ارساء الأمن والاستقرار والوحدة

محمد البدر
1444/07/25 - 2023/02/16 23:35PM

الْخُطْبَةِ الأُولَى:

 إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا ، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ , وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾.﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾.﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا(70)يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾.

عِبَادَ اللَّهِ:قَالَ تَعَالَى:﴿وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ﴾.وَقَالَ تَعَالَى:﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾.وَقَالَ تَعَالَى:﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا﴾. وَقَالَﷺ«مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ آمِنًا فِي سِرْبِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا» رَوَاهُ التِّرْمِذِيِّ وَحَسَّنَهُ الأَلْبَانيُّ.فمن أعظم النعم علينا في هذه البلاد نعمة الإسلام ونعمة التوحيد والسنة فدولتنا بحمدالله قامت وتأسست على الكتاب والسنة منذ عهد الإمامين محمد بن سعود وبالمشاركة والإتفاق مع الداعية السلفي الشيخ محمد بن عبدالوهاب على نشر التعاليم الاسلامية الصحيحة المبنية على التوحيد وطمس الممارسات التي تخالف التوحيد وفق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم،وهي مستمرة ولله الحمد منذ عهد الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله وأبنائه البررة إلى عهد الملك الصالح سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين محمد بن سلمان حفظهم الله وستستمر بإذن الله ما دامت متمسكة بهذا الأصل التي قامت عليه ولن يضرها من خالفها ولا من خذلها وَقَالَﷺ:«لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ، لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ كَذَلِكَ» رَوَاهُ مُسْلِمُ .والجميع يرى ويشاهد أن شَعَائِرُ التَّوحيدِ وَالسُّنَّةِ في بِلاَدَنَا ولله الحَمدُ قَائِمَةٌ وَظَاهِرَةٌ،فَلَيس فيهَا شِركًا ظَاهِرًا وَلا قُبُورًا تُعْبَدُ من دون اللَّهُ ولا أضرحة يطاف بها ولا أولياء يُدعون من دون الله،كذلك بلادنا ليس فيهاَ خُرَافاتٍ ولا بِدعًا ظَاهِرَةً والصلاة في بِلاَدَنَا ولله الحَمدُ قَائِمَةٌ على أوقاتها قَالَ تَعَالَى:﴿الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنْ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ﴾.كذلك تنعم بنعمة الأمن والاستقرار، والإيمان ووفرة الأرزاق، وهذا من الله سبحانه قَالَ تَعَالَى:﴿وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنْ اللَّهِ﴾.وهِيَ البِلادُ الوَحيدَةُ التي تُحَكِّمُ شَرْعَ الله في هذا الزمان بلا منافس،قَالَ تَعَالَى:﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ﴾.وَقَالَ تَعَالَى:﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً﴾.وَقَالَ تَعَالَى:﴿وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ﴾.وَفي السعودية الحَرَمَانِ الشريفان ولم يَشْهَدِ الحَرَمَانِ اهتِمامًا عَلَى مَرِّ التَّاريخِ مَا شهِدَاه في هَذِهِ الدَّولَةِ المباركة، وتقديم كافة الخدمات للحجيج والمعتمرين والزوار كذلك من النِعم التي تذكر ولا تنكر،نِعمَةُ سِعة الرِّزقُ ،وَالرَّخَاءُ وَالصِّحَّةُ، وَالتَّعلِيمُ وَالنِّظَامُ وَالنَّظَافَةُ، إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ النِّعَمِ الَّتِي نَرفُلُ فِي أَثوَابِهَا،وَنَتَقَلَّبُ فِي نَعِيمِهَا،مِمَّا يَستَوجِبُ الشُّكْرَ.

