الأمن بالإيمان (الانفلات الأمني )

د مراد باخريصة
1435/06/10 - 2014/04/10 07:15AM
الأمن بالإيمان (الانفلات الأمني )
عباد الله: لقد أوضح الله تبارك وتعالى في كتابه العظيم العلاقة بين الأمن والإيمان وبيّن الصلة القوية بينهما وأخبر أنه لا أمن بلا إيمان ولا إيمان بلا أمن.
يقول الله جل وعلا: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} [النحل : 112].
ويقول سبحانه وتعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [الأعراف : 96].
ويقول: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} [الأنعام : 82].
فهذه الآيات وغيرها تبين بياناً شافياً وكافياً وواضحا لمن كان له قلب أن الأمن والإيمان صنوان وأنه لا يمكن أبداً أن يكون هناك أمن أو أمان إذا انعدم الإيمان.
عباد الله: إن الله جل جلاله وعز كماله خلق الخلق وهو أعرف بهم وأعلم بما يصلحهم وأخبر بما يضبط شئونهم ويصلح أمورهم فهو خالقهم وهو وحده الخبير بهم {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الملك : 14].
لقد أعلمنا ربنا أن حياتنا لن تستقيم إلا بشرعه وأوضاعنا لن تستقر إلا بالعيش تحت ظلال شريعته وأمننا واقتصادنا وحياتنا كلها لن تنضبط ولن تسير في الاتجاه الصحيح وبالشكل المطلوب إلا إذا ربطت بدين الله ومنهجه.
ألم يقل الله: {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة : 179].
ألم يقل: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [النور : 55]
للمزيد ...
المشاهدات 1226 | التعليقات 0