ابنتي الحبيبة

هلال الهاجري
1438/05/25 - 2017/02/22 19:28PM
الحَمْدُ للهِ الحَلِيمِ العَلِيمِ؛ أَضْحَكَ وَأَبْكَى، وَأَمَاتَ وَأَحْيَا، وَخَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى، مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى، نَحْمَدُهُ عَلَى نِعَمِهِ وَآلاَئِهِ، وَنَشْكُرُهُ عَلَى فَضْلِهِ وَإِحْسَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ؛ كَتَبَ الإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، وَأَعْطَى كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ، وَقَضَى بِالحَقِّ وَهُوَ أَحْكَمُ الحَاكِمِينَ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؛ أَوْصَى بِالنِّسَاءِ خَيْرًا، وَحَرَّجَ حَقَّهُنَّ لِضَعْفِهِنَّ، وَحَرَّمَ ظُلْمَهُنَّ وَإِيذَاءَهُنَّ، فَكَانَ خَيْرَ النَّاسِ لِلنِّسَاءِ فِي وَصِيَّتِهِ بِهِنَّ، وَكَانَ خَيْرَهُمْ لِأَهْلِهِ فِي مُعَامَلَتِهِنَّ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَتْبَاعِهِ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
(يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَآءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِ وَاْلأَرْحَامَ إِنَّ الله كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) .. أما بعد:
ها هو ينتظرُ في صالةِ الانتظارِ والقلقُ جليسُه .. ويترقَّبُ بابَ الغُرفةِ والخوفُ أنيسُه .. يقعدُ .. ثمَّ يقومُ .. ثمَّ يمشي قليلاً .. ثمَّ يقعدُ .. ينظرُ في ساعتِه ويُقلِّبُ جوالَه.. يسمعُ ما لا طاقةَ له به .. فصِراخُ شريكةِ العمرِ وهو يملأُ المكانَ.. خلطَ المشاعرَ بينَ الفرحِ والأحزانِ .. وكُلما فُتحَ البابُ قامَ ليسمعَ الخبرَ .. أأُنثى رَزَقَه اللهُ تعالى أم ذكرَ؟ .. فتخرجُ عليه المُمرضةُ لتقولَ له: بنتٌ كالقمرِ.
أما من كانَ فيه جاهليَّةٌ .. فقد وصفَ اللهُ تعالى حالَهم عندَ تلكَ اللحظةِ بقولِه: (وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ القَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ)، ساءَ حكمُ من كرِهَ الهبِةَ الرَّبانيَّةَ، وساءَ حكمُ من عارضَ الطَّبيعةَ الإنسانيَّةَ، (لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ).
وأما من وقرَ الإيمانُ في قلبِه .. فيتذكَّرُ قولَه عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ: (مَنْ وُلِدَتْ له ابنةٌ، فلم يئِدْها ولم يُهنْها، ولم يُؤثرْ ولَدَه عليها - يعني الذكَرَ - أدخلَه اللهُ بها الجنَّةَ)، بل .. ويتمنى الثَّانية لتكونَ هي وأُختُها حجاباً لهُ من النَّارِ، كما في الحديثِ: (ما منْ مسلمٍ له ثلاثُ بناتٍ فينفقُ عليهنَّ حتى يَبِنَّ أو يمُتْنَ؛ إلا كنَّ له حجابًا من النَّارِ)، فقالتْ له امرأةٌ: أو بنتانِ؟، قال: (أو بنتانِ) .. ويُحشرُ يومَ القيامةِ مع الحبيبِ، قريبٌ قريبٌ قريبٌ، قالَ صلى اللهُ عليه وسلمَ: (مَنْ عَالَ جَارِيَتَيْنِ حَتَّى تَبْلُغَا، جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، أَنَا وَهُوَ وَضَمَّ أَصَابِعَهُ) .. فيفوزَ أباءُ البناتِ .. بشَربةِ الحوضِ والشَّفاعاتِ .. ثُمَّ يُساقونَ إلى أبوابِ الجنَّاتِ .. (مَنْ كَانَ لَهُ ثَلَاثُ بَنَاتٍ أَوْ ثَلَاثُ أَخَوَاتٍ أَوْ ابْنَتَانِ أَوْ أُخْتَانِ فَأَحْسَنَ صُحْبَتَهُنَّ وَاتَّقَى اللَّهَ فِيهِنَّ فَلَهُ الْجَنَّةُ) .. فهنئياً لك يا أبا البناتِ .. هذه الأحاديثُ المُبشِّراتُ.
