إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا.
أ.د عبدالله الطيار
إنّ الحمدَ للهِ نحمدُهُ ونستعينُهُ، ونعوذُ باللهِ منْ شرورِ أنفسِنَا ومنْ سيئاتِ أعمالنا منْ يهدهِ اللهُ فلَا مُضلّ لهُ ومنْ يُضلِلْ فلا هاديَ لهُ، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وحدهُ لا شريكَ لهُ، وأشهدُ أنّ محمدًا عبدُ اللهِ ورسولُهُ بعثهُ اللهُ رحمةً للعالمينَ، صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وأصحابهِ، وسلَّم تسليمًا كثيرًا، أمّا بعدُ: فاتّقوا اللهَ عباد الله:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُون) آل عمران:[102].
أيُّهَا المؤمنُونَ: إِنَّ الصَّلاةَ أَجَلُّ فَريضَةٍ، وأسْمَى طَاعَةٍ، وهِيَ رِدَاءُ الْعُبُودِيَّةِ للمُسْلِمِ، تَجْمَعُ لهُ بينَ الذُّلِّ والانْكِسَارِ، والعِزَّةِ والْوَقَارِ، والقُرْبِ منَ الْعَزِيزِ الْجَبَّار، وتَتَجَلَّى فيهَا عِبَادَاتٌ عَدِيدَةٌ، فَهِيَ ذِكْرٌ ومُنَاجَاةٌ، ودُعَاءٌ وخُشُوعٌ، وذلٌّ وخضوعٌ، قالَ تعالى: (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ) هود: [114].
عِبَادَ اللهِ: والصَّلاةُ عَمُودُ الدِّين، وقُرَّةُ عينِ سيِّدِ المرسَلِينَ، وسَلْوَةُ المؤْمِنِينَ، وخَلْوَةُ الموَحِّدِينَ، وطُمَأْنِينَةُ المتَّقِينَ، تَسْمُوا بِهَا الأَرْوَاحُ، وتَعْمُرُ بها الأَوْقَاتُ، وتَصْلُحُ بِهَا الأَحْوَالُ، وهِيَ عَهْدُ اللهِ للمؤْمِنِينَ، والْفَارِق بينَنَا وبينَ أَهْلِ الْكِتَابِ والمشْرِكِينَ، مَتَى حَافَظَ عليهَا المُسْلِم كانتْ عَوْنًا لَهُ على المِحَنِ، ونَجَاةً مِنَ الْفِتَنِ، وأَوْرَثَهُ ذَلِكَ سَكِينَةً في الْقَلْبِ، ورَاحَةً في الْبَدَنِ، وسِعَةً في الرِّزْقِ، قَالَ تعالَى: (اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ) العنكبوت: [45].
أيُّهَا المؤْمِنُونَ: وقدْ أمَرَ اللهُ عزَّ وجلَّ عِبَادَهُ بِالمحَافَظَةِ على الصَّلاةِ بِقَوْلِهِ: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى) البقرة: [338] وَامْتَدَحَ المؤْمِنِينَ بِقَوْلِهِ: (وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ) [المؤمنون: 9] وإقامةُ الصَّلاة، والمحَافَظَة عليهَا، شرطُ الإسلامِ، ودَلِيلُ الإِيمَانِ، وعلامةٌ على رِضَا الرَّحْمَان، وحِفْظ العبدِ لصلاتِهِ بِتَحَيُّنِ أوْقَاتِهَا، والتَّبْكِيرِ لَهَا، وإِتْمَامِ رُكُوعِهَا وَسُجُودِهَا، مُوجِبٌ لِحِفْظِ اللهِ عزَّ وجلَّ لِلْعَبْدِ في الدُّنْيَا والآَخِرَةِ، قالَ ﷺ: (مَنْ حَافَظَ عَلَيْهَا-أي: الصَّلاةُ- كَانَتْ لَهُ نُورًا وبُرْهَانًا وَنَجَاةً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ لَمْ يُحَافِظْ عَلَيْهَا لَمْ يَكُنْ لَهُ نُورٌ وَلا بُرْهَانٌ وَلا نَجَاةٌ وَكَانَ يَوْمَ الَقِيَامَةِ مَعَ فِرْعَوْنَ وَهامَانَ وأُبَيِّ بنِ خلفٍ) أخرجه أحمد (6576) وابن حبان (1467) والطبراني (14/127).
