الإحسان إلى الخلق

ادارة الموقع
1438/10/18 - 2017/07/12 13:48PM
الخطبة الأولى:
 
إن الحمدَ لِله نحمدهُ ونستعينهُ ونستغفرهُ, ونعوذُ باللهِ من شرورِ أنفسنا, ومن سيِّئاتِ أعمالِنا, منْ يَهدهِ اللهُ فلا مُضلَ لـهُ, ومنْ يُضلل فلا هاديَ لـه. وأشهدُ أنَّ لا إله إلا الله وحدهُ لا شريكَ لـه, وأشهدُ أنَّ محمداً عبدهُ ورسوله. 
 
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَـمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102]. (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء:1]. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) [الأحزاب:70-71].
 
أما بعدُ: فإنَّ أصدقَ الحديثِ كتابُ الله, وخيرُ الهدي هديُ محمدٍ -صلى الله عليه وسلم-، وشرّ الأمورِ مـُحدثاتُها, وكل محدثةٍ بدعة, وكلَّ بدعةٍ ضلالة, وكلَّ ضلالةٍ في النار.
 
أما بعد: أيها المسلمون: إن مما يميز هذا الدين العظيم عن غيره من الأديان المحرفة, والشرائع المبدلة, والأنظمة الهزيلة القاصرة، عنايته بإقامة جسور المحبة والوئام بين أفراد المجتمع، وتحقيق مفهوم الجسد الواحد, الذي إن اشتكى منه عضواً تداعى لـه سائر الجسد بالحمى والسهر.
 
ومن هنا نجد القرآن الكريم يعرض نماذج واقعية, وأمثلة حية, تجسد ذلك المعنى الكبير, وتشوق النفوس الخيرة إلى صنائع المعروف, وبذل الإحسان للآخرين, دون مَنٍّ أو أذى.
 
ولقد كان أسرع الناس إلى صنائع المعروف هم أولئك الرجال العظام، كان أسرع الناس إلى صنائع المعروف من رسل الله وأوليائه الذين امتلأت أحاسيسهم ومشاعرهم بحاجات الآخرين, ورقت قلوبهم وأفئدتهم لمعاناة المبتلين من عباد الله، فتحول ذلك الحق المرهف من الشعور النبيل إلى ممارسةٍ عمليةٍ وواقعٍ محسوس, يقدم من خلاله العون برحابه صدر, ويسدى المعروف بكل تفانٍ وإخلاص.
 
هذا نبي الله موسى -عليه السلام- يخرج من أرض مصر، خائفاً يترقب, متوجهاً إلى بلاد مدين التي لا يعرف فيها أحداً يهدئ روعته, ويؤنس وحشته، ويصل موسى إلى أرض مدين بعد رحلة شاقة وعناءٍ مستمر, يصلها وقد بلغ منه الإعياء مبلغه, وأخذ منه الجهد مأخذه, يصلها بقلبٍ مرتجف, ونفسٍ خائفةٍ, وغربة مستحكمة, فيجد جموعاً من الناس تزدحم حول بئر من الماء يسقون, ويلفت نظره من الخلق مشهد امرأتين تذودان غنيماتهما في معزل من الناس, فتتحرك نخوة هذا الشهم البطل, رغم تعبه, وإعيائه, وإجهاده, ويقترب منهما على استحياء: ما خطبكما؟!.
 
سؤال مختصر, لا حاجة معه إلى مقدمات شيطانية, تحرك كوامن الشر في النفوس, وتؤجج فتيل الفتنة في القلوب, ما خطبكما؟! ويأتيه الجواب على قدر السؤال دون تميع, أو انكسار، قالتا: لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير. إنه ما كان ينبغي لنا أن نزاحم الرجال من أجل الماء, فيأبى علينا حياؤنا ذلك  وتأباه حشمتنا ووقارنا؛ فنحن ننتظر انصرافهم, وأبونا شيخ كبير, عاجز عن أداء المهمة نيابة عنَّا.
 
وهنا يتناسى موسى -عليه السلام- نفسه المجهدة, وقلبه المرعوب, وجوعه وتعبه وإعياءه, ويتجاهل غربته وهمّه وحزنه, يتجاهل ذلك كلّه, وتدفعه نخوته وشهامته ومروءته وطيب معدنه, إلى مدِّ يد العون, والإحسان إلى هاتيك المرأتين الضعيفتين, ويكفيهما معاناة الانتظار, ومشقة السقيا.
 
