الإسراء والمعراج

علي الذهبي
1431/06/27 - 2010/06/10 07:08AM
[FONT="]الإسراء والمعراج[/FONT]
[FONT="]الحمد لله الذي أوضح منهاج الحق للراغب، وكشف ظلمة الباطل للطالب، وفتح لعباده الباب فهي بلا حاجب، فما تقرّب إليه أحدٌ إلا ورجع بالمكاسب، ولا ابتعد عنه أحدٌ إلا رجع بالمصائب، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ولا ضد ولا ند، ولا شبيه ولا مقارب، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وحبيبه وخليله. صلى الله عليه، وآله وصحبه، وسلم تسليماً كثيراً كلما أمطرت السحائب.[/FONT]
[FONT="].أمَّا بعدُ: فأوصيكُمْ عبادَ اللهِ ونفسِي بتقوَى اللهِ العظيمِ, قالَ اللهُ تعالَى :] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الفَضْلِ العَظِيمِ)أيُّها المسلمونَ: إنَّ معَ العسرِ يسراً وإنَّ معَ الصبرِ نصراً ، وإنَّ معَ الكرْبِ فَرَجاً ، وإنَّ معَ التَّقوى مخرجًا, وإنَّ بعدَ كُلِّ مِحنةٍ منحةً فقَدْ تعرَّضَ النبيُّ صلى الله عليه وسلملِمِحَنٍ عظيمةٍ, ماتَ عمُّه أبُو طالبٍ, وماتَتْ زوجتُهُ السيدةُ خديجةُ رضيَ اللهُ عنْهَا, وَيَمُرُّ عامُ الحُزْنِ بطيئاً ثقيلاً, وتزيدُ قريشٌ مِنْ إيذائِهَا, فيتوجَّهُ الرسولُ صلى الله عليه وسلم إلَى الطائفِ لعلَّهُ يجدُ عندَهُمُ الاستجابةَ لدعوتِهِ, والنُّصرةَ لدينِهِ؛ فردُّوا عليهِ دعوتَهُ ولَمْ يستجيبُوا لَهُ ، فالتجأَ صلى الله عليه وسلم إلَى بستانٍ منْ بساتينِ الطائفِ، وتوجَّهَ إلَى اللهِ تعالَى بِهذَا الدعاءِ الخاشعِ :« اللَّهُمَّ إِلَيْكَ أَشْكُو ضَعْفَ قُوَّتِي وَقِلَّةَ حِيلَتِي وَهَوَانِي عَلَى النَّاسِ ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ أَنْتَ ربُّ المستضعفينَ وأَنْتَ رَبِّي، إِلَى مَنْ تَكِلُنِي ؟ إِلَى بعيدٍ يَتَجَهَّمُنِي ؟ أَوْ إِلَى عَدُوٍّ مَلَّكْتَهُ أَمْرِي ؟ إِنْ لَمْ يكنْ بكَ عليَّ غضبٌ فَلا أُبَالِي، غَيْرَ أَنَّ عَافِيَتَكَ أَوْسَعُ لِي ، أَعُوذُ بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ الظُّلُمَاتُ وَصَلَحَ عَلَيْهِ أَمْرُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ أَنْ تُنْزِلَ بِي غَضَبَكَ أَوْ تُحِلَّ عَلَيَّ سَخَطَكَ، لَكَ الْعُتْبَى حَتَّى تَرْضَى وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِكَ »[/FONT].[FONT="]عبادَ اللهِ: لقدِ استغاثَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم باللهِ تعالَى فأغاثَهُ, ودعاهُ فأجابَهُ , وسألَهُ فأعطاهُ ، وتبَرَّأَ مِنْ حولِهِ وقوتِهِ إلَى حولِ اللهِ تعالَى وقوتِهِ ، فجاءتْ ضِيافةُ اللهِ تعالَى لهُ فِي رحلةِ الإسراءِ والمعراجِ فِي مثلِ هذَا الشهرِ علَى الراجحِ عندَ علماءِ السيرةِ إيناساً لهُ وتكريماً, وجزاءً علَى صبرِهِ علَى تبليغِ رسالةِ ربِّهِ, وتجديداً لعزيمتِهِ وثباتِهِ؛ فأسْرَى اللهُ تعالَى بهِ مِنَ المسجدِ الحرامِ إلَى المسجدِ الأقصَى ، وهناكَ صلَّى فيهِ بالأنبياءِ إماماً, وجَاءَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلام بِإِنَاءٍ مِنْ خَمْرٍ وَإِنَاءٍ مِنْ لَبَنٍ، فَاخْتَارَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم اللَّبَنَ ، فَقَالَ له جِبْرِيلُ : اخْتَرْتَ الْفِطْرَةَ, ثُمَّ عُرِجَ بِه إِلَى السَّمَاءِ الأولَى فالثَّانِيَةِ حتَّى عُرِجَ بهِ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ ، وأَوْحَى اللَّهُ إِلَيه مَا أَوْحَى ، فَفَرَضَ عَلَيّه خَمْسِينَ صَلاةً، ثمَّ خُفِفَتْ إلَى خَمْسِ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ, وبعدَ هذهِ الرِّحلةِ المباركةِ رجعَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم إلَى بيتِهِ , وفِي الصَّباحِ أخبَرَ النَّاسَ بِمَا رأَى؛ فآمَنَ منْ آمنَ , وكفرَ مَنْ كفرَ. وكانَ أبُو بكرٍ الصديقُ رضيَ اللهُ عنهُ أولَ المصدقينَ ، فينبغِي لنَا أنْ نأخذَ مِنْ موقفِهِ رضيَ اللهُ عنهُ منهاجَ عملٍ فِي التَّصديقِ والتَّسليمِ والاتِّباعِ لكلِّ مَا جاءَ بهِ النبيُّ صلى الله عليه وسلم منْ ربِّهِ ، وهذَا حالُ المسلمِ : إيمانٌ ثابتٌ, واتِّباعٌ صادقٌ, واستقامةٌ علَى حقيقةِ منهجِ اللهِ تعالَى .أيُّها المسلمونَ : إنَّ المتأمِّلَ لمعجزةِ الإسراءِ والمعراجِ يلحظُ فيهَا دلالاتٍ وعبراً عظيمةً؛ فمِنْ هذهِ الدلالاتِ أنَّ العبدَ إذَا ضاقَتْ عليهِ الدُّنيا واشتدَّتْ عليهِ الخطوبُ, وعظُمَتْ عليهِ الكروبُ استغاثَ بعلاَّمِ الغيوبِ كمَا فعلَ صلى الله عليه وسلم فاسْتجابَ اللهُ تعالَى لَهُ وأعانَهُ وفرَّجَ كُرْبتَهُ .ومِنْ هذِهِ الإشاراتِ [/FONT]
[FONT="]شرْبُ الرسولِ صلى الله عليه وسلم اللبنَ وقولُ جبريلَ عليهِ السلامُ لهُ : هُديتَ للفطرةِ، يُؤكِدُ أنَّ هذَا الإسلامَ دينُ الفطرةِ ، ينسجِمُ فِي أحكامِهِ كلِّهَا معَ مَا تقتضِيهِ نوازِعُ الفطرةِ الأصيلةِ، ويُلبِّي احتياجَاتِهَا، ويُحقِِّقُ طموحَاتِهَا، قالَ اللهُ تعالَى :] فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ القَيِّمُ) [/FONT].[FONT="]وصلاةُ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم[/FONT] [FONT="]بالأنبياءِ فيهَا بيانٌ علَى أنَّ شريعةَ الإسلامِ أكملَتِ الشرائعَ التِي جاءَ بِهَا رسلُ اللهِ السابقونَ ، وخُتِمَتْ النبواتُ بالنبيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ رَسُولُ اللَّهِ :« إِنَّ مَثَلِى وَمَثَلَ الأَنْبِيَاءِ مِنْ قَبْلِى كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى بَيْتاً فَأَحْسَنَهُ وَأَجْمَلَهُ ، إِلاَّ مَوْضِعَ لَبِنَةٍ مِنْ زَاوِيَةٍ ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَطُوفُونَ بِهِ وَيَعْجَبُونَ لَهُ ، وَيَقُولُونَ هَلاَّ وُضِعَتْ هَذِهِ اللَّبِنَةُ قَالَ فَأَنَا اللَّبِنَةُ ، وَأَنَا خَاتِمُ النَّبِيِّينَ »[/FONT].[FONT="]وفِي هذَا دليلٌ علَى أنَّ الأنبياءَ إخوةٌ ودينُهُمْ واحدٌ, فلاَ يجوزُ التفريقُ بينَهُمْ, صلواتُ اللهِ عليهِمْ أجمعينَ .[/FONT]