عِبَادَ اللهِ: والصَّلاةُ عِبَادَةُ الأَنْبِيَاءِ، وقُرْبَةُ الأَوْلِيَاءِ، حَرِصَ عَلَيْهَا النَّبِيُّ ﷺ أَشَدَّ الْحِرْصِ في حَضَرِهِ وسَفَرِهِ وقُعُودِهِ وجِهَادِهِ وصِحَّتِهِ وسَقَمِهِ، قالَ ﷺ:(وجُعِلَ قرةُ عيني في الصلاةِ) أخرجه النسائي (3939) وصححه الألباني (3949) وكانَ يَتَحَيَّنُ وَقْتَهَا، ويَتَهَيَّأُ لأَدَائِهَا ويَفْزَعُ إِلَيْهَا إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ بِقَوْلِهِ: (يَا بِلالُ أَقِمِ الصَّلاةَ، أَرِحْنَا بِهَا) أخرجه أبو داود (4985) والصَّلاةُ آَخِرُ وَصَايَا النَّبِيّ ﷺ لأُمَّتِهِ، يَقُولُ أَنَسٌ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: (كانَت عامَّةُ وصيَّةِ رسولِ اللَّهِ ﷺ حينَ حضَرتهُ الوفاةُ وَهوَ يُغَرْغرُ بنفسِهِ الصَّلاةَ وما ملَكَت أيمانُكُم) أخرجه النسائي (7095) وابن ماجه (2697) وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه (2200).
أيُّهَا المؤْمِنُونَ: والْحِرْصُ على أداءِ الصَّلاةِ في وقْتِهَا أَوْجَب الوَاجِبَات، وآكَدُ الْفَرَائِضِ وأَصْلُ المهِمَّات، فإذَا اسْتَقَامَتْ لِلْمَرْءِ صَلاتُهُ، اسْتَقَامَ لَهُ كُلُّ شَيْءٍ، ومنْ عَجَزَ عَنْ حِفْظِ صَلاتِهِ في وَقْتِهَا، فَهُوَ عَنْ حِفْظِ وَقْتِهِ في غَيرِهَا أَعْجَزُ، قَالَ تعالَى: (إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا) النساء: [103].
عِبَادَ اللهِ: وَمِنْ عَلامَاتِ الصِّدْقِ في الْعِبَادَةِ، والإِخْلاصِ في الطَّاعَةِ: الاسْتِعْدَاد لهَا، والتَّهَيُّؤ لأَدَائِهَا، فمنْ كانَ حريصًا على الصَّلاةِ، تَجِدهُ يَتَحَيَّنُ وَقْتَهَا، وَيَتَهَيَّأ لأَدَائِهَا بِإِسْبَاغِ الوضُوء، والتَّبْكِيرِ للمَسْجِدِ، قالَ اللهُ تَعَالى: (وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً) التوبة: [46] وكذَا فَإِنَّ التَّكَاسُلَ عن الصَّلاةِ، والتَّفْرِيطَ في التَّبْكِيرِ للمَسَاجِدِ، عَلامَةُ الخُسْرَانِ، وَطَرِيقُ الشَّيْطَانِ، قَالَ تَعَالَى: (فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ) مريم: [59].
أيُّهَا المؤْمِنُونَ: إِنَّ إِضَاعَةَ الصَّلاةِ، والتَّكَاسُلَ عَنْهَا، أَوْ تَأْخِيرَهَا، بابُ شرٍّ، ونذيرُ بَلاءٍ وشُؤْمٍ، فمَا حَافَظَ أحَدٌ على صَلاتِهِ، إلا كَانَتْ حِصْنًا وَوِقَايَةً لهُ منَ الشَّهَوَاتِ والْفِتَن، ومَا ابْتُلِيَ أحَدٌ بِالشَّهَوَاتِ، إلا وَتَجِدهُ مُفَرِّطًا في صَلاتِهِ، قالَ تَعَالَى: (إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ) العنكبوت: [45].
عِبَادَ اللهِ: صحَّ عن النَّبِيِّ ﷺ أنَّهُ قالَ: (إنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كما تَرَوْنَ هذا القَمَرَ، لا تُضَامُّونَ في رُؤْيَتِهِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أنْ لا تُغْلَبُوا علَى صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وقَبْلَ غُرُوبِهَا فَافْعَلُوا) أخرجه البخاري (554) فدلَّ قَوْلُهُ ﷺ (فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أنْ لا تُغْلَبُوا) أنَّ ثَمَّةَ غَوَالِب وَعَوَاقِب، ومَصَائِد ومَكَائِد تَحُولُ بَيْنَ المسْلِمِ وبينَ صلاتِهِ ومِنْ أَهَمِّهَا آَفَةُ النَّوْمِ وأَقُولُ آَفَة لأنَّ النَّوْمَ الذي يترتَّبُ عليهِ تَضْيِيعُ الصَّلاةِ هُوَ نِقْمَةٌ جَسِيمَة، وآَفَةٌ خَطِيرَةٌ.