فسقى لهما ثم تولى إلى الظل, لم ينتظر كلمة شكر, أو عبارة ثناءٍ, فسؤاله للمرأتين كان لله, واستماعه لإجابتها كان لله, وسقيه لهما كان لله, فسقى لهما ثم تولى إلى الظل, قال رب إنِّي لما أنزلت إلي من خير فقير، إنه ينزل حاجته بربه, ويطلب المدد من خالقة الذي لا تنفذ خزائنه, ولا ينتقص ملكه, ربّ إني لما أنزلت إلي من خير فقير, فأنا فقير إلى عطائك, محتاج إلى نعمائك, لا أنتظر من غيرك أجراً, ولا من سواك شكراَ, وبمعنى: هذا النبي الكريم يلجأ إلى ربه بعد حياة حافلة بالجهاد والدعوة, والبذل والعطاء, والإحسان للآخرين.
 
وتتقدم الآجال وتنقضي الأيام والسنون, فتشرق على الدنيا أنوار محيا رسول الله محمد -عليه الصلاة والسلام- الذي  كان آية في الإحسان, وبذل المعروف للآخرين, فإليك أشياء من خبره, وقطوف من نبئه: يبدأ -عليه السلام- حياته بالعظمة, يتحنث في غار حراء بعيداً عن سخافات الجاهلية, وعبثها وفجورها وانحرافها, فلا يشعر إلّا وجبرائيل -عليه السلام- يفاجئه بما لم يخطر لـه على بال, وينبئه بآي من الذكر الحكيم, لم يسمع من قبل لها مثيلاً, فيرتجف قلبه, وترتجف بوادره, ويعود مفزوعاً مكروباً, فيدخل على زوجه الحنون: زملوني زملوني! فتهدئ خديجة -رضي الله عنها- من روعه, وتخفف من فزعة وهلعه, وتقسم بالله غير حانثة: "والله لا يخزيك الله أبداً! إنك لتصل الرحم, وتصدق الحديث, وتحمل الكل, وتكسب المعدوم, وتقري الضيف, وتعين على نوائب الحق"، تذكره بتلك الصفات الجليلة التي لازمته -عليه السلام-, حتى قبل أن تفيض على قلبه أنوار النبوة, وتشرق في نفسه مصابيح الرسالة…
 
[ومشهد ثانٍ للرسول يقضي فيه حاجة امرأة] فيقف معها بكل تواضع وسماحة نفس, وتطول وقفتها, وتمتد حاجتها, فلا يسأم ولا يمل، وبجانبه عدي بن حاتم -رضي الله عنه- يراقب هذا  الموقف العجيب، من رسول الله صلى الله علية وسلم, ويعجب من سعة باله, ودماثة خلقة, وعدي رجل قد جالس الملوك في قصورهم, ورأى الخدم والحشم في بلاطهم, ورأى طوابير الحجاب على أبوابهم, ورأى ذلّ الحاجة وثقل الانتظار على أبواب السلاطين, فهاله تواضع محمد -عليه السلام-, وطلاقة وجهه, وتبسطه لرعيته، وقضاؤه لحوائجهم, وإحسانه إليهم, ومخالطته لهم في أسواقهم, وشوارعهم دون تكلفٍ أو ترفعٍ، فهو التواضع من غير ذل, والتبسط من غير لؤم, والتعالي من غير كبرٍ.
 
وينتقل الرسول العظيم إلى ربه قرير العين, هانئ البال, مخلفاً رجالاً، فيتولى الصديق -رضي الله عنه- مقاليد الأمور, وتندلع فتنة المرتدين, ويمتنع الأعراب عن دفع الزكاة للخليفة المفجوع بفقد حبيبه, وقرة عينه, ويضطرب الأصحاب من هول الكارثة, وفداحة المصيبة، فيضغط الصديق على أعصابه, ويحاصر مشاعره وهو يواجه أعظم فتنة, ويكابد أشد المواقف وأحرجها، هموم كالجبال, وفتن كالليل, وظروف ما أقساها! فيجيش -رضي الله عنه- الجيوش لقتال المرتدين, وينفذ جيش أسامة، المنتظر على أبواب المدينة, ويعزى آل بيت الرسول -صلى الله عليه وسلم- بفقيد البشرية, وخسارة الدنيا، ورغم هذه الظروف المفزعة, والأحوال المؤسفة, ينسل الصديق من بين هذا الركام الضخم من الهموم والمشاغل قاصداً بيت امرأةٍ عجوز في أطراف المدينة, يصلح لها شأنها, ويكنس لها بيتها, ويصنع لها طعامها!.
 
أي رجال هؤلاء؟! خليفة المسلمين وقائد الأمة ورجلها الأول لم تلهه مشاغل الخلافة وتبعاتها ومسئوليات الأمة ومشكلاتها, عن تفقد امرأةٍ عجوز, وتلمس حاجاتها! إنه الإحساس بالآخرين, ومتابعة الرعية عن قرب, بعيداً عن الضجيج الإعلامي, والصخب الدعائي, إنها صنائع المعروف التي أشرب أولئك الأجداد حبها, وضربت في أعماق القلوب جذورها, إنهم كانوا يسارعون في الخيرات, ويدعون ربهم رغباً ورهباً, وكانوا له خاشعين.
 
