استقبال شهر رمضان ووصايا في الحث على استغلاله
فيصل التميمي
1438/08/29 - 2017/05/25 18:24PM
استقبال شهر رمضان ووصايا في الحث على استغلاله 30/8/1438هـ
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ؛ ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ؛من يهده فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ؛ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ؛ وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ؛ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثير.
أما بعد: فاتقوا الله -عباد الله-، اتقوه في جميع أوقاتكم، وراقبوه في سكناتكم وحركاتكم، ثم اعلموا رحمكم الله أنكم على أبواب شهرٍ كريم شهر رمضان المبارك، شهر الخيرات والبركات، شهر النفحات والرحمات، وقد شرّفه الله وعظّمه فأنزل فيه القرآن، وفرض صيامَه على الأنام، وجعله موسمًا مباركاً من مواسم العفو والمغفرة ، فمن صامه وقامه إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه كما ثبتت بذلك الأحاديث الصحيحة . وقد جاء في الحديث عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب، وينادي منادٍ: يا باغي الخير: أقبل، ويا باغي الشر: أقصر، ولله عتقاء من النار، وذلك كل ليلة".
ومن أعظم ما يتقرب به العبد إلى خالقه في هذا الشهر الكريم، هو التقرب إليه بالصيام ، هذه العبادة العظيمة الجلية التي فضلها الله تعالى على كثير من القربات والطاعات، ورفع منزلتها وميّزها على سائر العبادات، فقال جلّ وعلا في الحديث القدسي: "الصوم لي وأنا أجزي به". وقال صلّى الله عليه وسلّم: (من صام يوماً في سبيل الله بَعَّدَ الله وجهه عن النار سبعين خريفاً) رواه البخاري. وقال عليه الصلاة والسلام: "والذي نفسي بيده، لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك".
وفي حديث سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (إنّ في الجنّة باباً يقال له الرّيان، يدخل منه الصّائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال أين الصّائمون، فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أغلق، فلن يدخل منه أحد) رواه البخاري.
وفي الصيام عباد الله.. تتجلى أعلى مراتب الصبر والعبودية لله تعالى بحبس النفس عما تشتهي طاعة الله، أخرج الإمام أحمد عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي ربي منعته الطعام والشهوة فشفعني فيه، ويقول القرآن: ربي منعته النوم بالليل فشفعني فيه: قال: فيشفعان" قال الإمام الألباني رحمه الله في صحيح الترغيب والترهيب: أي: يشفِّعهما الله فيه ويدخله الجنة.
أيها المسلمون.. بالصيام يقوى إيمان المسلم، وتزكو نفسه ، فإيمان المسلم يجعله يُبادِر إلى الصيام امتثالاً لأمر الله -عز وجل الذي خاطبه بقوله -: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)
وإذا ما صام المسلم وأثمر صيامه التقوى في قلبه ، ابتعد عن كل ما نهاه الله عنه وأقبل على كل ما أمره الله به ، واعتاد حفظ جوارحه عما يغضب ربه ويذهب بثواب عمله ، من ظلمٍ للناس وتطاولٍ عليهم بالسبٍّ أو الشتم أو الاعتداء، وصان نفسه عن نزواتها واختلاسها لما حرم الله، بنظر أو لفظ أو عمل ولو قلّ ، وهذا هو حقيقة الإيمان بالله تعالى . قال صلى الله عليه وسلم-: "إذا كان أحدكم صائمًا فلا يجهل ولا يرفث، فإن امرؤ قاتله أو شتمه فليقل: إني صائم".
كما أن التقوى عباد الله ، تبعثه على المسابقة في الخيرات وفعل الصالحات، وتحمله على البر والصلة والتسامح ، وتطهير قلبه من الغل والأحقاد التي ولدتها الشياطين ومطامع هذه الدنيا الدنيةُ بينه وبين إخوانه وأرحامه.
فحقيق بكل واحد منا أن يبحث عن أثر التقوى على نفسه وهو يصوم هذا الشهر الكريم ، لتتجلى في خلقه وسلوكه وطاعته لربه ، ولا يكن حظه من صيامه الجوع والعطش.
فليس الصيام أيها المسلمون تركٌ للطعام والشراب فحسب، لكنه إقبال على الله مع إمساكٍ عن اللغو والرفث ، وعن ظلم الغير والتعرض لهم بالأذية ، وصدق الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم حينما قال "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه".
