اغتنام بقية عشر ذي الحجة
مبارك العشوان
1437/12/07 - 2016/09/08 22:48PM
إنَّ الحمدَ للهِ ... أما بعدُ: فاتقوا اللهَ...مسلمون.
عبادَ الله: وَنَحْنُ في اليومِ السَّابِعِ مِنْ عَشْرِنَا؛ لِنُرَاجِعْ أنفُسَنَا: مَاذا قدَّمنَا مِنْ صَالِحِ العَمَلِ فيها ؟ مَا الذي مَيَّزْنَا بِهِ عشرَنَا عَنْ سَائِرِ أيَّامِنَا ؟ مَا حَالُنا مَعَ الصِّيامِ؟ وَحَالُنَا مَعَ القِيَامِ؟ وَحَالُنَا مَعَ التَّكبِيرِ؟ وَحَالُنَا مَعَ القُرْآن؟ بَلْ مَا حَالُنَا مَعَ الفَرَائِضِ؟ مَا حَالُنَا مَعَ صَلاةِ الفَجْرِ هذهِ الأيامِ، أيَّامَ الإجازَةِ والسَّهَر؟.
فُرَصٌ ثمينةٌ، ومَغَانِمٌ عظيمةٌ، فرَّطَ فيها كثيرُنا؛ فلْنَتَدَارَكْ مَا بَقِيَ مِنْ أيَّامِهَا، وَهِيَ وَإنْ كَانَت يَسِيرَةً إلَّا أنَّهَا بِالخَيرَاتِ مَلِيئةً، وَلَعَلَّهُ أن يُكْتَبَ لَنَا فيهَا الفَوزُ والرِّضْوانُ، والعِتْقُ مِنَ النِّيرَانِ.
أَمَامَكُم ـ عبادَ اللهَ ـ مِن خَيْرَاتِ عَشْرِكُم: يَومُ عَرَفَة: يَومُ إِكْمَالِ الدِّينِ وَإتمَامِ النِّعمَةِ، قَالَ رَجُلٌ مِنَ اليهودِ لِعُمَرَ رضي الله عنهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ آيَةٌ فِي كِتَابِكُمْ تَقْرَءُونَهَا لَوْ عَلَيْنَا مَعْشَرَ الْيَهُودِ نَزَلَتْ لَاتَّخَذْنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ عِيدًا قَالَ أَيُّ آيَةٍ قَالَ: { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الْإِسْلَامَ دِينًا } قَالَ عُمَرُ قَدْ عَرَفْنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ وَالْمَكَانَ الَّذِي نَزَلَتْ فِيهِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ قَائِمٌ بِعَرَفَةَ يَوْمَ جُمُعَةٍ ) رواه البخاري.
أمَامَكُم يَومٌ قالَ عنهُ النبيُّ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: ( مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْدًا مِنْ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمْ الْمَلَائِكَةَ فَيَقُولُ مَا أَرَادَ هَؤُلَاءِ ) رواه مسلم،
وَهُوَ اليومُ الذي جاءَ فِي صِيَامِهِ: (... صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ ) رواه مسلم.
وَقَالَ صلى اللهُ عَليهِ وَسَلَّم: ( خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) أخرجه الترمذي وحسنه الألباني.
دُعاءٌ وَذِكْرٌ عَظِيمٌ؛ فيهِ إعلانُ التوحيدِ للهِ تباركَ وتعالى؛ ونَفْيُ الشَّرِيكِ عَنهُ، فيهِ إثباتُ صِفَاتِ الكَمَالِ للهِ جَلَّ وَعَلا وَنَفْيُ ضِدِّهَا. فَأكْثِر أخي المسلمُ مِن هذا الذكرِ؛ سواءً كُنتَ حَاجاً أوْ لمْ تكُن. أكثِر مِنَ الدعاءِ، وَأَلِحَّ على اللهِ تباركَ وتعالى، اُدْعُ لِنفسِكَ، وَوَالديكَ وأهلِكَ وذُريَّتِكَ وأقارِبِكَ، اُدْعُ للعُلَمَاءِ ولِولاةِ الأمرِ، اُدْعُ بِصَلاحِ أحوالِ الأمةِ الإسلاميةِ وَنَصْرِهَا وَعِزِّهَا.
