(ادعوني أستجب لكم) خطب مختارة




(ادعوني أستجب لكم) خطب مختارة
ملتقى الخطباء - الفريق العلمي


المشاهدات 2256 | التعليقات 1

جزاكم الله خيرًا ـ شيخ مازن ـ على هذه المختارات عن الدعاء ، ولا شك أن في المسلمين من الحاجات والرغبات ما آن وقت رفعه لله ـ تعالى ـ في هذه الليالي المباركة والأيام العظيمة .
وهذه خطبة عن الدعاء تميل للقصر نوعًا ما ، كتبتها قبل سنيات قليلة لعلها لا تجاوز أربعًا ، وكانت بعنوان :

(( رمضان والدعاء ))

يسعدني أن أضمها مع مختاراتكم المباركة ، وأسأل الله أن ينفع بها .

الخطبة الأولى :

أَمَّا بَعدُ ، فَأُوصِيكُم ـ أَيُّهَا النَّاسُ ـ وَنَفسِي بِتَقوَى اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبلِكُم لَعَلَّكُم تَتَّقُونَ "

أَيُّهَا المُسلِمُونَ ، لِلنَّاسِ حَاجَاتٌ هُم لها طَالِبُونَ ، وَمَطَالِبُ إِلَيهَا يَطمَحُونَ ، وَأُمنِيَّاتٌ يَتَطَلَّعُونَ إِلَيهَا وَرَغَبَاتٌ يَسعَدُون بتَحقِيقِهَا ، مَرِيضٌ يَرجُو الشِّفَاءَ ، وَمُبتَلًى يَطلُبُ العَافِيَةَ ، وَفَقِيرٌ يَأمَلُ الغِنى ، وَمُضَيَّقٌ عَلَيهِ يَتَلَمَّسُ السَّعَةَ ، وَثَمَّةَ مَهمُومٌ نَاءَت بِهِ المُشكِلاتُ ، وَمَدِينٌ أَثقَلَت كَاهِلَهُ الحُقُوقُ ، وَمَطلُوبٌ أَقَضَّ مَضجَعَهُ الدَّائِنُونَ ، وَتَرَى كُلَّ هؤلاءِ يَتَلَفَّتُونَ يَمنَةً وَيَسرَةً وَيَتَفَكَّرُونَ ، وَيَفزَعُونَ إِلى مَن يَظُنُّونَ فِيهِ خَيرًا ، وَيُلقُونَ بِحَاجَاتِهِم إِلى مَن يَأمُلُونَ عِندَهُ قَضَاءً ، وَكَثِيرًا مَا يَغفَلُونَ في هَذَا عَن بَابٍ وَاسِعٍ مِن أَبوَابِ الفَرَجِ ، بَابٌ أَوسَعُ مَا يَكُونُ في رَمَضَانَ ، بَابٌ مَا طَرَقَهُ مُحتَاجٌ إِلاَّ قُضِيَت حَاجَتُهُ ، وَلا وَلَجَهُ مُضطَّرٌّ إِلاَّ نُفِّسَت كُربَتُهُ ، ذَكَرَهُ الكَرِيمُ في ثَنَايَا آيَاتِ الصِّيَامِ في سُورَةِ البَقَرَةِ ، وَدَعَا إِلَيهِ الرَّحِيمُ عِبَادَهُ وَرَغَّبَهُم فِيهِ وَدَلَّهُم طَرِيقَهُ ، يَقُولُ الحَقُّ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ : " وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَستَجِيبُوا لي وَلْيُؤمِنُوا بي لَعَلَّهُم يَرشُدُونَ "
