إلى متى الغفلة ؟

1437/07/09 - 2016/04/16 19:23PM
[font="]عنوان الخطبة: إلى متى الغفلة ؟[/font]
[font="] للشيخ / عبدالله علي باحميد [/font]
[font="]ملخص الخطبة : [/font]
[font="]1- سرعة انقضاء أيام الأسبوع . 2- الناس ثلاثة أقسام: غالٍ في الإرجاء ، وغال في اليأس والقنوط ، ومتوسط بين الحب والخوف الرجاء . 3- استشعار المؤمن أنه مسافر على الحقيقة. 4- الاستعداد للموت في زمن كثر فيه موت الشباب . 5- المسلم يحاسب نفسه. 6- نماذج من محاسبة السلف لأنفسهم عند الموت . 7- محاسبة معاذ بن جبل رضي الله عنه . 8- محاسبة عمر رضي الله عنه . 9- محاسبة الشافعي رحمه الله . 10- محاسبة ابن الجوزي رحمه الله . 11- ضرب السلف الصالح المثل الأعظم في الاستعداد للآخرة . 12- السلف الصالح يُؤْثرون الآخرة على مصالحهم الدنيوية . 13- تقديم السلف أعمالاً عظيمة مع خوف التقصير . 14- تقصيرنا ولهونا وإعجابنا بأعمال يسيرة وحقيرة . 15- علامات التوبة النصوح عند سفيان بن عيينة . 16- تبشير الملائكة عند الموت لمن طال خوفه وحزن.[/font]
[font="]الخطبة الأولى :[/font]
[font="]الحمدلله نحمده ونستعينه ونستغفره .. [/font]
[font="] لا أدري كيف تتوالى الأيام وينقضي الأسبوع بهذه السرعة الخاطفة ، لا أشعر بأيامه ولياليه ، حتى يفجأني يوم الجمعة ، إنه تقارب الزمان ، وسرعة مرور الأيام ، فتحيرت ماذا أقدم لكم هذا اليوم من على هذا المنبر، فاخترت أن تكون تذكيراً بالاستعداد للموت وما بعده ، فكل شيء منقضي ، والعمر يجري ، وإننا لننساق إلى الآجال والعين تنظر ، فهل نعتبر وترق القلوب القاسية ؟ وتدمع العيون الجافة ؟ وتقشعر الجلود الباردة ؟ [/font]
[font="]إن الناس ينقسمون إلى ثلاثة أقسام :[/font]
[font="]- قسم تمكن الإرجاء من سويداء قلبه ، وهو بعيد عن الله كل البعد ولكنه يدندن حول اسم الله : الغفور الرحيم ، كأنه لا يعرف غيره !! فاستحوذ عليه الشيطان .[/font]
[font="]- وقسم تملكه اليأس والقنوط من رحمة الله ، بسبب ذنوب ارتكبها ، وأسرف على نفسه ، فظن أن الله لن يغفر له ، فهو يدندن حول اسم الله المنتقم .[/font]
[font="]- وهناك قسم ثالث عاش على طاعة الله وهو يعلم أنه ليس معصوماً من الوقوع في المعاصي فهو يستحضر عظمة الله ورحمته في آن واحد ، فهو يعيش بالحب والخوف والرجاء ، وهذه هو الذي وفقه الله للصواب وأرشده إلى طريق الحق .[/font]
[font="]إلى الصنف الأول أهدي قول الله تعالى : ﴿ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [ المادة 98 ] ، وقول الله تعالى : ﴿ نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49) وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ ﴾ [ الحجر 50 ] [/font]
[font="]وإلى الصنف الثاني أهدي قول الله تعالى : ﴿ قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [ الزمر 53 ] ، وقوله تعالى : ﴿إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ [ الفرقان 70 ][/font]
[font="]وإلى الصنف الثالث أهدي قول الله تعالى : ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ ﴾ [ فصلت 30 – 32 ] ، [/font]
[font="] أيها الكرام ! لكن المؤمن يستشعر أنه مسافر على الحقيقة ، وأنه يسير سريعاً ، لا يطمئن إلى الطريق ويحذر آفاتها ، فلا يزال مستعداً حذراً ، يتزود رحلته بزاد الإيمان والتقوى ؛ ليصل إلى داره بأمان وسلام .[/font]