[FONT="]عبادَ الله ِ: إنَّ أمةً أكرمَ اللهُ تعالَى نبيَّهَا بِهذِهِ المعجزةِ العظيمةِ يجدرُ بِهَا أنْ تسمُوَ بأخلاقِهَا, وأنْ ترتفِعَ فوقَ أهواءِ الدُّنَيا وشهواتِهَا، وأنْ تكونَ دائماً فِي طليعةِ الأُمَمِ بالعلمِ والأخلاقِ وعلوِّ المكانَةِ، وسموِّ الهدفِ، ونشْرِ المحبةِ والسَّلامِ فِي ربوعِ العالمِ ، وإنَّ هذِهِ الذكرَى العظيمةَ لجديرةٌ بالاحتفاءِ والاعتبارِ .واعَلَمُوا أنَّ الإسراءَ والمعراجَ معجزةٌ عظيمةٌ وقعتْ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم وكانَتْ تكريماً لهُ علَى صبرِهِ وكمالِ خُلقِهِ قوِيَ فيهَا رجاؤُهُ, وعَظُمَ فيهَا يقينُهُ, وأَراهُ ربُّهُ الْعِبَرَ والعظاتِ, وصوَّر لَهُ حقائقَ الأشياءِ وأسرارَهَا لنأخذَ منْهَا الدروسَ , ونستحضِرَ هذِهِ المعجزةَ فِي كُلِّ عامٍ, فتسمُو أخلاقُنَا فِي تعاملِنَا معَ الناسِ أجمعينَ, ونترفَّعُ عنْ أهوائِنَا, ونزدَادُ يقيناً بأنَّنَا علَى الحقِّ المبينِ, ونتمسَّكُ بِمَا جاءنَا بِهِ سيدُ المرسلينَ صلى الله عليه وسلم.[/FONT]
[FONT="]اللهمَّ وفِّقْنَا لطاعتِكَ ، إنَّكَ نِعْمَ الْمَوْلَى ونِعْمَ النَّصِيرُ .أقولُ قولِي هذَا وأستغفرُ اللهَ لِي ولكُمْ ولسائرِ المسلمينَ[/FONT]










[FONT="]الحمد لله الذي وعد المطيعين له ولرسوله أجرًا عظيمًا، وأعد للمعرضين عنه وعن رسوله عذابًا أليما، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وكفى به عليمًا، وأشهد أن سيدنا ونبينا عبده ورسوله غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وأتم نعمته عليه وهداه صراطًا مستقيمًا، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما[/FONT].[FONT="]ورأى[/FONT] [FONT="]نبينا صلى الله عليه وسلم أصنافا من الناس يعذبون،[/FONT]
[FONT="]المشهد[/FONT]1[FONT="]فرأى موائد كثيرة, عليها لحم مشرّح جيّد ولا يقربها أحد, وموائد أخرى[/FONT] [FONT="]عليها لحم نتن كريه الرائحة وحول هذا اللحم النتنة أناس يتنافسون على الأكل منهاويتركون اللحم المشرّح الجيّد, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ومن هؤلاء ياجبريل"؟قال جبريل: هذا حال ناس من أمتك يتركون الحلال الطيّب فلايطعمونه, ويأتون الحرام الخبيث فيأكلونه[/FONT]!!.
[FONT="]المشهد[/FONT]2[FONT="]ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم, فوجد ناسا شفاههم كمشافرالابل, فيأتي من يفتح أفواههم, فيلقي فيها قطعا من اللحم الخبيث, فيضجون منها الىالله لأنها تصير نارا في أمعائهم فلا يجيرهم أحد حتى تخرج من أسفلهم فقال عليهالصلاة والسلام:" من هؤلاء يا جبريل"؟قال جبريل: هؤلاء الذين[/FONT] [FONT="]يأكلون أموال اليتامى بالباطل ظلما, انما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا[/FONT].