ألا فاتقوا الله تعالى معاشر المسلمين.. واستقبلوا شهر رمضان خير استقبال، واعمروا أوقاته بالتقوى والطاعة من تلاوة القران الكريم والذكر والإحسان والمسابقة في الخيرات وصالح الأعمال. أروا الله تعالى فيه من أنفسكم خيرًا، واجتنبوا مجالس اللهو والغفلة والشاشات؛ فإنها تسرق أوقات الناس وأعمالهم، وتأكل حسناتهم كما تأكل النار الحطب. اغتنموا لياليه فيما يقربكم إلى اللطيف الرحيم ، وبادروا بالتوبة والاستغفار، والإنابة والانكسار.. ويال لخيبة وخسارة من أدرك شهر رمضان ولم يغفر الله له.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِى أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لّلنَّاسِ وَبَيِّنَـاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَلْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبّرُواْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)
بارك الله لي ولكم في القران العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله معين الصابرين، ومجزل العطاء للعابدين، أحمده سبحانه، وأشكره على ما أولاه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله ومولاه، صلى الله عليه وعلى أله وأصحابه وسلم تسليما كثيراً. أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله، ثم اعلموا رحمكم الله أن للصوم آدابًا فاضلة وسننا خالدة ، منها: غض البصر عن الحرام، وحفظ الجوارح واللسان عن اللغو والآثام، والإفطار على الحلال، وأن يعجِّل المسلم فِطْرَهُ ويؤخِّر سحورَه، وأن يُفطر على رُطب، فإن لم يجد فعلى تمر، فإن لم يجد فعلى ماء، ولا يفرّط في الدعاء عند فطره وليسأل ربه ما شاء من خيري الدنيا والآخرة فإن للصائم عند فطره دعوة لا ترد.
وليحرص المسلم على مشاركة إخوانه المسلمين بالدعاء لهم ، وتفطيرهم وإطعامهم، وقد قال صلى الله عليه وسلم (مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ )
عباد الله.. أقبلوا على قراءة القران وتدبره ، وسابقوا في ميادين الصدقة والبر والإحسان، والتقرب إلى الله تعالى، كما كان يفعل نبينا صلى الله عليه وسلم في هذا الشهر الكريم، فعن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجودَ الناس ، وكانَ أجودَ ما يكونُ في رمضانَ حينَ يلقاه جبريل ، وكان يلقاه في كل ليلةٍ من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجودُ بالخير من الريح المرسلة".
فيا أيها المؤمنون: أروا اللهَ من أنفسكم خيرًا في شهره الكريم ،أروه من أنفسكم البرَّ والتقوى والعمل بما يحب ويرضى. تخلقوا بأخلاق هذا الشهر الكريم ، وسابقوا في التعرضِ لنفحات الرحمن الرحيم ,
يامن تريدون تجارة لن تبور، ورزقًا لا ينفد، وربحًا لا يحد ولا يعد: هاهي سوق الخير في هذا الشهر قامتْ فأين المتاجرون؟! وساحة العفو اتسعت فأين المتنافسون؟! أسأل الله بمنه وكرمه أن يجعلني وإياكم منهم. وأن يمنَّ علي وعليكم في هذا الشهر الكريم شهر المغفرة والرحمة بالمغفرة والعتق من النار ووالدينا ووالديهم وأزواجنا ووذرياتنا إنه جواد كريم.
هذا وصلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه فقال قولا كريم....
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ؛ ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ؛من يهده فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ؛ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ؛ وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ؛ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثير.
أما بعد: فاتقوا الله -عباد الله-، اتقوه في جميع أوقاتكم، وراقبوه في سكناتكم وحركاتكم، ثم اعلموا رحمكم الله أنكم على أبواب شهرٍ كريم شهر رمضان المبارك، شهر الخيرات والبركات، شهر النفحات والرحمات، وقد شرّفه الله وعظّمه فأنزل فيه القرآن، وفرض صيامَه على الأنام، وجعله موسمًا مباركاً من مواسم العفو والمغفرة ، فمن صامه وقامه إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه كما ثبتت بذلك الأحاديث الصحيحة . وقد جاء في الحديث عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب، وينادي منادٍ: يا باغي الخير: أقبل، ويا باغي الشر: أقصر، ولله عتقاء من النار، وذلك كل ليلة".
ومن أعظم ما يتقرب به العبد إلى خالقه في هذا الشهر الكريم، هو التقرب إليه بالصيام ، هذه العبادة العظيمة الجلية التي فضلها الله تعالى على كثير من القربات والطاعات، ورفع منزلتها وميّزها على سائر العبادات، فقال جلّ وعلا في الحديث القدسي: "الصوم لي وأنا أجزي به". وقال صلّى الله عليه وسلّم: (من صام يوماً في سبيل الله بَعَّدَ الله وجهه عن النار سبعين خريفاً) رواه البخاري. وقال عليه الصلاة والسلام: "والذي نفسي بيده، لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك".
وفي حديث سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (إنّ في الجنّة باباً يقال له الرّيان، يدخل منه الصّائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال أين الصّائمون، فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أغلق، فلن يدخل منه أحد) رواه البخاري.
وفي الصيام عباد الله.. تتجلى أعلى مراتب الصبر والعبودية لله تعالى بحبس النفس عما تشتهي طاعة الله، أخرج الإمام أحمد عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي ربي منعته الطعام والشهوة فشفعني فيه، ويقول القرآن: ربي منعته النوم بالليل فشفعني فيه: قال: فيشفعان" قال الإمام الألباني رحمه الله في صحيح الترغيب والترهيب: أي: يشفِّعهما الله فيه ويدخله الجنة.
