اجهزةالالعاب وخطرها على فلذات الأكباد
يحيى جبران جباري
الحمد لله عدد ما طار وعدد ما يدب ، احمده سبحانه وأشكره كما يشاء ويحب ، وأستعينه وأستهديه وأستغفره ، هو المعين على دفع الكرب ، والهادي تعالى لمن رغب ، وغافر الذنب لمن له كسب ، واشهدان لا اله الا الله وحده لا شريك له ، اكرم من اعطى وأعظم من وهب ، وأشهد أن محمدا عبدالله ورسوله ، هو النبي لا كذب هو ابن عبدالمطلب ، صل الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه ، الى يوم يطلع فيه كل انسان على ما كتب .
ثم اما بعد : فأوصيكم ايها المسلمون ونفسي المقصرة بتقوى الله عز وجل وخشيته ، قولا وعملا ، فما الحياة الدنيا الا محطة للتزود بالوقود ، كنت قبلها غير موجود ، وبعدها ، إما نار نعوذ منها وإما جنة نسأل الله فيها الخلود ، ( يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا 70 يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما71 (الاحزاب)
ايها المسلمون : اعلم انكم تعلمون بل وتحفظون قول رب العالمين ( و ما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون 56 (الذاريات) وانكم جميعا توقنون بأن الوالدين هما اعظم المؤثرين ، في تربية البنات والبنين ، وتنشئتهم على الدين ، يقول رسول رب العالمين ( كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه ) وفي الغالب لن تجد ابا يحب ان يرى وليده على غير دينه ، غير ان لكل قاعدة شواذ ، واقصد اليهودي الذي في زمن النبي ، كان ابنه يضع الشوك في طريق رسول الله الا يوما خرج عليه الصلاة والسلام فلم يجد الشوك كعادته ، فذهب لبيت الصبي يسأل عنه ، طرق الباب ففتح ابوه فاستغرب ، محمد ، قال نعم اين ولدك قال مريض ، قال اتأذن أن ازوره ، فرحب بالنبي ودخل عليه الصلاة والسلام يزور الغلام ، فتفاجأ ظانا بأن النبي لا يعلم بأنه هو من يضع الشوك في طريقه ، ولكنه اخبره بذلك ، ولسان حال الغلام يقول ، عجبا لك يا محمد أؤذيك وتزورني ، وأسيء إليك وتحسن إلي ، اي قلب تحمل ، ما اعظم خلقك الذي يخجل ، فقال النبي للغلام ، يا غلام اسلم ، فنظر الغلام الى ابيه اليهودي ، فقال له ابوه اطع ابا القاسم ، فقال الغلام اشهد ان لا اله الاالله واشهد انك رسول الله ، ثم فاضت روحه الى مولاه ، فقال رسول الله : الحمد لله الذي نجاه بي من النار ) هذا أب ، عرف الحق فأباه ، ولكنه لوليده أهداه ، افلسنا نحن اهل الدين الحق ، بهدي ابنائنا وبناتنا الى طريق الحق ، من غيرنا احق ،
كلكم راع وكل راع مسؤول عن رعيته ، أعلم بأنها ليست المرة الأولى في هذا الموضوع أشرع ، ولكن آذاني ، ما يقال وأسمع ، عن العاب بأجهزة في جل بيوتنا إن لم تكن في كلها ، أثرة على تربية أبنائنا وبناتنا ، لا أخلاقيا فقط وإنما عقديا ومنجيا ودينيا ، وقد أخبرني من هو عندي ثقة ، واحسبه لا يقول لي الا صدقا والله حسيبه ، أن ابنته تخبره ، بأن بعض البنات الشابات مدرستها ، يرسمون الصليب على سواعدهم وايديهم ، ويتفاخرون بذلك فيما بينهم ، وهم يعلمون بأنه شعار النصارى ، وسمعت من غيره ، وهو معلم بأحد المدارس ، بأن الطلبة يتصرفون تصرفات لا تليق بأبناء الإسلام ، ويتراقصون رقصات ، لا يفعلها الا الضالون والضالات ، ويجعلون على اجسادهم أو شمة ، هي على المسلمين من المحرمات ، بحسب قول من سمعت ، انها منقولة من الألعاب التي يلعبونها ، على اجهزة البلايستيشن وغيرها من العاب الجوالات ، حتى وصل بقوله : أن إحدى الألعاب بها مراحل ، وبعضها لا يستطيع الانتقال اليه ، حتى يظهر له كتاب كالمصحف ، يلزمه أن يدوس عليه ، فيا للعجب ، انحن من أدخلنا على أبنائنا هذه البلايا ، وأثرنا على منهجهم وعقيدتهم ونحن لا نعلم ، اليهودي يقول لابنه اطع ابا القاسم فيسلم ، ونحن نوفر لأبنائنا ما يشوش على عقيدة احدهم ويأثم ، اللهم سلم سلم ، لست خبيرا بهذه الألعاب ولابها أدري ، حتى اقول أسماءها اوبها أهذي ، إنما انا واعظ ، ومذكر ، ومحذر لنفسي ولأحبتي ، من شر أمر بلغني ، اعاذكم الله وبني وبنيكم منه و اعاذني ، عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه أ ن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه ، قلنا يا رسول الله: اليهود والنصارى؟ قال : فمن) اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ( وإذ قال لقمن لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم 13 (لقمان) بارك الله لي ولكم في القران العظيم وبهدي سيد المرسلين اقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم ....
الحمد لله اختار لنا خير دين ، احمده سبحانه وأشكره على نعمة البنات والبنين ، وأشهد أن لا اله الا الله رب العالمين ، وان محمدا عبده وإمام المرسلين ، صل الله عليه وعلى اله واصحابه والتابعين ومن تبعهم بإحسان واقتفى اثرهم الى يوم الدين ، وبعد : يا سامعين ، اتقوا الله اجمعين ، فمن اتق الله نال فضله العظيم ( يا ايها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم والله ذو الفضل العظيم 29 (الانفال) عباد الله : لست بما قلت في عقائد ابنائنا قادحا ، ولا اريد التحجير عليهم ومنعهم من مواكبة العاب العصر ، فلعل بعضها يكون لمن يجيد انتقاء الألعاب لابنائه نافعا ، ولكني كما اسلفت ، واعظا ومحذرا ، فعقول الأطفال أرض خصبة ، لزرع الأفكار المدمرة الهدامة ، والعقائد الفاسدة الضالة ، نسأل الله السلامة ، والان اصبحت الألعاب تبث عبر شبكات التواصل ، مما يخشى منه على أبناء الجيل ، من أولئك الذين يبثون في عقولهم الفكر الخبيث وما فيه من تضليل ، وتعلمون بما يحاك لهذه الدولة المباركة واهلها ، في الوقت الحاضر ، فلا تستغربوا ، أن يقومون بذلك حتى من خلال العاب اطفالنا ، نسأل الله أن يقينا شر الاشرار وكيد الفجار ، فالله الله بتربية ابنائكم ، ومتابعتهم حتى في العابهم ، فالمسؤولية عظمى ، نعوذ بالله من أن نضل ونطغى ، هذه همسة همستها ، أشد ما استطعت اختصرتها ، أسأل الله أن ينفعني وينفعكم بها .
ثم الصلاة والسلام مرسلا ؛؛؛ إلى الذي جاء إلينا مرسلا ؛؛؛ محمد و آله ومن تلى .
اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد .