ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
محمد البدر
1436/04/24 - 2015/02/13 01:11AM
[align=justify]الخطبة الأولى :
أما بعد عباد الله :
قال تعالى : { ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ } [النحل: 125]
وقال تعالى :{وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ } [فصلت:33]
وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ « مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنَ الأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ لاَ يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلاَلَةٍ كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ لاَ يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا » رواه مسلم .
ويقول عليه الصلاة والسلام يوم خيبر لعلي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: « انْفُذْ عَلَى رِسْلِكَ حَتَّى تَنْزِلَ بسَاحَتهمْ ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الإسْلاَمِ ، وَأخْبِرْهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ مِنْ حَقِّ اللهِ تَعَالَى فِيهِ ، فَوَالله لأَنْ يَهْدِيَ اللهُ بِكَ رَجُلاً وَاحِداً خَيرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ النَّعَم » مُتَّفَقٌ عَلَيهِ .
ومعنى حُمْرِ النَّعَم:
أي الإبل الحمر وهي أنفس أموال العرب .
عباد الله : إن من أجلِّ الأعمال وأشرف الخصال وأنبل الوظائف : الدعوة إلى الله جل وعلا وإلى سبيله القويم ، وهي وظيفة الأنبياء والمرسلين .
عباد الله : الداعية إلى الله لابد أن يكون في دعوته مخلصاً لله يبتغي بعمله وجه الله ، لا يدعو إلى الله من أجل شهرة يرجوها ، ولا دنيًا يطمع بها، ولا محمدة وثناءً من الناس يقصده ؛ وإنما يدعو إلى الله جل وعلا متقرباً بدعوته إليه راجياً بذلك ثوابه وأجره سبحانه . والدعوة إلى الله لابد أن تكون وفق السنة وفي ضوء هدي نبينا عليه الصلاة والسلام ومن المعروف أن العمل لا يقبل إلا بشرطين ( الاخلاص لله جل وعلى والمتابعة لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ) ومن باب أولى الدعوة إلى الله جل وعلا ليجني ثمار دعوته ، قال تعالى { وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ } [البينة:98].
ولابد للداعية الاقتداء والائتساء والاتباع لرسول الله صلوات الله وسلامه عليه قال تعالى: { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا } [الأحزاب:21].
عباد الله:ولابد في الدعوة إلى الله أن تكون نابعة من قلب صادق ، مفعم بالخير ، مليء بالرغبة في صلاح الناس ، ممتلئ بالرحمة والشفقة ؛ فإذا خرجت الدعوة ونبعت من قلب صادق آتت ثمارها يقول الله جل وعلا : { مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا } [الأحزاب:23].
عباد الله :بالدعوة إلى الله يمِيز الناس بين الحق والباطل ، والهدى والضلال ، والصلاح والفساد ، والسنة والبدعة ؛ فلا يستطيع الناس أن يميزوا بين حق وباطل وهدى وضلال إلا بدعوة إلى الله جل وعلا تنير لهم الطريق وتضيء لهم الجادة ويعرفون من خلالها سبيل الله القويم وصراطه المستقيم الموصل إلى رضوانه وجنات النعيم .
ولابد في الدعوة إلى الله جل وعلا من علم الداعي بما يدعو إليه ، ومن كان يدعوا الناس بلا علم فإن ما يفسده أكثر مما يصلحه ، قال تعالى : { قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ } [يوسف:108] : والبصيرة : العلم . والعلم -عباد الله- مقدم على القول والعمل والدعوة يقول الله تعالى: { فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ } [محمد:19] فقدّم جل وعلا العلم .
ولابد كذلك أن يكون الداعي رفيقاً بالمدعوين ، وأما إذا كان فظاً غليظا فإن ذلك من أسباب انصراف الناس عنه وعدم قبولهم لدعوته ، قال الله تعالى لنبيه ومصطفاه : { فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ } [آل عمران:159].
عباد الله : والداعية إلى الله يجب أن يكون صابرا محتسباً ،وأن يكون صادقاً في القول والعمل و لا بد أن يتحلى بالصفات الحميدة من الأخلاق الفاضلة والأدب الجم و أن يتصف بالمعاملة الحسنة وطلاقة في الوجه وحسن في العبارة والألفاظ ؛ فإن القلوب تأنس وترتاح لمن كان ذا خلق حسن ومعاملة طيبة .
عباد الله : وجدير بالداعية أن يكون حسن التودد إلى الناس ، جميل الترفق بهم ، طيّب المعاملة لهم ، لا يلقاهم إلا بوجه طليق وابتسامة مشرقة ؛ فإذا كان كذلك انفتحت النفوس وأقبلت القلوب وتحققت الاستجابة بإذن الله تبارك وتعالى .
أقول قولي هذا ....
الخطبة الثانية :
أما بعد :عباد الله : ولابد للداعية إلى الله أن يكل أمره إلى الله ويطلب منه العون والتوفيق والسداد ولا يكل أمره إلى معلوماته أو حفظه أو شطارته أو مهارته أو نحو ذلك ، وأن يحرص الداعية في دعوته للناس على دللاتهم وهدايتهم للخير وإنقاذهم من براثن الشرك والسحر والبدع والخرافات وتحذيرهم من الحزبيات والطوائف والفتن وتبصيرهم بالمخرج منها وإنتشالهم قبل السقوط في هاوية الرذيلة . قال تعالى: { إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ } [هود:88].
الا وصلوا ....