قالَ صالحُ بنُ الإمامِ أحمدَ بنِ حنبلَ رحمهم اللهُ:كانَ أبي إذا وُلدَ له ابنةٌ يَقولُ: (الأنبياءُ كانوا آباءَ بناتٍ).
البنتُ هي قُرةُ عينِ أبيها .. وسندُ وعَونُ أمِّها .. وحافظةُ وحاضنةُ أخيها .. لا يُكرِّمُها إلا كريمٌ .. ولا يُهينُها إلا لئيمٌ .. اسمع كيفَ كانَ النَّبيُّ صلى اللهُ عليه وسلمَ يُعاملُ ابنتَه .. عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: (مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَشْبَهَ سَمْتًا وَدَلًّا وَهَدْيًا بِرَسُولِ اللَّهِ فِي قِيَامِهَا وَقُعُودِهَا مِنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَتْ إِذَا دَخَلَتْ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ إِلَيْهَا فَقَبَّلَهَا وَأَجْلَسَهَا فِي مَجْلِسِهِ، وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ عَلَيْهَا قَامَتْ مِنْ مَجْلِسِهَا فَقَبَّلَتْهُ وَأَجْلَسَتْهُ فِي مَجْلِسِهَا).
البنتُ حنونةٌ بأبيها .. شفيقةٌ عليه .. رحيمةٌ به .. هل رأتْك يوماً تبكي فلم تمسحْ دمعَتَك؟ .. وهل رأتك مريضاً فلم تهتَّمَ بصحتِك؟ .. هل رأتكَ جائعاً فلم تُطعمك؟ .. هل رأتك حزيناً فلم تحزنْ لك؟ .. رأى موسى المرأتينِ فأنكرَ خُروجهما للعملِ بجوارِ الرِّجالِ .. فاعتذرا له بأنَّ لهما أبٌّ كبيرٌ ضعيفٌ لا يستطيعُ الخروجَ للعملِ .. وأنهما تحملا التَّعبَ والأخطارَ شفقةً ورحمةً بأبيهما .. (وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّىٰ يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ).
إنَّهنَّ البناتُ .. الحبيباتُ .. الجميلاتُ .. النَّاعماتُ .. الرَّقيقاتُ .. الطَّائعاتُ .. محرومٌ من ليسَ في بيتِه بنتٌ .. فأينَ الدَّلالُ؟ .. وأينَ الجمالُ؟ .. في بيتٍ ليسَ فيه صاحبةُ الخِلخالِ .. (أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ).
جاءتْ تَسوقُ دَلالَها *** فَيَحارُ في ذِهني سؤالٌ
من ذا يُماثلُ طِفلتي *** في عَدوها مثلُ الغزالِ
تَشكيلةٌ من الجَمالِ *** يا حُلوَ مَعقودِ الدَّلالِ
أُنشودةٌ من الخَيالِ *** تَنسابُ كالصَّافي الزُّلالِ
هل رأيتُم نظراتِها البريئةَ .. وهل سمعتُم طلباتِها الجريئةَ .. هل أحسستُم بذلكَ السِّحرِ إذا تكلَّمتْ .. فسرى ذلكَ الصَّوتُ في مسامعِك .. وغطَّى عقلَك .. وغشَّى بصرَك .. وأشَّلَّ أركانَكَ .. فتُنصتُ لها ولمطالبِها حتى تنتهيَ من كلامِها .. ثمَّ لا تملكُ إلا أن تقولَ لها: أبشري .. إن شاءَ اللهُ .. حاضر .. إنَّه السِّحرُ الحلالُ .. وصدقَ القائلُ:
يَصْرَعْنَ ذا اللُّبِّ حتى لا حَرَاكَ به *** وهُنَّ أَضعفُ خَلقِ اللهِ إنسانا