أَعُوذُ باللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ: (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ) التوبة:[18].
بَارَكَ اللهُ لي ولكم فِي الْوَحْيَيْنِ، وَنَفَعَنَي وَإِيَّاكُم بِهَدْيِ خَيْرِ الثَّقَلَيْنِ، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي ولَكُمْ، فَاسْتَغْفِرُوهُ، وتوبوا إليه، إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ:
الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، والشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ، وأَشْهَدُ ألا إِلَهَ إلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ، وَأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، الدَّاعِي إلى رِضْوَانِهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وصحبِهِ وسلَّمَ تسليمًا كثيرًا أمَّا بــــــعــــــــــدُ:
فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ: واعْلَمُوا أَنَّ مِنَ الظَّوَاهِرِ الخَطِيرةِ الَّتِي يَجِبُ التَّحْذِيرُ مِنْهَا والتَّنْبِيهُ عَلَيْهَا: ظَاهِرَة النَّوْمِ عن الصَّلاةِ وتَضْيِيعِهَا أوْ تَأْخِيرِهَا، قالَ تعالَى: (فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ) الماعون: [4-5] وهذه الظَّاهِرَةُ تَنْتَشِرُ لَدَى زُمْرَةً مِنَ النَّاسِ، وخاصَّةً في أَوْقَات الإِجَازَةِ الدِّرَاسِيَّةِ، والعُطْلاتِ الصَّيْفِيَّةِ، فَيَبْذُلُونَ اللَّيْلَ أَمَامَ الشَّاشَاتِ يَسْهَرُونَ، وَيُضَيِّعُونَ النَّهَارَ في سُبَاتٍ يَغُطُّونَ، أسألُ اللهَ العَافِيَةَ.
عِبَادَ اللهِ: وليسَ أَشَدُّ نَكَالًا وَتَحْذِيرًا مِنْ تِلْكَ الظَّاهِرَة مِنْ حَدِيثِ الرُّؤْيَا الطَّوِيلِ، وَفِيهِ أنَّ النَّبِيَّ ﷺ رَأَى رَجُلًا مُضْطَجِعًا وَمَلَكًا مَعَهُ صَخْرَةً يَهْوِي بِهَا على الرَّجُلِ المضْطَجِعِ، فَيَثْلَغُ رْأْسَهُ، فَلا يَرْجِعُ إلَيْهِ حَتَّى يَصِحَّ رَأْسُهُ كَمَا كَانَ، ثُمَّ يَعُودُ المَلَكُ فَيَفْعَل بِهِ مِثْلَ مَا فَعَلَ المَرَّةِ السَّابِقَة وهَكَذا، يقُولُ ﷺ: (أَمّا الذي يُثْلَغُ رَأْسُهُ بالحَجَرِ، فإنَّه يَأْخُذُ القُرْآنَ، فَيَرْفِضُهُ، ويَنامُ عَنِ الصَّلاةِ المَكْتُوبَةِ) أخرجه البخاري (1143) قالَ العُلَمَاءُ: لمَّا كانَ الرَّأْسُ مَحِلَّ النَّوْمِ كانَتْ الْعُقُوبَة عليهِ يومَ القِيَامَة بِأَنْ يُثْلَغَ مَرَّةً تِلْوَ الأُخْرَى. وَهَذَا لمنْ نَامَ عنْ صَلاتِهِ دُونَ عُذْرٍ، أمَّا مَنْ كَانَ نَوْمُهُ لِعُذْرٍ كَمَرَضٍ وَتَعَبٍ، فلا حَرَجَ عَلَيْهِ؛ لِقَوْلِهِ ﷺ: (لَيْسَ فِيَّ النَّوْمِ تَفْرِيطٌ، إنَّما التَّفْرِيطُ علَى مَن لَمْ يُصَلِّ الصَّلَاةَ حتَّى يَجِيءَ وَقْتُ الصَّلَاةِ الأُخْرَى) أخرجه مسلم: (681).