[font="] أيها الكرام ! ينبغي على من لا يدري متى يبغته الموت أن يكون مستعداً ، ولا يغتر بالشباب والصحة ، فإن أقل من يموت في هذا الزمان من الأشياخ ، وأكثر من يموت الشبان ؛ ولهذا يندر من يكبر في هذا الزمان ، فاحذروا واستعدوا ..[/font]
[font="]ولقد قال النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِرَجُلٍ: ( اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ: حَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ , وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ , وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شَغْلِكَ , وَشَبَابَكَ قَبْلَ هَرَمِكَ, وَغِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ ) [ رواه الحاكم ، صحيح الجامع برقم 1077 ] وقال عمر رضي الله عنه :« حَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا، وَزِنُوا أَعْمَالَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُوزَنَ عَلَيْكُمْ ، وَتَجَهَّزُوا لِلْعَرْضِ عَلَىْ اللَّهِ ، يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ » .[/font]
[font="]لذا فإن على كل مسلم أن يقف مع نفسه يحاسبها في الدنيا على كل فعلة فعلها ، وعلى كل كلمة قالها ، فإن من حاسب نفسه في الدنيا خف عليه الحساب في الآخرة . ولقد كان سلفنا الصالح يحاسبون أنفسهم حتى عند سكرات الموت ؛ لما حضرت معاذاً - رضي الله عنه - الوفاةُ قال : « اللهُمَّ إِنِّي قَدْ كُنْتُ أَخَافَكَ، فَأَنَا الْيَوْمَ أَرْجُوكَ، اللهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ أُحِبُّ الدُّنْيَا وَطُولَ الْبَقَاءِ فِيهَا لِجَرْيِ الْأَنْهَارِ، وَلَا لِغَرْسِ الْأَشْجَارِ، وَلَكِنْ لَظَمَأِ الْهَوَاجِرِ، وَمُكَابَدَةِ السَّاعَاتِ، وَمُزَاحَمَةِ الْعُلَمَاءِ بِالرُّكَبِ عَنِ حِلَقِ الذِّكْرِ » [/font]
[font="]وعن ابن عمر - رضي الله عنه - قال : « كان رأس عُمَر في حجْرى، فَقَالَ: ضع خدّي على الأرض، فوضعتُهُ فَقَالَ: وَيْلِي إنْ لَمْ يَرْحَمْنِيْ ربّي » وقال كذلك : « والله لو أن لي ما طلعت عليه الشمس أو غربت لافتديت به من هول المطلع » [/font]
[font="]قيل لعبد الملك بن مروان في مرضه الذي مات فيه : كيف تجدك يا أمير المؤمنين ؟ ، قال أجدني كما قال الله : ﴿ لَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ ﴾ [ الأنعام 94 ] .[/font]
[font="]قال المزني - وهو من أصحاب الشافعي - : « دخلت على الشافعي في مرضه الذي مات فيه فقلت: أبا عبدالله ! كيف أصبحت؟ فرفع رأسه وقال : أصبحت من الدنيا راحلاً ، ولإخواني مفارقاً ، ولسوء عملي ملاقياً ، وعلى الله وارداً ، وما أدري روحي تصير إلى جنة فأهنيها أو إلى نار فأعزيها ، ثم بكى ، وأنشأ يقول : [/font]
[font="]ولما قسى قلبي وضاقت مذاهبي *** جعلت رجائي دون عفوك سلماً [/font]
[font="]تعاظمني ذنـــــــــبي فـــــــــــــلما قـــــــــرنــــــته *** بــعفــــــــــوك ربي كان عفوك أعظما »[/font]
[font="]وهذا الإمام ابن الجوزي يبكي عند الموت فيقول له تلاميذه : يا إمام ! ألست قد فعلت كذا وكذا ؟[/font]
