الأمانة والأوامر الملكية
إبراهيم بن سلطان العريفان
1438/08/02 - 2017/04/28 08:12AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
إخوة الإيمان والعقيدة ... في مجلس من المجالس الطيبة العطرة بحضور النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة ذات يوم يروي لنا أبو هريرة رضي الله عنه: أنه بينما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في مجلسه يحدِّث القوم جاءه أعرابي فقال: يا رسول الله متى الساعة؟ فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث فقال بعض القوم: سمع ما قال، فكره ما قال، وقال بعضهم: بل لم يسمع، حتى إذا قضى حديثه صلى الله عليه وسلم، قال ( أين السائل عن الساعة؟ ) قال: ها أنا يا رسول الله، قال ( فإذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة ) قال: كيف إضاعتها؟ قال ( إذا وُسَّد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة ) رواه البخاري.
رسل الله عليهم الصلاة والسلام يُختارون من أشرف الناس طباعًا، وأزكاهم معادنًا. والنفس التي تظل محافظة على الفضيلة مع شدة الفقر ووحشة الغربة، هي نفس رجل قوي أمين. والمحافظة على حقوق الله وحقوق العباد تتطلب خُلُقا لا يتغير بتغير الأيام، ولا يتغير بتغير المناصب، وذلك هو جوهر الأمانة.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل البعثة يلقب بين قومه بالأمين، وكذلك شوهدت علامة الأمانة على موسى عليه السلام حين سقى لابنتي الصالح ورفق بهما، وكان معهما عفيفًا شريفًا ( قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يٰأَبَتِ ٱسْتَـجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ ٱسْتَـجَرْتَ ٱلْقَوِىُّ ٱلامِينُ ).
إخوة الإيمان ... الإسلام يرقب من معتنق الأمانة أن يكون ذا ضمير حي، تصان به حقوق الله وحقوق الناس، ومن ثم أوجب على المسلم أن يكون أمينًا، لديه شعور بمسؤوليته في كل أمر يوكل إليه.
لأن الأمانة هي الفريضة التي يتواصى المسلمون برعايتها ويستعينون بالله على حفظها، وقد ورد في الدعاء للمسافر ( استودع الله دينك وأمانتك وخواتم عملك ).
وعن أنس رضي الله عنه قال: ما خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا قال ( لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له ).
بل كان عليه الصلاة والسلام يستعيذ بالله من ضياع الأمانة ، فإنه كان يقول ( اللهم إني أعوذ بك من الجوع فإنه بئس الضجيع، وأعوذ بك من الخيانة فإنها بئست البطانة ) تلكم أهمية الأمانة – أيها المسلمون .
فالأمانة وضع الشيء في المكان الجدير به واللائق له، فلا يسند منصب إلا لصاحبه الحقيق به، ولا تملأ وظيفة إلا بالرجل الذي ترفعه كفايته إليها، فلا اعتبار للمجاملات والمحسوبيات، حتى القربى والصحبة لا ينظر إليها .. انظروا إلى أبي ذر رضي الله عنه حين قال: يا رسول الله، ألا تستعملني؟ قال: فضرب يده على منكبي، ثم قال ( يا أبا ذر إنك ضعيف، وإنها أمانة، وإنها يوم القيامة خزي وندامة، إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها ).
إن الكفاية العلمية والعملية ليست لازمة لصلاح المرء لحمل الأمانة، فقد يكون الرجل حسن السيرة حسن الإيمان، لكنه ليس أهلاً للمنصب، ألا ترون إلى يوسف الصديق عليه السلام حين رشح نفسه لإدارة المال، لم يذكر نبوته وتقواه، بل طلبها بحفظه وعلمه ( قَالَ ٱجْعَلْنِى عَلَىٰ خَزَائِنِ ٱلأرْضِ إِنّى حَفِيظٌ عَلِيمٌ ) فالأمانة تعني أن نختار للأعمال أحسن الناس قيامًا بها .. فإذا مِلنا عنه إلى غيره لِهوىً أو رشوة أو قرابة، فقد ارتكبنا بتنحية القادر وتولية العاجز وهذه خيانة فادحة.
إن الأمة التي لا أمانة فيها هي من تعبث فيها الشفاعات بالمصالح وتطيش بأقدار الرجال الأكفاء لتهملهم، وتقدم من دونهم غير الأكفياء.