[FONT="]المشهد[/FONT]3[FONT="]رأى الرسول صلى الله عليه وسلم[/FONT] [FONT="]طريقا ممتدا الى النار يمر فيه آل فرعون, فيعرضون على النار غدوّا وعشيّا, وأثناءمرورهم يجدون على الطريق أقواما بطونهم منتفخة مثل البيوت, كلما نهض أحدهم سقط[/FONT] [FONT="]يقول: اللهم أخر يوم القيامة, اللهم لا تقم الساعة فيطؤهم آل فرعون بأقدامهم, فقال[/FONT] [FONT="]عليه السلام:" من هؤلاء يا جبريل"؟قال جبريل: هؤلاء هم الذينيتعاملون بالربا من أمتك[/FONT]. {[FONT="]ولا يقومون الا كما يقوم الذي يتخبطه[/FONT] [FONT="]الشيطان من المس[/FONT]}.
[FONT="]المشهد[/FONT]4[FONT="]مضى الرسول فرأىأقواما يقطع اللحم من جنوبهم ثم يقال لكل منهم[/FONT]: [FONT="]كل من هذا اللحم[/FONT] [FONT="]كما كنت تأكل لحم أخيك ميتا[/FONT]. [FONT="]فقال الرسول صلى الله عليه وسلم:" من[/FONT] [FONT="]هؤلاء يل جبريل"؟قال جبريل: هؤلاء هم الذين يغتابون الناس من[/FONT] [FONT="]أمتك, كان كل منهم يأكل لحم أخيه ميتا[/FONT].
[FONT="]المشهد[/FONT]5[FONT="]ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد أقواما تضرب رؤؤسهم بالصخركلما ضربت تحطمت, وكلما تحطمت عادت كما كانت فترضخ من جديد بالصخر فتتحطم.. وهكذا[/FONT], [FONT="]فقال عليه الصلاة والسلام:" من هؤلاء يا جبريل"؟قال جبريل عليه[/FONT] [FONT="]السلام: هؤلاء من أمتك هم الذين تتثاقل رؤؤسهم عن الصلاة المكتوبة[/FONT].
[FONT="]المشهد[/FONT]6[FONT="]ومضى رسول الله صلى الله[/FONT] [FONT="]عليه وسلم فوجد أقواما يسترون عوراتهم من الأمام والخلف برقاع وهم يسرحون كما تسرح[/FONT] [FONT="]الابل. يأكلون الضريع والزقزم ورضف جهنم وحجارتها؛ فقال عليه السلام:" من هؤلاء ياجبريل"؟[/FONT]
[FONT="]قال جبريل عليه السلام: هؤلاء هم الذين لا يؤدون صدقات[/FONT] [FONT="]أموالهم, وما ظلمهم الله تعالى شيئا, وما الله بظلام للعبيد[/FONT].
[FONT="]المشهد[/FONT]7[FONT="]في هذا المشهد يأتي رسول الله علىرجل قد جمع حزمة عظيمة لا يستطيع حملها هو يزيد عليها, وذلك دليل على كثرة الذنوب[/FONT] [FONT="]التي ارتكبها والمعاصي التي اقترفها, ومع ذلك فهو يزيد منها ويثقل على نفسه بالذنوب[/FONT] [FONT="]فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"ما هذا يا جبريل"؟قالجبريل: هذا الرجل من أمتك تكون عليه أمانات الناس, لايقدر على أدائها وهو يزيدعليها أمانات اخرى, وقد دعا الاسلام الى ردّ الأمانات[/FONT].
. [FONT="]المشهد[/FONT]8[FONT="]هذا المشهد يثير في نفوسنا الراحةويبعث فيها الاطمئنان والسكينة, فقد مرّ الرسول على أقوام يحصدون في يوم؛ كلماحصدوا عاد كما كان. وكثرة الحصاد والمحصول على هذا الوجه رمز لجزاء الله سبحانه[/FONT] [FONT="]الذي لا يتناهى, فلما رآهم رسول الله صلى الله ليه وسلم على ذلك سأل جبريل:" ما هذايا جبريل"؟قال جبريل: هؤلاء هم المجاهدون في سبيل الله, تضاعف لهمالحسنة بسبعمائة ضعف[/FONT]. [FONT="]ولذلك يشبه الله العمل الصالح في الآية[/FONT]:{ [FONT="]كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء[/FONT]}.