هل تَجدونَ ذلكَ الاحساسَ بالبَطشِ .. بل وبالظلمِ أحياناً .. إذا جاءتْ تشتكي من أخيها بأنه ضربَها .. فلا ترضى أن يمسَّها أحدٌ بسوءٍ حتى ولو كانَ أخوها .. فتوشكُ أن تبطشَ به حتى قبلَ أن تسمعَ منه .. لا لشيءٍ إلا لأنَّكَ تعلمُ أنَّه لا ناصرَ لها في الأرضِ سِواكَ .. فإن لم تجدِ الأمانَ عندَ أبيها، فأينَ تجدهُ؟ .. فالبنتُ تحتاجُ أباها لأنَّها ضعيفةٌ.. وتحتاجُ حمايتَه لأنَّها عفيفةٌ .. هو أمانُها واطمئنانُها .. هو أحبُّ النَّاسِ إليها .. تراهُ أقوى النَّاسِ .. وأكرمَ النَّاسِ .. وأعظمَ النَّاسِ .. وخيرَ النَّاسِ .. وقِيلَ في أمثالِ العربِ: (كلُّ فتاةٍ بأبيها مُعجبةٌ)
تَأْتِي إِلَيَّ لِتَشْتَكِي فِي غَضْبَةٍ *** وَتَرُومُ مِنِّي أَنْ أَرُدَّ أَخَاهَا
الاِبْنُ يَكَسِرُ مَا لَدَيْهَا عَابِثًا *** وَيَشُدُّ لُعْبَتَهَا وَقَدْ آذَاهَا
تَجْرِي إِلَيَّ وَدَمْعُهَا مُتَسَابِقٌ *** تُخْفِي بِصَدْرِي حُزْنَهَا وَأَسَاهَا
إِنَّ البَنَاتِ لَمِنْحَةٌ عُلْوِيَّةٌ *** فَاشْكُرْ لِرَبِّكَ أَنَّهُ أَسْدَاهَا
ابنتي الحبيبة ..
أنتِ العِزُّ الموجودُ .. وأنتِ الأملُ المنشودُ .. كوني عزيزةً بإيمانِكِ .. عظيمةً بأخلاقِكِ .. فَخورةً بحيائكِ .. مُتباهيةً بحجابِكِ .. أنتِ اليومُ الابنةُ الحبيبةُ .. والأختُ الغاليةُ .. وغداً الزَّوجةُ الودودُ .. والأمُّ الولودُ .. أنتِ نصفُ المجتمعِ .. وتلدينَ النَّصفَ الآخرَ وتُربِّينَه .. فأنتِ المجتمعُ كلُّه .. بكِ تبدأُ الأسرةُ .. وبكِ تنتهي .. علمَ الأعداءُ أن لا يمكنُ لمجتمعٍ أن ينهارَ إلا بانهيارِ الأُسرةِ .. ولا يمكنُ للأُسرةِ أن تنهارَ إلا بانحرافِ المرأةِ .. فسلَّطوا الإعلامَ الفاسدَ على المرأةِ .. ليُوهموها أنها مظلومةٌ .. وأن حقوقَها مسلوبةٌ .. وأنها طاقةٌ مُعطَّلةٌ .. وأن المجتمعَ بدونِها يتنفسُ برئةٍ واحدةٍ .. لا لشيءٍ إلا لتخرجَ من البيتِ .. مخالفينَ بذلكَ قولَه تعالى: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ) .. فأيُّ فرقٍ بينَ جدرانِ البيتِ وبينَ جدرانِ المكتبِ والمؤسسةِ والشَّركةِ .. وعلموا أو لم يعلموا أنَّ المرأةَ في بيتِها تقومُ بوظائفَ لا يستطيعُ أن يقومَ بها أحدٌ سِواها .. وخروجُها يسببُ خللاً واضحاً في هذه المسئولياتِ .. وأهمُّها مسئولياتُ الزَّوجيةِ والأُمومةِ.
فيا ابنتي .. إنَّ أصحابَ العقولِ السَّديدةِ، والأراءِ الرَّشيدةِ .. ليَرونَ الخللَ الظَّاهرَ في المجتمعِ بسببِ تركِ المرأةِ بيتَها والتَّفريطَ في مسئولياتِها، وينظرونَ إليه عَياناً في جيلٍ قد حُرمَ من أمِّه وحنانِها ورعايتِها وعطفِها .. وخُذيها نصيحةً مُختصرةً من فمِ أنصحِ النَّاسِ صلى اللهُ عليه وسلمَ إلى الجنَّةِ: (إِذَا صَلَّتْ الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا، وَصَامَتْ شَهْرَهَا، وَحَفِظَتْ فَرْجَهَا، وَأَطَاعَتْ زَوْجَهَا، قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الْجَنَّةَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شِئْتِ)، وفقكي اللهُ تعالى على طريقِ الهُدى والحقِّ.
أقولُ ماتسمعون وأستغفرُ اللهَ العظيمَ لي ولكم من كلِ ذنبٍ فاستغفروه إنه هو الغفورُ الرحيمُ.