الأمانة أن يحرص المرء على أداء واجبه كاملاً في العمل المنوط به وأن يحسن فيه تمام الإحسان.
إنها الأمانة التي يمجدها الإسلام بأن يخلص الرجل لعمله ويُعنى بإجادته، ويسهر على حقوق الناس التي وضعت بين يديه. لأن استهانة الفرد بما كلف به هو من استشراء الفساد في البلاد وبين العباد. تتفاوت إثمًا ونكرًا وأشدها شناعة ما أصاب الدين وجمهور المسلمين وتعرضت البلاد لأذاه. قال عليه الصلاة والسلام ( إذا جمع الله بين الأولين والآخرين يوم القيامة يُرفعُ لكل غادرٍ لواءٌ يعرف به فيقال: هذه غدرةُ فلان بن فلان ) وفي رواية ( لكل غادرٍ لواءٌ يومَ القيامة، يُرفعُ بقدرِ غُدرته، ألا ولا غادِرَ أعظمُ من أميرِ عامة ) أي ليس أعظم خيانة ولا أسوأ عاقبة من رجل تولى أمور الناس فنام عنها حتى أضاعها.
ومن الخيانة أيضًا أن يستغل الرجل منصبه الذي عين فيه لجر منفعة إلى شخصية أو قرابته، فإن التشبع من المال العام جريمة قال صلى الله عليه وسلم ( من استعملناه على عمل فرزقناه رزقًا فما أخذ بعد ذلك فهو غلول ).
أما الذي يلتزم حدود الله في وظيفته، ويأنف من خيانة الواجب الذي طوقه، فهو عند الله من المجاهدين لنصرة دينه وإعلاء كلمته قال صلى الله عليه وسلم ( العامل إذا اسْتُعْمِل فأخذ الحق وأعطى الحق لم يزل كالمجاهد في سبيل الله حتى يرجع إلى بيته ).
وقد شدد الإسلام في ضرورة التعفف عن استغلال المنصب وشدد في رفض المكاسب المشبوهة، فعن عدي بن عمير قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( من استعملناه منكم على عمل فكتمنا مخيطًا فما فوق كان غلولاً يأتي به يوم القيامة )
واستعمل النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً من الأزد على الصدقة فلما قدم بها قال: هذا لكم وهذا أُهدي إليَّ. فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال ( أما بعد، فإني أستعمل الرجل منكم على العمل مما ولاني الله، فيأتي فيقول: هديته، إن كان صادقا والله لا يأخذ أحد منكم شيئًا بغير حقه إلا لقي الله يحمله يوم القيامة، فلا أعرفن أحدًا منكم لقي الله يحمل بعيراً له رغاء، أو بقرة لها خوار، أو شاة تعير)) ثم رفع عليه الصلاة والسلام يديه حتى رؤي بياض إبطيه يقول: ((اللهم بلغت)) [13].
الله أكبر! إنها الأمانة في أسمى معانيها التي ينبغي تحقيقها يا عباد الله.
إن الأمانة ـ إخوة الإيمان ـ فضيلة ضخمة، لا يستطيع حملها الرجال المهازيل، وقد ضرب الله المثل لضخامتها، فأبان أنها تثقل كاهل الوجود كله، فلا ينبغي للإنسان أن يستهين بها أو يفرط في حقها ومع كل ذلك فقد تحمل الإنسان الأمانة بظلمه وجهله أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ( إِنَّا عَرَضْنَا ٱلاْمَانَةَ عَلَى ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَٱلأرْضِ وَٱلْجِبَالِ فَأبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا ٱلإِنْسَـٰنُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً )
أقول ما تسمعون ...
الحمد لله رب العالمين ...
معاشر المؤمنين ... الحمد لله الذي أكرم هذه البلاد بحكومة رشيدة تسهر على راحة المواطن وتتلمس حاجاته وضروراته، وأن هيّأ لها قادة أقوياء، مخلصين للدين والدفاع عن حياضه. هذا هو منهج هذه الدولة منذ أن قامت على يد المؤسس طيب الله ثراه، وخلف من بعده خلف حافظوا على كيان هذه الدولة، بحفاظهم على الدين ومؤسساته.
