو متوسّطة فيسوقُ البنتَ كما تُساقُ النّعجة على مرأى ومسمعٍ من الجميع ؟! [/FONT]
[FONT="] لماذا يكسرُ المجرمُ الآثمُ قُفلَ السيّارة أمامَ الجميع و يسرقُ منها ما يشاءُ ويدعُ ما يشاء على مرأى ومسمعٍ من الجميع ؟! [/FONT]
[FONT="] لماذا يدخُلُ السارقُ الدّار في وضحِ النّهار فيسرقُ ما يشاءُ بكلّ برودةِ أعصاب على مرأى ومسمع الجيرانِ قبل الغُرباء ولا أحدَ يتحرّكُ أو يبلّغُ أو يفعلُ شيئًا ؟! [/FONT]
[FONT="] لماذا تُدخِلُ المرأةُ السافلةُ من تشاءُ في الليل والنّهار على مرأى ومسمعِ الجميع ، ولا أحدَ يحرّكُ ساكنًا أو يبلّغُ أو يكتُبُ أو يفعلُ شيئًا ؟! وعشراتُ الأمورِ مِثلُ هذه ! [/FONT]
[FONT="] الجوابُ بكلّ بساطة : لأنَّ الناسَ صارُوا - للأسف- غاشي كبير لا يستحقُّون عنوانَ مجتمعٍ ولا أمَّة ! . [/FONT]
[FONT="] لأنَّ الناسَ صارُوا للأسف الشديدِ بلا إيمانٍ يرفعُ أو يدفعُ نحو الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ![/FONT]
[FONT="] لأنَّ المساكينَ يظنُّون أنَّه مادامَ الأمرُ لا يعنِيهم - زعموا - ، ولا يمُسُّهُم - زعموا - ؛ فلا داعيَ لتحريكِ ساكنٍ ولا لفتحِ جبهةِ صراع !! [/FONT]
[FONT="] لأنَّ الشيطان أقنَعَهم أنَّهم لن يفعلوا شيئًا ولو كان بعضُهم لبعضٍ ظهيرَا ! . وأخطؤُوا في تصديقِ العدُوّ المُبين ، لأنَّ الأمَّةَ حينَ تُريدُ الحياةَ الكريمةَ حقًّا لن يقفَ في وجهِها طاغٍ من الإنسِ أو باغٍ من الجان ! . [/FONT]
[FONT="] أيها الإخوةُ في الله : [/FONT][FONT="]عُودُوا إلى ربّكم ، فالعَودُ أحمَد ! ، واللهِ لا حياةَ لكم إلاَّ بدِينِكم و بالقيَمِ التي اصطفاها لكُم ربُّكم ! . [/FONT]
[FONT="] عودُوا إلى وصفِ الأمَّةِ الحقّةِ التي تدعوا إلى الخير وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر تعُد عليكم الأقدارُ بالأمانِ و الخيراتِ والسّلامِ والبرَكات[/FONT][FONT="] . . [/FONT]
[FONT="] [/FONT][FONT="]اللهم قد بلّغنا اللهم فاشهد ! .[/FONT]
[FONT="] [/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]نسأل الله التوفيق إلى ما يحب ويرضى ،اللهم حبّب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا،وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان،واجعلنا من الراشدين . . [/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="] [/FONT]
المشاهدات 2139 | التعليقات 2
محبكم في الله
رشيد بن ابراهيم بوعافية
معذرة ، حصل الضغط على رمز الإعجاب خطأً أثناء الكتابة ، فغفرانك ربي .
تعديل التعليق