{إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}

عبدالله محمد الطوالة
1440/08/14 - 2019/04/19 01:10AM
الحمدُ للهِ الذي كان بعباده خبيراً بصيراً ، و{تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا * الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا}،  و{تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاء بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُّنِيرًا}،  {سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا} ..
وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدهُ لا شريكَ لهُ، ولا ربَّ لنا سواهُ، ولا نعبدُ إلا إيَّاهُ، {تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا} ..
والصلاةُ والسلامُ على من بعثهُ اللهُ تباركَ وتعالى هادياً ومبشِّراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه وسِراجاً منيراً، فبلَّغَ الرسالةَ، وأدى الأمانةَ، ونصحَ الأُمَّةَ، وجاهدَ في الله جهــاداً  كبيراً .. صـلَّى اللهُ وسلَّم  وبــاركَ  وأنعـمَ  عليـه، وعلى آله الأطهارِ، وصحابتهِ الأبْرارِ، والتابعين وتابعيهم بإحسانٍ ما تعاقبَ الليلُ والنّهار، وسلَّم تسليماً كثيراً ..
أمَّا بعدُ: فاتقوا اللهَ عبادَ اللهِ، فتقوى اللهِ هي الزادُ الأعْظَمُ، وهي الطريقُ الأكْرَمُ، والمنهجُ الأقْوَمُ، والسبيلُ الأسْلَمُ، {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا * وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا * كُلا نُمِدُّ هَؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا} ..
معاشر المؤمنين الكرام: يقول أحد معلمي اللغة العربية: حدث في بداية تدريسي أيام التدريب العملي، أن حدَّد المشرف والمدير لي درساً من دروس مادة القواعد لتقييمي، فلما دخلت الفصل وبدأت بكتابة الأمثلة، قاطعني أحد الطلاب قائلاً: يا أستاذ: مادة القواعد صعبة جداً .. ولا نرغب في درس جديد .. وما كاد هذا الطالب أن يتمّ حديثه حتى أيده البقية بقوة .. يقول المعلم : سكت قليلاً ثم قلت: حسناً،  سألغي درس اليوم وسأستبدله بلعبةٍ مشوقة .. فصاح الجميع : جاهزون يا أستاذ .. فقمت بمسح ما كتبته من أمثلة القواعد، ورسمت زجاجة ذات عنق ضيق، ورسمت بداخلها دَجاجة .. وما أن انتهيت من الرسم حتى دخل المدير والمشرف .. فأخذا مكانيهما وهما في قمة الذهول مما يريان .. ودون أن أفسر لهما شيئاً، خاطبت الطلاب متحدياً : هيا يا شباب، من يستطيع أن يخرج هذه الدَجاجة من الزُجاجة، دون أن يكسر الزجاجة، ولا أن يقتل الدَجاجة .. وسرعان ما أخذت الآراء تتوالي، وفي كل مرةٍ كنت أرد الرأي بقولي: لا .. هكذا ستُكسر الزُجاجة .. أو لا .. هكذا ستموت الدَجاجة .. ومضى الوقت، وأوشكت الحصة أن تنتهي، وما استطاع أحدٌ من الطلاب ولا المشرف والمدير اللذين انسجما مع الوضع الجديد أن يصلوا للحل الصحيح، وباءت كل المحاولات بالفشل .. إلى أن قام أحد الطلاب من آخر الفصل قائلاً : يا أستاذ: يبدوا أنه لا يمكن لهذه الدَجاجة أن تخرج من الزُجاجة .. فقلت له : لا .. لا بد لها أن تخرج .. فقال الطالب متهكماً: إذاً فقل لمن أدخلها أن يخرجها كما أدخلها .. وهنا تعالت ضحكات الطلاب عالياً .. ولكني لم أسمح لها أن تدوم طويلاً .. فقد صحت فيهم بأعلى صوتي :  أحسنت .. هذه هي الإجابة الصحيحة .. حقاً : إن من أدخل الدَجاجة في الزُجاجة هو من يستطيع إخراجها .. ثم تابعت كلامي قائلاً : وكذلك أنتم يا أبنائي الطلاب .. وضعتم في عقولكم قناعةً سلبيةً خاطئة، وهي أن هذه المادةُ صعبةٌ، ولا يمكن فهمُها .. فمهما شرحت لكم، أو حاولت أن أبسِّطها فلن أفلح .. إلا إذا غيرتم أنتم هذه القناعة الخاطئة بأنفسكم .. كما وضعتموها بأنفسكم ..
