إِنْ بُلِّغْتَ رمضانَ فماذا ستفعلُ؟ 27-8-1445ه-مستفادة من خطبة أحد الشيوخ

محمد محمد
1445/08/26 - 2024/03/07 16:56PM

إِنْ بُلِّغْتَ رمضانَ فماذا ستفعلُ؟ 27-8-1445ه-مستفادة من خطبة أحد الشيوخ

الحمدُ للَّهِ حمدًا كثيرًا طيِّبًا مبارَكًا فيهِ مبارَكًا عليْهِ كما يحبُّ ربُّنا ويرضى.

وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ-صلى اللهُ وَسَلَّمَ وبَارَكَ عليهِ وعلى آلِهِ وصحبِهِ-.

 (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَـمُوتُنَّ إلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)، أَمَّا بَعْدُ: فيا إخواني الكرامُ:

قال أَنَسُ بنُ مالكٍ-رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: "غَابَ عَمِّي أَنَسُ بْنُ النَّضْرِ عَنْ قِتَالِ بَدْرٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ غِبْتُ عَنْ أَوَّلِ قِتَالٍ قَاتَلْتَ المُشْرِكِينَ، لَئِنِ اللَّهُ أَشْهَدَنِي قِتَالَ المُشْرِكِينَ لَيَرَيَنَّ اللَّهُ مَا أَصْنَعُ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ، وَانْكَشَفَ المُسْلِمُونَ، قَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعْتَذِرُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ هَؤُلاَءِ-يَعْنِي أَصْحَابَهُ-، وَأَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ هَؤُلاَءِ-يَعْنِي المُشْرِكِينَ-، ثُمَّ تَقَدَّمَ، فَاسْتَقْبَلَهُ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ، فَقَالَ: يَا سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ، الجَنَّةَ وَرَبِّ النَّضْرِ إِنِّي أَجِدُ رِيحَهَا مِنْ دُونِ أُحُدٍ، قَالَ سَعْدٌ: فَمَا اسْتَطَعْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا صَنَعَ، قَالَ أَنَسٌ: فَوَجَدْنَا بِهِ بِضْعًا وَثَمَانِينَ ضَرْبَةً بِسَّيْفٍ، أَوْ طَعْنَةً بِرُمْحٍ، أَوْ رَمْيَةً بِسَهْمٍ، وَوَجَدْنَاهُ قَدْ قُتِلَ، وَقَدْ مَثَّلَ بِهِ (شَوَهَهُ) المُشْرِكُونَ، فَمَا عَرَفَهُ أَحَدٌ إِلَّا أُخْتُهُ بِبَنَانِهِ، قَالَ أَنَسٌ: كُنَّا نُرَى هَذِهِ الآيَةَ نَزَلَتْ فِيهِ وَفِي أَشْبَاهِهِ: "مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ"".

رجالٌ تتفطرُ قلوبـُهم أنْ يفوتـَهم سباقٌ للجنةِ، إنـَّهم بحقٍ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ.

فهلْ مِنْ قائلٍ يقولُ: لَئِنْ أَشهدَني اللهُ رمضانَ وبَلَّغَني شهرَ الصيامِ لَيَرَيَّنَ ما أصنعُ!

وهلْ مِنْ قائلٍ يقولُ: لَئِنْ أَشهدَني اللهُ رمضانَ لَأَحفظنَّ القرآنَ أو أجزاءً منه!

وهلْ مِنْ قائلٍ يقولُ: لَئِنْ أَشهدَني اللهُ رمضانَ لَأُكثرنَّ مِنَ البذلِ والإحسانِ!

وهلْ مِنْ قائلٍ يقولُ: لَئِنْ أَشهدَني اللهُ رمضانَ لأَنْتَهِيَنَّ مِنْ متابعةِ أهلِ السفهِ والخُسرانِ!

واهًا لريحِ الجنةِ! إنَّ رِيحَهَا يوجدَ مِنْ دُونِ رمضان.

لنْ يدركَ البطالُ منازلَ الأبطالِ، وعندَ تَقَلُّبِ الأحوالِ يُعرَفُ الرجالُ، ولا تُطلب السلعةُ الغاليةُ (الجنةُ) بالثمنِ التافهِ، وقد حُفَّتْ بالمكارهِ.

لولا المشقةُ سادَ الناسُ كلُهُمُو*

                        الجودُ يُفْقِرُ والإِقْدامُ قَتَّالُ

منازلُ الأبرارِ لا تُنالُ إلا بجسرٍ من التعبِ، "أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ".

الصبرُ على الطاعاتِ وعن المحرماتِ يقي لهيبَ النارِ، ويرفعُ أعلى الدرجاتِ في الجناتِ.

كلُ شيءٍ يُعَوَّضُ إلا الجنةَ فإنه لا عِوضَ عنها، وكلُ شيءٍ يُستغنى عنه إلا لذةَ النظرِ إلى وجهِ اللهِ-جلَّ جلالُه-.

أَلَا لَا تـَحْرِمَنَّكُم مشاهدُ الخزيِ والعارِ عنِ النظرِ إلى وجهِ الجبارِ-سبحانه-.

أَلَا لَا تَصُدَّنَّكم قنواتٌ وجوالاتٌ عن ذكرِ اللهِ والصلاةِ.