فَلا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ ، مَا أَكرَمَ الخَالِقَ وَأَقرَبَهُ وَأَرحَمَهُ ! وَمَا أَغفَلَ الخَلقَ وَأَضعَفَهُم وَأَبعَدَهُم ! يَدعُوهُم مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيءٍ وَهُوَ القَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيءٍ ، وَيَفتَحُ لَهُمُ البَابَ وَيُرشِدُهُم لِلطَّرِيقِ ، ثم يُعرِضُونَ عَنهُ وَيَذهَبُونَ إِلى غَيرِهِ ، وَيَسلُكُونَ سُبُلاً لا يَدرُونَ مَا نِهَايَتُهَا ، يُدَبِّجُونَ خِطَابَاتِ الشَّكوَى لِمَخلُوقِينَ مِثلِهِم مُحتَاجِينَ ، وَيَطلُبُونَ الشَّفَاعَاتِ مِنَ مَسَاكِينَ عَاجِزِينَ ، وَيَنثُرُونَ مَاءَ الوُجُوهِ لَدَى مَن لا يَملِكُ لَهُم ضَرًّا وَلا نَفعًا ، وَيُذِلُّونَ النُّفُوسَ أَمَامَ مَن لا يُغنِي عَنهُم قَلِيلاً وَلا كَثِيرًا ، وَمَعَ هَذَا لا يُكَلِّفُ أَحَدُهُم نَفسَهُ أَن يَجأَرَ إِلى اللهِ بِدَعوَةٍ ، أَو يَرفَعَ إِلَيهِ كَفَّ ضَرَاعَةٍ ، أَو يَهمِسَ إِلَيهِ في جُنحِ الظَّلامِ بِحَاجَةٍ .
قَالَ الإِمَامُ ابنُ كَثِيرٍ ـ رحمه اللهُ ـ : وَفي ذِكرِهِ ـ تعالى ـ هَذِهِ الآيَةَ البَاعِثَةَ عَلَى الدُّعَاءِ مُتَخَلّلَةً بَينَ أَحكَامِ الصِّيَامِ إِرشَادٌ إِلى الاجتِهَادِ في الدُّعَاءِ عِندَ إِكمَالِ العِدَّةِ ، بَلْ وَعِندَ كُلِّ فِطرٍ .
وَقَالَ الشَّيخُ ابنُ سَعدِيٍّ ـ رحمه اللهُ ـ : وَالدُّعَاءُ نَوعَانِ : دُعَاءُ عِبَادَةٍ وَدُعَاءُ مَسأَلَةٍ ، وَالقُربُ نَوعَانِ : قُربٌ بِعِلمِهِ مِن كُلِّ خَلقِهِ ، وَقُربٌ مِن عَابِدِيهِ وَدَاعِيهِ بِالإِجَابَةِ وَالمَعُونَةِ وَالتَّوفِيقِ ، فَمَن دَعَا رَبَّهُ بِقَلبٍ حَاضِرٍ وَدُعَاءٍ مَشرُوعٍ ، وَلم يَمنَعْ مَانِعٌ مِن إِجَابَةِ الدُّعَاءِ كَأَكلِ الحَرَامِ وَنَحوِِهِ ، فَإِنَّ اللهَ قَد وَعَدَهُ بِالإِجَابَةِ ، وَخُصُوصًا إِذَا أَتَى بِأَسبَابِ إِجَابَةِ الدُّعَاءِ ، وَهِيَ الاستِجَابَةُ للهِ ـ تَعَالى ـ بِالانقِيَادِ لأَوَامِرِهِ وَنَواهِيهِ القَولِيَّةِ وَالفِعلِيَّةِ ، وَالإِيمانُ بِهِ المُوجِبُ لِلاستِجَابَةِ ، فَلِهَذَا قَالَ : " فَلْيَستَجِيبُوا لي وَلْيُؤمِنُوا بي لَعَلَّهُم يَرشُدُونَ "

