إيقاف عضو
ابو مالك
وذلك لما تجاوزه هذا العضو من تجاوز ومن دس السم في العسل
وأهل البدع لن أتطرق لما لهم من ضرر إنما سأورد ماقاله هذا العضو في موضوع المتابعة الأسبوعية لخطبة الجمعة 13 ربيع الأول بنصه :
الشيخ محمّد الشاذلي شلبي
إمام خطيب
فلا تعلييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييق
ياأتباع محمد صلى الله عليه وسلم
المشاهدات 6379 | التعليقات 14
أنا مع الأخ عبد الله العصيمي، نناقشه فهذا منبر علمي.. و هذه المسألة لها مذاهب و مشارب، و الخلاف قديم جديد.. والله المستعان..
لا حول ولا قوة إلا بالله
هلا تناصحنا بدلا من أن يصادر بعضا بعضا
أو على الأقل تدرج في نفس موضوع الأخ الفتوى التي تأخذ بها
الواجب أن ينصح ويطبق في حقه قوله تعالى ( الا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا )
فإن فعل أو يوقف ويطبق في حقه ما فعله السلف في هجر اهل البدع
نعم الرفق مطلوب لكن ليس على حساب نشر البدعة ومخالفة أهل السنة والجماعة في امر اجمع علماؤنا حديثاً وقديما أنه محدث
عَنْ أَنَسٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، " مَا كَانَ الرِّفْقُ فِي شَيْءٍ إِلا زَانَهُ ، وَلا نُزِعَ مِنْ شَيْءٍ إِلا شَانَهُ " .
لأحبابنا جميعاً : لعل في هذه الخطبة رداً مناسباً ..
أيها الإخوة: جاء في سير أعلام النبلاء قصة لطيفة .. حدثت في عهد الواثق أحد خلفاء بني العباس حينما ظهرت فتنة القول بخلق القرآن، حيث جيء بشيخ كبير مقيد إلى مجلس الواثق، وكان ابن أبي دؤاد في المجلس، وهو ممن يقول بخلق القرآن، فقال الشيخ: السلام عليك يا أمير المؤمنين، فقال الخليفة: لا سلم الله عليك. فقال: يا أمير المؤمنين، بئس ما أدبك مؤدبك، قال الله تعالى: وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها . فقال ابن أبي داود: الرجل متكلم. قال له الخليفـة: كلمـه، فقال: يا شيخ ما تقول في القرآن؟ قال: لم ينصفني .. السؤال لي .. قال ابن دؤاد : سل .. فقال الشيخ: ما تقول أنت في القرآن؟ قال: مخلوق. قال الشيخ: أهذا شيء علمه النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر والخلفاء الراشدون أم شيء لم يعلموه؟ قال: شيء لم يعلموه، فقال الشيخ سبحان الله! شيء لم يعلمه النبي صلى الله عليه وسلم، علمته أنت؟ فخجل.
فقال: أقلني – يعني أريد أن أغير إجابتي – قال الشيخ: المسألة بحالها – يعني أجب عن نفس السؤال – قال: نعم علموه- أي أن النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وبقية الخلفاء علموا أن القرآن مخلوق – فقال الشيخ: علموه ولم يدعوا الناس إليه؟ قال ابن ابي دؤاد : نعم. قال الشيخ : أفلا وسعك ما وسعهم .. فلا وسع الله على من لم يتسع له ما اتسع لهم.
فقـام الواثق من مجلسه وهو يقول: شيء لم يعلمه النبي صلى الله عليه وسلم ولا الخلفاء الراشدون، علمته أنت يا سبحان الله!!. أو شيء علموه ولم يدعوا الناس إليه أفلا وسعك ما وسعهم؟ ثم أمر الخليفة بفك قيود الشيخ، ومنذ ذلك الوقت انتهت بفضل الله تلك البدعة التي راجت كثيرا.
