اذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا
هلال الهاجري
إنَّ الحمدَ للهِ، نحمدُه ونستعينُه ونستغفرُه ونعوذُ باللهِ من شُرورِ أنفسِنا، ومن سيئاتِ أعمالِنا، من يهدِه اللهُ فلا مُضلَّ له، ومن يضللْ فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شَريكَ له، وأشهدُ أن مُحمداً عبدُه ورسولُه.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) .. أما بعدُ:
ما هي العبادةُ التي لا حدَّ لها ولا مُنتهى؟، اسمع معي بقلبِك لهذه الآياتِ من كلامِ الرَّحمنِ، فإنما أُنزلَ القرآنُ على القُلوبِ لا على الآذانِ، كما قالَ تعالى: (فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَىٰ قَلْبِكَ)، فنحتاجُ أن نقرأَ القرآنَ بقلوبِنا ونسمعَه بقلوبِنا ونتدبرَه بقلوبِنا .. والآنَ، تدبَّرْ هذه الآياتِ، لنعرفَ تقصيرَنا فيما فاتَ، وما هو واجبُنا فيما هو آتٍ، قالَ سبحانَه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا)، اللهُ المستعانُ .. يأمرُنا اللهُ عزَّ وجلَّ أن نذكرَه في كلِّ مكانٍ، وفي كلِّ زمانٍ، وعلى كلِّ حالٍ، في الحِلِّ والتَّرحالِ، ذِكراً ليسَ له حدٌّ محدودٌ، ولا عددٌ معدودٌ، (وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا) وخُصُّوا بالتَّسبيحِ والذِّكرِ، بعدَ الفجرِ والعَصرِ.
فنصارحْ أنفسَنا، كيفَ نحنُ مع ذكرِ اللهِ تعالى؟، عبادةٌ من أعظمِ وأيسرِ العباداتِ، لا تحتاجُ منَّا إلى طهارةٍ، ولا استقبالِ قبلةٍ، ولا سِترِ عَورةٍ، ولا إلى قيامٍ، ولا إلى سفرٍ، ولا إلى مالٍ، ولا إلى جُهدٍ وتعبٍ، تُفعلُ في جميعِ الأوقاتِ، وجزاءُها رفيعُ الدَّرجاتِ، وثوابُها عظيمُ الحسناتِ، واسمع لهذا الحديثِ واحكم بنفسِك، قالَ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ: (أَلا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ، وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ، وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ، وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ إِنْفَاقِ الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ، وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ؟، قَالُوا: بَلَى، قَالَ: ذِكْرُ اللَّهِ تَعَالَى)، لا إلهَ إلا اللهُ، حركةٌ بهذا اللِّسانِ الصَّغيرِ، أعظمُ من إنفاقِ المالِ الكثيرِ، الذي تعلَّقتْ به قلوبُ الأنامِ، وتقطَّعتْ بسببِه الأرحامُ، كلماتٌ يقولُها العبدُ في الأمنِ والسَّلامِ، أعظمُ من ذروةِ سنامِ الإسلامِ، الذي يُقدِّمُ فيه المسلمُ روحَه لذي الجلالِ والإكرامِ.
هل تعلمونَ عبادةً أعظمَ من الصَّلاةِ؟، التي هي عمودُ الدِّينِ وأولُ ما يُحاسبُ عليه العبدُ يومَ القيامةِ، فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ، وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ، ولكن هل سمعتُم أنَّ إقامةَ ذِكرِ اللهِ تعالى هو من أكبرِ مقاصدِها، كما قالَ سبحانَه: (اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)، فكما أنَّها تنهى عن الفحشاءِ والمنكرِ، ولكن ذكرُ اللهِ تعالى فيها أكبرُ، ولذلكَ قالَ تعالى: (وأقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي)، أي: لتذكرني فيها.
ففي الصَّلاةِ قرآنٌ وتكبيرٌ وتسبيحٌ ودُعاءٌ، وبعدَ الصَّلاةِ الفلاحُ لمنْ أكثرَ من ذِكرِ اللهِ والثَّناءِ، قالَ سبحانَه: (فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)، ولعلكم تُلاحظونَ في آياتِ الذِّكرِ لفظةَ: (كثيراً)، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: (اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً)، إنَّ اللهَ تعالى لَمْ يَفْرِضْ عَلَى عِبَادِهِ فَرِيضَةً إِلَّا جَعَلَ لَهَا حَدًّا مَعْلُومًا، ثُمَّ عَذَرَ أَهْلَهَا فِي حَالِ العُذرِ غيرَ الذكرِ، فإنَّ اللهَ تعالى لَمْ يَجْعَلْ لَهُ حَدًّا يَنْتَهِي إِلَيْهِ، وَلَمْ يَعْذُرْ أَحَدًا فِي تَرْكِهِ إِلَّا مَغْلُوبًا عَلَى تَرْكِهِ، فَقَالَ: (فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِكُمْ)، بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ، وفي السَّفرِ والحضرِ، والغِنى والفقرِ، والسَّقمِ والصِّحةِ، والسِّرِ والعلانيةِ، وعلى كلِّ حالٍ.
