الإرهاب في اختطاف الرهائن ((( خطبة جديدة مستعجلة )))

ناصر العلي الغامدي
1433/05/28 - 2012/04/20 07:02AM
الإرهاب في اختطاف الرهائن


خطبةجمعة بتاريخ 28/5/1433


[mark=#FFCC00]
الخطبة الأولى
[/mark]

الحمد لله الذي بفضله اهتدى المهتدون. وبعَدْلِه ضلَّ الضالُّون. لا يُسأل عمَّا يَفعل وهم يسألون. لا رادَّ لأمره، ولا مُعقِّبَ لحكمه، وإذا قضى شيئًا فإنَّما يقول له كنْ فيكون. أحمده وأشكره، وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادةً أُنَزِّهُهُ بها عما يقول المبطلون، وأُعظِّمه بها عما يقول الملحِدون. وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون. صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، ومن اتبع سنته واهتدى بهداه إلى يوم الدين. أما بعد: فإنَّ خيرَ الكلام كلامُ الله تعالى، وخيرَ الهدي هديُ محمدٍ r، وشرَّ الأمور محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعةٍ ضلالة، وكلَّ ضلالةٍ في النار.
أيها الإخوة المسلمون: الإرهاب إرهابان، إرهابٌ ممدوح، وإرهابٌ مذموم. أمَّا الممدوح فهو ما تضمَّنه قولُه تعالى: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ﴾، فالآية تشير إلى أنَّ الغرض الأساس من إعداد القوة هو الإرهاب والتخويف، وليس القتلَ والقتالَ، فيؤول معنى الإرهاب في الآية إلى دفع الاعتداء والوقايةِ منه، وليس الإفسادَ والتخريبَ والاعتداَء على الآخرين.
قال الفخر الرازي في تفسيره:[وذلك أنَّ الكفارَ إذا علموا كونَ المسلمين مُتَأَهِّبين للجهاد ومستعدِّين له مستكملين لجميع الأسلحة والآلات، خافوهم. وذلك الخوف يفيد أمورًا: أولها: أنهم لا يقصدون دخول دار الإسلام. وثانيها: أنَّه إذا اشتدَّ خوفُهم فربَّما التزموا من عند أنفسهم جِزْيةً.وثالثها: أنَّه ربَّما صار ذلك داعيًا لهم إلى الإيمان. ورابعها: أنهم لا يُعينون سائر الكفار. وخامسها: أنْ يصير ذلك سببًا لمزيد الزِّينةِ في دار الإسلام] انتهى كلامه رحمه الله. ولهذا من خصائص النبي r أنَّه نُصِر بالرُّعْب مسيرةَ شهرٍ. وإذا نزع اللهُ من صدور أعدائنا المهابةَ منَّا أُصِبْنا بالوَهَن والهزيمة. ولكنَّ الله يريد من المسلم أن يكون عزيزَ النفس، مرفوعَ الرأس، مُهَابَ الجناب؛ لأنَّ الإسلام يَعْلُو ولا يُعْلى عليه كما أخبر الصادقُ المصدوق r، قال تعالى: ﴿وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾.
معاشر المؤمنين: أما الإرهاب المذموم فهو الإرهاب العدواني، وخيرُ تعريفٍ للإرهاب العدوانيِّ الممنوعِ هو تعريفُ المجْمَعِ الفقهيِّ التابعِ لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة، وهو: "العدوان الذي يمارسه أفرادٌ أو جماعاتٌ أو دولٌ، بَغْيًا على الإنسان - دينِه، ودمِه، وعقلِه، ومالِه - بغير حق، وما يتَّصلُ بصُوَر الحِرابة وإخافةِ السبيل وقطْعِ الطريق، وكلُّ فعْلٍ من أفعال العنْف أو التهديد، يقع تنفيذًا لمشروعٍ إجراميٍّ فرديٍّ أو جماعيٍّ، ويهدف إلى إلقاء الرعْب بين الناس أو ترويِعهم بإيذائهم أو تعريضِ حياتِهم أو حريَّاتِهم أو أموالهم للخطر. ومن صُنُوفه إلحاقُ الضرر بالبيئة أو بأحدِ المرافق والأملاك العامَّةِ أو الخاصًّةِ أو تعريضُ أحدِ الموارد الوطنية أو الطبيعية للخطر". فكلُّ هذا من صور الفساد في الأرض التي نهى الله سبحانه وتعالى المسلمين عنها في قوله: ﴿وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ﴾. والإرهابُ بَغْيٌّ بغير حقٍّ، قال تعالى: ﴿قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّي الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ﴾.
عباد الله: ومن صور الإرهاب العدواني اختطافُ الرهائن. والرهينةُ: شخصٌ يتمُّ احتجازه سجينًا بقصد الإجبار على الإيفاء باتفاقٍ أو طلبٍ، وقد تقتل الرهينة، إذا لم يُنَفَّذْ هذا الاتفاقُ أو الطلب.
ومقاصد الخاطفين جمَّة، لا تخرج عن افتداءِ الرهائن بالمال أو بتبادلِ أسرى أو مساجينَ أو تحقيقِ مطلبٍ سياسيٍّ معيَّنٍ أو إشباعِ نزوةٍ وشهوةٍ، كعصابات المخدِّرات والجنس والسلب والنهب.
وللارتهانِ الإرهابيِّ صورٌ وأشكال شتَّى، منها:
- قد يتسلل إرهابيٌّ إلى أحد المصارف بقصد السرقة، فيَقْبِضُ على رهائن ويهدِّد بقتلهم، إذا لم تسمحْ له الشرطةُ بالهرب.
- وقد يحتجز خاطفو طائرةٍ ركَّابَها وملَّاحيها رهائن، ليحصلوا على فدية، أو ليُنقلوا إلى مكان آمن.
