اخر العام
محسن الشامي
1433/12/23 - 2012/11/08 14:36PM
الحمد لله الذي جعل الدنيا دار عملٍ واكتساب وجعل الآخرةَ دار جزاء وثواب أحمده سبحانه وأشكره على جزيل نعمه وترادفِ مننه وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله سيد الأنام وبدر التمام ومسك الختام صلى الله وسلم عليه وعلى آله الكرام وصحبه الأئمة الأعلام والتابعين ومن تبعهم بإحسان اما بعد عباد الله أُوصيكُم ونفسي بتقوى الله فإنّ تقوى اللهِ مَنْجاةٌ مِن كلِّ هَلَكة وعِصمةٌ مِن كلِّ ضَلالة {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}
إخوة الإيمان إن مرور الليالي والأيام وانقضاءَ الشهور والأعوام مؤذن بزوال الدنيا وخرابها وعلامةٌ على فناء جميع مافيها فالأعمارُ تطوى والآجالُ تفنى وها أنتم اليومَ تودعون عاما شارف على الرحيل وجمعتكم هذه هي آخرُ جمعةِ فيه فيا سعادةَ المتقي لربه يوم أن يلقاه ويا حسرة من شقي يوم ينظر المرء ما قدمت يداه هكذا تنقضي الأعمار كما انقضت أيامُ هذا العام ومهما عشت يا ابن آدم فإلى الثمانين أو التسعين وهبك بلغت المائتين فما أقصرها والله من مدة وما أقله من عمر فتَبَصّروا يا عباد الله في هذه الأيام والليالي فما هي والله إلا مراحلٌ تقطعونها إلى الدارالآخرة حتى تنتهوا إلى آخر سفركم فلا يحسن والله بعاقل أن يضيع شيئا من عمره بلا فائدةٍ ولابصيرة بما ينفعه وما يضره فيكون شبيها بالبهائم وطوبى لعبد اغتنم أيامَ عمره بما يقرّبه إلى ربه جل وعلا.
معاشر المسلمين هاهي الأعوام تتجدد عاماً بعد عام وهانحن اليوم نودع عاماً شهيداً علينا ونستقبل عاماً جديداً مقبلاً إلينا فليقف كل منا مع نفسه محاسباً ماذا عمل في عامه الماضي فإن كان خيراً فليحمد الله وليزداد وإن يكن غير ذلك أقلع وأناب ليحاسب َكل منا نفسه عن فرائض الإسلام وأدائها و عن حقوق المخلوقين والتخلص منها وليحاسبَ كل منا نفسه عن أمواله التي جمعها من أين جاءت وكيف ينفقها؟ واعلموا رحمني الله وإياكم أن الله سيحاسبنا على كل شيء على الصغير والكبير والفتيل والقطمير ((وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ)) وقال تعالى ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)) تأمل يا عبد الله هذه الآية التي أشارت إلى تقوى الله فيما مضى من عمرك من أعمال والنظر والمحاسبة فيما قدمت لأخرتك والله خبيرٌ بما تعمل في هذه اللحظة. فاعمل ما شئت ، أقلل أو أكثر حتى إذا مت طُويت صحيفتك فجُعلت في عنقك معك في قبرك ، حتى تُخرجَ يوم القيامة كتابا تلقاه منشورا ((وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا)) فحاسبوا أنفسكم اليوم فإنكم لا تدرون ما يأتي به الغد حاسبوها في جميع أيامكم فإن هذه الأيام خزائنٌ تحفظُ لكم أعمالكم وعما قريب تُفتح لكم فترون ما أودعتم فيها فعن ابن عباس رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " أيُّها الناس إنّ لكم معالِمَ فانتهُوا إلى مَعَالمكمْ وإنّ لكم نهايةً فانتهوا إلى نهايتكم إنّ المؤمنَ بين مخافتين: بين أجلٍ قد مَضَى لا يدري ما اللَّه صانعٌ به وبين أجلٍ قد بَقِيَ لا يدري ما اللُّهُ قاضٍ فيه، فليأخُذ العبدُ من نفسه لنفسه ومن دُنياه لآخرته، ومن الشّبيبة قبل الهرم ومن الحياة قبل الموت، فوالذي نَفسُ محمَّدٍ بيده ما بَعْدَ الموت من مُسْتَعْتَبِ ولا بَعد الدُّنيا من دارٍ إلاَّ الجنَّة أو النار".