الأمن ضرورة لحفظ النفس والنسل والمال والعقل.
محمد البدر
1439/09/10 - 2018/05/25 05:28AM
الخطبة الأولى :
عِبَادَ اللَّهِ: قَالَ تَعَالَى :﴿ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِر ﴾ .
وَقَالَ تَعَالَى :﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾
وَعَنْ عُبيْدِ الله بنِ محْصن الأَنصَارِيِّ الخطميِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ :قَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ آمِنًا فِي سِرْبِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا» رَوَاهُ التِّرْمِذِيِّ وَ حَسَّنَهُ الأَلْبَانيُّ.
يقول السعدي رحمه الله " الأمن من المخاوف والعذاب والشقاء والهداية إلى الصراط المستقيم فإن كانوا لم يلبسوا إيمانهم بظلم مطلقا ، لا بشرك ولا بمعاصي ، حصل لهم الأمن التام والهداية التامة " أ .هـ
عِبَادَ اللَّهِ: إن من أعظم نعم الله بعد نعمة الإسلام نعمة الأمن واستمرارها يكون بشكر المنعم جل وعلى ، و تحقق الأمن يأتي بتوحيد الله ومجانبة الشرك به قَالَ تَعَالَى :﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ﴾ [النور:55].
فلا حياةٌ بلا أمن اذ كيف يعيش المرء في حالةٍ لا يأمن فيها على نفسه ولا ماله ولا عرضه ولا من يعول؟!
فبسبب فقدان الأمن يا عِبَادَ اللَّهِ - يصيب الانسان الخوف والذعر والهلع وتتعطل كل المصالح وكل شيء في الحياة.
عِبَادَ اللَّهِ:ديننا الحنيف حثنا على الكليات الخمس وحفظها وهي:الدين، والنفس، والعقل، والنسل، والمال .
ومن أجل هذا كانت مسألة الأمن في الإسلام من أهم المسائل والقضايا، ومن أجل تحقيق الأمن والأمان شرعت الحدود، وفرض القصاص، ووجدت الأحكام، والتعزيرات والعقوبات ، وغير ذلك.
فعَنْ خَبَّابِ بْنِ الأَرَتِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهْوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً لَهُ فِى ظِلِّ الْكَعْبَةِ ، قُلْنَا لَهُ أَلاَ تَسْتَنْصِرُ لَنَا أَلاَ تَدْعُو اللَّهَ لَنَا قَالَ «كَانَ الرَّجُلُ فِيمَنْ قَبْلَكُمْ يُحْفَرُ لَهُ فِى الأَرْضِ فَيُجْعَلُ فِيهِ ، فَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ ، فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ فَيُشَقُّ بِاثْنَتَيْنِ ، وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ ، وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ ، مَا دُونَ لَحْمِهِ مِنْ عَظْمٍ أَوْ عَصَبٍ ، وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ ، وَاللَّهِ لَيُتِمَّنَّ هَذَا الأَمْرَ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ ،لاَ يَخَافُ إِلاَّ اللَّهَ أَوِ الذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ ، وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ»رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ .
إذاً الأمن مقصد رئيسي من مقاصد الشريعة الإسلامية بل هو ضرورة في حفظ النفس والنسل والمال والعقل، ولا يمكن بأيّ حالٍ من الأحوال حفظ تلك الضروريات إلا بوجود الأمن.
أقول قولي هذا..
الخطبة الثانية :
عِبَادَ اللَّهِ:قَالَ تَعَالَى:﴿وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾
فبلادنا ولله الحمد بلاد التوحيد والسنة لم تترك شاردة ولا واردة تهم المقيمين والمواطنين على حد سواء الا ودلتهم عليه وعلي كل ما يفيدهم ويحفظ سلامتهم وسلامة أرواحهم والحفاظ على ممتلكاتهم وابناءهم وغيرها من خلال تكثيف رجال الأمن لحفظ الأمن في البلاد ونشر اللوحات الإرشادية في كل مكان والتي تحذر وتمنع الأخطار والأضرار وتحث على الخير والسلامة وحفظ الأمن سواء كانت في مساكنهم ومحلاتهم أو في الحدائق العامة او المنتزهات أوتنتقلاتهم فالله الله..
يا عِبَادَ اللَّهِ في اتباع هذه الأرشادات والانصياع لأوامر ولاة الأمر وطاعتهم فيما يصلح أحوالهم والدعاء لهم بكل خير وأن يهيئ لهم البطانة الصالحة الناصحة المعينة الدالة على الخير.
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ « إِذَا سَافَرْتُمْ فِي الْخِصْبِ فَأَعْطُوا الإِبِلَ حَظَّهَا مِنَ الأَرْضِ وَإِذَا سَافَرْتُمْ فِي السَّنَةِ فَأَسْرِعُوا عَلَيْهَا السَّيْرَ وَإِذَا عَرَّسْتُمْ بِاللَّيْلِ فَاجْتَنِبُوا الطَّرِيقَ فَإِنَّهَا مَأْوَى الْهَوَامِّ بِاللَّيْلِ »رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
فلتعاون يا عِبَادَ اللَّهِ في تحقيق الأمن والسمع والطاعة والإنصياع لكل التعليمات الصادرة من الجهات المختصة لضمان سلامة الفرد والمجتمع .
ألا وصلوا .....