الأعمال الصالحة في عشر ذي الحجة ووصايا للحجاج
عايد القزلان التميمي
1445/11/28 - 2024/06/05 00:08AM
خطبة الجمعة 1445/12/1
الحمدُ لله الذي بِيَدِهِ الأَمْر، فَضّل أيَّام العَشْر، وَخَصّهَا بِمَزِيد الأجر ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهدُ أن نبينا محمدًا عبده ورسوله، صلى الله وسلم عليه صلاةً دائمةً إلى يوم الحشر.
أما بعدُ فيا عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله في السر والعلن .
أيها المؤمنون : فإنّ مِنْ فَضْلِ الله ومِنَّتِه أن جَعَلَ لِعِبادِه الصَالحين مَوَاسِم يَسْتَكْثِرُونَ فيها مِن العَمَلِ الصّالح،
ومن أَعظَمِ هذه المواسم وأَجَلِّهَا أيامِ عشرِ ذي الحجة. التي وَرَدَ في فَضْلِها آيات وأحاديث منها قول الله تعالى: { وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ }.
قال ابن كثير رحمه الله: المُرَاد بها عشرِ ذي الحجة. وقال عز وجل: { وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ }
قال ابن عباس رضي الله عنهما : "أيامَ العشر".
وفي الحديث الذي رواه الإمام البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما العَمَلُ في أيَّامٍ أفْضَلَ منها في هذه، قالوا: ولا الجِهادُ؟ قالَ: ولا الجِهادُ، إلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخاطِرُ بنَفْسِه ومالِه، فلَمْ يَرْجِعْ بشَيءٍ.)).
وعن ابن عمر رضي الله عنهما: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ما مِن أيَّامٍ أَعظَمَ عِندَ اللهِ، ولا أَحَبَّ إلَيهِ مِنَ العملِ فيهِنَّ مِن هذِه الأَيَّامِ العَشرِ؛ فأَكثِرُوا فيهِنَّ مِنَ التَّهليلِ، والتَّكبيرِ، والتَّحميدِ )) أخرجه أحمد .
وسُئَل شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله- عن عشر ذي الحجة، والعشر الأواخر من رمضان، أيهما أفضل؟ فأجاب: (( أيَّامُ عَشْر ذي الحِجَّة أفضل من أيام العَشْر من رمضان، والليالي العَشْر الأواخر من رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحِجَّة".
أيها المسلمون ومن الأعمال الصالحة في أيام عشر ذي الحجة وفي غيرها : المحافظة والمداومة على الصلوات ، والإكثار من النوافل، من صلاة وصيام وصدقات فإنها من أفضل القربات.
ومن الأعمال الصالحة في أيام عشر ذي الحجة : الصيام : لدخوله في الأعمال الصالحة . قال عليه الصلاة والسلام: ((ما مِن عَبْدٍ يَصُومُ يَوْمًا في سَبيلِ اللهِ، إِلَّا بَاعَدَ اللَّهُ، بذلكَ اليَومِ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا )) متفق عليه.
وقد حَثَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- على صِيَامِ تسع ذي الحجة فعن هُنَيْدَةَ بن خالد رضي الله عنه عن امرأتِه عن بعضِ أزواجِ النبي صلى الله عليه وسلم رضي الله عن الجميع قالت: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ تِسْعَ ذِي الْحِجَّةِ وَيَوْمَ عَاشُورَاءَ وَثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ )) صححه الألباني
ومن الأعمال الصالحة في أيام عشر ذي الحجة أداء الحج والعمرة لقوله صلى الله عليه وسلم : ".. والحجُ المبرُور لَيسَ لهُ جزاءٌ إلا الجنَّة " رواه مسلم.
ومن الأعمال الصالحة في أيام عشر ذي الحجة التكبير والتهليل والتحميد : لما ورد في حديث ابن عمر السابق. والمستحب: الجهر بالتكبير للرجال.
فيجب علينا أن نحيي هذه السنة .
والتكبير نوعان مطلق ومقيد , جاء في فتوى اللجنة الدائمة للإفتاء: (( فالتكبير المطلق في جميع الأوقات من أول دخول شهر ذي الحجة إلى آخر أيام التشريق. وأما التكبير المقيد فيكون في أدبار الصلوات المفروضة من صلاة الصبح يوم عرفة إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق، وقد دل على مشروعية ذلك الإجماع، وفعل الصحابة رضي الله عنهم )).
وأفضلُ صِيَغِ التكبير : اللهُ أكبر اللهُ أكبر، لا إلهَ إلَّا الله، واللهُ أكبر اللهُ أكبر، ولله الحَمْد
عباد الله ومن الأعمال التي يَتَقَرَّبُ بها العبد إلى الله عز وجل في كل وقت وخاصة هذه الأيام المباركة: الإكثار من قراءة القرآن ، ولْيَكُن لَكَ يا عبدالله في هذه العشر ختمة أو ختمتان، وهذا يَسِير على من يَسّرَهُ الله عليه فبادِر إلى ذلك وسَارِع إلى كتاب الله عز وجل.
بارك الله لي ولكم في القرآن والسنة ...
الخطبة الثانية :
الحمد لله الذي شرع مواسم وهيأ مناسبات يتوب فيها العبد إلى ربّه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ، وسلم تسليمًاً كثيرا.
أما بعدُ فيا عباد الله واعلموا أنّ منْ أرادَ أن يُضَحِيَ، فعليه إذا دخلتِ العشرُ ألا يأخذَ من شعرِه ولا من أظفارِه شيئًا حتى يُضَحِّيَ،
وهذا حُكْمٌ خاصٌ بمن أرادَ أنْ يُضَحِّيَ، أما أهلُه وأولادُه ومن يُضَحِّي عنهم فإنه لا يشملُهم ذلك الحكمُ .
أيها المؤمنون ومما يُوصى به المسلم الذي أراد الحج الوصية بتَقْوَى اَللَّهِ تَعَالَى وتعلم أحكام اَلْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ واتباع إرشادات الأمن والسلامة والصحة العامة ومنها عدم اَلتَّدَافُعِ ، وَ تَجَنُّبِ تَسَلُّقِ اَلْمُرْتَفَعَاتِ والحرص على عدم مضايقة الآخرين أثناء الطواف والسعي وعند رمي الجمرات، وتجنب الطواف والسعي أثناء الحرارة الشديدة، والمحافظة على نظافة الجسد ونظافة المكان الذي يتواجد فيه الحاج.
أيها المؤمنون ومما يُوصى به المسلم الذي أراد الحج الوصية بتَقْوَى اَللَّهِ تَعَالَى وتعلم أحكام اَلْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ واتباع إرشادات الأمن والسلامة والصحة العامة ومنها عدم اَلتَّدَافُعِ ، وَ تَجَنُّبِ تَسَلُّقِ اَلْمُرْتَفَعَاتِ والحرص على عدم مضايقة الآخرين أثناء الطواف والسعي وعند رمي الجمرات، وتجنب الطواف والسعي أثناء الحرارة الشديدة، والمحافظة على نظافة الجسد ونظافة المكان الذي يتواجد فيه الحاج.
والإكثار من شُرْبِ اَلْمِيَاهِ ، وَحَمْلِ اَلْمَظَلَّةِ ، وَارْتِدَاءِ اَلْكِمَامَةِ فِي اَلزِّحَامِ اَلشَّدِيدِ.
تقبل الله حجكم وصالح أعمالكم.
عباد الله صلوا وسلموا على رسول الله .....
المرفقات
1717535254_الأعمال الصالحة في عشر ذي الحجة ووصايا للحجاج.doc