الأصل الأعظم
عبدالله بن رجا الروقي
1437/10/23 - 2016/07/28 14:08PM
خطبة الأصل الأعظم
الحمدلله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً
﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾
أما بعد:
فإن الأصل الأعظم الذي لا تصح عبادة الله إلا به والجنة حرام على من تركه ونقضه هذا الأصل هو إفراد الله بالعبادة وهو الأصل الذي أمر الله به عباده وبعث به الرسل جميعا قال تعالى
﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾
وقال تعالى ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴾ وقال تعالى ﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ﴾
فالرسل كلهم بعثوا بكلمة التوحيد لا إله إلا الله
ومعناها لامعبود بحق إلا الله فكل ماعبد من دونه فهو معبود بالباطل قال تعالى ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ﴾
فمن عبد غير الله فهو مشرك كافر والجنة عليه حرام قال تعالى : ﴿ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ ﴾ .
وعمله كله حابط قال تعالى : ﴿ وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾
والشرك أعظم الذنوب فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال:سألتُ النبيَّ ﷺ أيُّ الذنبِ أعظمُ عندَ اللهِ ؟ قال: أنْ تجعل للهِ نِدًّا وهو خلقَك. رواه البخاري.
وهذه أمثلة على بعض العبادات التي جعلت لغير الله في كثير من بلدان المسلمين فمنها الدعاء والاستغاثة بغير الله فيما لايقدر عليه
إلا الله.
وقد نهى الله عباده عن دعاء غيره معه فقال تعالى ﴿ وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا ﴾ وبين لهم أنه وحده بيده دفع الضر وكشفه لا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع ولا راد لما قضى قال تعالى: ﴿ ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين ﴾ وقال تعالى ﴿ وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم ﴾ وقال تعالى: ﴿ ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير * إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير﴾
فبين سبحانه أن المدعو من دون الله، من أصنام أو جن أو ملائكة أو أنبياء أو صالحين، لا يسمعون دعاء من دعاهم: ﴿ إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ﴾ وأنهم ما يملكون من قطمير، وهو اللفافة التي على النواة، فهم لا يملكون ما يطلب منهم ولا يسمعون دعاء من دعاهم : ﴿ إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ﴾
ثم قال تعالى:﴿ولو سمعوا ما استجابوا لكم﴾
فلو فرض أنهم سمعوا لم يستجيبوا لعجزهم، ثم قال تعالى : ﴿ ويوم القيامة يكفرون بشرككم ﴾ فسمى دعاءهم إياهم شركاً.
فلله ما أعظمها من آية كافية شافية في إبطال
حجج المشركين.
ومن أنواع العبادة الذبح قال تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴾ والنسك هو الذبح وخص الله هاتين العبادتين الصلاة والذبح لشرفهما وفضلهما
قال العلامة ابن سعدي رحمه الله: ومن أخلص في صلاته ونسكه استلزم ذلك إخلاصه لله في سائر أعماله. ا.هـ
فمن ذبح لغير الله فهو مشرك كافر كفراً أكبر لجعله العبادة لغير الله.
وقد لعن رسول الله ﷺ من ذبح لغير الله فعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله ﷺ يقول: لعن الله من ذبح لغير الله. رواه مسلم.
فمن ذبح مثلاً لقبر من القبور يزعم أن صاحب هذا القبر يشفع له عند الله فقد ضاهى المشركين الذين أنزل فيهم القرآن فهو بذبحه هذا قد خرج عن ملة الإسلام.
فإن كان يعتقد فيه أنه ينفع أو يضر من دون الله فهذا أعظم وأشد فيكون قد أشرك في ألوهية الله وفي ربوبيته سبحانه وتعالى.
وكذلك من ذبح للجن وهذا يكثر طلبه من السحرة فيأمرون من يأتيهم بذبح بعير أو شاة والمقصود بها الجن فهذا شرك أكبر كما تقدم.
أقول ماتسمعون وأستغفر الله لي ولكم...
الخطبة الثانية
أمابعد فمن أنواع العبادات - أيضاً - الخوف وهو من أجل مقامات الدين التي يجب إخلاصها لله رب العالمين قال تعالى ﴿وإياي فارهبون ﴾
وقال تعالى ﴿ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴾ .
والخوف ثلاثة أنواع:
أولها خوف العبادة وتقدمت الأدلة عليه وهذا من جعله لغير الله فهو مشرك شركاً أكبر وذلك بأن يخاف من غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله فهذا الخوف تعلقه بالله إيمان وتوحيد وتعلقه بغير الله شرك وتنديد وهذا هو الواقع من عباد القبور فإنهم يخافون من هؤلاء الموتى أن يضروهم بشيء كحادث أو مرض ونحوهما.