ونحن بدورنا نوجه هذه الأسئلة لكل صاحب بدعة، ونقول لكل من يدعو إلى أمر لم يشرعه الله عز وجل ولا رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا فعله أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم أجمعين ولا بقية الصحابة ولا أحد من آل البيت ، ولا أمهات المؤمنين رضي الله عنهم أجمعين، ولا الأئمة الأربعة، وفيهم الإمام الشافعي وهو من آل البيت، ولا غيرهم من العلماء المحدثين كالبخاري ومسلم والنسائي والترمذي وأبي داود والدارمي واسحق وابن المبارك رحمهم الله وغيرهم كثير، نقول لهذا الداعي إلى تلك البدعة : هل هؤلاء كلهم علموا ما تدعو الناس إليه أم لم يعلموه؟ فإن قال لا: لم يعلموه، نقول يا سبحان الله كيف لك أن تعلم أمراً خفي على النبي صلى الله عليه وسلم وآل بيته وصحابته والأئمة والمحدثين، هل أنت أهدى من أولئك؟!! فإن قال: نعم علموه .. نقول له فهل حين علموه؟ تركوه، وسكتوا عنه ولم يدعوا الناس إليه؟ .. فإن قال: نعم .. (وليس أمامه إلا أن يقول: نعم، لأنه لو قال: علموه وفعلوه وأمروا الناس به .. فحينها سيسأل عن إثبات ذلك .. وهذا ما ليس إليه سبيل .. فلا يوجد قول: ولو ضعيف عن فعل هذه البدع في القرون الثلاثة الأولى ولا حتى إلى منتصف القرن الرابع الهجري.
وعندها نقول له: إذن يسعنا ما وسع القوم، فما تركوه نتركه، وما فعلوه نفعله، فهل يسعكم أن تتشبثوا بأمور لم يأمر بها النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يفعلها، ولم تذكر عن الخلفاء الراشدين ولا الأئمة المهديين.
أيها الإخوة: بعد أن نزل الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم لم يصعد إلى غار حراء مرة أخرى، ولم يرشد أصحابه إلى ذلك، وبعد الهجرة، تم أداء العمرة وفتحت مكة، وبقي فيها مدة طويلة .. لم يحدث خلالها أن طلب النبي صلى الله عليه وسلم من أصحابه الذهاب إلى غار ثور، ولم يحدد وقتاً أو يوماً أو فعلاً يتعلق بذلك المكان أو تلك المناسبة .
ثم جاء الخلفاء الراشدون من بعده، فلم يحتفلوا بيوم ولادته صلى الله عليه وسلم ولا بيوم بعثته أو هجرته، ولا بليلة من ليال انتصاره في أي من معاركه الكبرى لا بدر ولا غيرها من المعارك الشهيرة، وكذلك الأئمة الأربعة وكذلك بقية العلماء والمحدثين، لم يفعلوا ذلك ولم يذكروه في كتبهم أو مؤلفاتهم على الإطلاق ...
أخرج الدارمي بسند صحيح أن أبا موسى الأشعري قال لابن مسعود ـ رضي الله عنهما ـ: يا أبا عبد الرحمن إني رأيت في المسجد قوما حلقا جلوسا ينتظرون الصلاة، في كل حلقة رجل، وفي أيديهم حصى، فيقول: كبروا مائة فيكبرون مائة، فيقول: هللوا مائة فيهللون مائة فيقول: سبحوا مائة فيسبحون مائة، قال: أفلا أمرتهم أن يعدوا سيئاتهم وضمنت لهم أن لا يضيع من حسناتهم شيء، ثم أتى حلقة من تلك الحلق فوقف عليهم فقال: ما هذا الذي أراكم تصنعون قالوا: يا أبا عبد الرحمن، حصى نعد به التكبير والتهليل والتسبيح والتحميد، قال: فعدوا سيئاتكم فأنا ضامن أن لا يضيع من حسناتكم شيء، ويحكم يا أمة محمد، ما أسرع هلكتكم! هؤلاء أصحابه متوافرون، وهذه ثيابه لم تبل، والذي نفسي بيده لأنتم على ملة هي أهدى من ملة محمد، أو مفتتحوا باب ضلالة، قالوا: والله يا أبا عبد الرحمن ما أردنا إلا الخير، قال: وكم من مريد للخير لم يصبه ..
فلذلك يجب على كل مسلم أن يتبع النبي صلى الله عليه وسلم فيما فعل وترك، وأن يقتدي بالخلفاء الراشدين ومن سار على نهجهم واهتدى بهديهم حتى يحظى بالشربة الهنيئة من حوض النبي صلى الله عليه وسلم، وليحذر أن يذاد عن تلك الشربة وتمنعه الملائكة منها، قائلين للنبي صلى الله عليه وسلم حين يحامي عنهم .. ((أمتي أمتي)) فيقال له: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فيقول: ((سحقاً سحقاً)).
و عن جابر رضي الله عنه قال: كنا جلوساً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخط خطاً هكذا أمامه فقال: ((هذا سبيل الله)) وخط خطاً عن يمينه وخطاً عن شماله، وقال: ((هذه سبل الشيطان)) ثم وضع يده على الخط الأوسط ثم تلا هذه الآية: وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون .
أيها الأحبة : من القواعد المقررة شرعاً .. أن الأصل في العبادات التوقف ، والأصل في المعاملات والعادات الإباحة ، ومعنى ذلك أنه لا تصح عبادة إلا بدليل .. ولا تمنع معاملة أو عادة إلا بدليل ..
وقد أكمل الله للأمة هذا الدين ورضيه وأتم به نعمته، ٱلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلأسْلاَمَ دِيناًً وروى الطبراني بإسناد صحيح عن النبي أنه قال: ((ما تركت شيئا يقربكم إلى الله إلا وقد أمرتكم به، وما تركت شيئا يبعدكم عن الله إلا وقد نهيتكم عنه)) .. وقال رسول الله : ((من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد)) متفق عليه ..
فالشرع الحكيم رسم للعبادات والتكاليف طرقا خاصة بأوجه خاصة .. قيدها .. زماناً ومكاناً، هيئة وعدداً، والزم الجميع بها أمراً ونهياً، ووعداً ووعيداً، وأخبر أن الخير فيها والشر في تجاوزها وتعديها، وأن من استحسن فقد شرع ، وأن الزيادة شر من النقصان .. قال أهل العلم: من زعم أن ثمة طرقاً أخرى للعبادات وعَبَد الله بمستحسنات العقول، فقد قدح في كمال هذا الدين وخالف ما جاء به المصطفى الأمين، وكأنه يستدرك على الشريعة نقائص لم يفطن إليها الشارع، قال مالك رحمه الله : "من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمدا خان الرسالة لأن الله تعالى يقول: ٱلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ .. فما لم يكن يومئذ دينا، فلا يكون اليوم دينا " أ. هـ كلامه رحمه الله.
إن الابتداع وتلمس المسالك والطرق التي لم تشرع معاندة للشرع ومشاقة له، وهو محض اتباع الهوى: فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكَ فَٱعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ ٱتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مّنَ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِى ٱلْقَوْمَ ٱلظَّـٰلِمِينَ
وحين يقول الرسول العظيم محذرا وموصيا: ((فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة)) .. فلك منصف أن يسأل نفسه بصدق ألم نرى اختلافاً كثيراً يا عباد الله .. فأين التمسك والعض بالنواجذ على سنته صلى الله عليه وسلم ..
كتب عمر بن عبد العزيز رحمه الله إلى عاملة بشأن بعض الفرق الضالة التي خرجت في زمانه فقال: "أما بعد: فعليك بلزوم السنة، فإن السنة إنما سنها من قد عرف ما في خلافها من الخطأ والزلل .. وارض لنفسك بما رضي به القوم لأنفسهم، فإنهم لعلى هدى مستقيم ، وهم كانوا على كشف الأمور أقوى، وكما إنهم عن علم يفعلون ، فإنهم عن علم يتوقفون، فما دونهم مقصر، وما فوقهم متعدي .. فالزم غرزهم والسلام" ..
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : أَفَمَن زُيّنَ لَهُ سُوء عَمَلِهِ فَرَءاهُ حَسَناً فَإِنَّ ٱللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِى مَن يَشَاء فَلاَ تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرٰتٍ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُون
الحمد لله وكفى ..
أَيُّهَا المُسلِمُونَ، إِنَّنَا لم نَتَعَرَّضْ لِهَذِهِ البِدعَةِ بِالحَدِيثِ .. إلا لما ابتلينا به في هَذَا الزَّمَانِ من ِقَنَوَاتٍ ضَالَّةٍ مُضِلَّةٍ فَاتِنَةٍ مَفتُونَةٍ، تَنقُلُ مِثلَ هَذِهِ البِدعِ مِن بَعضِ أَجزَاءِ العَالمِ الإسلامِيِّ عَلَى أَنَّهَا مُنَاسَبَاتٌ إِسلامِيَّةٌ، وَقَد يُصَادِفُ هَذَا قَلبًا خَالِيًا مِنَ العِلمِ وَالبَصِيرَةِ، فَيَظُنُّ أَنَّهُ الحَقُّ وَمَا هُوَ بِالحَقِّ.