فحاسبوا انفسكم يا عباد الله قبل أن تحاسبوا وصية الفاروق عمررضي الله عنه "أيها الناس حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوها قبل أن توزنوا وتأهبوا للعرض الأكبر على الله (يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ)" انها وصية من سلفنا الصالح رضي الله عنهم قلت ذنوبهم فحاسبوا انفسهم ونحن كثرت ذنوبنا فلم نستطع ان نحاسب انفسنا كانوا أصحاب قلوب سليمه وعقول واعية عرفوا أن الله لكل عبد بالمرصاد فعرفوا أنه لن ينجيهم إلا لزومِ المحاسبة ومطالبت النفس ومحاسبتها على الأنفاس والحركات فهذا الربيع بن خثيم كان له تحت سريره حفرة كلما رأى من نفسه إقبالاً على الدنيا نزل فيها وكأنه في قبره ويصبح يبكي وكأنه في عداد الموتى ويقول رب ارجعون رب ارجعون ثم يصعد من الحفرة ويقول يانفس هاأنت في الدنيا فاعملي صالحاً ويذكر عن إبراهيم بن أدهم أنه صلى العشاء يوماً من الأيام فراقبه رجل يريد أن يعرف قيامه وتعامله مع ليله، فوضع إبراهيم جنبه على فراشه ولم ينقلب طوال ليله ولم يقم حتى أُذن للفجرفقام من فراشه وذهب للمسجد بلا وضوء فقال له الرجل الذي يراقبه: يرحمك الله يا أبا إسحاق راقبتُك البارحة لأعرف قيامك من الليل فوجدتُك نائماً طوال الليل وذهبت إلى الفجر بلا وضوء! قال: والله لولا أن تسيءَ بي الظن ما أخبرتك اعلم أنني لما وضعتُ جنبي على الفراش تذكرتُ الجنة والنار فكنتُ أفكر في النار مرة وفي الجنة مرة حتى طلع الفجر فلم أنم وصليتُ بوضوء العشاء.
اخوة الاسلام إن عجلة الزمن وقطارَ العمر يمضيان بسرعة مذهلة ترتجف منها القلوب الحية لا يتوقفان عند غافل ولا يحابيان كل ذاهل فكم ودعنا فيما مضى من أخ وقريبٍ؟ وكم والله فقدنا من عزيز وحبيب، هزنا خبرُه، وفجعنا نبؤه؟ سبقونا للقبور وتركوا عامر الدور والقصور فإلى متى الغفلة يا عباد الله؟ ماذا ران على قلوبنا؟وماذا غشي أبصارنا وبصائرنا؟!فاللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين و أمطر على قبورهم سحائب الرحمة والرضوان، الا فاتقوا الله عباد الله وراجعوا نفسكم وأديموا المحاسبة وأكثروا على أنفسكم المعاتبة فلعله لم يبق من اعماركم إلا ساعات أو أيام. اللهم إنا نسألك أن تجعلنا ممن طال عمره وحسن عمله بارك الله لي ولكم
الحمدلله مجري الليالي والأيام ومجدِّد الشهور والأعوام أحمده تعالى وأشكره على ما هدانا للإسلام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان واقتفى أثرهم إلى يوم الدين أما بعد عباد الله اتقوا الله واحذروا سخطه واخشوا يوما تقفون فيه لحسابه وأعلموا أن أيام العمر ما مضى منها لا يعود إلى يوم القيامة ويقول الحسن البصري: "ما من يوم ينشق فجره إلا وينادي ويقول يا ابن آدم أنا يوم جديد وعلى عملك شهيد فاغتنمني بعمل صالح فإني لن أعود إلى يوم القيامة" قال ابن مسعود رضي الله عنه "ما ندمتُ على شيء كندمي على يوم مضى من عمري ولم يزد عملي" ومن لم يغتنم حياته يا عباد الله ندم في موضعين الموضع الأول في الدنيا عند الموت يقول(رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} وأما الموضع الثاني الذي يندم فيه من لم يغتنم حياته ففي الآخرة قال تعالى:(وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ) ألافحاسبوا أنفسكم، وأصلحوا قلوبكم فإن صلاح القلب وسلامته بمحاسبة النفس، وفساده وعطبه بإهمال النفس والإسترسال في ملذاتها وشهواتها اللهم اجعل خير أعمارنا أواخرها. وخير أعمالنا خواتمها وخير أيامنا يوم نلقاك. اللهم اختم بالصالحات أعمالنا وأعوامنا وأعمارنا.. يا ذا الجلال والإكرام.واجعل هذا العام الجديد عام خير ونصر وعز للإسلام والمسلمين في كل مكان
اللهم أعز الإسلام والمسلمين اللهم آمنا ..........