[/align]
أما بعد عباد الله :
قال تعالى : { ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ } [النحل: 125]
وقال تعالى :{وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ } [فصلت:33]
وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ « مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنَ الأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ لاَ يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلاَلَةٍ كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ لاَ يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا » رواه مسلم .
ويقول عليه الصلاة والسلام يوم خيبر لعلي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: « انْفُذْ عَلَى رِسْلِكَ حَتَّى تَنْزِلَ بسَاحَتهمْ ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الإسْلاَمِ ، وَأخْبِرْهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ مِنْ حَقِّ اللهِ تَعَالَى فِيهِ ، فَوَالله لأَنْ يَهْدِيَ اللهُ بِكَ رَجُلاً وَاحِداً خَيرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ النَّعَم » مُتَّفَقٌ عَلَيهِ .
ومعنى حُمْرِ النَّعَم:
أي الإبل الحمر وهي أنفس أموال العرب .
عباد الله : إن من أجلِّ الأعمال وأشرف الخصال وأنبل الوظائف : الدعوة إلى الله جل وعلا وإلى سبيله القويم ، وهي وظيفة الأنبياء والمرسلين .
عباد الله : الداعية إلى الله لابد أن يكون في دعوته مخلصاً لله يبتغي بعمله وجه الله ، لا يدعو إلى الله من أجل شهرة يرجوها ، ولا دنيًا يطمع بها، ولا محمدة وثناءً من الناس يقصده ؛ وإنما يدعو إلى الله جل وعلا متقرباً بدعوته إليه راجياً بذلك ثوابه وأجره سبحانه . والدعوة إلى الله لابد أن تكون وفق السنة وفي ضوء هدي نبينا عليه الصلاة والسلام ومن المعروف أن العمل لا يقبل إلا بشرطين ( الاخلاص لله جل وعلى والمتابعة لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ) ومن باب أولى الدعوة إلى الله جل وعلا ليجني ثمار دعوته ، قال تعالى { وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ } [البينة:98].
ولابد للداعية الاقتداء والائتساء والاتباع لرسول الله صلوات الله وسلامه عليه قال تعالى: { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا } [الأحزاب:21].
عباد الله:ولابد في الدعوة إلى الله أن تكون نابعة من قلب صادق ، مفعم بالخير ، مليء بالرغبة في صلاح الناس ، ممتلئ بالرحمة والشفقة ؛ فإذا خرجت الدعوة ونبعت من قلب صادق آتت ثمارها يقول الله جل وعلا : { مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا } [الأحزاب:23].
عباد الله :بالدعوة إلى الله يمِيز الناس بين الحق والباطل ، والهدى والضلال ، والصلاح والفساد ، والسنة والبدعة ؛ فلا يستطيع الناس أن يميزوا بين حق وباطل وهدى وضلال إلا بدعوة إلى الله جل وعلا تنير لهم الطريق وتضيء لهم الجادة ويعرفون من خلالها سبيل الله القويم وصراطه المستقيم الموصل إلى رضوانه وجنات النعيم .
ولابد في الدعوة إلى الله جل وعلا من علم الداعي بما يدعو إليه ، ومن كان يدعوا الناس بلا علم فإن ما يفسده أكثر مما يصلحه ، قال تعالى : { قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ } [يوسف:108] : والبصيرة : العلم . والعلم -عباد الله- مقدم على القول والعمل والدعوة يقول الله تعالى: { فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ } [محمد:19] فقدّم جل وعلا العلم .
ولابد كذلك أن يكون الداعي رفيقاً بالمدعوين ، وأما إذا كان فظاً غليظا فإن ذلك من أسباب انصراف الناس عنه وعدم قبولهم لدعوته ، قال الله تعالى لنبيه ومصطفاه : { فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ } [آل عمران:159].
عباد الله : والداعية إلى الله يجب أن يكون صابرا محتسباً ،وأن يكون صادقاً في القول والعمل و لا بد أن يتحلى بالصفات الحميدة من الأخلاق الفاضلة والأدب الجم و أن يتصف بالمعاملة الحسنة وطلاقة في الوجه وحسن في العبارة والألفاظ ؛ فإن القلوب تأنس وترتاح لمن كان ذا خلق حسن ومعاملة طيبة .
عباد الله : وجدير بالداعية أن يكون حسن التودد إلى الناس ، جميل الترفق بهم ، طيّب المعاملة لهم ، لا يلقاهم إلا بوجه طليق وابتسامة مشرقة ؛ فإذا كان كذلك انفتحت النفوس وأقبلت القلوب وتحققت الاستجابة بإذن الله تبارك وتعالى .
أقول قولي هذا ....
الخطبة الثانية :
أما بعد :عباد الله : ولابد للداعية إلى الله أن يكل أمره إلى الله ويطلب منه العون والتوفيق والسداد ولا يكل أمره إلى معلوماته أو حفظه أو شطارته أو مهارته أو نحو ذلك ، وأن يحرص الداعية في دعوته للناس على دللاتهم وهدايتهم للخير وإنقاذهم من براثن الشرك والسحر والبدع والخرافات وتحذيرهم من الحزبيات والطوائف والفتن وتبصيرهم بالمخرج منها وإنتشالهم قبل السقوط في هاوية الرذيلة . قال تعالى: { إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ } [هود:88].
الا وصلوا ....
[/align]
المشاهدات 3542 | التعليقات 2
أحسنت أخي محمّد ، اختيار موفّق للآيات و الأحاديث ، و معالجة راقية لموضوع أعتقد أنّ الأمّة اليوم في حاجة ملحّة لفهمه و العمل على إعتماده في عاداتها قبل عباداتها..
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
تعديل التعليق