الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خطبة مختارة معدلة

أبو عبد الرحمن
1437/07/08 - 2016/04/15 05:40AM
إن الحمد لله نحمده ، و نستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .وأشهد أن محمداً صلى الله عليه وآله وسلم عبدُه و رسولُه .(يَا أَيها الذين آمَنُوا اتقُوا اللهَ حَق تُقَاته ولا تموتن إلا وأنتم مُسلمُون) أما بعد: أيها المؤمنون بالله ورسوله، اتقوا الله حق تقاته، ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون. أيها المؤمنون، اشكروا نعمة الله عليكم بالانتساب إلى الإسلام، الذي هو دين الله، وبأن جعلكم من خير أمة أخرجت للناس، فإن هذه أجل النعم وأعظمها.أيها المؤمنون، إن خيرية هذه الأمة على سائر الأمم ليست نابعة عن مجاملة أو محاباة أو اختصاص بلا مسوغ، بل هي منبثقة عما ذكره الله تعالى عنها في كتابه حيث قال: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بالله ، فمناط الخيرية في أمة الإسلام ـ يا عباد الله ـ موصول العُرى بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المنبثق من الإيمان بالله ورسوله، فمن اتصف من هذه الأمة بهذه الصفات تحققت فيه الخيرية، وإلا فلا، قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما قرأ هذه الآية: (من سره أن يكون من هذه الأمة فليؤد شرط الله فيها).أيها المؤمنون، إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو القطب الأعظم للدين، وهو الذي من أجله بعث الله المرسلين، وهو مهمة ووظيفة خاتم النبيين، قال الله تعالى: الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ والإنجيل يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ. فالله تعالى بعث محمدًا ناهيًا عن المنكر، داعيًا إلى المعروف على هدى وبصيرة.عباد الله، إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شعيرة دينية، أمر الله بها المؤمنين، فقال تعالى: وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وقد قال : ((من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده))رواه مسلم.أيها المؤمنون، إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أبرز صفات المؤمنين، ولذلك قال سبحانه: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ أيها المؤمنون، لقد لعن الله على لسان رسله قومًا تركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فقال تعالى: لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ كَانُواْ لاَ يَتَنَـٰهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ.عباد الله، أيها المؤمنون، إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أعظم الواجبات الشرعية والشعائر الدينية، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أوجب الأعمال وأفضلها وأحسنها عند الله".أيها المؤمنون، إن هذه المنزلة العالية التي جعلها الله للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إنما هي لأجل ما يحصل به من الفوائد الكبار والمصالح العظام التي تعود على الآمر والناهي، وعلى المأمور والمنهي، بل يعود خيرها على الأمة بأسرها، فمن أبرز فوائد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر القيام بما أمر الله سبحانه وتعالى به، فإن الله سبحانه أمر به كما قال جل ذكره: وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ.وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله : ((من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع بلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان)) رواه مسلم قال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله((فالإنكار يكون باليد في حق من استطاع ذلك كولاة الأمور والهيئة المختصة بذلك فيما جعل إليها، وأهل الحسبة فيما جعل إليهم، والأمير فيما جعل إليه، والقاضي فيما جعل إليه، والإنسان في بيته مع أولاده وأهل بيته فيما يستطيع. أما من لا يستطيع ذلك أو إذا غيره بيده يترتب عليه الفتنة والنزاع والمضاربات فإنه لا يغير بيده بل ينكر بلسانه ويكفيه ذلك لئلا يقع بإنكاره باليد ما هو أنكر من المنكر الذي أنكره، كما نص على ذلك أهل العلم. أما هو فحسبه أن ينكر بلسانه. فيقول: يا أخي اتق الله هذا لا يجوز، هذا يجب تركه، هذا يجب فعله ونحو ذلك من الألفاظ الطيبة والأسلوب الحسن. ثم بعد اللسان القلب يعني يكره بقلبه المنكر ويظهر كراهته ولا يجلس مع أهله فهذا من إنكاره بالقلب أ.