- وقد يُمَارس قَرَاصِنةٌ في ثَبَجِ البحر استيلاءً لبواخرَ ناقلاتٍ للنفط، ويرتهنونها مع طَاقِمِها طمعًا في أن يأخذوا حِصَّتهم المأمولةَ مُقَابِلَ فَكِّ الرَّهْن.
- وقد تتسلَّل عناصرُ إجراميَّةٌ لِواذًا لاختطاف رجلٍ أو طفلٍ أو امرأةٍ ،كان يسير بأمانٍ واطمئنان في قارعة الطريق، فما هي إلا كلَمْح البصر ليُختطف ويُرتهن.
أيها الإخوة المسلمون: ما حكم خطف الرهائن؟
الارتهان ارتهانان، والاختطاف نوعان:
[mark=#FFFF66]- نوع مشروع، [/mark]وهو ما يقع في حالات الحروب القائمة بين المسلمين والكافرين أو تكون الحالة حالة حربٍ دائمة في حكم القائمة. ولا يُختَطفُ فيها إلا الأعداءُ المحاربون فقط دون سواهم. وهذه لها أحكامُها التفصيليةُ الخاصة، وليستْ منْفلتة سائبة، يَفعل من شاء ما شاء.
[mark=#FFFF66]- ونوع محرَّم[/mark] وهو بيتُ القصيد في هذه الخطبة.
عباد الله: واضحٌ جدًّا أنَّ خطف الرهائن الآمنين مُحَرَّمٌ بكلِّ المقاييس الشرعية والبشرية. اختطاف الأبرياء حرامٌ في شرع الإسلام، بل في كلِّ الأعرافِ الدوْلية؛ لما فيه من الجُبْن والخِيانة والغَدْر، وهو ما يرفضه كلُّ الأحرارِ الشرفاءِ العقلاء.
الاختطافُ إرهابٌ وضيعٌ، وجُرمٌ شنيعٌ, ومنكرٌ فظيعٌ, لا يَشُكُّ في تحريمه وتجريمه مَنْ له أدنى بَصَرٍ بنصوص الكتاب والسنّة, ومقاصد الشريعة، وأقوالِ علماء الأمَّة, وذلك لما يترتَّب عليه من مفاسدَ وخيمةٍ، وشرورٍ عظيمةٍ، منها:
* أنَّ هذا العملَ الأرعنَ ضَرْبٌ من ضروب الإفساد في الأرض, وقد نهى الله Y عن ذلك فقال: ﴿وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ﴾ وقال U: ﴿وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا﴾وقال I حكايةً عن المنافقين واليهود: ﴿وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ﴾.
* واختطاف الرهائن المسالمين فيه إيذاءٌ بليغٌ للمرهونين، ولِأُسَرِ المخطوفين ،وللمسلمين أجمعين، وقد قال الله تعالى ﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا﴾. وقال r: «الْمُسْلِمُ مِنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ» متفقٌ عليه.
* ومن مفاسد خطف الرهائن البريئة، إشاعةُ الهلع والفزع في الأوساط الآمنة.
إنَّ نَشْرَ الرُّعْبِ والتَّرْويعِ في أوْساطِ المجتمعِ يعدُّ فسادًا عظيمًا، ولذا صَحَّ عَنْ رَسُولِ اللهِ r أَنَّهُ قَالَ: «لا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُرَوِّعَ مُسْلِمًا» رواه أبو داودَ بسند صحيح. بل إن الإسلامَ العظيمَ يحرم ترويعَ الحيوانات والطيور، فكيف بالإنسان!! قال ابن مسعودٍ t كنَّا مع رَسُولِ اللهِ r في سفرٍ، فانطلق لحاجته، فرأينا حُمَّرةً أو حُمَرة بالتشديد والتخفيف(وهي:طائر صغير كالعصفور أحمرُ اللون) معها فرخانِ، فأخذْنا فرخيها، فجاءت تفرَّشُ (يعني ترفرف بجناحيها وتقترب من الأرض مذعورةً )، فجاء النبي r فقال «منْ فَجَعَ هذه بولدها؟! ردُّوا ولدَيْها إليها» رواه أبو داود بسند صحيح.
وكان النبيُّ r القدوةَ في حِفظ الأمن والسّهرِ على سلامةِ المجتمع، ففي إحدى الليالي أنَّ أهلَ المدينة فزعوا على صوتِ دويٍّ في جنباتِها، فانطلق r وقد سبقهم صوبَ الصوتِ واستبرأ الخبرَ، وهو يقول لهم: «لن تُراعُوا لن تُراعوا» ، (أي: لن تخافوا ولن تُرهبوا) رواه البخاري.
* ومن مفاسد اختطاف الرهائن، تشويهُ صورة الإسلام العظيم.
فماذا يرى غيرُ المسلمين فيما يجري بين المسلمين؟ إنهم يرون مسلمًا يختطف بريئًا آمنًا ويَقتلُ رهينةً محتجزةً. مع أنَّ النبي r قال: «كُلُّ الْمُسْلِمِ على الْمُسْلِمِ حَرَامٌ: دَمُهُ ومالهُ وعِرْضُه» رواه مسلم. إنَّ الصورة التي رسمها هؤلاء الضالون في أدمغة النَّاس، هي صورةُ الإسلامِ الوحشيِّ، الإسلامِ العُنْفُوَانيِّ، الإسلامِ الدموي. إنَّهم بأفعالهم الشوهاءِ يُقدِّمون خِدمةً جليلةً مجانيةً للصهاينة والصليبين والمنافقين في تشويه دين الإسلام في العالم كلِّه. إن النبي r ترك ذبح المنافقين مع أنهم كفرةٌ فجرةٌ، قال الله فيهم: ﴿لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ﴾، وقال فيهم: ﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا﴾، ومع ذلك ترك جهادهم بالاحتراب والقتال، واكتفى بالموعظة والقول، لماذا؟ لئلا يتحدثَ الناسُ أن محمدًا صلى الله على محمدٍ يقتل أصحابه.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ...