ويسمى هذا الخوف أيضاً خوفَ السر.
النوع الثاني: الخوف الطبيعي كالخوف من العدو أو من السبع فهذا غير مذموم قال الله تعالى ﴿ فخرج منها خائفاً يترقب ﴾
النوع الثالث: الخوف المحرم وهو ماحمل الإنسان على ترك واجب أو فعل محرم كأن يترك صلاة الجماعة خوفاً من كلام أحد أو يحلق لحيته حتى لايقال متشدد.
وبذكر أنواع الخوف يتبين منها ماكان عبادة من سواه.
ومن أنواع العبادات النذر فمن نذر لغير الله فقد أشرك بالله قال تعالى ﴿ وما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر فإن الله يعلمه ﴾
فقوله تعالى: ﴿ فإن الله يعلمه ﴾ دليل على أن النذر محل للجزاء وما كان كذلك فهو عبادة.
وكثير من الناس في بعض بلدان المسلمين ينذرون للقبور لأجل أن تقضى حاجاتهم
وكل ذلك شرك أكبر سواء أكان النذر ذبيحة أوطعاماً أومالاً أوغير ذلك.
معاشر المسلمين هذه أمثلة على الشرك الأكبر الذي وقع فيه كثير من الخلق قديماً وحديثاً
والقاعدة في هذا أن كل عبادة يقصد بها غير الله فهي شرك أكبر مخرج عن ملة الإسلام قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُون ﴾
والناظر في أحوال المسلمين اليوم يرى هذا الخلل الأكبر ماثلاً أمام عينيه فبعض بلدان المسلمين فيها أكثر من خمسة الاف قبر يعبد من دون الله فأين دعاة التوحيد أيجد الناس كثيراً ممن يطالب بحقوق دنياهم من مأكل ومشرب ووظيفة ونحوها ولايوجد إلا القليل أو النادر ممن يطالب بحق الله الأعظم أم أن التوحيد لابواكي له.
إن الشأن كل الشأن في إفراد الله بالعبادة فمن لم يكن كذلك فليس من أهل الإسلام وإن قام ليله وصام نهاره.
اللهم اجعلنا من أهل التوحيد والسنة واجعلنا
ممن دعا إلى ذلك وتوفيته عليه...
الحمدلله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً
﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾
أما بعد:
فإن الأصل الأعظم الذي لا تصح عبادة الله إلا به والجنة حرام على من تركه ونقضه هذا الأصل هو إفراد الله بالعبادة وهو الأصل الذي أمر الله به عباده وبعث به الرسل جميعا قال تعالى
﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾
وقال تعالى ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴾ وقال تعالى ﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ﴾
فالرسل كلهم بعثوا بكلمة التوحيد لا إله إلا الله
ومعناها لامعبود بحق إلا الله فكل ماعبد من دونه فهو معبود بالباطل قال تعالى ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ﴾
فمن عبد غير الله فهو مشرك كافر والجنة عليه حرام قال تعالى : ﴿ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ ﴾ .
وعمله كله حابط قال تعالى : ﴿ وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾
والشرك أعظم الذنوب فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال:سألتُ النبيَّ ﷺ أيُّ الذنبِ أعظمُ عندَ اللهِ ؟ قال: أنْ تجعل للهِ نِدًّا وهو خلقَك. رواه البخاري.
وهذه أمثلة على بعض العبادات التي جعلت لغير الله في كثير من بلدان المسلمين فمنها الدعاء والاستغاثة بغير الله فيما لايقدر عليه
إلا الله.
وقد نهى الله عباده عن دعاء غيره معه فقال تعالى ﴿ وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا ﴾ وبين لهم أنه وحده بيده دفع الضر وكشفه لا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع ولا راد لما قضى قال تعالى: ﴿ ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين ﴾ وقال تعالى ﴿ وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم ﴾ وقال تعالى: ﴿ ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير * إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير﴾
فبين سبحانه أن المدعو من دون الله، من أصنام أو جن أو ملائكة أو أنبياء أو صالحين، لا يسمعون دعاء من دعاهم: ﴿ إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ﴾ وأنهم ما يملكون من قطمير، وهو اللفافة التي على النواة، فهم لا يملكون ما يطلب منهم ولا يسمعون دعاء من دعاهم : ﴿ إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ﴾
ثم قال تعالى:﴿ولو سمعوا ما استجابوا لكم﴾
فلو فرض أنهم سمعوا لم يستجيبوا لعجزهم، ثم قال تعالى : ﴿ ويوم القيامة يكفرون بشرككم ﴾ فسمى دعاءهم إياهم شركاً.