عباد الله: وأَمَامَكُم من خيْرَاتِ عَشرِكُم: يومُ النَّحر، يومُ الحجِّ الأكبرِ؛ خيرُ الأيامِ عندَ اللهِ تعالى؛ قالَ صلى الله عليه وسلم: ( إِنَّ أَعْظَمَ الأَيَّامِ عِنْدَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَوْمُ النَّحْرِ ثُمَّ يَوْمُ الْقَرِّ.) رواه أبو داود وابن خزيمة وصححه الألباني. ويقول أَنَس رضي الله عنه: قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَليه وَسَلم الْمَدِينَةَ وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ, فَقَالَ: إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا يَوْمَ الْفِطْرِ وَيَوْمَ النَّحْرِ. ) أخرجه الإمام أحمد ألا فَعَظِّمُوا هذا اليومَ، واحرِصُوا كُلَّ الحرصِ على أدَاءِ صَلاةِ العيدِ، وإياكم والتَّهاوُنَ بِهَا، واعلمُوا أنَّ مِنَ العلماءِ مَنْ أوجَبَهَا على الرِّجالِ، اخرُجُوا لهذهِ الصَّلاةِ مُبكِّرِينَ وَمَعَكُم أولادُكُم ونساؤُكم، خُذُوا زِينَتَكُم بالاغتسالِ والطيبِ ولُبسِ أحسنِ الثياب دونَ إسراف ولا كِبرياءِ، ولا مُخالفةٍ للسنة.
أمَّا المرأةُ فتخرُجُ غَيرَ مُتطيبةٍ ولا مُتبرَّجَةٍ بِزِينة.
عبادَ الله: كانَ ابنُ عمرَ رضي اللهُ عنهما إذا غَدَا يومَ الفِطْرِ ويومَ الأضْحَى يَجْهرُ بالتكبيرِ حتَّى يأتي المُصَلَّى ، ثُمَّ يُكَبِّرُ حَتَّى يأتيَ الإمامُ فيكبرُ بتكبيرِهِ.
ومنَ الآدابِ أن يذهبَ إلى الصلاةِ من طريقٍ ويرجِعَ من آخر.
بَلَّغَنَا اللهُ وإياكُمُ العيدَ وتَقَبَّلَ منَّا ومنكم.
باركَ اللهُ لي ولكم ... وأقولُ ما تسمعون...
الخطبة الثانية:
الحمدُ للهِ ... أما بعدُ: فإنَّ: أَمَامَكُم عباد الله مِنَ الخَيْرَاتِ:
أيَّامُ التَّشرِيقِ: الحاديَ عشرَ والثانيَ عشرَ والثالثَ عشرَ، قال تعالى: { وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ } قال ابنُ عباسٍ رضي الله عنه: ( أيام التشريق ) وقال صلى الله عليه وسلم: ( إِنَّ يَوْمَ عَرَفَةَ وَيَوْمَ النَّحْرِ وَأَيَّامَ التَّشْرِيقِ عِيدُنَا أَهْلَ الْإِسْلَامِ، وَهِيَ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ ) أخرجه النسائي وصححه الألباني. هيَ أيامُ أكلٍ وشُربٍ؛ فَلا يَصِحُّ صِيَامُها، ففي البخاري: ( لَمْ يُرَخَّصْ فِي أَيَّامِ التَّشْرِيقِ أَنْ يُصَمْنَ، إِلاَّ لِمَنْ لَمْ يَجِدِ الهَدْيَ ). كما تَنْبَغِي التَّوسِعَةُ على النَّفسِ والأهلِ في هذِهِ الأيامِ، مَعَ الحَذَرِ منَ التبذيرِ والإسرافِ، فاللهُ تعالى لا يحبُّ المسرفينَ، وَالتَّهاوُنُ بِنِعَمِ اللهِ وعدمُ شكرِها مُؤذِنٌ بِزَوَالِهَا، كَمَا قال سبحانه: { وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ } إبراهيم 7
عباد الله: وَكَمَا هيَ أيامُ أكلٍ وشربٍ فهيَ أيامُ ذكرٍ للهِ تعالى؛ كَمَا صحَّ عنِ النبيِّ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ؛ فينبغي ألا يَغفلَ المسلمُ عن ذكرِ ربِّه جلَّ وعلا ؛ سَوَاءً الأذكارَ المُطلقة كالاستغفارِ والتسبيحِ والتحميدِ والتهليلِ، وقراءةِ القرآنِ، أو الأذكارَ المُقيدة كأذكار الصباحِ والمساءِ ونحوها.
أوِ التكبيرَ المُطلقَ في كُلِّ عشرِ ذي الحجةِ وأيامِ التشريقِ، أوِالمقيدَ بأدبارِ الصلواتِ؛ ويبدأُ لغيرِ الحاجِّ من فجرِ يومِ عرفةَ، وللحاجِ من ظهرِ يومِ النحر، وينتهي لهُمَا في آخرِ أيامِ التشريق.
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
اللهم اجعلنا ممن يذكُرُكَ كثيرا، ويُسَبِّحُكَ بُكرةً وأصِيلا.
اللهم أعز الإسلام... اللهم وَفِّقْ وَلاةً أمرِنَا... اللهم يَسِّر لِلحُجَّاجِ حَجَّهُم، اللهم صلِّ على نبينا محمدٍ وعلى أل محمد...
