اتحاد علماء المسلمين: إعلان داعش قيام "الخلافة" باطل شرعًا

احمد ابوبكر
1435/09/09 - 2014/07/06 01:55AM
قال الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين: إن إعلان الخلافة الإسلامية من قبل تنظيم "داعش" باطل شرعًا، ولا يترتب عليه أية آثار شرعية؛ بل يترتب عليه آثار خطيرة على أهل السنة في العراق، والثورة في سوريا.
وأضاف الاتحاد في بيان له أنه "تابع التصريحات الصادرة عن تنظيم ما يسمى بـ (الدولة الإسلامية) والتي انطلقت من العراق، مع القوى العراقية الأخرى، مدافعين عن سنة العراق، وعن المستضعفين في هذا البلد، ففرحنا بهم ورحبنا بهذا الاحتشاد لرفض الظلم والتجبر في الأرض".
وتابع: "ولكن سرعان ما بينت انفصالها عن المجموع، وأعلنت عن (خلافة إسلامية) وتنصيب من أطلقوا عليه (خليفة المسلمين) مطالبين المسلمين في العالم بمبايعته والانصياع لأوامره، وكل ذلك من الأمور التي يراها الاتحاد بلا أي معايير شرعية ولا واقعية، وضرره أكثر من نفعه".
وأوضح الاتحاد في بيانه أن "الخلافة من الناحية الشرعية والفقهية تعني الإنابة، فالخليفة – لغة وشرعًا – هو نائب عن الأمة الإسلامية، ووكيل عنها من خلال البيعة التي منحتها للخليفة، وهذه النيابة لا تثبت شرعًا وعقلًا وعرفًا إلا بأن تقوم الأمة جميعها بمنحها للخليفة، أو من خلال ممثليها الذين سموا في السابق بأهل الحل والعقد وأولي الأمر، من العلماء والأكفاء والمسؤولين وأصحاب القرار، والجماعات الإسلامية".
وبين أن "مجرد أمر إعلان جماعة للخلافة ليس كافيًا لإقامة الخليفة، وهو أمر مخالف لهذه الحقيقة الشرعية"، محذرًا من أن هذا الإعلان "يؤدي ذلك إلى توحيد قوى الأعداء بمختلف أصنافهم لضرب الثورتين اللتين تطالبان بالحقوق المشروعة لهما في سوريا والعراق".
ودعا الاتحاد المنادين بحلم الخلافة "أن يكونوا واقعيين، وينظروا إلى ما يصيب إخوانهم هنا وهناك من جراء إصرارهم على موقفهم"، معتبرًا أن إعلان الخلافة ما هو إلا افتقار لفقه الواقع وأشبه بالانقضاض على ثورة الشعب التي يشارك فيها أهل السنة بكل قواهم، من العشائر والفصائل المتنوعة من مناطق عديدة بالعراق.
وحذر من أن "مثل هذه الأمور تفتح باب الفوضى أمام تنظيمات أو حتى دول: أن تنصب نفسها على أمر إسلامي جلل كالخلافة الإسلامية، من غير إعداد ولا ترتيب ولا تنسيق، ولا مشروع واحد، ومن ثم يفقد مفهوم الخلافة الإسلامية جلاله بين الناس وهو خطر عظيم، لا يخدم سوى مخططات أعداء الأمة الإسلامية".
وقال: إن "الخلافة الإسلامية وعودتها مرة أخرى أمر جلل، تتوق إليه أنفسنا جميعًا.. تفكر فيه كل عقولنا، وتهفو له كل أفئدتنا، لكن له ضوابطه الشرعية وله من الإعداد الكبير والعميق على كل المستويات".
وبين أنه "يجب اتفاق الأمة على صياغة ذلك، وشكله، ومضمونه الذي هو اجتماع كلمة المسلمين في العالم، وليست مجرد إعلانات هنا وهناك لا واقع لها ولا شرعية لها".
وأعلن أبو محمد العدناني - الناطق باسم تنظيم "الدولة الإسلامية" - الأحد الماضي عن تأسيس "دولة الخلافة"، في المناطق التي يوجد فيها التنظيم في العراق وسوريا، وكذلك مبايعة زعيم التنظيم، أبو بكر البغدادي، "خليفة للمسلمين" بعد مبايعته من قبل مجلس شورى التنظيم، داعيًا جميع المسلمين إلى مبايعته.

المصدر: مفكرة الاسلام
المشاهدات 931 | التعليقات 0