إخوة الإيمان إن مرور الليالي والأيام وانقضاءَ الشهور والأعوام مؤذن بزوال الدنيا وخرابها وعلامةٌ على فناء جميع مافيها فالأعمارُ تطوى والآجالُ تفنى وها أنتم اليومَ تودعون عاما شارف على الرحيل وجمعتكم هذه هي آخرُ جمعةِ فيه فيا سعادةَ المتقي لربه يوم أن يلقاه ويا حسرة من شقي يوم ينظر المرء ما قدمت يداه هكذا تنقضي الأعمار كما انقضت أيامُ هذا العام ومهما عشت يا ابن آدم فإلى الثمانين أو التسعين وهبك بلغت المائتين فما أقصرها والله من مدة وما أقله من عمر فتَبَصّروا يا عباد الله في هذه الأيام والليالي فما هي والله إلا مراحلٌ تقطعونها إلى الدارالآخرة حتى تنتهوا إلى آخر سفركم فلا يحسن والله بعاقل أن يضيع شيئا من عمره بلا فائدةٍ ولابصيرة بما ينفعه وما يضره فيكون شبيها بالبهائم وطوبى لعبد اغتنم أيامَ عمره بما يقرّبه إلى ربه جل وعلا.
معاشر المسلمين هاهي الأعوام تتجدد عاماً بعد عام وهانحن اليوم نودع عاماً شهيداً علينا ونستقبل عاماً جديداً مقبلاً إلينا فليقف كل منا مع نفسه محاسباً ماذا عمل في عامه الماضي فإن كان خيراً فليحمد الله وليزداد وإن يكن غير ذلك أقلع وأناب ليحاسب َكل منا نفسه عن فرائض الإسلام وأدائها و عن حقوق المخلوقين والتخلص منها وليحاسبَ كل منا نفسه عن أمواله التي جمعها من أين جاءت وكيف ينفقها؟ واعلموا رحمني الله وإياكم أن الله سيحاسبنا على كل شيء على الصغير والكبير والفتيل والقطمير ((وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ)) وقال تعالى ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)) تأمل يا عبد الله هذه الآية التي أشارت إلى تقوى الله فيما مضى من عمرك من أعمال والنظر والمحاسبة فيما قدمت لأخرتك والله خبيرٌ بما تعمل في هذه اللحظة. فاعمل ما شئت ، أقلل أو أكثر حتى إذا مت طُويت صحيفتك فجُعلت في عنقك معك في قبرك ، حتى تُخرجَ يوم القيامة كتابا تلقاه منشورا ((وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا)) فحاسبوا أنفسكم اليوم فإنكم لا تدرون ما يأتي به الغد حاسبوها في جميع أيامكم فإن هذه الأيام خزائنٌ تحفظُ لكم أعمالكم وعما قريب تُفتح لكم فترون ما أودعتم فيها فعن ابن عباس رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " أيُّها الناس إنّ لكم معالِمَ فانتهُوا إلى مَعَالمكمْ وإنّ لكم نهايةً فانتهوا إلى نهايتكم إنّ المؤمنَ بين مخافتين: بين أجلٍ قد مَضَى لا يدري ما اللَّه صانعٌ به وبين أجلٍ قد بَقِيَ لا يدري ما اللُّهُ قاضٍ فيه، فليأخُذ العبدُ من نفسه لنفسه ومن دُنياه لآخرته، ومن الشّبيبة قبل الهرم ومن الحياة قبل الموت، فوالذي نَفسُ محمَّدٍ بيده ما بَعْدَ الموت من مُسْتَعْتَبِ ولا بَعد الدُّنيا من دارٍ إلاَّ الجنَّة أو النار".