أَلَا إِنَّ أمَامَكُمْ حَوْضُ نبيِكم-عليه وآلهِ الصلاةُ والسلامُ-، طولُه شهرٌ، وماؤُه أبيضٌ من الفضةِ، وريحُه أطيبُ من المسكِ، وعددُ أكوابه كنجومِ السماءِ، من شربَ منه شربةً لا يظمأُ بعدها أبدًا.

أَلَا لَا يحولنَّ بينكم وبين وُرودِه فتنٌ في الشبكاتِ والجولاتِ تُوردُ المرءَ المهالكَ، فنبيُكم قائمٌ على الحوضِ يقولُ: "أَنْتَظِرُ مَنْ يَرِدُ عَلَيَّ، فَيُؤْخَذُ بِنَاسٍ مِنْ دُونِي، ولَيَرِدَنَّ عليَّ أقوامٌ أعرفُهم ويعرفوني، ثمَّ يُحالُ بيني وبينَهم، فَأَقُولُ: أُمَّتِي، فَيُقَالُ: لاَ تَدْرِي، مَشَوْا عَلَى القَهْقَرَى (عادوا إلى الخلفِ وانتكسوا وانحرفوا) لا تدري ما أَحْدَثُوا بعدك، فأقول سُحْقًا وبُعْدًا".

 اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ ونُعيذُ المسلمينَ بِكَ أَنْ نَرْجِعَ عَلَى الأعقابِ، أَوْ نُفْتَنَ.

أستغفرُ اللهَ لي ولكم وللمسلمينَ...

الخطبة الثانية

الحمدُ للهِ كما يحبُ ربُنا ويرضى، أَمَّا بَعْدُ:

فَلَا تَسْتَثْقِلوا أقدامًا تُنصب للهِ في الصلاةِ، ولا تَسْتَبْطِئُوا دقائقَ يتلى فيها كلامُ اللهُ، فقد قام نبيُكم-عليه الصلاةُ والسلامُ- يُصلِّي مِنَ الليلِ حتى تَوَرَّمتْ قدماه، وهو العبدُ الشاكرُ، الذي غفر له ما تقدمَّ من ذنبِه وما تَأَخَّرَ.

وقالَ: "إن الرجُلَ إذا صَلَّى مع الإمام حتى يَنصِرِفَ كُتبَ له قيامُ ليلةٍ".

ما أجملَ أن تكونَ البيوتُ محرابًا للتهجدِ والقيامِ، وروضةً لتلاوة ِكلامِ الرحمنِ.

ما أجملَ أن ترى أهلَ البيتِ راكعينَ ساجدينَ، وما أحسنَ أن تسمعَهم تالينَ للقرآنِ، ذاكرينَ للهِ، والبيتُ الذي تُقْرَأُ فيه سورةُ البقرةُ لا تستطيعه البطلةُ والسحرةُ وأهلُ الشرِ، والدعاءُ سلاحٌ وعبادةٌ، وكانَ أنسُ بنُ مالكٍ-رضيَ اللهُ عنه-إِذَا خَتَمَ الْقُرْآنَ جَمَعَ أَهْلَهُ فدعا.

اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ بأنَّ لَكَ الحمدُ، وأَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ، لا إلَهَ إلَّا أنتَ، الْأَحَدُ، الصَّمَدُ، الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ، المنَّانُ، بديعُ السَّمواتِ والأرضِ، ياذا الجلالِ والإِكرامِ، يا حيُّ يا قيُّومُ.

اللَّهُمَّ ولي الإسلامِ وأهلِه ثبتْنا والمسلمينَ به حتى نلقاكَ.

اللَّهُمَّ آتنا في الدنيا حسنةً، وفي الآخرةِ حسنةً، وقِنا عذابَ النارِ.

اللَّهُمَّ الطفْ بنا وبإخوانِنِا المستضعفينَ في غزةَ وبلادِ الشامِ، وغيرِها من بلادِ المسلمينَ، الطفْ بنا وبهم على كلِ حالٍ، وبلغنا وإياهم من الخيرِ والفرجِ والنصرِ منتهى الآمالِ.

اللَّهُمَّ أصلحْ وُلاةَ أُمورِنا وأُمورِ المسلمينِ وبطانتَهم، ووفقهمْ لرضاكَ، ونَصرِ دِينِكَ، وإعلاءِ كَلمتِكَ.

اللَّهُمَّ أصلحْ لنا وللمسلمينَ الدِّينَ والدُنيا والآخرةَ، واجعلِ الحياةَ زيادةً في كلِّ خيرٍ، والموتَ راحةً منْ كلِّ شرٍ.

اللَّهُمَّ اهدنا والمسلمينَ لأحسنِ الأخلاقِ والأعمالِ، واصرفْ عنا وعنهم سيِئها.

اللَّهُمَّ إنَّا نسألك لنا وللمسلمينَ من كلِّ خيرٍ، ونعوذُ ونعيذُهم بك من كلِّ شرٍ، ونسْأَلُكَ لنا ولهم العفوَ والْعَافِيَةَ في كلِّ شيءٍ.

اللَّهُمَّ صلِ وسلمْ وباركْ على نبيِنا محمدٍ، والحمدُ للهِ ربِ العالمينَ.

المرفقات

1709819846_إِنْ بُلِّغْتَ رمضانَ فماذا ستفعلُ؟ 27-8-1445ه-مستفادة من خطبة أحد الشيوخ.docx

1709819846_إِنْ بُلِّغْتَ رمضانَ فماذا ستفعلُ؟ 27-8-1445ه-مستفادة من خطبة أحد الشيوخ.pdf

المشاهدات 1647 | التعليقات 0