اجتمع عيدان، الأضحى والجمعة ~ خطبة قصيرة بهذه المناسبة

ناصر العلي الغامدي
1433/12/09 - 2012/10/25 14:23PM
عيدا الأضحى والجمعة


خطبة جمعة 10/12/1433

اللهم لك الحمد والشكر، اللهم لك الحمد خيراً مما نقول، ومثلما نقول، وفوق ما نقول لك الحمد حتى ترضى، ولك الحمد إذا رضيت، ولك الحمد بعد الرضى. لك الحمد بالإحسان والإيمان والقرآن والإسلام، ولك الحمد بالصلاة والزكاة والحج والصيام، لك الحمد على عرفة ومزدلفة ومنى وبيتك الحرام.
والصلاة والسلام على رسول الإسلام، محمدٍ خير الأنام، خير من صلى وصام، وخير من طاف بالبيت الحرام، صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً على الدوام.
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
أيها الإخوة المسلمون: في هذا اليوم الأغر استقبل المسلمون عيدين عيدًا سنويًّا هو الأضحى، وعيدًا أسبوعيًّا هو الجمعة.
فكيف يصنع المسلم؟
هل تجب صلاة الجمعة على من حضر صلاة العيد أم يجوز له الاكتفاء بصلاة العيد عن حضور الجمعة ويصلى بدلها ظهراً في بيته؟
في هذه المسألة ثلاثة أقوال للعلماء:
القول الأول: تجب الجمعة بكلِّ حالٍ حتى على من شهد العيد، لعموم أدلة وجوب الجمعة، وهذا قول الجمهور.
القول الثاني: تسقط عن أهل البوادي دون أهل الحضر؛ لأن عثمان t أرخص لهم، وهو قول بعض العلماء، ورجحه الشيخ ابن جبرين ~.
القول الثالث: من صلَّى صلاة العيد يرخص له في عدم حضور صلاة الجمعة، ويصليها ظهراً في وقتها في بيته، وإن أخذ بالعزيمة فصلى مع الناس الجمعة فهو أفضل. أما من لم يحضر صلاة العيد فلا تشمله الرخصة، ولا يسقط عنه وجوب الجمعة، فيجب عليه السعي إلى مسجدٍ جامعٍ لصلاة الجمعة. واستدلَّ أصحابُ هذا القولِ بجملةٍ من الأحاديث المرفوعة والآثار الموقوفة، منها:
* أن معاوية t سأل زيدَ بنَ أرقمَ t: هل شهدت مع رسول الله r عيدين اجتمعا في يوم واحد؟ قال: نعم، قال: كيف صنع؟ قال: صلَّى العيدَ ثم رخَّص في الجمعة، فقال: «من شاء أن يصلي فليصل». رواه أحمد وأبو داود والنسائي وغيرهم بسندٍ جيدٍ.
* ومن الأدلة حديث ابن عباس tأن النبيَّ r قال: «اجْتَمَعَ عِيدَانِ فِي يَوْمِكُمْ هَذَا فَمَنْ شَاءَ أَجْزَأَهُ مِنْ الْجُمُعَةِ وَإِنَّا مُجَمِّعُونَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ» رواه ابن ماجه، حديثٌ صحيحٌ.
* وفي صحيح البخاري أنَّ عثمانt خطب الناس، فقال: يا أيها الناس إن هذا يوم قد اجتمع لكم فيه عيدان، فمن أحب أن ينتظر الجمعة من أهل العوالي فلينتظر، ومن أحب أن يرجع فقد أذنت له.
فبناءً على هذه الأدلة وغيرها أفتت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بسقوط وجوب الجمعة عمَّن صلَّى العيد، والأفضل والأحوط أنْ يصلِّيَ الجمعة. ومن لم يصلِّ العيد فتجب عليه الجمعة. ولا يشرع الأذان في هذه اليوم إلا في المساجد التي تقام فيها صلاة الجمعة.
وأما القولُ بسقوط صلاة الظهر عمَّن صلَّى العيد؛ فهذا قولٌ غريبٌ جدًّا، لم يَقُلْ به أيُّ مذهبٍ من مذاهب أهل السنة، وهو مخالف للنصوص الموجبة للصلوات الخمس، فلا يجوز الإفتاء به، ولا العمل به.
عباد الله: إن في حضور الجمعة خيراً كثيراً في التبكير إليها والقراءة والذكر وكونها أفضل من الظهر وكون خطبة الجمعة آكد من خطبة العيد. ولهذا لا ينبغي التفريط في حضورها ولو في يوم عيدٍ. والله تعالى أعلم.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسَعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾
أقول قولي هذا وأستغفر الله
الخطبة الثانية

الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
أيها الإخوة المسلمون:
إن أفضل أيام الأسبوع هو يوم الجمعة، قال r:«خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عليه الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ فيه خُلِقَ آدَمُ وَفِيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ وَفِيهِ أُخْرِجَ منها ولا تَقُومُ السَّاعَةُ إلا في يَوْمِ الْجُمُعَةِ» رواه مسلم.
ويوم النحر أفضل أيام السنة على الإطلاق؛ قال r:«إِنَّ أَعْظَمَ الْأَيَّامِ عِنْدَ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَوْمُ النَّحْرِ ثُمَّ يَوْمُ الْقَرِّ» رواه أبو داود وهو صحيح.
فاجتمع الفضلان في هذا اليوم العظيم؛ ويوم القرِّ هو يوم الحادي عشر،
وأيام التشريق أيامٌ مباركة، وهي أيام الذكر والأكل، كما قال النبيُّ r:«أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرٍ لله» رواه مسلم.
وهذا اليوم أكبر عيد للمسلمين وأفضله، وفيه من الشعائر الظاهرة ما ليس في عيد الفطر، يأتي بعد الوقوف بعرفة والحجُّ عرفةُ، وهو يوم العتق من النار، ومغفرة الذنوب والأوزار، فيكمل أهل الموسم في يوم النحر مناسكهم، ويقضوا تفثهم، ويطوفون بالبيت العتيق، ويشاركهم أهل الأمصار بنحر أضاحيهم ويضجُّ الجميع بالتكبير والتهليل والتحميد في هذا الأيام المعدودات، ويتأكَّد التكبير عقب الصلوت المفروضات.
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
﴿لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ﴾
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، واحم حوزة الدين، واخذل الطغاة أعداء الملة والدين.
اللهم ارحمنا وارحم عبادَك حجاجَ بيتِك الكريم، اللهم أعدهم إلى أهليهم سالمين غانمين، كيوم ولدتهم أمهاتهم مغفوري الذنوب موفوري الحظوظ. اللهم تقبل منا ومنهم حجنا وعمرتنا وصومنا وصلاتنا وزكاتنا وأضحياتنا ودعاءنا.
اللهم تقبل منا صالح الأعمال، وأعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.
لبيك اللهم وسعديك، والخير كله بيديك، والشر ليس إليك وإنَّا بك وإليك، نستغفرك اللهم ونتوب إليك.
اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله أصحابه أجمعين والتابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
وأقم الصلاة، إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.
المشاهدات 5188 | التعليقات 3

جزاكم الله خيرا أخي ،،


وجهة نظري أن عرض الخلاف على العامة لا يناسب المقام .. وفائدته قليلة .. بل ربما شوش على الناس ..
وإن كان لابد فالتنبيه بالإشارة القصيرة كاف .. كما نقول: "وفعل كذا هو أصح القولين عند أهل العلم .. لحديث كذا وكذا .." فهذا يكفي في معرفة ان القول المقابل خلاف الأصح ..


تقبل الله منا ومنكم ونفع بنا وبكم .


لك كل الشكر أخي الكريم / أحمد السويلم
نعم لا يحسن عرض كل خلافٍ على العامة
لكن يحسن عرض بعض الخلاف على حضور أكثرهم ليسوا عامة
بهاتين المقدمتين أو القاعدتين أصل وإياك إلى كلمة سواء
وجزاك الله خيرا على المداخلة

((للعلم: خطبتُ بهذه الخطبة، فجاءني بعض الحاضرين شاكرين،
ومن بينهم رئيس محكمة التمييز بالغربية سابقاً))
وتقبل الله منا ومنكم


أحسب أن هذه الخطبة التي ولدت قبل 4 سنوات و9 شهور

آن وقت انبعاثها من رقدتها

فإن الزمان دارت رحاه واستدار في فلكه

حتى وافانا يوم الجمعة 10/ 12/ 1438 هـ

وقد اجتمع فيه عيدان:

عيد أسبوعي وعيد سنوي