عِبَادَ اللهِ: والمُخَوَّلُ بِعِلاجِ تِلْكَ الظَّاهِرَةِ دَاخِلَ الأُسْرَةِ هو الأبُ والأمُّ، قَالَ تَعَالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ) التحريم: [6] وقَالَ ﷺ: (كُلُّكُمْ راعٍ وكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ) أخرجه البخاري (5200) ومسلم (1829) فإذَا أرادَ الأبُ الذّهَابَ للصلاةِ، فعليهِ أنْ يُوقِظَ أَبْنَاءَهُ، ويَصْحَبهُم معهُ تربيةً وتعليمًا، وإذا عَادَ مِنْ صَلاتِهِ وَأَبْنَاؤُهُ نَائِمُونَ، فعليهِ أنْ يُوقِظَهُمْ للصَّلاةِ، ويحاسِبَهُم على تَأَخّرِهِم، وهكذا الأمّ مع بناتِهَا، فَفِي الْحَدِيثِ أنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَامَ للصَّلاةِ ثمَّ رَجَعَ ومِحْجَنٌ في مَجْلسِهِ -مِحْجَن هو راوي الحَدِيث- فقالَ لَهُ ﷺ: ما منعَكَ أنْ تصلِّيَ؟ ألستَ برجلٍ مسلمٍ؟ قالَ: بلَى، ولَكِنِّي كنتُ قد صلَّيتُ في أَهْلي فقالَ ﷺ: (إذا جئتَ فصلِّ معَ النَّاسِ وإن كنتَ قد صلَّيتَ) أخرجه النسائي: (856).
عِبَادَ اللهِ: انْظُرُوا لِسُؤَالِ رَسُولِ اللهِ ﷺ مِحْجَنًا: (أَلَسْتَ بِرَجُلٍ مُسْلِمٍ) فَلَمْ يَتَصَوَّرْ أَنْ يَكُونَ مُسْلِمًا مُتَخَلِّفًا عَنِ المَسْجِدِ وَقْتَ الصَّلاةِ؟ أَلَيْسَ هذَا الابنُ مُسْلِمًا؟ أَلَيْسَتْ الْبِنْتُ مُسْلِمَةً؟ أَلَيْسَتْ الزَّوْجَةُ مُسْلِمَةً؟ فَلِمَ يَنَامُونَ عن الصَّلاةِ مَا دَامُوا مُسْلِمِينَ؟!
أَسْأَلُ اللهَ أَنْ يُصْلِحَ بُيُوتَ المسْلِمِينَ، وَأَنْ يَجْعَلْهَا عَامِرَةً بِذِكْرِهِ، قَائِمَةً بِأَمْرِهِ.
اللَّهُمَّ أمِّنا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحْ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، اللهم وَفِّقْ وَلِيَّ أَمْرِنَا خَادِمَ الْحَرَمَينِ الشَّرِيفَيْنِ سلمانَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى مَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، وخُذْ بِنَاصِيَتِهِ إِلَى اَلْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَأَلْبِسْهُ لِبَاسَ الْعَافِيَةِ اللَّهُمَّ وَفِّقْهُ لِهُدَاكَ وَاجْعَلْ عَمَلَهُ فِي رِضَاكَ، اللَّهُمَّ وَفِّقْ وَلِيَّ عَهْدِهِ إِلَى كُلِّ خَيْرٍ، وَاحْفَظْهُ مِنْ كُلِّ سوءٍ وَشَرٍّ، واجْعَلْهُ مُبَارَكًا أَيْنَمَا حَلَّ.
اللَّهُمَّ احْفَظْ رجالَ الأمنِ، والمُرَابِطِينَ على الثغور، اللَّهُمَّ احْفَظْهُمْ مِنْ بينِ أيديهِم ومِنْ خَلْفِهِمْ وعنْ أيمانِهِمْ وعنْ شمائِلِهِمْ ومِنْ فَوْقِهِمْ ونعوذُ بعظَمَتِكَ أنْ يُغْتَالُوا مِنْ تَحْتِهِمْ.
اللَّهُمَّ ارْحَمْ هذَا الْجَمْعَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِهِمْ وآَمِنْ رَوْعَاتِهِمْ وارْفَعْ دَرَجَاتِهِمْ، واغْفِرْ لَهُمْ ولآبَائِهِمْ وأُمَّهَاتِهِم، واجْمَعْنَا وإيَّاهُمْ ووالدِينَا وإِخْوَانَنَا وذُرِّيَّاتِنَا، وأزواجًنا، وجيرانَنَا، وَمَشَايِخنَا، ومَنْ لهُ حقٌّ علينَا في جَنَّاتِ النَّعِيمِ. وَآخِرُ دَعْوَانا أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِين، وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّد، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.
الجمعة 22/ 12/ 1445هـ