اتقي الله حيثما كنت

أيمن المحمادي
1436/10/28 - 2015/08/13 07:40AM
اتقوا الله تعالى ، فإن تقوى الله خير لباس وزاد ، وأفضل وسيلة إلى رضى رب العباد قال جل ذكره { ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب }فوعد المتقي بالفرج والخروج من كل هم وضيق ، وبالرزق الواسع المتيسر من كل طريق وقال سبحانه { ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا 0 ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا } فوعد من اتقاه أن ييسره لليسرى في كل الأمور ، وأن يكفر عنه السيئات ويعظم له الأجور ، وقال جل شأنه { يا أيها الذين امنوا ان تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم والله ذو الفضل العظيم } وفي هذه الآية عباد الله يبشر الله المؤمنين إذا اتقوه بالفرقان وهو العلم النافع ، المفرق بين الحلال والحرام ، وبتكفير السيئات ومغفرة الذنوب ، وبالفضل العظيم من الملك الرحيم .
أيها الاخوة الكثير يسأل عن معنى التقوى التي هذه آثارها ، وهذه ثمراتها وفوائدها ، ويقول أهل العلم رحمهم الله إن أساس التقوى التوبة النصوح من جميع الذنوب ، ثم الإنابة في كل وقت إلى علام الغيوب ، وذلـك بالقصـد الجـازم إلى أداء الفرائض والواجبات ، وترك جميع المناهي والمحرمات ، وهو القيام بحقوق الله ، وحقوق المخلوقين . والتقرب بذلك إلى رب العالمين .
وبذلك نعرف أيها الأحبة أن علامة المتقي أن يكون قائما بأصول الإيمان ، متمِّمًا لشرائع الإسلام وحقائق الإحسان ، محافظا على الصلوات في أوقاتها ، مؤديا الزكـاة لمستحقيها قائما بالحج والصيام ، بارا بوالديه واصلا للأرحام ، محسنا إلى الجيران والمساكين ، صادقا في معاملته مع جميع الناس ، سليم القلب من الكبر والغل والحقد والحسد ، مملوء ً من النصيحة ومحبة الخير لكل أحد ، لا يسأل إلا الله ، ولا يستعين إلا بالله ، ولا يرجو ولا يخشى أحدا سواه . وقد وصف الله المتقين وبين ثوابهم ، حيث قال جل ذكرهوسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والارض أعدت للمتقين .... أجر العاملين )
من الله علي وعليكم بتحقيق التقوى ، وجعلنا وإياكم ممن استمسك بالعروة الوثقى ، وبارك لي ولكم في القرآن العظيم .
الخطبة الثانية
عباد الله روى الامام الترمذي رحمه الله عن أبي ذر
ومعاذ بن جبل رضي الله عنهما ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : اتق الله حيثما كنت ، وأتبع السيئة الحسنة تمحها ، وخالق الناس بخلق حسن وبذلك يتضح لنا عباد الله أن من يتقى ليس فقط بأن يحسن تعامله مع الله بل أيضا يحسن تعامله مع الناس حيث يظن بعض الناس ان التقوى فقط بينه وبين الله وفي الحديث المتقدم رد عليهم وروى ابن أبي الدنيا بإسناده عن سعيد المقبري قال : بلغنا أن رجلا جاء إلى عيسى بن مريم عليه السلام ، فقال : يا معلم الخير ، كيف أكون تقيا لله عز وجل كما ينبغي له ؟ قال : بيسير من الأمر : تحب الله بقلبك كله ، وتعمل بكدحك وقوتك ما استطعت ، وترحم ابن جنسك كما ترحم نفسك ، قال : من ابن جنسي يا معلم الخير ؟ قال : ولد آدم كلهم ، وما لا تحب أن يؤتى إليك ، فلا تأته لأحد وأنت تتقي لله عز وجل كما ينبغي له .
وقال بعض السلف : جلس داود عليه السلام خاليا ، فقال الله عز وجل : مالي أراك خاليا ؟ قال : هجرت الناس فيك يا رب العالمين ، قال : يا داود ألا أدلك على ما تستبقي به وجوه الناس ، وتبلغ فيه رضاي ؟ خالق الناس بأخلاقهم ، واحتجز الإيمان بيني وبينك
وقال
الحارث المحاسبي : ثلاثة أشياء عزيزة أو معدومة : حسن الوجه مع الصيانة ، وحسن الخلق مع الديانة ، وحسن الإخاء مع الأمانة . وقال بعض السلف : جلس داود عليه السلام خاليا ، فقال الله عز وجل : مالي أراك خاليا ؟ قال : هجرت الناس فيك يا رب العالمين ، قال : يا داود ألا أدلك على ما تستبقي به وجوه الناس ، وتبلغ فيه رضاي ؟ خالق الناس بأخلاقهم ، واحتجز الإيمان بيني وبينك
فاللهم كما حسنت خلقنا فحسن اخلاقنا

المشاهدات 1941 | التعليقات 0