هـ.فبالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تقوم الحجة على الخلق والشهادةُ عليهم، فإن الله بعث الرسل مبشرين ومنذرين، آمرين بالمعروف ناهين عن المنكر؛ لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل، قال الإمام مالك رحمه الله: "وينبغي للناس أن يأمروا بطاعة الله، فإن عُصوا كانوا شهودًا على من عصاهم".أيها المؤمنون، إن من فوائد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إقامة الملة والشريعة وحفظ الدين والشعائر، قال تعالى: وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ ، فبالأمر بالمعروف تقوم الشريعة، وبالنهي عن المنكر تندثر الرذيلة والمعصية.أيها المؤمنون، ومن فوائد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الكبار وحسناته العظام أن الله جعله سببًا لدفع العقوبات العامة ورفعها، فإن ترك هذه الشعيرة العظيمة من أهم أسباب وقوع العقوبات، فالأمر بالمعروف سياج الإيمان، والعاصم من وقوع غضب الله الواحد الديان، قال الله تعالى: فَلَوْلا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إِلا قَلِيلاً مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ )، وقال سبحانه: وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ).وفي مسند الإمام أحمد بسند جيد عن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله : ((والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر، أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابًا من عنده، ثم لتدعنّه فلا يستجيب لكم .قال ابن العربي رحمه الله: "وهذا فقه عظيم، وهو أن الذنوب منها ما يعجل الله عقوبته، ومنها ما يمهل به إلى الآخرة، والسكوت عن المنكر تتعجل عقوبته في الدنيا بنقص الأموال والأنفس والثمرات، وركوب الذل من الظلمة للخلق".وهذا يبين ـ يا عباد الله ـ سنة من سنن الله تعالى في الأمم والمجتمعات، فإن الأمة التي يقع فيها الظلم والفساد فينهض لهما من يدفعهما وينكرهما هي أمة ناجية، لا يأخذها الله بالعذاب والتدمير.أما الأمة التي يظلم فيها المستبدون، ويفسد فيها المفسدون، فلا يكون فيها من ينكر المنكر ويجابه الفساد، فهي أمة مهددة بالدمار والعقاب العام، فالأخذ بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر صمام أمان وسبب نجاة. أيها المؤمنون، إن من حسنات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر انقماع الفساد وأهله، وانخناس الشيطان وجنده، واندحار الشر وحزبه، فكلما نشط الخير ضعف الباطل، وكلما أشرع المعروف أعلامه طوى الشر والفساد شراعه. قال الغزالي رحمه الله في بيان سوء عاقبة ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: "ولو طوي بساطه وأهمل علمه وعمله لتعطلت النبوة، واضمحلت الديانة، وعمت الفترة، وفشت الضلالة، وشاعت الجهالة، واستشرى الفساد، واتسع الخرق وخربت البلاد وهلك العباد".فاتقوا الله عباد الله، فإن الأمر بالمعروف عزّ لأهل الإيمان، وذل لحزب الشيطان، قال سفيان الثوري: "إذا أمرت بالمعروف شددت ظهر المؤمن، وإذا نهيت عن المنكر أرغمت أنف المنافق". وذلك أن أهل الفساد يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا، قال عثمان بن عفان: (ودت الزانية لو زنى النساء كلهن). فظهور الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تحاصر به الرذيلة، وتنقمع به المعصية، ويقع الرعب والخوف في قلوب أرباب الفساد والمعاصي، وهذا مشاهد ملموس، فهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على ما هي عليه إلا أن لها من الهيبة والرهبة في صدور المفسدين ما يعرفه المجربون المطلعون.أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور والرحيم.