{ إِنّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ }

                                  { إِنّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ }         13/3/1442هـ

اللهم لك الحمد أنت القوي فلا قوي يدانيك .. اللهم لك الحمد أنت العزيز فلا عزيز يضاهيك.. اللهم لك الحمد أنت العظيم فلا عظيم يساويك .. أشهد أن لا إله حق إلا أنت .. مُعاذٌ وربي من أنت مَعاذَه .. آمن والله من أنت ملاذه . وأشهد أن شمسَ الدنيا ونورَها محمد صلى الله عليه وسلم عبدك طاهر الأطهار ورسولك المختار .. اللهم صل وسلم عليه ما أشرقت شمس الدنيا واستبان النهار ، وما أسفر قمر الدنيا واستنار .

عباد الله : الواحد القهار يحدثنا عن المصطفى المختار بل ويقسم عليه  { والنجم إذا هوى } ، يقسم فيزكي عقله { مَا ضَلّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىَ } يقسم فيزكي لسانه { وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىَ } يقسم فيزكي شرعه { إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحَىَ } يقسم فيزكي معلمه { عَلّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَىَ * ذُو مِرّةٍ فَاسْتَوَىَ } يقسم فيزكي قلبه { مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَىَ } يقسم فيزكي بصره { مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَىَ } .. وبالصفتين العظيمتين يصفه { بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رّحِيمٌ } بل ويزكي كل شمائله { وَإِنّكَ لَعَلَىَ خُلُقٍ عَظِيمٍ } .

رسولَ العالمينَ فداكَ عرضي = وأعراضُ الأحبّةِ والتُّقــاةِ

فداكَ الكون يا عَطِرَ السجايا = فما للكون دونك من زكاةِ..

رُفِعْتَ منازلاً.. وشُرحت صدرا = ودينُكَ ظاهرٌ رغمَ العُداةِ

وذكرُكَ يا رســـولَ اللهِ زادٌ = تُضاءُ بهِ أسَاريرُ الحَيَــاةِ

فمنكَ شريعتي.. وسكونُ نفسي = ومنكَ هويتي.. وسمو ذاتي

ولي فيكَ اهتداءٌ .. واقتفـاءٌ = لأخلاقِ العُلا والمَكْرماتِ

ومنك شفاعتي في يومِ عَرْض ٍ = ومن كفيّكَ إرواءُ الظُّماةِ

رسولَ الحُبِّ في ذكراك قُربى = وتحتَ لواكَ أطواقُ النجـــاةِ

عليك صلاةُ ربِّكَ ما تجلـّـــى = ضياءٌ .. واعتلى صوتُ الهُداةِ

شرح الله له صدره ، ووضع عنه وزره ، ورفع له ذكره ، وأتم أمره ، وأكمل دينه ، وبرَّ يمينه ، ما ودعه ربه وما قلاه ، بل أرسله وهداه ، وبارك مسعاه ، وخيره بين الخلد في الدنيا ولقاه ، فأعلنها شوقاً لمولاه ، " بل الرفيق الأعلى " " بل الرفيق الأعلى " .

محمد بن عبدالله سموٌ لا يسامى ، وعلوٌ لا يدانى ، أوفر الناس عقلاً ، وأسمى القوم يداً ، وأجودهم نفساً ، يبيت على الطوى وقد وهب المئين ، ينادي صاحبه " أنفق يا بلال ولا تخش من ذي العرش إقلالا " ، أرحب الناس صدراً وأوسعهم حلماً ، يمسك بزمام النصر، وأعداؤه تحته فيناديهم في كرم وإباء " اذهبوا فأنتم الطلقاء " .

أعف الناس لساناً ، وأوضحهم بياناً ، أعدل الناس حكماً ، وأعظمهم إنصافاً ، يقسم وهو الصادق " والذي نفسي بده لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها " .

وابشروا يا محبي رسول الله ، فلقد تكفل الحق المبين بالكفاية والحماية لإمام المرسلين فقال { إِنّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ } ، بل وتوعد الله من آذاه باللعنة والعذاب المهين فقال { إِنّ الّذِينَ يُؤْذُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللّهُ فِي الدّنْيَا وَالاَخِرَةِ وَأَعَدّ لَهُمْ عَذَاباً مّهِيناً } .

وفي قابل الأمر من نصر رسول الله واتبع نوره فله الوعد أن يكون من المفلحين { فالذين ءامنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون } . بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ، وجعلني وإياكم من ورثة النعيم ، أقول ما قلت وأستغفر الله الرحيم الحليم .

الخطبة الثانية

الحمد لله أعطيت فأجزلت ، وأشهد أن لا إله إلا أنت ، وأشهد أن صفيك وحبيبك محمد خير من أرسلت ، اللهم صل وسلم عليه ، بأبي هو وأمي اللهم أوردنا حوضه واحشرنا في زمرته .

إخوة الإسلام : إن محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ونصرته تتجلى بحسن الاقتداء ، وعظيم الاقتفاء ، نحيي سنته، ونمتثل طريقته ، ونسير سيرته ، ونعلم أنفسنا وأبناءنا حبه ، ونعلمهم قصصه وحديثه ، ومن استثمار الحدث تعريف العالم بالحبيب صلى الله عليه وسلم بحياته وأخلاقه .

ألا وإن نصرته ليست بقتل الآمنين ، وتشويه صورة الدين بالاعتداء على العالمين ، وليست نصرته بالابتداع في الدين والاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم فلو كان خيراً لفعله خيار الصحابة والتابعين

فالزموا غرزه ، واقتفوا أثره ، وأظهروا حديثه وخبره ، واعلموا أن الله أظهر وسيظهر أمره ، ومن شانئه فقد توعد الله بتره { إن شانئك هو الأبتر } .

 اللهم صل على محمد ...