عباد الله: اذكروا الله ...
عبادَ الله: وَنَحْنُ في اليومِ السَّابِعِ مِنْ عَشْرِنَا؛ لِنُرَاجِعْ أنفُسَنَا: مَاذا قدَّمنَا مِنْ صَالِحِ العَمَلِ فيها ؟ مَا الذي مَيَّزْنَا بِهِ عشرَنَا عَنْ سَائِرِ أيَّامِنَا ؟ مَا حَالُنا مَعَ الصِّيامِ؟ وَحَالُنَا مَعَ القِيَامِ؟ وَحَالُنَا مَعَ التَّكبِيرِ؟ وَحَالُنَا مَعَ القُرْآن؟ بَلْ مَا حَالُنَا مَعَ الفَرَائِضِ؟ مَا حَالُنَا مَعَ صَلاةِ الفَجْرِ هذهِ الأيامِ، أيَّامَ الإجازَةِ والسَّهَر؟.
فُرَصٌ ثمينةٌ، ومَغَانِمٌ عظيمةٌ، فرَّطَ فيها كثيرُنا؛ فلْنَتَدَارَكْ مَا بَقِيَ مِنْ أيَّامِهَا، وَهِيَ وَإنْ كَانَت يَسِيرَةً إلَّا أنَّهَا بِالخَيرَاتِ مَلِيئةً، وَلَعَلَّهُ أن يُكْتَبَ لَنَا فيهَا الفَوزُ والرِّضْوانُ، والعِتْقُ مِنَ النِّيرَانِ.
أَمَامَكُم ـ عبادَ اللهَ ـ مِن خَيْرَاتِ عَشْرِكُم: يَومُ عَرَفَة: يَومُ إِكْمَالِ الدِّينِ وَإتمَامِ النِّعمَةِ، قَالَ رَجُلٌ مِنَ اليهودِ لِعُمَرَ رضي الله عنهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ آيَةٌ فِي كِتَابِكُمْ تَقْرَءُونَهَا لَوْ عَلَيْنَا مَعْشَرَ الْيَهُودِ نَزَلَتْ لَاتَّخَذْنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ عِيدًا قَالَ أَيُّ آيَةٍ قَالَ: { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الْإِسْلَامَ دِينًا } قَالَ عُمَرُ قَدْ عَرَفْنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ وَالْمَكَانَ الَّذِي نَزَلَتْ فِيهِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ قَائِمٌ بِعَرَفَةَ يَوْمَ جُمُعَةٍ ) رواه البخاري.
أمَامَكُم يَومٌ قالَ عنهُ النبيُّ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: ( مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْدًا مِنْ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمْ الْمَلَائِكَةَ فَيَقُولُ مَا أَرَادَ هَؤُلَاءِ ) رواه مسلم،
وَهُوَ اليومُ الذي جاءَ فِي صِيَامِهِ: (... صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ ) رواه مسلم.
وَقَالَ صلى اللهُ عَليهِ وَسَلَّم: ( خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) أخرجه الترمذي وحسنه الألباني.
دُعاءٌ وَذِكْرٌ عَظِيمٌ؛ فيهِ إعلانُ التوحيدِ للهِ تباركَ وتعالى؛ ونَفْيُ الشَّرِيكِ عَنهُ، فيهِ إثباتُ صِفَاتِ الكَمَالِ للهِ جَلَّ وَعَلا وَنَفْيُ ضِدِّهَا. فَأكْثِر أخي المسلمُ مِن هذا الذكرِ؛ سواءً كُنتَ حَاجاً أوْ لمْ تكُن. أكثِر مِنَ الدعاءِ، وَأَلِحَّ على اللهِ تباركَ وتعالى، اُدْعُ لِنفسِكَ، وَوَالديكَ وأهلِكَ وذُريَّتِكَ وأقارِبِكَ، اُدْعُ للعُلَمَاءِ ولِولاةِ الأمرِ، اُدْعُ بِصَلاحِ أحوالِ الأمةِ الإسلاميةِ وَنَصْرِهَا وَعِزِّهَا.