قبل أيام زفَّ لنا ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان ، أوامر ملكية حملت في طياتها الخير كل الخير للوطن والمواطن، تناقلتها وكالات الأنباء واستقبلها المواطنون والمقيمون والسجناء بالفرح والدعاء للمليك
يا لها من أوامر ملكية أعاد البعض منها البهجة للمواطن والمقيم والسجين والأرامل والأيتام والمعاقين ، والبعض الآخر أعاد الأمور إلى نصابها، كيف لا! وهذه البلاد مهبط الإسلام ومحط أنظار المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.
هذه الأوامر الملكية الكريمة الجديدة، تجسد حرص المليك على رفاهية المواطن وسلامة الوطن، ووضع الأمور في نصابها الصحيح، هذه هي الأوامر الملكية الجديدة واضحة بجلاء، لا تحتاج إلى مزايدات أو تأويلات، ولكن يبقى دور المواطن المخلص والإعلام الصادق في إبراز جهود القيادة الرشيدة، للوقوف بحزم في وجه الحاقدين وأصحاب الأقلام المريضة والأبواق المسمومة، الذين لا يريدون خيرًا لهذا الوطن وقيادته؛ لتفويت الفرصة عليهم، ولتسلم سفينة الوطن من الغرق، فالعالم من حولنا يتخطف،
نسألُ اللهَ عزَّ وجلَّ أنْ يحفظَ خادم الحرمين ووليَّ عهدِهِ ووليَّ وليِّ عهدِهِ وأنْ يُلبسَهُم جلبابَ الصحةِ والعافيةِ وأنْ يأخُذَ بأيديهِم ونواصيهم للبر والتقوى وأن يحفظ بهم الأمن والأمان ويعينهم على قيادة هذه الأمة ، وأنْ يُديمَ علينا وعليكُم جميعاً وعلى أُمتِنا الأمنَ والرخاءَ وأن يُيسرَ لهذا الشعبِ الكريمِ العريقِ حياةً كريمةً ، ونسألُ اللهَ أنْ يجعلَ ذلكَ في ميزانِ حسناتِ خادمِ الحرمينِ الشريفينِ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
إخوة الإيمان والعقيدة ... في مجلس من المجالس الطيبة العطرة بحضور النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة ذات يوم يروي لنا أبو هريرة رضي الله عنه: أنه بينما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في مجلسه يحدِّث القوم جاءه أعرابي فقال: يا رسول الله متى الساعة؟ فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث فقال بعض القوم: سمع ما قال، فكره ما قال، وقال بعضهم: بل لم يسمع، حتى إذا قضى حديثه صلى الله عليه وسلم، قال ( أين السائل عن الساعة؟ ) قال: ها أنا يا رسول الله، قال ( فإذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة ) قال: كيف إضاعتها؟ قال ( إذا وُسَّد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة ) رواه البخاري.
رسل الله عليهم الصلاة والسلام يُختارون من أشرف الناس طباعًا، وأزكاهم معادنًا. والنفس التي تظل محافظة على الفضيلة مع شدة الفقر ووحشة الغربة، هي نفس رجل قوي أمين. والمحافظة على حقوق الله وحقوق العباد تتطلب خُلُقا لا يتغير بتغير الأيام، ولا يتغير بتغير المناصب، وذلك هو جوهر الأمانة.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل البعثة يلقب بين قومه بالأمين، وكذلك شوهدت علامة الأمانة على موسى عليه السلام حين سقى لابنتي الصالح ورفق بهما، وكان معهما عفيفًا شريفًا ( قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يٰأَبَتِ ٱسْتَـجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ ٱسْتَـجَرْتَ ٱلْقَوِىُّ ٱلامِينُ ).
إخوة الإيمان ... الإسلام يرقب من معتنق الأمانة أن يكون ذا ضمير حي، تصان به حقوق الله وحقوق الناس، ومن ثم أوجب على المسلم أن يكون أمينًا، لديه شعور بمسؤوليته في كل أمر يوكل إليه.
لأن الأمانة هي الفريضة التي يتواصى المسلمون برعايتها ويستعينون بالله على حفظها، وقد ورد في الدعاء للمسافر ( استودع الله دينك وأمانتك وخواتم عملك ).
وعن أنس رضي الله عنه قال: ما خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا قال ( لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له ).