أيها المسلمون.. بالصيام يقوى إيمان المسلم، وتزكو نفسه ، فإيمان المسلم يجعله يُبادِر إلى الصيام امتثالاً لأمر الله -عز وجل الذي خاطبه بقوله -: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)
وإذا ما صام المسلم وأثمر صيامه التقوى في قلبه ، ابتعد عن كل ما نهاه الله عنه وأقبل على كل ما أمره الله به ، واعتاد حفظ جوارحه عما يغضب ربه ويذهب بثواب عمله ، من ظلمٍ للناس وتطاولٍ عليهم بالسبٍّ أو الشتم أو الاعتداء، وصان نفسه عن نزواتها واختلاسها لما حرم الله، بنظر أو لفظ أو عمل ولو قلّ ، وهذا هو حقيقة الإيمان بالله تعالى . قال صلى الله عليه وسلم-: "إذا كان أحدكم صائمًا فلا يجهل ولا يرفث، فإن امرؤ قاتله أو شتمه فليقل: إني صائم".
كما أن التقوى عباد الله ، تبعثه على المسابقة في الخيرات وفعل الصالحات، وتحمله على البر والصلة والتسامح ، وتطهير قلبه من الغل والأحقاد التي ولدتها الشياطين ومطامع هذه الدنيا الدنيةُ بينه وبين إخوانه وأرحامه.
فحقيق بكل واحد منا أن يبحث عن أثر التقوى على نفسه وهو يصوم هذا الشهر الكريم ، لتتجلى في خلقه وسلوكه وطاعته لربه ، ولا يكن حظه من صيامه الجوع والعطش.
فليس الصيام أيها المسلمون تركٌ للطعام والشراب فحسب، لكنه إقبال على الله مع إمساكٍ عن اللغو والرفث ، وعن ظلم الغير والتعرض لهم بالأذية ، وصدق الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم حينما قال "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه".
ألا فاتقوا الله تعالى معاشر المسلمين.. واستقبلوا شهر رمضان خير استقبال، واعمروا أوقاته بالتقوى والطاعة من تلاوة القران الكريم والذكر والإحسان والمسابقة في الخيرات وصالح الأعمال. أروا الله تعالى فيه من أنفسكم خيرًا، واجتنبوا مجالس اللهو والغفلة والشاشات؛ فإنها تسرق أوقات الناس وأعمالهم، وتأكل حسناتهم كما تأكل النار الحطب. اغتنموا لياليه فيما يقربكم إلى اللطيف الرحيم ، وبادروا بالتوبة والاستغفار، والإنابة والانكسار.. ويال لخيبة وخسارة من أدرك شهر رمضان ولم يغفر الله له.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِى أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لّلنَّاسِ وَبَيِّنَـاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَلْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبّرُواْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)
بارك الله لي ولكم في القران العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله معين الصابرين، ومجزل العطاء للعابدين، أحمده سبحانه، وأشكره على ما أولاه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله ومولاه، صلى الله عليه وعلى أله وأصحابه وسلم تسليما كثيراً. أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله، ثم اعلموا رحمكم الله أن للصوم آدابًا فاضلة وسننا خالدة ، منها: غض البصر عن الحرام، وحفظ الجوارح واللسان عن اللغو والآثام، والإفطار على الحلال، وأن يعجِّل المسلم فِطْرَهُ ويؤخِّر سحورَه، وأن يُفطر على رُطب، فإن لم يجد فعلى تمر، فإن لم يجد فعلى ماء، ولا يفرّط في الدعاء عند فطره وليسأل ربه ما شاء من خيري الدنيا والآخرة فإن للصائم عند فطره دعوة لا ترد.
وليحرص المسلم على مشاركة إخوانه المسلمين بالدعاء لهم ، وتفطيرهم وإطعامهم، وقد قال صلى الله عليه وسلم (مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ )
عباد الله.. أقبلوا على قراءة القران وتدبره ، وسابقوا في ميادين الصدقة والبر والإحسان، والتقرب إلى الله تعالى، كما كان يفعل نبينا صلى الله عليه وسلم في هذا الشهر الكريم، فعن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجودَ الناس ، وكانَ أجودَ ما يكونُ في رمضانَ حينَ يلقاه جبريل ، وكان يلقاه في كل ليلةٍ من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجودُ بالخير من الريح المرسلة".
فيا أيها المؤمنون: أروا اللهَ من أنفسكم خيرًا في شهره الكريم ،أروه من أنفسكم البرَّ والتقوى والعمل بما يحب ويرضى. تخلقوا بأخلاق هذا الشهر الكريم ، وسابقوا في التعرضِ لنفحات الرحمن الرحيم ,
يامن تريدون تجارة لن تبور، ورزقًا لا ينفد، وربحًا لا يحد ولا يعد: هاهي سوق الخير في هذا الشهر قامتْ فأين المتاجرون؟! وساحة العفو اتسعت فأين المتنافسون؟! أسأل الله بمنه وكرمه أن يجعلني وإياكم منهم. وأن يمنَّ علي وعليكم في هذا الشهر الكريم شهر المغفرة والرحمة بالمغفرة والعتق من النار ووالدينا ووالديهم وأزواجنا ووذرياتنا إنه جواد كريم.
هذا وصلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه فقال قولا كريم....
المرفقات
1315.doc
1316.doc