استقبال شهر رمضان – والاختبارات والفراغ والتحذير من المخدرات

محمد البدر
1439/08/18 - 2018/05/04 04:08AM
الخطبة الأولى :
أما بعد:عِبَادَ اللَّهِ:يعلم الجميع أن بعد غدٍ ستبدأ اختبارات بعض المدارس فنسأل الله أن يوفق الطلاب والطالبات للنجاح ونوصيهم أولاً بتقوى الله جل وعلى والدعاء واللجوء إليه في كل شيء ونوصيهم أيضاً بأن يجعلون جل اهتمامهم التحصيل والتركيز وهنيئاً لمن اجتهد في التحصيل من أول يوم دراسي ليسهل عليه الاختبار بل سيجد راحة في الامتحان واما من فرط وَسَوفَ وتكاسل فسيجد صعوبة في الإجابات بل قد  لا يستطيع الاجابة وعلى كلٍ نسأل الله أن يوفق الجميع ونوصيهم كذلك بأنه بعد انتهاء الاختبار التوجه مباشرة إلى المنازل وترك كل المغريات التي قد تواجههم وتصادفهم في الطريق من أهل السوء والشر والفساد مماً يضمرون التدمير والخراب لأبناء المسلمين من خلال اغراءهم بالمخدرات وإيهامهم بأنها لزيادة الإبداع والإحساس بالنشاط ، وأنها تساعدهم على التركيز والفهم والصبر على المذاكرة وبالتالي النجاح في الإختبار وهذا غير صحيح فهم ينصبون فخ ليقع الطلاب والطالبات في شراكهم وحبائلهم.
ونوصيهم كذلك بأنهم مقبلون على إجازة طويلة ووقت فراغ كبير فعليهم باستغلال هذه الاجازة بالصالح النافع والحفاظ على الوقت فهو ثمين وغالي فَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ الصِّحَّةُ وَالفَرَاغُ» رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
عِبَادَ اللَّهِ:بعد أيام معدودة وأزمنة محدودة يستقبل المسلمون قاطبة في كل أنحاء العالم من عربٍ ومن عجم ضيف عزيز مبارك إنه شهر رمضان نسأل الله أن يبلغنا وأياكم الشهر الفضيل ، واعلموا أن لرمضان فضائل وميزات عظيمة منها :نزول القرآن الكريم قَالَ تَعَالَى :﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾ .
ومن فضائله أنه شهر تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب الجحيم وتسلسل فيه الشياطين ومردة الجن فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«إِذَا دَخَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ فتِّحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ، وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطيِنُ»مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
عِبَادَ اللَّهِ:الناس في استقبالهم لشهر رمضان على أقسام : فيستقبله البعض من أصحاب المحلات أو العاملين بتوفير كل ما يتعلق برمضان من الزينة والمنتجات الغذائية والمشروبات والأطعمة ويفرح لرواج تجارته ونفاق بضاعته والآخر يتهيأ لسهر لياليه على مشاهدة التلفاز وتقليب القنوات الفضائية أو في متابعة الموضات والموديلات من الملابس والسيارات والجوالات ومتابعة شبكات الانترنت والتواصل الاجتماعي وفي هذه الأيام نجد اللهث من الجنسين للمسابقة إلى الملاعب والمقاهي وغيرها ومتابعة ما تَعِدُ به وسائل الإعلام الهابطة بكافة أنواعها من أغانٍ ومسلسلات وأفلام وعرض المشاهد الساخرة والمضحكة والمشاهد المبكية المحزنة والمشاهد المخلة بالآداب والمخالفة للقيم والأعراف والتقاليد بل حتى بالدين والأدهى من ذلك عرض مشاهد تحكي قصص مكذوبة وتشوه سمعة بعض الشخصيات وتبث أحديث مكذوبة وموضوعة بلا رقيب ولا حسيب وهؤلاء لا حظ لهم من رمضان إلَّا الجوع والعطش فَعَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«رُبَّ صَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ صِيَامِهِ الْجُوعُ وَالْعَطَشُ، وَرُبَّ قَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ قِيَامِهِ السَّهَرُ»صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.
عِبَادَ اللَّهِ:يظهر في هذه الأيام المتسولون بشكل ملفت للنظر يطوفون بالمساجد وبعضهم بالمحلات التجارية والأسواق لاستدرار عطف الناس بعرض العاهات والأمراض ويحملون بعضهم أطفال ذوي أعاقات مختلفة لهز مشاعر العامة فمن كان محتاجناً منهم فنسأل الله أن يقضي حاجته ومن كان غير ذلك فنسأل الله أن يمكن الجهات المختصة لعلاج هذه الحالات والحد من انتشارها والله حسيبهم وهو أعلم بحالهم.   
 
أقول قولي هذا ..
 
 
 
الخطبة الثانية :
عِبَادَ اللَّهِ:ومن حسن استقبال شهر رمضان المبارك الفرح والاستبشار بقدومه فهو موسماً من مواسم الطاعات واستباق الخيرات والمحافظة على الصلوات وكثرة الإحسان والصدقات والتقرب إلى الله فيه بقراءة القرآن وسائر القربات ،يفرحون به لأنَّهم يعلمون أنَّ الله يجري فيه من الأجور مالا يجري في غيره من الشهور فيشمرون عن ساعد الجد في كثرة الطاعات والبعد عن المعاصي والمحرمات وإن كان هذا شأنهم طيلة العام ولكن في رمضان يزداد اجتهادهم وخيرهم يزيد ومحاسبتهم لأنفسهم تقوى ويرغبون في مغفرة الله ورحمته والفوز بالفردوس الأعلى من الجنة في هذا الشهر المبارك .الا وصلوا ...
المشاهدات 1144 | التعليقات 0