الأشهر الحرم والحث على الحج 4- 11-1443هـ

عوض آل دبيس
1443/11/04 - 2022/06/03 03:03AM

الخطبة الأولى:
أما بعد:ـ قال ربنا عز وجل:{إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ} 

هذه هي الأشهر عند الله بأسمائها وترتيبها وتفاضلها .. وخص الله منها أربعة أشهر بمزيد من التعظيم،

وهي الأشهر التي بينها رسول الله في الحديث الذي أخرجه الشيخان في صحيحيهما عن أبي بكرة رضي الله عنه أن النبي خطب في حجّة الوداع فقال في خطبته: ((إنَّ الزمانَ قد استدارَ كهَيئتِه يوم خلق الله السماوات والأرض، السنة اثنا عشر شهرًا، منها أربعةٌ حُرُم، ثلاثة متواليات: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مُضر الذي بين جمادى وشعبان)).

هذه الأشهر الحرم التي نحن في أول شهرٍ منها، يعظم تحريم الاعتداء فيها، وظلم النفس والناس، أو عمل المعاصي بها. أشهر حرم يجب تعظيمها وقدرها حق قدرها كما عظمها الله  تعالى فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ..

عباد الله : إن تعظيم شعائر الله وحدوده سمة المتقين {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}  فعظموا شعائر ربكم واحفظوا أنفسكم وانصحوا لمن حولكم واستوصوا برعاياكم ومن تحت أيديكم خيرا،واحفظوا الأمانة و(اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا(

  ......بارك الله لي ولكم 

الخطبة الثانية

أيها المسلمون :لم يَبقَ عَلَى الحَجِّ مِن يَومِكُم هَذَا إِلا شَهرٌ وبضعة أيام وإِنَّهُ يجِبُ عَلَى المُسلِم المُبَادَرَةُ إِلى تَأدِيَةِ فَرِيضَةِ الحَجِّ مَتى كَان مُستَطِيعًا ؛ لأنه لا يَدرِي مَاذَا يحدُثُ لَهُ لَو أَخَّرَهُ ! فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ r(تَعَجَّلُوا إِلَى الْحَجِّ - يَعْنِي : الْفَرِيضَةَ - فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لا يَدْرِي مَا يَعْرِضُ لَهُ)رواه أحمد وحسنه الالباني
فَبَادِرُوا بِالحَجَّ وَلا تُؤَخِّرُوهُ ، وَاعلَمُوا أَن تَركَ حَجِّ النَّافِلَةِ مَعَ القُدرَةِ عَلَيهِ حِرمَانٌ مِن خَيرٍ عَظِيمٍ ، فَكَيفَ بِالتَّهَاوُنِ بِالرُّكنِ اللازِمِ وَالفَرضِ الوَاجِبِ ؟!

فَاللهَ اللهَ يَا مَن لم تحُجُّوا حج الفريضة، استَعِدُّوا مِنَ الآن وَأَعِدُّوا ، وَاعزِمُوا وَلا تَتَوَانَوا ، وَتَوَكَّلُوا عَلَى اللهِ وَلا تَعجَزُوا ، وَأَتِمُّوا الحَجَّ وَالعُمرَةَ للهِ ، وَحَاسِبُوا أَنفُسَكُم بِصِدقٍ ، فَإِنَّ الأمر لَيسَ بالرَّغَبَاتِ النَّفسِيَّةِ وَالقَنَاعَاتِ الشَّخصِيَّةِ ، وَإِنمَا هُوَ رُكنٌ مِن أَركَانِ الدِّينِ وَاجِبٌ ، لا خِيَارَ أَمَامَ مَن وَجَبَ عَلَيهِ إِلا المُضِيُّ فِيهِ وَأَدَاؤُهُ ، وَإِلا فَوَيلٌ لِمَن لم يَرحَمْهُ اللهُ وَيَتَجَاوَزْ عَنهُ .

........صلوا وسلموا

المشاهدات 826 | التعليقات 0