أيها المسلمون، لقد كانت بعثة رسولنا رحمة بعد ظلماء، وجمعًا بعد شتات، وحياة بعد ممات، وفرجًا بعد كرب وصدق الله وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ، وكانت منةً على أهل الإيمان، زكت نفوسهم، ورفعت أقدارهم، وأصلحت حياتهم وشؤونهم، لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى المُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ فكان مفتاح الخيرات والبركات للبشرية جمعاء، وأيقن أهل الإيمان برسالته وبفضله وعظمته، وجعله الله تعالى حجة على العالمين وقدوة للناس أجمعين، يهتدون بهديه ويستنون بسنته.
إلا أنه قد بلغ الحال ببعض الناس أن غلوا في الرسول صلى الله عليه وسلم وغالوا فيه، ووصفوه بأوصاف لا تليق إلا بالله ، وأنزلوه منزلة الإله ، فسألوه ودعَوه من دون الله ، وصنعوا له طقوساً واحتفالات ما أنزل الله بها من سلطان ، وأقاموا له أعياداً ومناسبات .. نهى هو عنها في حياته أشد النهي ، واحدثوا أموراً في الدين مَا عرفها الصحابة ولا التابعين .. وفعَلوا أشياء ما فعلها الأئمة المقتدى بهم من السلف الصالحين رضوان الله عليهم أجمعين ،. فأحدثوا ما ليس له أصل في الدين .. واعتبروا ذلك عيدًا سنوياً ، مع ما فيه من المخالفات العقدية والشرعية .. حَيثُ يُنشِدُونَ الأَشعَارَ الشِّركِيَّةَ، وَيَتَغَنَّونَ بِالمَدَائِحِ الكُفرِيَّةِ، وَيَستَغِيثُونَ بِالرَّسُولِ، وَيَسأَلُونَهُ قَضَاءَ الحَاجَاتِ، َو تَفرِيجِ الكُرُبَاتِ مما لا يجوز إلا لله ، إضافة لما يشاهد فيها من منكرات ومخالفات شرعية وأخلاقية .. من اختلاط ومعازف وإسراف ...
ونحن لو سألنا من يفعل هذه الأمور: لماذا تفعل هذا؟ لقال: لأني أحب رسول الله ، ولكن هل هناك أحد أحب رسول الله كحب صحابته له الذين ضربوا المثل الأعلى في حبهم له؟! يقول عمرو بن العاص كما في صحيح مسلم: ما كان أحد أحب إلي من رَسُول اللَّهِ ، ولا أجل في عيني منه، وما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالاً له، ولو سُئلت أن أصفه ما أطقت؛ لأني لم أكن أملأ عيني منه. وفي إحدَى الغزوات ينحني أحدُهم على النبيِّ حاميًا له حتى يكونَ ظهرُه كالقُنفذ من وَقعِ السهام، ويردُّ الآخرُ النبلَ وضربات السيوف بيدِه حتى شُلّت وعندما سُئل زيد بن الدثنة قبل أن تقتله قريش: يا زيد، أتحب أن محمدا الآن عندنا مكانك نضرب عنقه وأنك في أهلك، قال: والله، ما أحب أن محمدا الآن في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه وأني جالس في أهلي. ولقد شهد على هذا الحب العدو قبل الصديق، حتى إن أبا سفيان قال عندما كان مشركا: ما رأيت من الناس أحدا يحب أحدا كحب أصحاب محمد محمدا.
ومع كلِّ هذا الحب والإجلالِ الّذي لم يبلُغه في الكمالِ أحدٌ من الأمّة غير الصحابة رضي الله عنهم فلم يؤثَر أبدًا عن أحدٍ منهم أنه أعطاه شيئًا من خصائص الألوهيّة، فلم يدعوه، ولم يستغِيثوا به لا حيًّا ولا ميّتًا، ولم ينسِبوا له علمَ الغيب ولا شيئًا من خصائصِ الرّبِّ جل في علاه ..
هذا هو حب الصحابة رضوان الله عليهم لرسولهم ، وهذا مبلغ تقديرهم له، فلماذا لم يحتفلوا بمولده عليه الصلاة والسلام ؟ ولو كان خيراً لسبقونا إليه ..