فكم يا تُرى إخواني الكرام : كم من دَجاجةٍ في أدمغتنا نحن، ونحن فقط من يجب أن يخرجها ...
انتهت هذه القصة الرمزية، لنبدأ معكم حكاية تغيير القناعات .. فالتحول من الواقع الراهن إلى الحالِ المنشود، هو ما يمكن أن نطلق عليه إجمالاً بالتغيير الإيجابي ..
فالزمان وأوقاته، ومواهب الأنسان وطاقاتِه .. هبةُ الله لعباده، وهي في نفس الوقت ابتلاءٌ لهم واختبار؛ كيف يسيَّرون هذه الحياة ؟ وكيف يستثمرون فيها أوقاتهِم وطاقاتهِم {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً}  ..
ولا شك يا عباد الله: أن في كلِّ فردٍ منَّا خصائص وصفات، ومواهب وقدرات، لو فعَّلها بالشكل الصحيح لتغيّرَ طعم الحياةِ في حِسه، ولشعرَ بعلو قيمتهِ وقدره ...
ولاشك أيضاً أن دين الإسلام العظيم، ومنهجه التربويِّ القويم، قد قرّر قاعدة التغيير في حياة الإنسان المسلم، وجعلها مبنيةً على مدى قدرة الأفراد على تغييرهِم لأنفسِهِم، وهو ما يُشيرُ إليه قول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} .. فتغيير ما بالأنفُس من أفكارٍ ومفاهيم، وميول وقناعات، وعادات متأصلة، وسلوكيات ثابتة، حسنة كانت أو سيئة، نافعة أو ضارة .. كلُّ ذلك أمرٌ وكلَهُ الله تعالى للبشر، وهو ما تُشير إليه الآيات الكريمة في قوله تعالى: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا} .. فالله جلَّ وعلا قد جعل مسألة التغيير للأفضل أو للأسوأ بيد الإنسان، وضمن حدود اختياره وقراره .. قال تعالى : {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}..
وأما لماذا التغيير ؟  فلئن رسالة الأنبياء والمصلحين لا تتحقق إلا من خلال التغيير ، ولئن التغيير من لوازم الابتلاء والاختبار {أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً} ، ولأن تحقيق الأهداف والغايات المنشودة، لا يمكن أن يحدث إلا من خلال التغيير الإيجابي للنفوس ومن ثم للواقع .. كما قرر ربنا العليم الخبير : {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} .. وعليه فمبررات التغيير الإيجابي كثيرةٌ جداً، لكن أبرزها ما يمكن أن نتفق عليه، من أن الكثير من المواهب والطاقات، والعقول والامكانيات مهملةُ معطلة ، وأن الكثير من الأوقات ضائعةُ مهدرة ، وصدق الله {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ} .. {أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ * ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ * مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ} .. ولمن يتساءل عن الخطوات العلمية للتغيير الإيجابي ، فإن الخطوة الأولى هي تغيير القناعات .. كما ذكرنا في القصة الرمزية السابقة .. وهي أنه يجب أن نقتنع أن بمقدورنا أن نتغير نحو الأفضل، وأننا لسنا بأقلَ من غيرنا، ولا أبطأَ ممن سبقنا، ولا أدنى ممن فاقنا .. وأن هذا التغير المنشود مسؤولية كلَّ فردٍ منا لوحدِه، فإن لم يقم به هو، فلن يقوم به أحدٌ غيره .. قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} ...