الخطبة الثانية الحمد لله معز من أطاعه واتقاه، ومذل من أضاع أمره وعصاه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، لا إله غيره ولا رب لنا سواه، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه، ومن أقام أمره واجتنب نهيه ودعا بدعوته واهتدى بهداه إلى يوم الدين.أما بعد: فتلك ـ أيها المؤمنون ـ بعض فوائد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفضائله، ولنا مع هذه الشعيرة عدد من الوقفات:الأولى: أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عبادة تعبد الله بها المؤمنين، وأمر بها المسلمين، فقال تعالى: وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ، فكل مؤمن ومؤمنة مأمور بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فليست هذه الشعيرة بمراتبها الثلاث من الإنكار باليد واللسان والقلب وظيفة فئة من الناس، لا يقوم بها إلا هم كما سبق ، بل هي عبادة خوطب بها الجميع ، كل حسب قدرته ومسؤوليته، فإن قام بها من يكفي سقط الإثم عن الباقين وإن لم يقم بها من يكفي تعين على كل أحد بعينه الإنكار ، كما يكون فرض عين أيضا عندما لا يطلع عليه غيره أو لا يقدر عليه غيره أولا يعلم كونه منكرا سواه أو يكون تحت ولايته في سلطته أو في منزله ونحوه وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وكل بشر على وجه الأرض فلا بد له من أمر ونهي، لو أنه وحده لكان يأمر نفسه وينهاها؛ إما بمعروف وإما بمنكر".ومن هذا يتضح أن هذه الشعيرة يحتاجها كل أحد؛ يحتاجها المرء مع نفسه، والرجل مع أولاده وأهله، والمدرس مع طلابه، والأمير مع رعيته، والرعية مع حكامها، ويحتاجها كل صاحب مسؤولية فيما أوكل إليه، قال ابن مفلح في " الآداب الشرعية": "ولا ينكر أحد بسيف إلا مع سلطان، وقال ابن الجوزي: الضرب باليد والرجل وغير ذلك مما ليس فيه إشهار سلاح أو سيف يجوز للآحاد بشرط الضرورة والاقتصار على قدر الحاجة، فإن احتاج إلى أعوان يشهرون السلاح لكونه لا يقدر على الإنكار بنفسه فالصحيح أن ذلك يحتاج إلى إذن الإمام؛ لأنه يؤدي إلى الفتن وهيجان الفساد" اهـ أعاننا الله وإياكم على الأمر بالمعر وف والنهي عن المنكر. الوقفة الثانية : أن القيام بذلك الواجب لابد له من التحلي بثلاث صفات أساسية ؛ هي : العلم والرفق والصبر . قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( فلا بد من هذه الثلاثة : العلم والرفق والصبر ؛ العلم قبل الأمر والنهي ، والرفق معه ، والصبر بعده ، وإن كان كل من هذه الثلاثة مستصحبا في هذه الأحوال ؛ وهذا كما جاء في الأثر عن بعض السلف .. " لا يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر إلا من كان فقيها فيما يأمر به ، فقيها فيما ينهى عنه ، رفيقا فيما يأمر به ، رفيقا فيما ينهى عنه ، حليما فيما يأمر به ، حليما فيما ينهى عنه . " )الوقفة الثالثة: إن هذه الشعيرة لما كانت تحول بين الناس وشهواتهم ورغباتهم التي يزينها لهم شياطين الإنس والجن، فإنها تلقى من كثير من الناس تنقصًا وهمزًا ولمزًا، ونقدًا مجحفًا أو باطلاً، ينصب غالبًا على الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، وعلى هيئاته الخاصة به.وهؤلاء الناقدون والمتكلمون في الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر أحد صنفين: صنف مردت قلوبهم على الذنوب والمعاصي، وعششت الشهوات في قلوبهم، وأشربت حب الفساد، فهم سماسرة الفساد وأربابه، لا يعيشون إلا به، فهؤلاء لا غرابة في حقدهم وحنقهم، ووقيعتهم في الآمرين بالمعروف والناهيين عن المنكر، فإنهم شَجَا حلوقهم، ونكد عيشهم، فهم يتربصون بأهل الحسبة الدوائر، يلتقطون السقطة، ويضخمون الهفوة، ويجعلون من الحبة قبة، فهؤلاء لا حيلة لنا فيهم إلا أن نقول كما قال الله تعالى لأسلافهم: قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ . وأما من تسول له نفسه الإعتداء عليهم فلقد قرن الله أولئك بقتلة الأنبياء فقال جل وعلا: ( إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب أليم * أولئك الذين حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وما لهم من ناصرين* الصنف الثاني: قوم فيهم خير وصلاح، وحب لأهل الإصلاح، إلا أنهم يصغون