فالذِّكرُ غِذاءُ قلوبِ أهلِ الإيمانِ، فكيفَ يُقطعُ عن القلبِ قُوتُه ومصدرُ حياتِه، يقولُ ابنُ تيميَّةَ رحمَه اللهُ: الذِّكرُ للقلبِ مثلُ الماءِ للسَّمكِ، فكيفَ يكونُ حالُ السَّمكِ إذا فارَقَ الماءَ؟، وصدقَ اللهُ تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)، فاللهمَّ اجعل قلوبَنا مُطمئنَّةً بذِكرِك.
من هم أصحابُ العُقولِ والألبابِ؟، اسمع إلى كلامِ الملكِ الوهَّابِ: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ)، من هم أولوا الألبابِ؟، (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)، واللهِ إنَّهم العُقلاءُ، عرفوا ما في الذِّكرِ من الحسناتِ، فذكروا اللهَ على جميعِ الهيئاتِ، وهكذا كانَ حبيبُهم وقدوتُهم رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلمَ كما قالتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: كَانَ النَّبِيُّ صَلى اللهُ عَليهِ وسَلَّمَ يَذْكُرُ اللهَ عَلَى كُلِّ أحْيَانِهِ، فماذا ننتظرُ؟، وما الذي يُشغلُ ألسنتَنا عن ذِكرِ ربِّها وخالقِها؟.
يقولُ تعالى: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ)، يا اللهَ .. ليسَ بينَك وبينَ أن يذكرَكَ اللهُ تعالى إلا أن تذكرَه، وإذا ذكرَك اللهُ أفلحتَ، يقولُ يحيى بنُ معاذٍ رحمَه اللهُ: (يا غَفولُ، يا جَهولُ، لو سَمِعتَ صَريرَ الأقلامِ في اللوحِ المحفوظِ وهي تَكتبُ اسمَك عندَ ذِكرَك لمولاك لمِتَّ شَوقًا إلى مَولاكَ)، فاللهمَّ رُحماكَ، ولساناً مشغولاً بذكراكَ.
هل كَثُرتْ عليكَ فضائلُ الأعمالِ؟، ولا تدري ما الذي هو أحبُّ إلى الكبيرِ المُتعالِ؟، يَقُولُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُسْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ شَرَائِعَ الإِسْلَامِ قَدْ كَثُرَتْ عَلَيَّ، فَأَخْبِرْنِي بِشَيْءٍ أَتَشَبَّثُ بِهِ، قَالَ: (لَا يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ)، فالذِّكرُ مِفتاحُ العبادةِ، وطريقُ السَّعادةِ.
فقد أخبَرَ المختارُ يوماً لصحبِه *** بأنَّ كثيرَ الذّكرِ في السَّبقِ مُفرِدُ
وأوصى لشَخصٍ قد أتى بنصيحةٍ *** وقد كانَ في حمْلِ الشَّرائعِ يَجْهَدُ
بأنْ لا يزالَ رَطباً لسانُكَ هَذه *** تُعينُ على كلِّ الأمورِ وتَسعِدُ
واسمع معي إلى مِثالينِ فقط في فضلِ الذِّكرِ:
الأولُ ما جاءَ في حديثِ الرَّسولِ صلى اللهُ عليه وسلمَ حينَ قالَ: (مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ مِائَةَ مَرَّةٍ)، كم تأخذْ منكَ من وقتٍ؟، وانظر إلى فضلِها: (لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ، إِلَّا أَحَدٌ قَالَ مِثْلَ مَا قَالَ أَوْ زَادَ عَلَيْهِ)، بثلاثِ دقائقِ بعدَ الفجرِ، وثلاثِ دقائقِ بعد العصر، تستطيعُ أن تأتيَ بأفضلِ ما جاءَ به العاملونَ، وخيرِ ما قضى فيه الأوقاتِ العابدونَ.
والمِثالُ الثاني يُوضِّحُ المِثالَ الأولَّ، فَعَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى اللهُ عليه وسلمَ: (كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ، ثَقِيلَتَانِ فِي المِيزَانِ، حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ: سُبْحَانَ الله وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ الله العَظِيمِ)، كم هي خفيفةٌ على اللِّسانِ، ولكن إذا وُضِعت في الميزانِ، كانَ لها عظيمُ الشَّأنِ، ولذلكَ قالَ رسولُ اللهِ صلى اللهِ عليه وسلمَ: (لأَنْ أَقُولَ: سُبْحَانَ الله وَالحَمْدُ لله وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ)، صدقَ بأبي هو وأمي، فما طلعتْ عليه الشَّمسُ يَفنى، وهذه الكلماتُ تَبقى.
باركَ اللهُ لي ولكم في القرآنِ العظيمِ، ونفعنا بهدي سيِّدِ المرسلينَ وبقولِه القويمِ، أقولُ قولي هذا، وأستغفرُ اللهَ العظيمَ لي ولكم ولسائرِ المسلمينَ من كلِّ ذنبٍ، إنَّه هو الغفورُ الرحيمُ.