والخطوة الثانية: أن يُثير الانسانُ في نفسه رغبةً قويةً في التغيير .. نعم أحبتي الكرام : في داخل كل منا تكمن قوةٌ كبيرة لا يحركها إلا رغبةٌ جادة، وإرادةٌ قوية .. وبمجرد أن تكون هناك رغبةٌ كافيةٌ،  تظهر الأهداف واضحة .. وكلما ازداد الهدف وضوحاً استبان الطريق، وزالت العقبات، وسهُلت المهمّة، وارتفعت الهمّة ..
وهذه هي الخطوة الثالثة : إنها تحديد الهدف بدقة، والتركيزُ عليه بشدَّة .. ركِّز تنجز .. واحذر التشتت، فإن المنبت لا أرضاً قطع ، ولا ظهراً أبقى ...
والخطوة الرابعة : آمن من أعماقك أن الله قد وهبك من المواهب والقدرات ما ما يكفي وزيادة، لكي تحقق التغيير المنشود .. لقد أكل رجلٌ عند النبي صلى الله عليه وسلم بيده الشمال، فقال له: "كُل بيمينك" .. قال: لا أستطيع، قال: "لا استطعت، ما منعه إلا الكبر" ، قال: فما رفعها إلى فيه . والحديث في مسلم ..
أما الخطوة الخامسة والأخيرة : فالمبادرة .. جاء في الحديث القدسي قال الله تعالى: ( أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم ، وإن تقرب شبرا تقربت إليه ذراعا ، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة . ) .. فالله جل وعلا برحمته الواسعة وحكمته البالغة ، لا يَبتدئ أحدًا بالعذاب والمضرَّة، وإنما العبد هو الذي دائماً ما يجني على نفسه .. {نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ} .. {ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ} .. {وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ}. إن مُبررات التغيير الإيجابي كثيرةٌ جداً ، لكن أبرزها هو إيقاف هدر الأوقات الضائعة واستثمار المواهب والطاقات والامكانيات المعطلة ..  
كم من الأوقات تضيع بلا فائدة أمام الشاشات ووسائل التواصل والجوالات .. وغيرها من المجالات .. كالنوم الطويل واللعب الكثير ..
كم من الفرائض والواجبات الدينة والاجتماعية نؤخرها عن وقتها وربما تضيع تساهلاً وتهاونًا ..  
كم من الكلمات تقال بلا تروي ولا حساب لعواقبها الوخيمة ..
كم من الأموال تُصرف في الكماليات وغير الضروريات، فضلاً عماَّ يصرفُ في المحرمات وما قد يعود بالضرر ...  
كم من الملابس والأدوات، وبعض الكتب والمجلات، وبعض الأثاث والآلات، وغيرها من المقتنيات والممتلكات .. مما هو لا يزال مكدساً في دورنا سنوات وسنوات، بلا حاجة ولا استخدام يذكر ؟ ...
كم من النصائح والمواعظ سمعناها، واقتنعنا بجدواها، ثم لم نستفد منها جتى نسيناها؟ ...
كم هو الفائض من موائدنا ومطابخنا ومستودعاتنا يرمى بلا فائدة ودون أن يستفيد منه أحد، رغم أنه يكلف الكثير ؟ ..
أحبابي في الله : الأسئلة كثيرة، والإجابات مريرة، وما ننشده من تغيير نحو الأفضل والأجمل والأكمل .. يمكن أن يتحقق بكل سهولة ويسر، وذلك من خلال زيادة بعض التصرفات الإيجابية البسيطة، ولو بنسبة قليلة ، وأيضاً من خلال التقليل من بعض التصرفات السلبية قدر المُستطاع .. والقليل المستمر خير من  الكثير المنقطع ... 
بارك الله ..
الحمد لله كما ينبغي ..
أما بعد فاتقوا الله عباد الله ، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} ..