[FONT="]المشهد[/FONT]9[FONT="]هذا مشهد من مشاهد الجنة التي[/FONT] [FONT="]وعد بها المتقون والصالحون, فقد أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم على واد فسيح[/FONT], [FONT="]فهبت عليه منه ريح باردة طيبة, ورائحة مسك أزكى من مسك الأرض, وسمع من جهته صوتا[/FONT], [FONT="]فقال عليه السلام:" يا جبريل.. ما هذا الريح الطيبة الباردة؟ وما هذا المسك؟. وماهذا الصوت؟[/FONT]". [FONT="]قال جبريل: هذا صوت الجنة تقول: رب ائتني بما وعدتني[/FONT], [FONT="]فقد كثرت غرفي, استبرقي, وحريري, وسندسي, ولؤلؤي, ومرجاني وفضتي, وذهبي, وأكوابي[/FONT], [FONT="]وصحافي, أباريقي, وكؤؤسي, وعسلي ومائي, وخمري, ولبني, فائتني بما وعدتني[/FONT].
[FONT="]فقال عز وجل: لك كل مسلم ومسلمة, ومؤمن ومؤمنة, ومن آمن بي وبرسلي[/FONT], [FONT="]وعمل صالحا, ولم يشرك بي شيئا.. ولم يتخذ من دوني أندادا.. ومن خشيني فهو آمن, ومن[/FONT] [FONT="]سالني أعطيته, ومن أقرضني جزيته, ومن توكل عليّ كفيته, اني أنا الله لا اله الا أنالا أخلف الميعاد وقد أفلح المؤمنون, وتبارك الله أحسن الخالقين[/FONT]. [FONT="]قالت الجنة: قد رضيت[/FONT]
[FONT="] [/FONT][FONT="]المشهد[/FONT][FONT="]10[/FONT][FONT="]هذا المشهد عن جهنم أعاذنا الله من شرها, ومنعنا من لهيبها, وجنبناغيظها وفورانها, فقد جاء صلى الله عليه وسلم على واد فسيح, فسمع صوتا منكرا, ووجدريحا خبيثة فقال:" ما هذه الريح يا جبريل؟ وما هذا الصوت؟[/FONT][FONT="]". [/FONT][FONT="]قال[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]جبريل: هذا صوت جهنم تقول: يا رب ائتني بما وعدتني فقد كثرت سلاسلي, وأغلالي[/FONT][FONT="], [/FONT][FONT="]وسعيري, وحميمي, وضريعي, وغسّاقي, وعذابي, وقد بعد قراري, واشتد حرّي, فائتني بماوعدتني[/FONT][FONT="]. [/FONT][FONT="]فقال لها رب العزة: لك كل مشرك ومشركة, وكافر وكافرة, وكل[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]خبيث وخبيثة, وكل جبار لا يؤمن بيوم الحساب[/FONT][FONT="]. [/FONT][FONT="]قالت النار قد رضيت[/FONT][FONT="]. [/FONT][FONT="]أعاذنا الله من شرها, وجنّبنا المعاصي وحبّب الينا الطاعات حتىنكون من أهل الجنة بعيدا عن النار وعذابها[/FONT][FONT="].[/FONT][FONT="]هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى مَنْ أُمِرْتُمْ بِالصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ عَلَيْه ، قَالَ تَعَالَى:]إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا[([7]) ويَقُولُ الرسولُ صلى الله عليه وسلم :« مَنْ صَلَّى عَلَىَّ صَلاَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْراً »([8]) اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ وعنِ الصحابةِ أجمعينَ، اللهمَّ أَعِدْ علينَا هذهِ الذكرَى ونحنُ متمسكينَ بدينِنَا ، مُحِبِّينَ لنبيِّنَا، إنكَ نِعْمَ المُجيبُ، اللَّهُمَّ اجعلْنَا مِمنْ يستمعُونَ القولَ فيتبعونَ أحسنَهُ، اللَّهُمَّ إِنِّا نسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى ، اللَّهُمَّ إِنِّا نسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي الدينِ والدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ[/FONT]
المشاهدات 3234 | التعليقات 1

السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك على هذه الخطبة الطيبة
فنحن البشر بتفكيرنا القاصر لا نعي الحكمة الإلهية البالغة من وراء الإبتلاءات التي نتعرض لها
وهي في كل الأحوال خير , لأنها من ربٍ رحيمٍ كريم
حيَّاكِ الله وبيَّاك
وفقكِ الله وسدَّد خطاك