أَيُّهَا المُسلِمُونَ ، إِنَّ الدُّعَاءَ عِبَادَةٌ عَظِيمَةٌ وَقُربَةٌ جَلِيلَةٌ ، لا يَدَعُهَا إِلاَّ عَاجِزٌ وَلا يَغفَلُ عَنهَا إِلاَّ مَحرُومٌ ، صَحَّ عَنهُ ـ صلى اللهُ عليه وسلم ـ أَنَّهُ قَالَ : " الدُّعَاءُ هُوَ العِبَادَةُ " وَفي الحَدِيثِ القُدسِيِّ يَقُولُ اللهُ ـ تبارك وتعالى ـ : " أَنَا عِندَ ظَنِّ عَبدِي بي ، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا دَعَاني "
وقال ـ صلى اللهُ عليه وسلم ـ : " إِنَّ اللهَ ـ تعالى ـ حَيِيٌّ كَرِيمٌ يَستَحِي إِذَا رَفَعَ الرَّجُلُ إِلَيهِ يَدَيهِ أَن يَرُدَّهُمَا صِفرًا خَائِبَتَينِ "
وَإِذَا لم يَكُنْ رَمَضَانُ هُوَ شَهرَ الدُّعَاءِ وَفُرصَةَ الابتِهَالِ وَالنِّدَاءِ ، فَفِي أَيِّ شَهرٍ يَكُونُ ذَلِكَ ؟
وَإِذَا لم يَستَغِلَّ العَبدُ مَوسِمَ الرَّحمَةِ لِيَرفَعَ إِلى مَولاهُ حَاجَاتِهِ وَرَغَبَاتِهِ ، فَمَتى يَكُونُ ذَلِكَ ؟ وَإِذَا كَانَ اللهُ حَيِيًّا كَرِيمًا ، يَستَحِي إِذَا رَفَعَ الرَّجُلُ إِلَيهِ يَدَيهِ أَن يَرُدَّهُمَا صِفرًا ، فَكَيفَ بِمَن شَفَتَاهُ مِنَ الصَّومِ ذَابِلَتَانِ ، وَبَطنُهُ خَالٍ طَاعَةً لِرَبِّهِ ، وَقَدَمَاهُ مَصفُوفَتَانِ قَائِمًا وَرَاكِعًا وَسَاجِدًا ، كَيفَ بِهِ إِذَا رَفَعَ كَفَّيهِ وَنَاجَى رَبَّهُ عَلَى تِلكَ الحَالِ ؟
فَهَلُمَّ ـ عِبَادَ اللهِ ـ إِلى اللهِ في هَذَا الشَّهرِ الكَرِيمِ ، فَبَينَ أَيدِيكُم الثُّلُثُ الأَخِيرُ مِنَ اللَّيلِ ، حَيثُ يَنزِلُ رَبُّ العَالمينَ إِلى السَّمَاءِ الدُّنيا نُزُولاً يَلِيقُ بِذَاتِهِ ـ سُبحَانَهُ ـ وَيُنَادِي خَلقَهُ : هَلْ مِن سَائِلٍ فَأُعطِيَهُ ؟
هَل مِن مُستَغفِرٍ فَأَغفِرَ لَهُ ؟
هَل مِن تَائِبٍ فَأَتُوبَ عَلَيهِ ؟
هَل مِن دَاعٍ فَأُجِيبَهُ ؟
وَفي هَذَا يَقُولُ ـ صلى اللهُ عليه وسلم ـ : " أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الرَّبُّ مِنَ العَبدِ في جَوفِ اللَّيلِ الآخِرِ ، فَإِنِ استَطَعتَ أَن تَكُونَ مِمَّن يَذكُرُ اللهَ في تِلكَ السَّاعَةِ فَكُنْ "
وَيَقُولُ ـ عليهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ ـ : " إِنَّ في اللَّيلِ لَسَاعَةً لا يُوَافِقُهَا رَجُلٌ مُسلِمٌ يَسأَلُ اللهَ خَيرًا مِن أَمرِ الدُّنيَا وَالآخِرَةِ إِلاَّ أَعطَاهُ إِيَّاهُ ، وَذَلِكَ في كُلِّ لَيلَةٍ "
وَبَينَ أَيدِيكُم السُّجُودُ في الصَّلَوَاتِ المَكتُوبَةِ وفي قِيَامِ اللَّيلِ ، وَأَقرَبُ مَا يَكُونُ العَبدُ مِن رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ ، يَقُولُ ـ سُبحَانَهُ ـ : " وَاسجُدْ وَاقتَرِبْ "
وَيَقُولُ ـ صلى اللهُ عليه وسلم ـ : " وَأَمَّا السُّجُودُ فَاجتَهِدُوا في الدُّعَاءِ ؛ فَقَمِنٌ أَن يُستَجَابَ لَكُم "
وَبَينَ الأَذَانِ وَالإِقَامَةِ وَقتٌ لِلدُّعَاءِ المُستَجَابِ ، يَقُولُ ـ صلى اللهُ عليه وسلم ـ : " إِذَا نَادَى المُنَادِي فُتِحَت أَبوَابُ السَّمَاءِ وَاستُجِيبَ الدُّعَاءُ "
وَيَقُولُ ـ صلى اللهُ عليه وسلم ـ : " الدُّعَاءُ بَينَ الأَذَانِ وَالإِقَامَةِ مُستَجَابٌ فَادعُوا " وَفي آخِرِ سَاعَةٍ مِن يَومِ الجُمُعَةِ وَقتُ إِجَابَةٍ ، قَال ـ صلى اللهُ عليه وسلم ـ : " يَومُ الجُمُعَةِ ثِنتَا عَشرَةَ سَاعَةً ، مِنهَا سَاعَةٌ لا يُوجَدُ عَبدٌ مُسلِمٌ يَسأَلُ اللهَ فِيهَا شَيئًا إِلاَّ آتَاهُ اللهُ ، فَالتَمِسُوهَا آخِرَ سَاعَةٍ بَعدَ العَصرِ "
فَيَا أَيُّهَا الصَّائِمُونَ ، أَينَ أَنتُم عَن هَذِهِ الفُرَصِ الكَبِيرَةِ لِلدُّخُولِ عَلَى مَلِكِ المُلُوكِ ؟
وَاللهِ لَو فَتَحَ مَلِكٌ مِن مُلُوكِ الدُّنيَا لِلنَّاسِ بَابَهُ يَومًا لِيَرفَعُوا إِلَيهِ حَاجَاتِهِم وَيَبُثُّوهُ شَكَاوَاهُم ، لَوَجَدتَ الزِّحَامَ عَلَى بَابِهِ كَثِيفًا ، وَلأَلفَيتَ الحَاضِرِينَ إِلى قَصرِهِ لَفِيفًا ، فَكَيفَ وَمَلِكُ المُلُوكِ هُوَ الذي يَفتَحُ البَابَ ؟
كَيفَ وَهُوَ ـ سُبحَانَهُ ـ القَرِيبُ المُجِيبُ ، أَلا فَأَكثِرُوا مِنَ الدُّعَاءِ في شَهرِ البَرَكَاتِ ، وَارفَعُوا إِلى اللهِ جَمِيعَ الحَاجَاتِ ، وَأَلِحُّوا بِالمَسأَلَةِ في شَهرِ النَّفَحَاتِ ؛ فَإِنَّ مَن أَكثَرَ طَرقَ البَابِ فُتِحَ لَهُ ، وَرَبُّ العَالمينَ يُحِبُّ مِن عَبدِهِ أَن يُلِحَّ عَلَيهِ في الدُّعَاءِ ، وَيَغضَبُ ممَّن تَرَكَ سُؤَالَهُ وَأَعرَضَ عَن رَحمَتِهِ ، قال ـ صلى اللهُ عليه وسلم ـ : " إِنَّهُ مَن لم يَسأَلِ اللهَ يَغضَبْ عَلَيهِ "
وَاحذَرُوا العَجَلَةَ وَاستِبطَاءَ الإِجَابَةِ ، وَكُونُوا عَلَى يَقِينٍ بِقُربِ الفَرَجِ وَحُصُولِ اليُسرِ ، فَقَد قال ـ صلى اللهُ عليه وسلم ـ : " يُستَجَابُ لأَحَدِكُم مَا لم يَعجَلْ ، يَقُولُ : دَعَوتُ فَلَم يُستَجَبْ لي "
وَيَقُولُ ـ صلى اللهُ عليه وسلم ـ : " اُدعُوا اللهَ وَأَنتُم مُوقِنُونَ بِالإِجَابَةِ ، وَاعلَمُوا أَنَّ اللهَ لا يَستَجِيبُ دُعَاءً مِن قَلبٍ غَافِلٍ لاهٍ "

أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيطَانِ الرَّجِيمِ : " وَقَالَ رَبُّكُمُ ادعُوني أَستَجِبْ لَكُم إِنَّ الَّذِينَ يَستَكبِرُونَ عَن عِبَادَتي سَيَدخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ "


الخطبة الثانية :

أَمَّا بَعدُ ، فَاتَّقُوا اللهَ ـ تعالى ـ وَأَطِيعُوهُ ، وَرَاقِبُوا أَمرَهُ وَنَهيَهُ وَلا تَعصُوهُ ، وَاعلَمُوا أَنَّ اللهَ يَعلَمُ مَا في أَنفُسِكُم فَاحذَرُوهُ ، وَآمِنُوا بِرَبِّكُم وَاشكُرُوا لَهُ وَلا تَكفُرُوهُ ، وَكُونُوا مِنهُ عَلَى ثِقَةٍ وَاسأَلُوهُ ، فَإِنَّهُ ـ سُبحَانَهُ ـ لا يُضِيعُ أَجرَ مَن أَحسَنَ عَمَلاً ، وَلا يُخَيِّبُ مَن أَعظَمَ فِيهِ رَجَاءً ، قَال ـ صلى اللهُ عليه وسلم ـ : " مَا مِن مُسلِمٍ يَدعُو بِدَعوَةٍ لَيسَ فِيهَا إِثمٌ وَلا قَطِيعَةُ رَحِمٍ ، إِلاَّ أَعطَاهُ اللهُ بها إِحدَى ثَلاثٍ : إِمَّا أَن يُعَجِّلَ لَهُ دَعوَتَهُ ، وَإِمَّا أَن يَدَّخِرَهَا لَهُ في الآخِرَةِ ، وَإِمَّا أَن يَصرِفَ عَنهُ مِنَ السُّوءِ مِثلَهَا " قَالُوا : إِذًا نُكثِرُ . قَالَ : " اللهُ أَكثَرُ "
وَيَقُولُ ـ عليه الصلاةُ وَالسلامُ ـ : " أَعجَزُ النَّاسِ مَن عَجَزَ عَنِ الدُّعَاءِ "
وَإِذَا كَانَ الأَمرُ كَذَلِكَ ـ أَيُّهَا المُسلِمُونَ ـ فَلِمَاذَا تَركُ الدُّعَاءِ وَالانقِطَاعُ ؟
لِمَاذَا الغَفلَةُ وَالإِعرَاضُ ؟
لماذا رَفعُ الحَاجَاتِ لِغَيرِ اللهِ ؟
يَا مَرِيضًا عَبَثَ بِهِ الدَّاءُ وَالأَلَمُ ، يَا فَقِيرًا استَبَدَّت بِهِ الدُّيُونُ ، يَا مَهمُومًا يَا مَغمُومًا ، يَا مُحتَاجًا يَا مُضطَّرًّا ، أَينَ أَنتُم عَنِ الدُّعَاءِ ؟
أَينَ أَنتُم عَنِ التَّضَرُّعِ ؟
أَينَ أَنتُم عَن قَرعِ أَبوَابِ السَّمَاءِ في هَذَا الشَّهرِ المُبَارَكِ ؟
أَلا فَادعُوا اللهَ مُوقِنِينَ ، وَالجَؤُوا إِلى الرَّحِيمِ مُستَسلِمِينَ ، وَارغَبُوا إِلى الكَرِيمِ مُخلِصِينَ ، اُدعُوا دُعَاءَ المُضطَّرِّينَ ، وَأَلِحُّوا إِلحَاحَ المُحتَاجِينَ ، فَوَاللهِ لا غِنى لَكُم عَن رَبِّكُم طَرفَةَ عَينٍ " أَمَّن يُجِيبُ المُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكشِفُ السُّوءَ وَيَجعَلُكُم خُلَفَاءَ الأَرضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللهِ ، قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ "
أَتَهـزَأُ بِالدُّعَـاءِ وَتَـزدَرِيهِ
وَمَـا تَدرِي بِمَـا صَنَعَ الدُّعَـاءُ
سِهَـامُ اللَّيلِ لا تُخـطِي وَلَكِـنْ
لَهَـا أَمَـدٌ وَلِلأَمَـدِ انقِضَـاءُ