أحبابي في الله : ولكي نكون من اللذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، ومن الذين يُتبعون القول بالعمل ، فإليكم اخواني الكرام مجموعة من الأمثلة والأفكار السهلة اليسيرة .. والتي متى ما تم تطبيقها بشيء من الجدية وصدق العزيمة، وحسب القدرة والإمكان .. فسيتحقق بإذن الله جزءٌ كبيرٌ من التغيير الإيجابي المنشود، من ذلك على سبيل المثال :
* اغتنم فترة قيادتك للسيارة والأوقات البينية الأخرى في ترطيب لسانك بذكر الله تعالى تسبيحًا واستغفارًا ..
* اجعل من ضمن برنامجك اليومي إدخال السرور على مسلم، قريب كان أو بعيداً ، بهدية بسيطة أو ابتسامة صادقة ، أو كلمة طيبة ..
* تعود أن تنام وتستيقظ مبكراً خلال هذا الأسبوع ..
* تلطف في كلامك مع إخوانك وأصدقائك وجيرانك وكل من هم حولك ..
* تصدق ولو بريالٍ واحدٍ يوميًا خلال هذا الأسبوع ..
* حافظ على استعمال السواك باستمرار ..
* احرص على جمال المظهر والأناقة المعقولة والمقبولة في الملبس والمظهر والشكل العام ..
* استمع باهتمام لوجهات نظر الآخرين ولو لم تقتنع بها ..
* حضر مجموعة من الفوائد العلمية والتربوية، لترسلها عبر وسائل التواصل أو لتذكرها كلما وجدت مجلساً أو فرصة مناسبة ..
* رتب أن تتواصل مع عدد من الأقارب والأصدقاء عبر الهاتف ..
* اجتهد أن تدرك تكبيرة الإحرام في المسجد ..
* زد من معدل تلاوتك للقرآن الكريم في اليوم الواحد ولو لخمس دقائق
*حاول أن تقرأ عدة صفحات من كتابٍ مفيدٍ، خصوصاً قصص الجادين والناجحين، وما يتعلق بإدارة الوقت وتطوير الذات فمردودها كبير ..
* عوّد نفسك المحافظة على بعض الأذكار الثابتة عنه صلى الله عليه وسلم على مدار اليوم والليلة ..
* خصص نصف ساعة يومياً لمراجعة كل ما قمت به خلال الأمس ..
* باستخدام الورقة والقلم خطط لكل ما تريد إنجازه للأسبوع القادم ، وأدرج ضمن ذلك بعض الأعمال المؤجلة ..
* وجماع ذلك كله : أن تسأل نفسك بصدق قبل بأي عمل : ماذا يجب علي أن أفعل لكي يكون هذا العمل أفضل ما يمكن ..
أخي  الحبيب : لا شك أن تطبيقك لمثل هذه الأمثلة لا يكلفك شيئاً، ولكنه سيعود عليك بنتائج مُدهشة قد لا تتوقعها .. خصوصاً لو اجتهدت في تطوير فكرتها، وتعديل ما لا يناسبك منها، واضافة ما قد تراه انسب وأجدى، قال تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} .. وعليك بعُلوِ الهمَّةِ، وقوةِ الإرادةِ، وسموِ النفسِ، فعلى قدرِ أهلِ العزمِ تأتي العزائمُ .. وتأتي على قدر الكرامِ المكارمُ .. ومن تكُنِ العلياءُ همَّةَ نفسهِ .. فكلُّ الذي يلقاهُ فيها محبَّبُ .. ومن كانت له نفسٌ تواقةٌ .. طارت به نحو المعالي .. ومن يتهيب صعود الجبال .. يعِش أبدَ الدَّهرِ بين الحُفر .. فكُن رجُلاً إن أتوا بعدهُ .. يقولونَ مرَّ وهذا الأثر .. واعلم أنك إن لم تزِد شيئاً على الدنيا بعطائك ، كنت أنت الزائدَ عليها بعطالتك .. فابذل جهدك، وأحسن الظن بربك، واستعن بالله ولا تعجز، وركز تُنجِز .. وهيا لتكون، كما ينبغي لك أن تكون .. فـ{إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ}  ويا بن آدم عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، البر لا يبلى والذنب لا ينسى، والديان لا يموت ، وكما تدين تدان ..    
 اللهم صل ..
المشاهدات 1139 | التعليقات 0