عباد الله: وأَمَامَكُم من خيْرَاتِ عَشرِكُم: يومُ النَّحر، يومُ الحجِّ الأكبرِ؛ خيرُ الأيامِ عندَ اللهِ تعالى؛ قالَ صلى الله عليه وسلم: ( إِنَّ أَعْظَمَ الأَيَّامِ عِنْدَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَوْمُ النَّحْرِ ثُمَّ يَوْمُ الْقَرِّ.) رواه أبو داود وابن خزيمة وصححه الألباني. ويقول أَنَس رضي الله عنه: قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَليه وَسَلم الْمَدِينَةَ وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ, فَقَالَ: إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا يَوْمَ الْفِطْرِ وَيَوْمَ النَّحْرِ. ) أخرجه الإمام أحمد ألا فَعَظِّمُوا هذا اليومَ، واحرِصُوا كُلَّ الحرصِ على أدَاءِ صَلاةِ العيدِ، وإياكم والتَّهاوُنَ بِهَا، واعلمُوا أنَّ مِنَ العلماءِ مَنْ أوجَبَهَا على الرِّجالِ، اخرُجُوا لهذهِ الصَّلاةِ مُبكِّرِينَ وَمَعَكُم أولادُكُم ونساؤُكم، خُذُوا زِينَتَكُم بالاغتسالِ والطيبِ ولُبسِ أحسنِ الثياب دونَ إسراف ولا كِبرياءِ، ولا مُخالفةٍ للسنة.
أمَّا المرأةُ فتخرُجُ غَيرَ مُتطيبةٍ ولا مُتبرَّجَةٍ بِزِينة.
عبادَ الله: كانَ ابنُ عمرَ رضي اللهُ عنهما إذا غَدَا يومَ الفِطْرِ ويومَ الأضْحَى يَجْهرُ بالتكبيرِ حتَّى يأتي المُصَلَّى ، ثُمَّ يُكَبِّرُ حَتَّى يأتيَ الإمامُ فيكبرُ بتكبيرِهِ.
ومنَ الآدابِ أن يذهبَ إلى الصلاةِ من طريقٍ ويرجِعَ من آخر.
بَلَّغَنَا اللهُ وإياكُمُ العيدَ وتَقَبَّلَ منَّا ومنكم.
باركَ اللهُ لي ولكم ... وأقولُ ما تسمعون...
الخطبة الثانية:
الحمدُ للهِ ... أما بعدُ: فإنَّ: أَمَامَكُم عباد الله مِنَ الخَيْرَاتِ:
أيَّامُ التَّشرِيقِ: الحاديَ عشرَ والثانيَ عشرَ والثالثَ عشرَ، قال تعالى: { وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ } قال ابنُ عباسٍ رضي الله عنه: ( أيام التشريق ) وقال صلى الله عليه وسلم: ( إِنَّ يَوْمَ عَرَفَةَ وَيَوْمَ النَّحْرِ وَأَيَّامَ التَّشْرِيقِ عِيدُنَا أَهْلَ الْإِسْلَامِ، وَهِيَ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ ) أخرجه النسائي وصححه الألباني. هيَ أيامُ أكلٍ وشُربٍ؛ فَلا يَصِحُّ صِيَامُها، ففي البخاري: ( لَمْ يُرَخَّصْ فِي أَيَّامِ التَّشْرِيقِ أَنْ يُصَمْنَ، إِلاَّ لِمَنْ لَمْ يَجِدِ الهَدْيَ ). كما تَنْبَغِي التَّوسِعَةُ على النَّفسِ والأهلِ في هذِهِ الأيامِ، مَعَ الحَذَرِ منَ التبذيرِ والإسرافِ، فاللهُ تعالى لا يحبُّ المسرفينَ، وَالتَّهاوُنُ بِنِعَمِ اللهِ وعدمُ شكرِها مُؤذِنٌ بِزَوَالِهَا، كَمَا قال سبحانه: { وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ } إبراهيم 7
عباد الله: وَكَمَا هيَ أيامُ أكلٍ وشربٍ فهيَ أيامُ ذكرٍ للهِ تعالى؛ كَمَا صحَّ عنِ النبيِّ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ؛ فينبغي ألا يَغفلَ المسلمُ عن ذكرِ ربِّه جلَّ وعلا ؛ سَوَاءً الأذكارَ المُطلقة كالاستغفارِ والتسبيحِ والتحميدِ والتهليلِ، وقراءةِ القرآنِ، أو الأذكارَ المُقيدة كأذكار الصباحِ والمساءِ ونحوها.
أوِ التكبيرَ المُطلقَ في كُلِّ عشرِ ذي الحجةِ وأيامِ التشريقِ، أوِالمقيدَ بأدبارِ الصلواتِ؛ ويبدأُ لغيرِ الحاجِّ من فجرِ يومِ عرفةَ، وللحاجِ من ظهرِ يومِ النحر، وينتهي لهُمَا في آخرِ أيامِ التشريق.
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
اللهم اجعلنا ممن يذكُرُكَ كثيرا، ويُسَبِّحُكَ بُكرةً وأصِيلا.
اللهم أعز الإسلام... اللهم وَفِّقْ وَلاةً أمرِنَا... اللهم يَسِّر لِلحُجَّاجِ حَجَّهُم، اللهم صلِّ على نبينا محمدٍ وعلى أل محمد...
عباد الله: اذكروا الله ...