استقبال شهر رمضان
إسماعيل بن عبدالرحمن الرسيني
خطبة استقبال رمضان
الحمد لله الذي أضحك وأبكى وأمات وأحيا وخلق الزوجين الذكر والأنثى وأرانا في خلقه وأمره شيئا من عظمته وأرانا في آياته ما يدل على وحدانيته وأشهد أن لا إله الا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله السراج المنير والبشير النذير صلى الله عليه وعلى آلة وصحبه أولى الفضل والنهى وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الملتقى
أما بعد
التقوى جماع الخير كله لذا تكرر في القرآن والسنة الأمر بها فهي سبيل الرشاد والفلاح في الدنيا والآخرة ( ياأيها الذين امنوا اتقوا الله وقولوًا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما)
لقد طال الشوق لرؤية هلاله ، وتتبع الناس بلهف خبر مقدمة وبدأ الناس البشارات بحلوله ، وتهيأت النفوس لمقدمه ، وعطرت المساجد بأنفاس أهله ، واشتاقت الآذان لسماع القرآن في التراويح وتلاوته ، فما أجمل المساجد حين تزينت بحلق الذكر والقرآن التي تحفها ملائك الرحمن السيارة
عباد الله :-
أظلنا رمضان شهر كريم، نفحة من نفحات ربنا الرحمن الرحيم ، أتاكم شهر الصيام والقيام ، شهر الصدقات والقربات ، شهر زيادة الحسنات ، وتكفير السيئات ، رمضان من الرمضاء ، وهي بقايا الحريق قال القرطبي رحمه الله : (( وإنما سمي رمضان لأنه يرمض الذنوب أي يحرقها بالأعمال الصالحة ))
ورمضان فيه خصوصية إحراق الذنوب، فصيامه إيماناً واحتساباً يغفر ما تقدم من الذنب وقيامه إيماناً واحتساباً يغفر ما تقدم من الذنب ، كما صحت الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأين المشمرون العاملون وأين السابقون السابقون
رمضان فرض الله صيامه لأجل الارتقاء في سلم التقوى قال تعالى (( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون )) فكان رمضان ولا زال مضماراً للمتسابقين وميداناً للمتنافسين
عباد الله:
الصيام عبادة عظيمة، رتب الله عليه أجرا عظيماً من لدن رب العالمين ، فما ظنك بأجر نسبه الله تعالى إليه قال صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه عز وجل : كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف ، قال عز وجل : إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به إنه ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي )) ولمن صام يوماً في سبيل الله بعده الله من النار سبعين خريفاً .
الصوم عبادة تهذب النفوس والأقوال وتكملها قال صلى الله عليه وسلم (( من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة أن يدع صيامه وشرابه )) وقوله صلى الله عليه وسلم (( لا يكن يوم صوم أحدكم كيوم فطره )) بلوغ رمضان نعمة عظيمة يقول ابن رجب رحمه الله : (( بلوغ شهر رمضان وصيامه نعمة عظيمة على من أقدره الله عليه ويدل حديث الثلاثة الذين استشهد اثنان منهم ثم مات الثالث على فراشه بعدهما فرؤي في المنام سابقاً لهما فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( أليس صلى بعدهما كذا وكذا صلاة ، وأدرك رمضان فصامه فو الذي نفسي بيده إن بينهما لأبعد مما بين السماء والأرض ))
عباد الله:
ضياع الأوقات بلا فائدة مذموم في كل وقت، فكيف إذا كان الزمان فاضلاً يقول ابن القيم رحمه الله ((إضاعة الوقت أشد من الموت، لإن إضاعة الوقت تقطعك عن الله تعالى والدار الأخرة، والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها))
عباد الله :
كلما عظمت المناسبة عظم الاستعداد لها واستقبالها فكيف نستقبل رمضان ؟
الفرح بمقدمه وحلوله وإظهاره لنحيي بين الناس الفرح بمواسم الطاعة فقد بشر النبي صلى الله عليه وسلم بمقدمه فقال أتاكم رمضان
عبدالله لا ينبغي لعبد لا يملك لنفسه حولاً ولا قوة أن يدخل رمضان إلا وهو معترف بذنبه معظم لربهمظهرا حاجته وذله وافتقاره لربه ،
فاللهم أسألك بعزك وذلي إلا رحمتني، أسألك بقوتك واعترافي بضعفي، وبغناك عني وفقري إليك، هذه ناصيتي الكاذبة الخاطئة بين يديك، عبيدك سواي كثير، وليس لي سيدٌ سواك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، أسألك مسألة المسكين، وأبتهل إليك ابتهال الخاضع الذليل، وأدعوك دعاء الخائف الوجل، سؤال من خضعت لك رقبته، ورغم لك أنفه، وفاضت لك عيناه، وذل لك قلبه.