فحاسبوا انفسكم يا عباد الله قبل أن تحاسبوا وصية الفاروق عمررضي الله عنه "أيها الناس حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوها قبل أن توزنوا وتأهبوا للعرض الأكبر على الله (يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ)" انها وصية من سلفنا الصالح رضي الله عنهم قلت ذنوبهم فحاسبوا انفسهم ونحن كثرت ذنوبنا فلم نستطع ان نحاسب انفسنا كانوا أصحاب قلوب سليمه وعقول واعية عرفوا أن الله لكل عبد بالمرصاد فعرفوا أنه لن ينجيهم إلا لزومِ المحاسبة ومطالبت النفس ومحاسبتها على الأنفاس والحركات فهذا الربيع بن خثيم كان له تحت سريره حفرة كلما رأى من نفسه إقبالاً على الدنيا نزل فيها وكأنه في قبره ويصبح يبكي وكأنه في عداد الموتى ويقول رب ارجعون رب ارجعون ثم يصعد من الحفرة ويقول يانفس هاأنت في الدنيا فاعملي صالحاً ويذكر عن إبراهيم بن أدهم أنه صلى العشاء يوماً من الأيام فراقبه رجل يريد أن يعرف قيامه وتعامله مع ليله، فوضع إبراهيم جنبه على فراشه ولم ينقلب طوال ليله ولم يقم حتى أُذن للفجرفقام من فراشه وذهب للمسجد بلا وضوء فقال له الرجل الذي يراقبه: يرحمك الله يا أبا إسحاق راقبتُك البارحة لأعرف قيامك من الليل فوجدتُك نائماً طوال الليل وذهبت إلى الفجر بلا وضوء! قال: والله لولا أن تسيءَ بي الظن ما أخبرتك اعلم أنني لما وضعتُ جنبي على الفراش تذكرتُ الجنة والنار فكنتُ أفكر في النار مرة وفي الجنة مرة حتى طلع الفجر فلم أنم وصليتُ بوضوء العشاء.
اخوة الاسلام إن عجلة الزمن وقطارَ العمر يمضيان بسرعة مذهلة ترتجف منها القلوب الحية لا يتوقفان عند غافل ولا يحابيان كل ذاهل فكم ودعنا فيما مضى من أخ وقريبٍ؟ وكم والله فقدنا من عزيز وحبيب، هزنا خبرُه، وفجعنا نبؤه؟ سبقونا للقبور وتركوا عامر الدور والقصور فإلى متى الغفلة يا عباد الله؟ ماذا ران على قلوبنا؟وماذا غشي أبصارنا وبصائرنا؟!فاللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين و أمطر على قبورهم سحائب الرحمة والرضوان، الا فاتقوا الله عباد الله وراجعوا نفسكم وأديموا المحاسبة وأكثروا على أنفسكم المعاتبة فلعله لم يبق من اعماركم إلا ساعات أو أيام. اللهم إنا نسألك أن تجعلنا ممن طال عمره وحسن عمله بارك الله لي ولكم
الحمدلله مجري الليالي والأيام ومجدِّد الشهور والأعوام أحمده تعالى وأشكره على ما هدانا للإسلام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان واقتفى أثرهم إلى يوم الدين أما بعد عباد الله اتقوا الله واحذروا سخطه واخشوا يوما تقفون فيه لحسابه وأعلموا أن أيام العمر ما مضى منها لا يعود إلى يوم القيامة ويقول الحسن البصري: "ما من يوم ينشق فجره إلا وينادي ويقول يا ابن آدم أنا يوم جديد وعلى عملك شهيد فاغتنمني بعمل صالح فإني لن أعود إلى يوم القيامة" قال ابن مسعود رضي الله عنه "ما ندمتُ على شيء كندمي على يوم مضى من عمري ولم يزد عملي" ومن لم يغتنم حياته يا عباد الله ندم في موضعين الموضع الأول في الدنيا عند الموت يقول(رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} وأما الموضع الثاني الذي يندم فيه من لم يغتنم حياته ففي الآخرة قال تعالى:(وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ) ألافحاسبوا أنفسكم، وأصلحوا قلوبكم فإن صلاح القلب وسلامته بمحاسبة النفس، وفساده وعطبه بإهمال النفس والإسترسال في ملذاتها وشهواتها اللهم اجعل خير أعمارنا أواخرها. وخير أعمالنا خواتمها وخير أيامنا يوم نلقاك. اللهم اختم بالصالحات أعمالنا وأعوامنا وأعمارنا.. يا ذا الجلال والإكرام.واجعل هذا العام الجديد عام خير ونصر وعز للإسلام والمسلمين في كل مكان
اللهم أعز الإسلام والمسلمين اللهم آمنا ..........