إن على الأمة واجب كبير نحو نبيها العظيم صلى الله عليه وسلم .. يتمثل في تعظيمه وتوقيره وحبه وطاعته واتباع هديه، فقد أرسله الله ليطاع فقال سبحانه: وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ ، وجعل الهداية في طاعته فقال: وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا ، وجعل الفتنة والعذاب في مخالفة أمره فقال: فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ . وقد صح عنه أنه قال: ((إياكم والغلو في الدين، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين))، وقال : ((لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبد، فقولوا: عبد الله ورسوله)) أخرجه البخاري
أَلا فَاتَّقُوا اللهَ أَيُّهَا المُسلِمُونَ، وَانتَبِهُوا لِذَلِكَ، وعَلَيكُم بِالسُّنَنِ وَاحذَرُوا البِدَعَ، وَاطلُبُوا العِلمَ الشَّرعِيَّ وَتَفَقَّهُوا في الدِّينِ، فَإِنَّ مَن يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيرًا يُفَقِّهْهُ في الدِّينِ، وَقَد قَالَ سُبحَانَهُ: يَرفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُم وَالَّذِينَ أُوتُوا العِلمَ دَرَجَاتٍ
وصلوا عباد الله
بسم الله الرحمن الرحيم
علينا إخوتي الأفاضل أن نتحلى بأخلاق ديننا العظيم الذي جاء بالعلم و الدعوة إلى المجادلة بالتي هي أحسن و بأخلاق قدوتنا نبينا صلى الله عليه و سلم.
إني لا أتفق معك أخي (( أبو مالك )) في هذا الأسلوب الذي اعتمدته في الرد على أخينا ((الشيخ محمّد الشّاذلي شلبي ))،تطلب في مرة واحدة إلجام صوته و منع عضويته و تنعته بأهل البدع.أما كان يجب فتح نقاش متحضر بعيد عن كل تعصب يدلي فيه كل بدلوه لنخلص إلى نتائج تفيدنا في ديننا و دنيانا.
و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
من أشد الأمور التي حذر منها علماؤنا أن تؤسس حكما في مسألة ثم تحشد عليه الأدلة ، أما الفقيه الحق فهو الذي يجمع الأدلة والأقوال كلها في المسألة ثم يفند ويرجح .
ثم إن هناك من الأعمال التي تحدث في أرض الحرمين لم يعملها النبي صلى الله عليه وسلم ولا الصحابة من بعده ، مثل ختم القرآن ليلة التاسع والعشرين من رمضان ، وغسل الكعبة مرتين في العام ، وتغيير كسوتها ، والاعتماد على نتيجة الحساب الفلكي في معرفة الصلوات ، وكل هذا متعلق بالشرع والعبادات ، بل وعقدت جامعة الإمام محمد في السعودية عام 1399 هـ مؤتمراً استغرق أسبوعاً سموه (أسبوع الشيخ محمد بن عبد الوهاب) جمعت وحققت فيه كل مؤلفات الشيخ -رحمه الله-
وقد ألقى في المؤتمر الكثير من الكلمات بجانب الأبحاث وكان من أبرز الكلمات كلمة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله- بوصفه مفتي المملكة ورئيس اللجنة الدائمة للإفتاء وهذا رابط كلمته :
http://www.binbaz.org.sa/mat/8163
ومما قال الشيخ ابن باز :
(إن الاجتماع لدراسة مذهب السلف الصالح ومنه دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وتعريف الناس بها، وحثهم على الاستمساك بما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام وسلف هذه الأمة أمر واجب ومن أعظم القرب إلى الله)
فالشيخ ابن باز يقول إن الاجتماع لدراسة مذهب السلف الصالح أمر واجب ومن أعظم القربات !!! فهل إذا كان الملتقى عن الرسول والحديث عن سيرته وأخلاقه وسنته يكون بدعة ؟!!!
وجزاكم الله خير
الأخوة الفضلاء نشكر لكم حبكم للنبي عليه الصلاة والسلام كما نثمن لكم تمسككم بالسنة
لكني أرى والله أعلم أننا بحاجة للمراجعة جميعا فالمحب للنبي عليه الصلاة والسلام عليه أن يتبع من سلف في صور ومظاهر حبه للرسول عليه الصلاة والسلام وتقييد ذلك بالشرع حتى لا يقع في البدعة فيسيء أكثر مما يحسن.
كما ينبغي على الناقد أن يراجع طريقته وأسلوبه أيضاً في رده وتعامله مع المخالف ويقيد ذلك بكيفية تعامله عليه الصلاة والسلام مع المخالف حتى لا يقع في الشطط فيبعد أكثر مما يقرب وعلينا أن نتمثل قول الله"ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك".
عبد الله العصيمي
[align=justify]بل أطلب يحتوى الأخ وينصح لعل في ذلك هداية له وتبيين المنهج الحق فمن له أخوة غيركم يا أخوة الحق والهدى ؟[/align]
تعديل التعليق