الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنْ الْمُنْكَرِ

محمد البدر
1437/05/10 - 2016/02/19 02:31AM
[align=justify]الخطبة الأولى :
عباد الله :قال تعالى: ﴿ كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ ﴾ [آل عمران:110].
وقال تعالى : ﴿ وَلْتَكُن مّنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى ٱلْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ ﴾ [آل عمران:104]
فالأمرَ بالمعروف والنهي عن المنكر يحفظ للناس أعراضَهم، ويحفظ دماءهم وأموالهم.وهو هيبة للأمّة، ودليل على قوّتها وتمسّكها بدينها. فهذا المرفق العظيم لا يرتاب في أهمّيته ولا يرتاب في عظيم شأنه إلا مَن في قلبه مرضُ النفاق والعياذ بالله، ممَّن يحبّ البدع والمنكرات ويألفها، ويحارب الحقَّ ويكرهه .
وقال صلى الله عليه وسلم: (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلَتَنْهَوُنَّ عَنْ الْمُنْكَرِ أَوْ لَيُوشِكَنَّ اللَّهُ أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَابًا مِنْهُ ثُمَّ تَدْعُونَهُ فَلَا يُسْتَجَابُ لَكُمْ)رواه الترمذي وحسنه الألباني .
عباد الله : إنّ الأمرَ بالمعروف والنهي عن المنكر خُلُق أهل الإيمان والإسلام، فالذي يكره هذا الأمرَ ويُبغض الأمرَ بالمعروف والنهيَ عن المنكر ويكون في صدره حرجٌ من هذا الجانب أو يعُدُّ الأمرَ بالمعروف والنهي عن المنكر كَبتًا لحريّات الناس وظلمًا لهم وسلبًا لخصوصيّاتهم ولا شكَّ أنّ هذا تصوُّر خاطئ، ودليل على عمَى البصيرة : ﴿ أَفَمَن زُيّنَ لَهُ سُوء عَمَلِهِ فَرَءاهُ حَسَنًا فَإِنَّ ٱللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِى مَن يَشَاء﴾ [فاطر:8].
عباد الله :من المؤسف استغلال بعض ضعاف النفوس ممن في قلبه مرض والذين يتصيّدون في الماء العكر لما حدث قبل أيام ، فظهرت كتابات ممقوته ومقالات موبوءة، أقحموا فيها الهيئة، وأطلقوا ألسنتهم بالسوء .
فلماذا هؤلاء الأفاكون يهاجم رجالَ الحسبة المصلحين من غير ذنب فعلوه ولا جرم ارتكبوه؟!
لأن الهيئة وقفت سدا منيعا أمام المبتدعين والمخرفين والسحرة والمشعوذين ، وقطعت الطريق أمام شهواتهم المحرمة ،فننصح هؤلاء ونقول لهم إن رجال الحسبة، هم الأبطال والجنود المجهولون الذين واصلوا الليل بالنهار دون كلل أو ملل ، وأبت عليهم هموم الأمة ومصائب المجتمع وحراسة العقيدة والفضيلة، التمتع بما يتمتع به غيرهم من إجازات صيفية وسياحة برية ورحلات بحرية ، بل وصلوات رمضانية وتهجدات ليلية، قلوبهم تتقطع حسرة وهم يرون الوفود تتجه في العشر الأواخر من رمضان إلى بيوت الله مصلية عاكفة داعية، وهم يجوبون الأسواق والمجمّعات يحفظون أعراض المسلمين ، ثم يأتي متكئ على أريكته يقلب القنوات الفضائية أو الاجهزة الالكترونية ويبث كلامه المسموم عبر وسائل التواصل الاجتماعية ، وهو يتنعم بنعمة الأمن ورغد العيش والتي حفظها الله علينا ودفع ضدها بفضله ثم بجهود أولئك الأخيار، فلا يجد له عملاً ولا شغلاً إلا التندّر برجال الحسبة ، ويتمنى زوالها أو يذكر في كل مجلس قصص مكذوبة عن الهيئة أو يضخم أخطاء بعض رجال الحسبة لتشويه سمعة هذا الجهاز ويكيل لهم التهم والسباب والله المستعان .
عباد الله : إن الأمرُ بالمعروف والنهيُ عن المنكر مسؤوليةُ كلِّ فرد منّا على قدر استطاعته، (مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ)رواه مسلم.
أقول قولي هذا..

الخطبة الثانية :
عباد الله : إن تعطيلُ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سببٌ يمنِع من إجابةَ الدعاء، يقول صلى الله عليه وسلم : (مُرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَوْا عَنْ الْمُنْكَرِ قَبْلَ أَنْ تَدْعُوا فَلَا يُسْتَجَابَ لَكُمْ )رواه بن ماجه وحسنه الألباني.
فليحذَر عباد الله من هذا، وليتَّق الكتّاب ربَّهم، وليراقبوه فيما بينه وبينهم، فإنَّ العبدَ إذا اتَّقى الله وتصوّر الأمورَ على حقيقتها دعاه ذلك إلى التوقّف، وفي الحديث : (وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ أَوْ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ) صححه الألباني
وفي الحديث أيضًا: (إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ) رواه البخاري.
عباد الله : إن الذين ينادون بتهميش جانب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أهؤلاء [يقصدون] خيرًا؟! هؤلاء مفسدون. الذين يطالبون الأمّة بأن تتراجع عن دينها وأن تربّي أبناءها على غير منهج الله، أهؤلاء هم [المصلحون]؟!.
أيها المحتسبون من رجال الهيئة، اصبروا وصابروا ورابطوا، واحتسبوا الأجر عند الله، فقد يقابلكم البعض بالنكران والجحود، وقد يتهمكم البعض بالقسوة والجمود، ولكن حسبكم من عملكم دعوة صالحة وأجركم على الله، ولا تسمحوا لمن يثنيكم عن عملكم أن ينال منكم، سيروا والله يوفقكم ويرعاكم ويسدد على طريق الحق خطاكم، يقول الله تعالى: ﴿ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾ [لقمان:17].
ألا وصلوا .....
[/align]
المشاهدات 2033 | التعليقات 2

لافض فوك ياشيخ محمد
خطبة مختصرة مفيدة في مجالها
نسأل الله ان تكون هذه الكلمات مما يرفعك الله بها يوم القيامة وجميع المسلمين


خطبة رائعة تقبل الله منكم جهدكم