الخطبة الثانية:
الحمدُ للهِ على إحسانِه، والشُّكرُ له على توفيقِه وامتنانِه، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمدًا عبدُ اللهِ ورسولُه، صلى اللهُ عليه وآلِه وصَحْبِه، وسلَّمَ تسليمًا كثيرًا .. أما بعدُ:
نحتاجُ في أحلكِ الظُّروفِ، وعندَ مواجهةِ الحُتوفِ إلى ذكرِ اللهِ تعالى بل إلى الإكثارِ منه، كما قالَ تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)، هذا مِثالٌ من المواقفِ الصَّعبةِ التي نحتاجُ فيها إلى الصَّبرِ وتثبيتِ اللهِ تعالى، فأوصانا سبحانَه بكثرةِ ذِكرِه، وكذلكَ في غيرِها من مواجهةِ وسوسةِ الشَّيطانِ، وفِتنِ وشهواتِ الزَّمانِ، وأقدارِ اللهِ التي تجري على الإنسانِ.
ما هو موقفُكَ إذا قِيلَ لكَ أنَّ الفرقَ بينَ المؤمنِ والمنافقِ هو كثرةُ أو قِلَّةُ ذكرِ اللهِ، اسمع إلى قولِه تعالى: (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَىٰ يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا)، لا إلهَ إلا اللهُ، افتح فمكَ أيُّها المؤمنُ فيما بقيَ من أيامِك، واذكر ربَّكَ برهاناً على إيمانِك، وليخشعَ قلبُك ويلينَ، بذكرِ ربِّ العالمينَ، (فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللهِ أُولَئِكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ).
واعلموا أن مدارَ الذِّكرِ هو القلبُ، فاستحضروا قلوبَكم عندَ ذكرِكم لربِّكم، يقولُ تعالى: (وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا)، فالذَّاكرُ والغافلُ الحقيقيُّ هو القلبُ، وبه ينطقُ اللِّسانُ، وتتحركُ الشَّفتانِ، فاسألوا اللهِ تعالى قلباً سليماً ذاكراً، لربِّه وخالقِه شَاكراً، فعنْ مُعَاذٍ رضيَ اللهُ عنه قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَ بِيَدِي يَوْمًا، ثُمَّ قَالَ: (يَا مُعَاذُ وَاللَّهِ إِنِّي لأُحِبُّكَ)، فَقَالَ لَهُ مُعَاذٌ: بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَنَا وَاللَّهِ أُحِبُّكَ، فَقَالَ صلى اللهُ عليه وسلمَ: (أُوصِيكَ يَا مُعَاذُ لا تَدَعْ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ أَنْ تَقُولَ: اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ).
اللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ، اللَّهُمَّ إِنِّا نَسْأَلُكَ خَشْيَتَكَ فِي الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَكَلِمَةَ الْحَقِّ فِي الغَضَبِ والرِّضَا، وَنَسْأَلُكَ القَصْدَ فِي الفَقْرِ وَالغِنَى، وَنَسْأَلُكَ نَعِيمًا لَا يَنْفَدُ وَقُرَّةَ عَيْنٍ لَا تَنْقَطِعُ وَنَسْأَلُكَ الرِّضَا بَعْدَ الْقَضَاءِ وَنَسْأَلُكَ بَرْدَ الْعَيْشِ بَعْدَ الْمَوْتِ وَنَسْأَلُكَ لَذَّةَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِكَ وَنَسْأَلُكَ الشَّوْقَ إِلَى لِقَائِكَ فِي غَيْرِ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ وَلَا فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ اللَّهُمَّ زَيِّنَّا بِزِينَةِ الإِيمَانِ وَاجْعَلْنَا هُدَاةً مُهْتَدِينَ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ عِلْمَاً نَافِعَاً وَعَمَلاً صَالِحَاً، اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلامَ والمُسْلمينَ وَأَذِلَّ الشِّرْكَ وَالمُشْرِكِينَ وَدَمِّرْ أَعَدَاءَكَ أَعْدَاءَ الدِّينَ، اللَّهُمَّ أعطنا ولا تحرمنا اللَّهُمَّ أكرمنا ولا تُهنا اللَّهُمَّ أَعِنَّا وَلا تُعِنْ عَليْنَا اللَّهُمَّ انْصُرْنَا عَلَى مَنْ بَغَى عَلَيْنَا، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ عَيْشَ السُّعَدَاءِ، وَمَوْتَ الشُّهَدَاءِ، وَالحَشْرَ مَعَ الأَتْقِيَاءِ، وَمُرَافَقَةَ الأَنْبِيَاءِ، اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وِأَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ اللَّهُمَّ ارْضَ عَنْ صَحَابَتِهِ وَعَنِ التَّابِعِينَ وَتَابِعيِهِم إِلَى يَوْمِ الدِّينِ وَعَنَّا مَعَهُم بِعَفْوِكَ وَمَنِّكَ وَكَرَمِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
المرفقات
اللَّهَ-كَثِيرًا
اللَّهَ-كَثِيرًا
اللَّهَ-كَثِيرًا-2
اللَّهَ-كَثِيرًا-2