الخطبة الثانية:

الحمدُ للهِ تباركَ وتعالى، يَقضي بما يشاءُ، ويفعلُ ما يريدُ، وربُّك يخلقُ ما يشاءُ ويختارُ، أحمدُه سبحانَه، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وكفى بالله حسيباً، وأشهدُ أن محمداً عبدُه ورسولُه، خيرَ من سعى وطافَ، وأفضلَ من بكى وخافَ، صلى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلم تسليماً .. أما بعد:
فمن منكم عاشَ تلكَ اللَّحظاتِ .. وهو يُودِّعُ ابنتَه في يومِ زفافِها وهي راكبةٌ في سيارةِ زوجِها.
يقولُ أحدُهم: ودَّعتُ ابنتي في يومِ زفافِها، وأوصيتُ زوجَها بها خيراً، ثُمَّ انطلقوا وكأنَّ قطعةً من جَسدي قد ذهبتْ، فسقطتْ من عيني دمعةٌ، تذكَّرتُ معها يومَ زواجي، وكيفَ كُنتُ أحسبُ دُموعَ أهلِها دموعَ فرحٍ، وعلمتُ اليومَ أنها دموعُ الفِراقِ، وأحسستُ بمشاعرِ والدِ زوجتي، وما هو الكلامُ الذي كانَ يُريدُ أن يقولَه لي، ولو كنتُ أعلمُ ذلكَ في حينِها لأكرمتُ زوجتي كما أحبُ أن تُكرمَ ابنتي.
فإليكَ يا من أهديتَه قُرةَ عيني .. وفلذةَ كَبدي .. ونورَ فؤادي .. أكرمْ من كانتْ كريمةً في بيتِ أبيها .. أحسنْ إليها ولأهلِها الذينَ أعطَوكَ أغلى ما يملكونَ .. انظرْ إلى أجملِ الصَّفاتِ التي فيها .. وتجاوزْ عن العيوبِ التي فيها .. كما قالَ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ: (لا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةًإِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ) .. أعطِها الحبَّ والكلامَ الجميلَ .. تُعطيكَ نفسَها وقلبَها ووقتَها .. وهكذا النِّساءُ، كما قالَ أحمدُ شوقي:
خَدَعوها بِقَولِهِم حَسناءُ *** وَالغَواني يَغُرُّهُنَّ الثَناءُ
فَاتَّقوا اللَهَ في قُلوبِ العَذارى *** فَالعَذارى قُلوبُهُنَّ هَواءُ
بُنيَّتي الغاليةُ .. سامحيني إن كانَ قد فرَّطتُ في حناني وحُبِّي .. واعذريني إن كانَ قد قصَّرتُ في التَّعبيرِ عما في قلبي .. فمع أشغالِ الدُّنيا الكثيرةِ .. وهمومِ الرِّزقِ الكبيرةِ .. نسيتُ أن أقولَ لكِ وأنتِ صغيرةٌ .. (إني أُحبُّكِ).
ربَّنا هبْ لنا من أزواجِنا وذرياتِنا قرةَ أعينٍ، واجعلنا للمتقينَ إماماً، اللهم استر نساءَنا، واحفظْ بناتِنا، واهدِ شبابَنا، وأصلحْ أولادَنا، واجعلهم قرةَ عينٍ لنا، اللهم ارحم آباءَنا وأمهاتِنا كما ربيانا صغاراً، اللهم من كانَ من آبائنا وأمهاتِنا بين يديك فتغمدْه برحمتِك، ومن كان منهما حياً فأحيهِ على طاعتِك، وتوفهُ على ملتِك وعلى سنةِ نبيِّك صلى اللهُ عليه وسلمَ .. اللهم ارزق أولادَنا البرَ بالوالدينِ، اللهم جنبهم العقوقَ يا ربَّ العالمينَ .. اللهم استرنا ولا تفضحنا، وأكرمنا ولا تُهنا، وكنْ لنا ولا تكنْ علينا، اللهم اقبلنا وتَقبلْ منا، وتُبْ علينا وارحمنا؛ إنك أنتَ التوابُ الرحيمُ .. اللهمَّ وفِّقْ وليَ أمرِنا ونائبَيه لما تُحبَّ وترضى، اللهم أقرْ أعينَنا بنصرِ الإسلامِ وعِز الموحدينَ، اللهم ارفع عنا الغلاءَ والوباءَ والفتنَ والبلاءَ برحمتِك يا ربَّ الأرضِ والسماءِ وجميعَ بلادِ المسلمينَ؛ إنك على كلِّ شيءٍ قديرٍ .. وصلى اللهُ على نبيِّنا محمدٍ، وعلى آلِه وصحبِه أجمعينَ .. والحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ.
المرفقات

ابنتي الحبيبة.docx

ابنتي الحبيبة.docx

المشاهدات 2789 | التعليقات 1

جزاك الله خيرا