فلله ما أعظمها من آية كافية شافية في إبطال
حجج المشركين.
ومن أنواع العبادة الذبح قال تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴾ والنسك هو الذبح وخص الله هاتين العبادتين الصلاة والذبح لشرفهما وفضلهما
قال العلامة ابن سعدي رحمه الله: ومن أخلص في صلاته ونسكه استلزم ذلك إخلاصه لله في سائر أعماله. ا.هـ
فمن ذبح لغير الله فهو مشرك كافر كفراً أكبر لجعله العبادة لغير الله.
وقد لعن رسول الله ﷺ من ذبح لغير الله فعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله ﷺ يقول: لعن الله من ذبح لغير الله. رواه مسلم.
فمن ذبح مثلاً لقبر من القبور يزعم أن صاحب هذا القبر يشفع له عند الله فقد ضاهى المشركين الذين أنزل فيهم القرآن فهو بذبحه هذا قد خرج عن ملة الإسلام.
فإن كان يعتقد فيه أنه ينفع أو يضر من دون الله فهذا أعظم وأشد فيكون قد أشرك في ألوهية الله وفي ربوبيته سبحانه وتعالى.
وكذلك من ذبح للجن وهذا يكثر طلبه من السحرة فيأمرون من يأتيهم بذبح بعير أو شاة والمقصود بها الجن فهذا شرك أكبر كما تقدم.
أقول ماتسمعون وأستغفر الله لي ولكم...
الخطبة الثانية
أمابعد فمن أنواع العبادات - أيضاً - الخوف وهو من أجل مقامات الدين التي يجب إخلاصها لله رب العالمين قال تعالى ﴿وإياي فارهبون ﴾
وقال تعالى ﴿ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴾ .
والخوف ثلاثة أنواع:
أولها خوف العبادة وتقدمت الأدلة عليه وهذا من جعله لغير الله فهو مشرك شركاً أكبر وذلك بأن يخاف من غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله فهذا الخوف تعلقه بالله إيمان وتوحيد وتعلقه بغير الله شرك وتنديد وهذا هو الواقع من عباد القبور فإنهم يخافون من هؤلاء الموتى أن يضروهم بشيء كحادث أو مرض ونحوهما.
ويسمى هذا الخوف أيضاً خوفَ السر.
النوع الثاني: الخوف الطبيعي كالخوف من العدو أو من السبع فهذا غير مذموم قال الله تعالى ﴿ فخرج منها خائفاً يترقب ﴾
النوع الثالث: الخوف المحرم وهو ماحمل الإنسان على ترك واجب أو فعل محرم كأن يترك صلاة الجماعة خوفاً من كلام أحد أو يحلق لحيته حتى لايقال متشدد.
وبذكر أنواع الخوف يتبين منها ماكان عبادة من سواه.
ومن أنواع العبادات النذر فمن نذر لغير الله فقد أشرك بالله قال تعالى ﴿ وما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر فإن الله يعلمه ﴾
فقوله تعالى: ﴿ فإن الله يعلمه ﴾ دليل على أن النذر محل للجزاء وما كان كذلك فهو عبادة.
وكثير من الناس في بعض بلدان المسلمين ينذرون للقبور لأجل أن تقضى حاجاتهم
وكل ذلك شرك أكبر سواء أكان النذر ذبيحة أوطعاماً أومالاً أوغير ذلك.
معاشر المسلمين هذه أمثلة على الشرك الأكبر الذي وقع فيه كثير من الخلق قديماً وحديثاً
والقاعدة في هذا أن كل عبادة يقصد بها غير الله فهي شرك أكبر مخرج عن ملة الإسلام قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُون ﴾
والناظر في أحوال المسلمين اليوم يرى هذا الخلل الأكبر ماثلاً أمام عينيه فبعض بلدان المسلمين فيها أكثر من خمسة الاف قبر يعبد من دون الله فأين دعاة التوحيد أيجد الناس كثيراً ممن يطالب بحقوق دنياهم من مأكل ومشرب ووظيفة ونحوها ولايوجد إلا القليل أو النادر ممن يطالب بحق الله الأعظم أم أن التوحيد لابواكي له.
إن الشأن كل الشأن في إفراد الله بالعبادة فمن لم يكن كذلك فليس من أهل الإسلام وإن قام ليله وصام نهاره.
اللهم اجعلنا من أهل التوحيد والسنة واجعلنا
ممن دعا إلى ذلك وتوفيته عليه...
المشاهدات 2175 | التعليقات 2
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
المهذب المهذب
جزاك الله خيراً ..
خطبة عظيمة عن موضوع قلَّ من يتطرق له من الخطباء رغم أهميته وجلالته !
تعديل التعليق