عِبَادَ اللَّهِ:لقد أولة المملكة العربية السعودية عناية كبيرة بالقرآن الكريم في مظاهر عدة منها:فقد قـام التعليم في المملكة على أسس ثابتة وهي:الإيمان بالله رباً، وبالإسـلام دينـاً، وبمحمدﷺنبياً ورسـولاً،بالإضافة إلى الاهتمام بالقرآن الكريم (تلاوة وحفظاً وتفسيراً)في جميع مراحل التعليم المختلفة، وأقيمت مدارس خاصة بتحفيظ القرآن الكريم ،بل وكليات وأقسام متخصصة في بعض الجامعـات ، إضافة إلى إنشاء إذاعة خاصة بالقرآن الكريم ،تـقـوم بإذاعة آيات مجوَّدة ومرتلة، وتقديم أحاديث وبرامج مستمدة من القرآن الكريم، والسنة النبوية المطهرة لكافة أنحاء العالم.ومن مظاهر العناية بالقرآن الكريم إنشاء جمعيات خيرية لتحفيظ القرآن الكريم،منتشرة في أنحاء المملكة،لتعليـم القـرآن الكريم لأبناء المسلمين تلاوة وتجويداً وتفسيراً،وتنظيم المسابقات في تلاوة القرآن الكريم وحفظه وتفسيره تحت رعاية خاصة من ولاة الأمر وعلى مستوى المملكة وبل حتى علـى مستوى العالم ولله الحمد والمنة.

عِبَادَ اللَّهِ:علينا أن نفخر ونعتز بما تقوم به المملكة العربية السعودية من إسهاماً كبيراً في حماية الإسلام والذَّبِّ عنه، والدعوة إليه، وأن تشارك في نشر السلام في ربوع العالم، وإغاثة الملهوفين ونجدة المنكوبين، وتقديم يد العون والمساعدة لكل المحتاجين في مشارق الأرض ومغاربها، بغض النظر عن الدين أو العِرْقِ أو الجنس أو اللون، وأيديها المباركة تمتد بالرحمة والعطف والرفق والإحسان لكل محتاج في كل مكان.

أَقُولُ قَوْلِي هَذَا...


الْخُطْبَةِ الثَّانِيَةِ:

الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ, وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى نَبِيِّنَا وَإِمَامِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ تَبِعَهُم بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

عِبَادَ اللَّهِ:وإنه لمن موجبات شكر الله تعالى، ثم شكر أولي أمرنا في هذه البلاد المباركة أن يقام في مدينة رسول اللهﷺصرح شامخ لخدمة السنة النبوية المطهرة، وهو مجمع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود للحديث النبوي ليكون صِنوًا لتوأمه مجمع خادم الحرمين الملك فهد بن عبدالعزيز لطباعة المصحف الشريف، وفي ذلك دلالة واضحة على تفاني هذه المملكة المباركة وولاة أمرها وعلمائها وسائر أبنائها في خدمة الإسلام ونشر دعوته في العالمين بالحكمة والموعظة الحسنة،نسأل الله العلي القدير أن يحفظ هذه البلاد المباركة مهد الإسلام وقبلة المسلمين، وأن يحفظ قادتها وولاة أمرها وشعبها الوفي، وأن يجعل ما يقوم به ولاة أمرنا من أعمال جليلة في خدمة القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وخدمة الحرمين الشريفين في موازين أعمالهم يوم القيامة، إنه سميع قريب مجيب الدعاء.

عِبَادَ اللهِ:ينبغى أن نشكر الله على هذه النِعم قَالَ تَعَالَى:﴿وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ﴾.وَقَالَ تَعَالَى:﴿وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ﴾.وَقَالَ تَعَالَى:﴿وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا﴾. قَالَ تَعَالَى:﴿لَقَدْ كَانَ لِسَبَأٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ﴾.وَقَالَ تَعَالَى:﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذابِي لَشَدِيدٌ﴾.

عِبَادَ اللهِ:إِنَّ اللهَ تَعَالَى قَدْ أَمَرَنَا بِأَمْرٍ بَدَأَ فِيهِ بِنَفْسِهِ فَقَالَ سُبْحَانَهُ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيد، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيد.وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن صحابته أجمعين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. واحفظ اللّهمّ ولاةَ أمورنا، وأيِّد بالحق إمامنا ووليّ أمرنا، اللّهمّ وهيّئ له البِطانة الصالحة التي تدلُّه على الخير وتعينُه عليه، واصرِف عنه بطانةَ السوء يا ربَّ العالمين، واللهم وفق جميع ولاة أمر المسلمين لما فيه صلاح الإسلام والمسلمين يا ذا الجلال والإكرام.﴿رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾.

عِبَادَ اللَّهِ:اذكروا الله يذكركم ، واشكروه على نعمه يزدكم ﴿وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾.

المشاهدات 371 | التعليقات 0