وتمضي أيام الصديق سريعةً, وتنقضي خلافته على عجلٍ, فسيتخلف من بعده الداهية المسدد, والعبقري الفذ، عمر، نوَّرَ الله قبره، وأجزل مثوبته! يخرج -رضي الله عنه- ليلة يجوب شوارع المدينة يتفقد أحوال الأمة بنفسه, فيسمع امرأة تشكو قسوة الوحدة بين حيطان منزلها, وتعاني مشقة فراق بعلها المجاهد في سبيل الله, فيرق قلبه لشكواها, ويقدر حجم معاناتها, ويسرع إلى ابنته حفصه, "أي بنية، كم تصبر المرأة عن زوجها؟", فيحمر وجه تلك العفيفة الخجولة التي رباها عمر, فأحسن تربيتها, وتزوجها رسول الله فأحسن عشرتها, فهي من بيت نبي, فهي تتقلب في بيوت الفضيلة, وتتعلم في حجر العفة والمروءة, ما تربت على أفلام العري, ومشاهد الغرام, ولم تقرأ روايات عميد الأدب العربي وأشباهه، فتشير بأصابعها الأربعة، ليس ذلك إلا بعد إلحاح أبيها الحريص على مصلحة رعاياه رجالاً ونساءً, فيصدر على الفور أمره العاجل إلى عماله في الثغور والأمصار, ألا يبقى جندي واحد فوق أربعة أشهر أو ستة.
 
لقد كان بإمكان عمر أن يتجاهل شكوى تلك البائسة المحرومة, ويصم أذنيه عن أنين امرأة لا تأثير لها في مجريات الأمور, أو على الأقل كان بالإمكان أن يمنح زوجها استثناءً دون سائر الجند, فيعود أدراجه إلى المدينة, لكن تأبى عليه نخوته, وشهامته, وعدله ومروءته أن يحابي أحداً على حساب الآخرين, أو يميز بين أفراد الأمة الواحدة؛ لأن إحساس عمر بمعاناة تلك المشتاقة لزوجها, كان ينبع من صميم ضميره, وينطلق من شغاف قلبه, ولم يكن صنعه للمعروف نزوة طارئة, أو تصرفاً طائشاً.
 
ويصبح عمرو بن عبد العزيز ذات يوم وقد حمل إليه البريد برقية عاجلة من أرض مصر, لم يكتب البرقية أميرٌ من أُمرائه ينبئه عن أحوال الإمارة, وأخبار السياسة, ولم يكتب البرقية قائدٌ من قواده يخبره عن أنباء الفتوح, واحتياجات الجيوش, وإنما كانت البرقية من فرتونه! أتدرون من هي فرتونه؟ أمة بسيطة أُعتقت, يفتح عمر البرقية فإذا بها تقول: من فرتونه إلى عمر أمير المؤمنين, لقد تحطم حائط دجاجي, فالغلمان يعدون على الدجاج ويسرقونه، فالعجل العجلَ! أنقذ دجاجي، أنقذ دجاجي! فماذا تراه يصنع عمر أمام هذا المطلب العجيب, وهذا الخليفة الذي مازالت جيوشه تعيد صياغة خريطة العالم من جديد, بفضل الفتوحات المذهلة، يا عمر، العجل العجل! فالغلمان يعدون على دجاجي يسرقونه, لقد كانت امرأة بسيطة في اهتماماتها، قروية في حاجاتها, لم تتعد همومها مسافة الجدار المحيط بدجاجها, ولم تدرك بعد تلك المشاغل المتعددة, والمسؤوليات الجسام, التي كانت تستنفذ وقت الخليفة, وتستهلك طاقته، ورغم ذلك يكتب عمر، إلى عامله في مصر, أن أسرع ببناء جدار "فرتونه," فإن الغلمان يعدون على دجاجها فيسرقونه!.
 
بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم، ونفعني وإيَّاكم بالذكرِ الحكيم، وأستغفر الله لي ولكم؛ إنَّهُ هو الغفورُ الرحيم.
 
 
الخطبة الثانية:
 
الحمد لله يُعطي ويمنع, ويخفضُ ويرفع, ويضرُ وينفع, ألا إلى اللهِ تصيرُ الأمور. وأُصلي وأسلمُ على الرحمةِ المهداة, والنعمةِ المُسداة, وعلى آلهِ وأصحابه والتابعين.
 