أن توفقني لمرضاتك واستغلال رمضان على الوجه الذي يرضيك عني
عبدالله
لا تكن النعم التي أنعم الله بها عليك مانعة لك من شكره والخضوع له والتذلل بين يديه ، وتفكر في حالك أيام الشدة والضيق لتعرف عظيم تقصيرك في حق ربك .
كما ينبغي للعبد أن يتبرأ من حوله وقوته فلا حول ولا قوة إلا بالله فوالله والله لن نوفق لعمل صالح يرضيه إلا بتوفيقه وإعانته فاللهم أعنا يا ربنا
نستقبل رمضان بالتوبة النصوح ليكون مهيئاً للعمل الصالح فالسيئات تخذلك عن العمل وتجلب لك الكسل فالحسنة تدعوا أختها والسيئة تدعوا أختها فلننتبه لهذه الفرصة
عبد الله
جعل الشهر مطيّة لأوليائه أن يقربهم ولأعدائه أن يبعدهم جعل الله الشهر مطيّة لأقوام ليكون حجة لهم ولأقوام يكون عليهم حجة .
وجعل الله الشهر مطيّة لأقوام ليعينهم ربهم في العما الصالح ولأقوام تزداد عليهم التبعات وتقوم عليهم الحجة اللهم إنا نسألك السداد والتوفيق ونعوذ بك من الخذلان
ينبغي للعبد الذي يدخل عليه رمضان أن يتعلم أحكام الصيام ومنها :
1- فيجب صيام شهر رمضان على كل مسلم بالغ عاقل قادر مقيم ، ويجب تبييت النيّة بالصيام من الليل ، وتكفي نيّة واحدة للشهر كله إن لم يقطعه بفطر فإنه يجدد النيّة ، فيمسك المسلم عن الاكل والشرب والجماع وجميع المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس .
2- كما يجب على الصائم حفظ لسانه وعينه وأذنه عما يغضب الله فمقصود الصيام الرقي في سلم التقوى. رزقنا الله وإياكم تقواه
# ومن شق عليه الصوم لمرض أو كبر أفطر وقضى وإن أفطر المريض الذي لا يرجى برؤه أفطر وكفّر
ومن أكل وشرب ناسياً فإن الله أطعمه وسقاه.
ومن أدخل في جوفه شيئاً أو ابتلع نخامة بعد وصولها إلى فمه أو استقاء فقاء، أو استمنى أو باشر دون الفرج فأمنى
ومن نوى الإفطار أفطر ويحرم الجماع نهار رمضان ومن فعل فعليه الكفارة عتق رقبة أو صيام شهرين متتابعين فمن لم يجد فإطعام ستين مسكيناً
وكره العلماء جمع الريق وبلعه، والقبلة إن لم تحرك شهوته
وتحرم القبلة إن ظن إنزالاً .