بل كان عليه الصلاة والسلام يستعيذ بالله من ضياع الأمانة ، فإنه كان يقول ( اللهم إني أعوذ بك من الجوع فإنه بئس الضجيع، وأعوذ بك من الخيانة فإنها بئست البطانة ) تلكم أهمية الأمانة – أيها المسلمون .
فالأمانة وضع الشيء في المكان الجدير به واللائق له، فلا يسند منصب إلا لصاحبه الحقيق به، ولا تملأ وظيفة إلا بالرجل الذي ترفعه كفايته إليها، فلا اعتبار للمجاملات والمحسوبيات، حتى القربى والصحبة لا ينظر إليها .. انظروا إلى أبي ذر رضي الله عنه حين قال: يا رسول الله، ألا تستعملني؟ قال: فضرب يده على منكبي، ثم قال ( يا أبا ذر إنك ضعيف، وإنها أمانة، وإنها يوم القيامة خزي وندامة، إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها ).
إن الكفاية العلمية والعملية ليست لازمة لصلاح المرء لحمل الأمانة، فقد يكون الرجل حسن السيرة حسن الإيمان، لكنه ليس أهلاً للمنصب، ألا ترون إلى يوسف الصديق عليه السلام حين رشح نفسه لإدارة المال، لم يذكر نبوته وتقواه، بل طلبها بحفظه وعلمه ( قَالَ ٱجْعَلْنِى عَلَىٰ خَزَائِنِ ٱلأرْضِ إِنّى حَفِيظٌ عَلِيمٌ ) فالأمانة تعني أن نختار للأعمال أحسن الناس قيامًا بها .. فإذا مِلنا عنه إلى غيره لِهوىً أو رشوة أو قرابة، فقد ارتكبنا بتنحية القادر وتولية العاجز وهذه خيانة فادحة.
إن الأمة التي لا أمانة فيها هي من تعبث فيها الشفاعات بالمصالح وتطيش بأقدار الرجال الأكفاء لتهملهم، وتقدم من دونهم غير الأكفياء.
الأمانة أن يحرص المرء على أداء واجبه كاملاً في العمل المنوط به وأن يحسن فيه تمام الإحسان.
إنها الأمانة التي يمجدها الإسلام بأن يخلص الرجل لعمله ويُعنى بإجادته، ويسهر على حقوق الناس التي وضعت بين يديه. لأن استهانة الفرد بما كلف به هو من استشراء الفساد في البلاد وبين العباد. تتفاوت إثمًا ونكرًا وأشدها شناعة ما أصاب الدين وجمهور المسلمين وتعرضت البلاد لأذاه. قال عليه الصلاة والسلام ( إذا جمع الله بين الأولين والآخرين يوم القيامة يُرفعُ لكل غادرٍ لواءٌ يعرف به فيقال: هذه غدرةُ فلان بن فلان ) وفي رواية ( لكل غادرٍ لواءٌ يومَ القيامة، يُرفعُ بقدرِ غُدرته، ألا ولا غادِرَ أعظمُ من أميرِ عامة ) أي ليس أعظم خيانة ولا أسوأ عاقبة من رجل تولى أمور الناس فنام عنها حتى أضاعها.
ومن الخيانة أيضًا أن يستغل الرجل منصبه الذي عين فيه لجر منفعة إلى شخصية أو قرابته، فإن التشبع من المال العام جريمة قال صلى الله عليه وسلم ( من استعملناه على عمل فرزقناه رزقًا فما أخذ بعد ذلك فهو غلول ).
أما الذي يلتزم حدود الله في وظيفته، ويأنف من خيانة الواجب الذي طوقه، فهو عند الله من المجاهدين لنصرة دينه وإعلاء كلمته قال صلى الله عليه وسلم ( العامل إذا اسْتُعْمِل فأخذ الحق وأعطى الحق لم يزل كالمجاهد في سبيل الله حتى يرجع إلى بيته ).
وقد شدد الإسلام في ضرورة التعفف عن استغلال المنصب وشدد في رفض المكاسب المشبوهة، فعن عدي بن عمير قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( من استعملناه منكم على عمل فكتمنا مخيطًا فما فوق كان غلولاً يأتي به يوم القيامة )
واستعمل النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً من الأزد على الصدقة فلما قدم بها قال: هذا لكم وهذا أُهدي إليَّ. فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال ( أما بعد، فإني أستعمل الرجل منكم على العمل مما ولاني الله، فيأتي فيقول: هديته، إن كان صادقا والله لا يأخذ أحد منكم شيئًا بغير حقه إلا لقي الله يحمله يوم القيامة، فلا أعرفن أحدًا منكم لقي الله يحمل بعيراً له رغاء، أو بقرة لها خوار، أو شاة تعير)) ثم رفع عليه الصلاة والسلام يديه حتى رؤي بياض إبطيه يقول: ((اللهم بلغت)) [13].