أما بعد: أيها المسلمون، فإننا معاشر المسلمين بحاجة جد ماسة, إلى تلمس احتياجات الآخرين, ومدّ يد العون للمحتاجين، والمسابقة إلى صنائع المعروف دون مَنٍّ أو أذى, ودون انتظار لشكرٍ, أو ثناء, أو حتى دعاء، فقد كانت عائشة -رضي الله عنها- إذا أرسلت إلى قوم بصدقة, تقول لمن أرسلته بها: "اسمع ما يدعون به لنا، حتى ندعو لهم بمثله, ويبقى أجرنا على الله", وهي تفضل ذلك؛ لأنها إنما أسدت المعروف لوجه الله, لا تريد جزاء ولا شكوراً. قال شيخ الإسلام في فتاويه: "ومن الجزاء أن يطلب الدعاء".
 
أيها المسلمون: إن في مجتمعات المسلمين اليوم أسراً يدكها الفقر دكاً, يئن أطفالها من الجوع, ويقضُّ مضاجعها طرقات صاحب البيت يطلب الإيجار، فمن لهؤلاء بعد الله؟! وإن في بيوت المسلمين, الأرملة البائسة, والعجوز اليائسة, واليتيم الحزين, والمقعد المحروم, فمن يقضي حوائجهم, ومن يلتفت إليهم ابتغاء مرضاة الله؟ هل أدرك المتسابقون في الدعوة إلى الله أن مجال الدعوة ليس متوقفاً على الشريط والكتاب, والنشرة والموعظة, ولكنها ممتدة الجوانب, فسيحة الأرجاء, مترامية الأطراف, وأن من لا يمكن دعوته بالموعظة المؤثرة والنصيحة المعبرة, قد يستجيب بالابتسامة المشرقة, والكلمة الطيبة, والإحسان إليه, وخدمته في نفسه, وولده؟.
 
لكن؛ يا لله العجب! كيف زهد الناس في مثاقيل الأجور, وصحائف الأعمال الصالحة, وغابت عن حياة كثير منهم تلك المعاني السامية, حتى غلبت الأنانية على نفوسهم, واستولت اللامبالاة على مشاعرهم, فإذا بجفاف المعاملة يصاحب كل تصرفاتهم؟!.
 
تدخل على الموظف في دائرته, تحمل في يديك ملفاً ضخما قد حُشي بأوراق لا داعي لها, فيخاطبك من خلف صفحات جريدته بكل برود, ويطلب منك مراجعته في الغد أو بعد غد! فما الذي يدفعه إلى إجهاد الآخرين, وإضاعة أوقاتهم, والتلاعب بأعصابهم, واستفزاز مشاعرهم, أليس هو غياب مفهوم (وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ) [البلد:17]؟.
 
العامل المسكين يفارق أهله وأولاده, ويقطع المسافات الطويلة, ويبذل الجهد المتقبل بحثاً عن لقمة العيش, وحفظ ماء الوجه, فيحرم من أجرته, ويمر الهلال ثم الهلال ثم الهلال، ستة أهلة أو ثمانية أو عشرة وهو لم يستلم مرتبه ولم يحول إلى أهله وأولاده المترقبين على أحر من الجمر ريالاً واحداً، فما الذي أدى بأولئك الظلمة إلى أكل أموال أجرائهم بالباطل؟ أليس هذا نسيان قوله -تعالى-: (وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ * الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ * وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ) [المطففين:1-3]؟ أليس السبب في كل ذلك انقطاع وشائج المحبة, واندثار معاني الرحمة, وزوال الرحمة, وزوال مشاعر الألفة وخفض الجناح؟!.
 
ألا إنها دعوة إلى مراجعة آداب الإسلام من جديد, واستشعار مناهجه بإخلاص, إلا إنها دعوة إلى محاكمة النفس بصدق, وإيقاظ الضمير بقوة.
 
اللهمَّ إنَّا نسألُك إيماناً يُباشرُ قلوبنا, ويقيناً صادقاً, وتوبةً قبلَ الموتِ, وراحةً بعد الموتِ, ونسألُكَ لذةَ النظرِ إلى وجهكَ الكريمِ, والشوق إلى لقائِكَ، في غيِر ضراءَ مُضرة, ولا فتنة مضلة.
 
اللهمَّ زينا بزينةِ الإيمانِ, واجعلنا هُداةً مهتدين, لا ضاليَن ولا مُضلين, بالمعروف آمرين, وعن المنكر ناهين, يا ربَّ العالمين.
 
ألا وصلوا وسلموا على من أُمرتم بالصلاة عليه, إمام المتقين, وقائد الغرِّ المحجلين، وعلى آلهِ وصحابته أجمعين. وأرض اللهمَّ عن الخلفاءِ الراشدين: أبي بكرٍ، وعمر، وعثمان، وعلي.
 
اللهمَّ آمنا في الأوطانِ والدُور, وأصلحِ الأئمةَ وولاةِ الأمورِ, يا عزيزُ يا غفور. سبحان ربك رب العزة عما يصفون
المرفقات

إلى-الخلق-2

إلى-الخلق-2

المشاهدات 1469 | التعليقات 0