لتشويه أهل الريب والفساد، و ينصتون لوقيعة أهل المعصية والنفاق، وما ينشرون عن أهل الحسبة من الإشاعات والمبالغات والكذب، كما قال الله تعالى: وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ. فضلاً عن أن يكون قد حصل لبعضهم موقف مع أهل الحسبة، يجعله مبررًا لوقيعته، وشاهدًا لسماعه، فهؤلاء ليس لنا معهم قضية، إلا أننا نذكرهم بالله الذي رضوا به ربًا، وبرسوله نبيًا، وبإسلامه دينًا، ونقول لهم: أيها المؤمنون، إياكم أن تكونوا أعوانًا لأهل الفساد والنفاق على إخوانكم، فأهل الحسبة إخوانكم، وإن بغى بعضهم عليكم، فانصحوا لهم بالحسنى، وبينوا أخطاءهم بالمعروف، وإياكم والتشهير والتعميم والمبالغة،فإنه وحسب دراسات جامعية موثقة فإن معدل القضايا السنوي 4 ملايين قضية ونسبة المحال إلى الشرط منها 6 في المائة والبقية وهي 94 في المائة من القضايا تنتهي بالتعهد والستر، ومعدل الخطأ 38 خطأ سنوي أي بمعدل 9 أخطاء في كل مليون قضية، فهم أقل الأجهزة الحكومية أخطاء على الإطلاق ولكن المشكلة في الإعلام المعادي لهم الذي يضخم الأخطاء ويتعامى عن أخطاء البقية ، ويصدر أحكام الإدانة قبل ظهور نتائج التحقيق ، فإذا تبين براءتهم لم ينشرها أوتجاهلها ، فلا يعلق في الأذهان إلا الدعاية السوداء الكاذبة ،وإلا فهل يقبل عاقل تعطيل الأجهزة الحكومية لأجل خطأ أفراد فيها ، فلا تنسوا في غمرة تلك الحملات الإعلامية حاجة الأمة إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ، فكم من شر قد ردوه، وكم من عرض حفظوه، وكم من شباب عن الضلال أوقفوه، وكم من مفسد قد ردعوه وكم من ساحر قد كشفوه.وكم من مصنع خمر ووكر دعارة قد ضبطوه فالآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر حراس الدين وحماته، عن الدين ينافحون، ودونه يجاهدون، ينفون فساد المفسدين، ويبطلون سعي المروجين، فجزاهم الله خير ما جزى عباده المؤمنين،
أقلوا عليهم لا أبا لأبيكمـو من اللوم أو سدّوا المكان الذي سدوا
أولئك هم خير وأهدى لأنهمُ عن الحـق ما ضلوا وعن ضده صدوا
الوقفة الأخيرة: هي مع الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، قال الله تعالى: يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ. فعلى كل آمر وناهٍ أن يصبر على ما يلقاه، وأن يوطن نفسه على ذلك، وليوقن بثواب الله تعالى، فإنه من يثق بالثواب من الله لا يجد مس الأذى. اللهم إنا نسألك أن تجعلنا من الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر. ثم اعلموا أن الله أمركم بالصلاة على نبيه ..فاللهمّ صلّ وسلّم ..ومن تبعهم ..وعنا معهم.. اللهم أعز ..اللهم رحمتك بأمة .. اللهم أنج.. اللهم رحمتك بإخواننا المستضعفين والمشردين في فلسطين وسوريا وبورما وفي كل مكان اللهم أعنا على القيام بواجب نصرتهم وإغاثتهم..اللهم قاتل الكفرة الذين ..اللهم أفرغ على إخواننا . اللهم منزل الكتاب مجري السحاب هازم الأحزاب انصر جنودنا وجنود الإسلام في كل مكان وقو عزائمهم وسدد رميهم وصوب آراءهم واحفظهم وانصرهم على عدوك وعدوهم.اللهم ادفع عنا الغلاء والوباء والربا والزنا والتبرج والسفور والزلازل والمحن وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن اللهم آمنا في أوطاننا واصلح أئمتنا وولاة أمورنا وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة اللهم وفق إمامنا لما تحب وترضى وخذ بناصيته للبر ، ووفقه وإخوانه ونوابه ووزراءه وأعوانه لما فيه صلاح العباد والبلاد ، وعز الإسلام والمسلمين ، اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون فاذكروا الله الجليل ..[/
size]
المشاهدات 2131 | التعليقات 3

بارك الله فيك واحسن اليكم


مرحبا بالشيخ أبي عبدالرحمن وحياك ربي، صاحب البصمات المباركة والبذر الطيب والجهد المشكور.
نقول عودا حميدا وأهلا وسهلا بك، وعسى غيبتك كانت خير أسعدك الله ووفقك.


حفظكم الله أخي زياد أشكرك على مشاعرك الرقيقة وترحيبك الوفي وأخبرك بأني دائم التصفح لموقعكم الجليل بصفة زائر وكم يسر الخاطر ويشرح الصدر ويستدعي الحمد والشكر لله توفيقه جل وعلا وإعانته لكم و للقائمين عليه ودوام التميز والتقدم والنجاح