الله أكبر! إنها الأمانة في أسمى معانيها التي ينبغي تحقيقها يا عباد الله.
إن الأمانة ـ إخوة الإيمان ـ فضيلة ضخمة، لا يستطيع حملها الرجال المهازيل، وقد ضرب الله المثل لضخامتها، فأبان أنها تثقل كاهل الوجود كله، فلا ينبغي للإنسان أن يستهين بها أو يفرط في حقها ومع كل ذلك فقد تحمل الإنسان الأمانة بظلمه وجهله أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ( إِنَّا عَرَضْنَا ٱلاْمَانَةَ عَلَى ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَٱلأرْضِ وَٱلْجِبَالِ فَأبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا ٱلإِنْسَـٰنُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً )
أقول ما تسمعون ...
الحمد لله رب العالمين ...
معاشر المؤمنين ... الحمد لله الذي أكرم هذه البلاد بحكومة رشيدة تسهر على راحة المواطن وتتلمس حاجاته وضروراته، وأن هيّأ لها قادة أقوياء، مخلصين للدين والدفاع عن حياضه. هذا هو منهج هذه الدولة منذ أن قامت على يد المؤسس طيب الله ثراه، وخلف من بعده خلف حافظوا على كيان هذه الدولة، بحفاظهم على الدين ومؤسساته.
قبل أيام زفَّ لنا ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان ، أوامر ملكية حملت في طياتها الخير كل الخير للوطن والمواطن، تناقلتها وكالات الأنباء واستقبلها المواطنون والمقيمون والسجناء بالفرح والدعاء للمليك
يا لها من أوامر ملكية أعاد البعض منها البهجة للمواطن والمقيم والسجين والأرامل والأيتام والمعاقين ، والبعض الآخر أعاد الأمور إلى نصابها، كيف لا! وهذه البلاد مهبط الإسلام ومحط أنظار المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.
هذه الأوامر الملكية الكريمة الجديدة، تجسد حرص المليك على رفاهية المواطن وسلامة الوطن، ووضع الأمور في نصابها الصحيح، هذه هي الأوامر الملكية الجديدة واضحة بجلاء، لا تحتاج إلى مزايدات أو تأويلات، ولكن يبقى دور المواطن المخلص والإعلام الصادق في إبراز جهود القيادة الرشيدة، للوقوف بحزم في وجه الحاقدين وأصحاب الأقلام المريضة والأبواق المسمومة، الذين لا يريدون خيرًا لهذا الوطن وقيادته؛ لتفويت الفرصة عليهم، ولتسلم سفينة الوطن من الغرق، فالعالم من حولنا يتخطف،
نسألُ اللهَ عزَّ وجلَّ أنْ يحفظَ خادم الحرمين ووليَّ عهدِهِ ووليَّ وليِّ عهدِهِ وأنْ يُلبسَهُم جلبابَ الصحةِ والعافيةِ وأنْ يأخُذَ بأيديهِم ونواصيهم للبر والتقوى وأن يحفظ بهم الأمن والأمان ويعينهم على قيادة هذه الأمة ، وأنْ يُديمَ علينا وعليكُم جميعاً وعلى أُمتِنا الأمنَ والرخاءَ وأن يُيسرَ لهذا الشعبِ الكريمِ العريقِ حياةً كريمةً ، ونسألُ اللهَ أنْ يجعلَ ذلكَ في ميزانِ حسناتِ خادمِ الحرمينِ الشريفينِ
المشاهدات 950 | التعليقات 3
حبذا لوتضيف في جميع خطبك التشكيلة حتى نستفيد مثلا فتحة وضمة وكسرة والخ
وشكرا
لا حول ولا قوة إلا بالله. حسبنا الله ونعم الوكيل
فتى الحرمين
حبذا لوتضيف في جميع خطبك التشكيلة حتى نستفيد مثلا فتحة وضمة وكسرة والخ
وشكرا
تعديل التعليق