اثر التقوى بعد رمضان

الْخُطْبَةِ الأُولَى:

عِبَادَ اللَّهِ:قَالَ تَعَالَى:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾.وَقَالَ تَعَالَى:﴿إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ﴾.فلنحمدالله على توفيقه وامتنانه وفضله وإنعامه وكرمه أن بلغنا شهر رمضان المبارك وأن وفقنا لإقامة الفروض في المساجد وانعم علينا بإقامة سنة التراويح واعاننا على تمام صيامه وقيامه نسأل الله أن يتقبل من الجميع ولدوام هذه النعمة يجب علينا أن نشكرالله أولاً ثم ولاة أمر هذه البلاد على حرصهم الشديد على صحة المواطن والمقيم برغم ما نعيشه من ظروف قاسية يمر بها جميع سكان الارض في ظل جائحة كورونا الا أن المملكة العربية السعودية سمحت بإقامة الصلوات في المساجد باشتراطات دقيقة لسلامة وصحة الجميع واستنفرت كل الجهات لمتابعة تطبيق الاحترازات الوقائية وسرعة تقديم اللقاح الآمن لكل أفراد المجتمع.

عِبَادَ اللَّهِ:مضى شهر رمضان المبارك، وها نحن نعيش في شهر شوال،فأين اثر التقوى بعد انقضائه فَعَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:«صَعِدَ النَّبِيُّ ﷺالْمِنْبَرَ ،فَقَالَ : آمِينَ آمِينَ آمِينَ ، قَالَ : أَتَانِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ ،فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ مَنْ أَدْرَكَ أَحَدَ وَالِدَيْهِ، فَمَاتَ ، فَدَخَلَ النَّارَ ، فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ ،قُلْ آمِينَ، فَقُلْتُ : آمِينَ،قَالَ : يَا مُحَمَّدُ مَنْ أَدْرَكَ شَهْرَ رَمَضَانَ ،فَمَاتَ ، فَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ ، فَأُدْخِلَ النَّارَ ، فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ ، قُلْ آمِينَ ، فَقُلْتُ : آمِينَ ، قَالَ : وَمَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ ، فَمَاتَ فَدَخَلَ النَّارَ ، فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ ،قُلْ آمِينَ،فَقُلْتُ:آمِينَ»صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.فلا تتبَّدلوا بعد رمضان، العصيانَ بالإحسان واللغو والباطلَ، بالقرآن،والمحرّمات،بالصالحات،قَالَ تَعَالَى:﴿وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ﴾.وقَالَ تَعَالَى:﴿قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ ﴾ـ وقَالَ تَعَالَى:﴿وَاعْلَمُوا أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ﴾ـ وقَالَ تَعَالَى:﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ﴾ـ ولا تغترّوا ياعبادَ الله ـ بالصّحَّة ولا بكثرة الأموال والأولادِ وامتداد الأعمار ، فإنَّ أمر الله يأتي بغتة، فكم من مدركٍ يومًا وعامًا لم يستكمله، وكم من مؤمِّلٍ لم يدرِك أمله، وكم من مغرورٍ بشهواتِ الدنيا حيل بينه وبين ما يشتهي، وكم من مؤجِّلٍ للتوبة فقصِمَ قبل نَيلها.أَقُولُ قَوْلِي هَذَا..

الْخُطْبَةِ الثَّانِيَةِ:

عِبَادَ اللَّهِ:قَالَ تَعَالَى:﴿وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ﴾ـ فكونوا من المسارعين إلى الخيراتِ المبتعِدين عن المعاصي والمحرَّمات، ولا تغترّوا بهذه الحياة، 

عِبَادَ اللَّهِ:تَقَبَّلَ اللهُ مِنَّا وَمِنْكُمْ صَالِحَ الأَعْمَالِ , وَنذكركم بصِيَامَ السِّتَّةِ مِنْ شَوَّال فما زال في شهر شوال متسع وبقية قَالَﷺ:«مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتَّاً مِنْ شَوَّال كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ » رَوَاهُ مُسْلِم.فَلا تَحْرِمُوا أَنْفُسَكُمُ الأَجْرَ . وَلا يُشْتَرَطُ فِي صِيَامِهَا التَّتَابُعُ وَالأَفْضُلُ الْبَدَارَ مَادَامَتِ النَّفْسُ مُتَعَوِّدَةً عَلَى الصِّيَامِ . الا وصلوا عبادا الله ...