[mark=#FFCC00]
الخطبة الثانية
[/mark]

* عباد الله: ومن مفاسد اختطاف الرهائن الإفضاءُ إلى إزهاقِ الأنفسِ البريئةِ التي يُساوَم عليها ظلمًا وعدوانًا.
يا مسلم: الرهينةُ المخطوفُ قدْ يكونُ مدنيًّا أو صحفيًّا أو دبلوماسيًّا أو آدميًّا أيًّا ما كانت هُويته؟ طفلاً أو رجلاً أو امرأةً، ثم تُقتل هذه الرهينةُ بدمٍ بارد!! بأيِّ ذنبٍ قُتِلت؟ ما جريرتها؟ كيف يُؤاخذ أحدٌ بجريرة غيره؟! قال r: «أَلَا لَا يَجْنِي جَانٍ إِلَّا على نَفْسِهِ» رواه ابن ماجه وهو صحيح، وقال r: «أَلَا لَا تَجْنِي نَفْسٌ عَلَى الْأُخْرَى» رواه النسائي وهو صحيح. أما قرأتم قولَ الحقِّ تبارك وتعالى في خمسةِ مواضعَ من كتاب الله: ﴿وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾ (تُكرر أربع مرات) وفي الموضع الخامس: يُعلِّمك ربُّك أنَّ الرهينةَ لا تتحمَّل وِزْرَ غيرها، حُكْمٌ شرعه الله في شرائع الأمم الأولى: ﴿ أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى * وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى * أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى * وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى﴾. ما موقِف الفاعلين أمامَ ربِّ العالمين، وقد قال لعباده: ﴿وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا﴾ وقال r: «ومن خرج على أمّتي يضرِب بَرّها وفاجرها ولا يتحاشى من مؤمِنها ولا يفي لذي عهدٍ عهدَه فليس منّي ولستُ منه» رواه مسلم، وقال المصطفى r: «لَوْ أَنَّ أَهْلَ السَّمَاواتِ وَالْأَرْضِ اجتمعوا على قتل مسلم؛ لكبَهُم اللَّهُ جميعاً على وجوههم فِي النَّارِ» رواه الطبراني بسند صحيح. إنّ الإسلامَ شدّد في قضيّة الدماء المعصومةِ وقتلِ الأنفس البريئة، قال عليه الصلاة والسلام: «كلّ ذنبٍ عسى الله أن يغفرَه إلاّ من مات مشركًا أو مؤمنٌ قتلَ مؤمنًا متعمّدًا» رواه أبو داود بسند صحيح، بل إنّ الإسلامَ يرى أنّ قتلَ نفسٍ واحدة معصومة أشدّ عند الله U من زوالِ الدنيا بأسرها، «لزوال الدنيا أهونُ على الله من قتلِ رجلٍ مسلم» رواه النسائيّ وغيره بسند صحيح.

ألا صلوا وسلموا على نبيكم محمدٍ r فقد أمركم بذلك ربكم فقال:﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾. وقال r«من صلى عليّ صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشرًا» اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين، وعن الصحابة أجمعين، والتابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، واحم حوزة الدين، واخذل الطغاة أعداء الملة والدين.
اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة، وأبعد عنهم البطانة الفاسدة الحاقدة.....

ناصر العلي الغامدي @ جامع العساف بحي العوالي بمكة المكرمة
المشاهدات 4743 | التعليقات 4

اعذروني إخواني ،،
فقد ضاق بي وبكم الوقت
وإلا فمازال في الجَعْبة أفكارٌ لم أطرحها
ولهذا قسَمْتُ هذه الخطبة قسمين أولى وثانية
وإلا فحقيقة أمرها أنها خطبة أولى فقط
والحمد الله
يكفي من القلادة ما أحاط بالمعصم
وجزيتم خيرا


ناصر العلي الغامدي;10803 wrote:
يكفي من القلادة ما أحاط بالمعصم

قلادة على معصم .... أظن هذه من العجلة أيضا شيخ ناصر ...
بيض الله وجهك على هذا البحث ..
أحس أني أقرأ بحثا وليست خطبة ... وقد أكون مخطئا ...
وقصدي أن عبارات الموضوع أقرب إلى أسلوب البحوث العلمية ...
وفقك الله ونفع بك وتقبل تحية أخيك المحب ...


شكر الله لك مرورك الكرام
وشكر الله لك التنبيه على القلادة والمعصم
(صراحة كنتُ مستعجلا ولخبطت في شغل النساء، قلادة وسوار وعنق ومعصم)
نعم، المثل المشهور: حسبك من القلادة ما أحاط بالعنق.
بالنسبة للخطبة وكونها أقرب إلى أسلوب البحوث العلمية فوجهة نظرك مقدَّرة تماما
ولكنَّ الأهم في تقديري طريقة طرح الموضوع (البحثي) في أسلوب خطابي
إنْ تمكَّن الخطيب من المزاوجة بين الفنيات والمعلومات (العقل والعاطفة)
يكون بهذا جمع بين الحسنيين
* إنك قد تستمع إلى خطبة مفعمة بالعواطف لكنها منقوصة في المادة العلمية،
فالسامع لا يعدو تفاعله قدر اللحظة التي حضر فيها الخطبة.
* وقد تستمع إلى خطبة وكأنك في قاعةٍ دراسيةٍ تستمع إلى محاضرة علمية،
تشبَّعت عقول السامعين بالمعلومات ولكن قلوبهم غير مفعمة.
* وإن رأيتَ أخي "مرور الكرام" - وكان وقتك يسمح بذلك - أن تستمع إلى خطبتي مسجَّلة
ثم توافيني بملاحظتك ونقدك فافعلْ ، وأنا لك من الشاكرين
(وسأرسلها لك عبر بريدك)

* ملاحظة:
لعله من المفيد أن تتوفر المعلومات البحثية بين يدي الخطباء،
وكلُّ خطيب يغترف منها ماشاء، ويعيد صياغة ما أخذه كيفما شاء
بما يتوافق مع مزاجه الخطابي.
والله تعالى أعلم


جزاك الله خيرا