ويسن تعجيل الفطر وتأخير السحور لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ((لا تزال أمتي بخير ما عجلت الفطر وأخرت السحور))
والسحور بركة تهاون فيها كثير والخير في إتباع سيد المرسلين ((تسحروا فإن في السحور بركة ))
ومن احتاج للسؤال فليسأل العلماء كما أمر رب الأرض والسماء قال تعالى : { فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ))
الخطبة الثانية :
أيها الصائمون المصلون أعدو للشهر عدته واقدروا لله قدره وأروا الله من أنفسكم خيراً فالفرصة الممنوحة لنا جميعاً كبيرة ولتعلم جميعاً أن أيام هذا الشهر تقضى سريعاً بحسناتها وسيئاتها ز
عبدالله : الطاعة صبر ساعة يعقبها سعادة والمعصية لذة ساعة يعقبها حسرة وندامة واختر لنفسك وتأمل قول الله تعالى { يوم تجد كل نفس ماعملت من خير محضراً و ماعملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمداً بعيداً ويحذركم الله نفسه والله رؤوف بالعباد }
اللهم اجعلنا معظمين لأمرك مؤتمرين به واجعلنا معظمين لما نهيت عنه منتهين عنه، اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.
اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى أن تعز الإسلام والمسلمين وأن تذل الشرك والمشركين وأن تدمر أعداء الدين وأن تنصر من نصر الدين وأن تخذل من خذله وأن توالي من والاه بقوتك يا جبار السماوات والأرض .
اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح آمتنا وولاة أمورنا، اللهم وفق ولاة أمرنا لما تحب وترضى وخذ بنواصيهم للبر والتقوى
، اللهم كن لإخواننا المرابطين على الحدود، وجازهم خير الجزاء، اللهم اقبل من مات منهم، واخلفهم في أهليهم يا رب العالمين.
اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان، اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان واجمع كلمتهم على ما يرضيك يا رب العالمين ، اللهم بواسع رحمتك وجودك وإحسانك يا ذ الجلال والإكرام اجعل اجتماعنا هذا اجتماعًا مرحومًا وتفرقنا من بعده تفرقًا معصومًا.
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات المؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، اللهم اغفر لأبائنا وأمهاتنا وجازهم عنا خير الجزاء، اللهم من كان منهم حيًا فأطل عمره وأصلح عمله وارزقنا بره ورضاه ومن سبق للآخرة فارحمه رحمة من عندك تغنيهم عن رحمة من سواك.
اللهم ارحم المسلمين والمسلمات اللهم اغفر لأموات المسلمين الذين شهدوا لك بالوحدانية ولنبيك بالرسالة اللهم جازهم بالحسنات إحسانا وبالسيئات عفوا وغفرانا يا رب العالمين.
اللهم أحفظنا بحفظك واكلأنا برعايتك ووفقنا لهداك واجعل عملنا في رضاك.
اللهم أصلحنا وأصلح ذريتنا وأزواجنا وإخواننا وأخواتنا ومن لهم حق علينا يا رب العالمين .
اللهم ثبتنا على قولك الثابت في الحياة الدنيا والآخرة يا أرحم الراحمين ، اللهم كن لإخواننا المسلمين في كل مكان ، اللهم كن لهم بالشام وكل مكان يا رب العالمين
اللهم إنا نسألك بأنك أنت الصمد تصمد إليك الخلائق في حوائجها لكل واحد منا حاجة لا يعلمها إلا أنت اللهم بواسع جودك ورحمتك وعظيم عطاءك اقض لكل واحد منا حاجته يا أرحم الراحمين
اللهم اغفر لنا في جمعتنا هذه أجمعين يا أرحم الراحمين ، اللهم اغفر لآبائنا وأمهاتنا وجازهم عنا خير ما جزيت والد عن والده ، اللهم كان منهم حيا فأطل عمره وأصلح عمله وارزقنا بره ورضاه ومن كان منهم ميتا فارحمه برحمتك التي وسعت كل شيء وجميع أموات المسلمين يا أرحم الراحمين .
(سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ وصل الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
المرفقات
1709935817_خطبة استقبال رمضان.docx
1709935916_خطبة استقبال رمضان.docx