[font="] فقال : والله أخشى أن أكون فرطت ونافقت فيحق علي قول الله تعالى : ﴿ وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ * وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴾ [ الزمر 47 ] ... ثم قال : « ولقد تاب على يدي في مجالس الذكر أكثر من مائتي ألف وأسلم على يدي أكثر من مائتي نفس ، وكم سالت عين متجبر بوعظي لم تكن تسيل ، ويحق لم تلمّح هذا الإنعام أن يرجو التمام ، وربما لاحت أسباب الخوف بنظري إلى تقصيري وزللي ، ولقد جلست يوما ُ فرأيت حولي أكثر من عشرة آلاف ما فيهم إلا قد رق قلبه أو دمعت عينه فقلت لنفسي : كيف بك إن نجوا وهلكت ؟ » [/font]
[font="]هكذا كان الكبار في تواضعهم لله واتهامهم لأنفسهم وعدم إعجابهم بأعمالهم ، يخافون الله ويرجون رحمته .[/font]
[font="]أيها الكرام ! لقد ضرب سلفنا الصالح المثل الأعظم في الاستعداد للآخرة بالعمل الصالح بكل أنواعه ، سواء كان من أعمال القلوب أو الألسنة أو الجوارح ، فلم يتركوا باباً من أبواب الخير إلا كانوا يتسابقون إلى الدخول منه ، ولم يتركوا بابا من أبواب الشر إلا وكانوا يحذرون منه ومن الدخول فيه ، وكل ذلك لأنهم امتثلوا قول الحق جل وعلا : ﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ﴾ [ آل عمران 133 - 136 ] . أقول ما تسمعون ......[/font]
[font="]
[/font]
[font="]الخطبة الثانية :[/font]
[font="]الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولي الصالحين ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أرسله الله رحمة للعالمين ، فبلغ البلاغ المبين ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد : فاتقوا الله عباد الله حق التقوى ..[/font]
[font="]أيها الكرام ! [/font]
[font="] إن السلف الصالح كانوا دائماً يُؤْثرون ويقدمون أعمال الآخرة على كل مصالحهم الدنيوية ، لأن قلوبهم أيقنت وأذعنت لقول الله تعالى : ﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا * وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا ﴾ [ الإسراء 18- 19 ] [/font]
[font="]وقال النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( مَنْ كَانَتْ الْآخِرَةُ هَمَّهُ ، جَعَلَ اللهُ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ ، وَجَمَعَ لَهُ شَمْلَهُ ، وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ ، وَمَنْ كَانَتْ الدُّنْيَا هَمَّهُ ، جَعَلَ اللهُ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَفَرَّقَ شَمْلَهُ,وَلَمْ يَأتِهِ مِنْ الدُّنْيَا إِلَّا مَا كُتِبَ لَهُ ) [ رواه الترمذي] [/font]
[font="] السلف الصالح قدموا أعمالاً عظيمة كالجبال وما يشبه الجبال ، ومع ذلك كله كانوا يخافون من التقصير ، وكانوا يشعرون بأن أعمالهم ضئيلة لا تصلح أن يقفوا بها بين يدي الله عزّ وجل ، وذلك لأنهم يعلمون أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ( لَوْ أَنَّ رَجُلًا يُجَرُّ عَلَى وَجْهِهِ مَنْ يَوْمِ وُلِدَ إِلَى يَوْمِ يَمُوتُ هَرَمًا فِي مَرْضَاةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ لَحَقَّرَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) [ رواه أحمد ، صحيح الجامع 5249] [/font]
[font="]كل ذلك جعل قلوبهم رقيقة ودموعهم غزيرة من خشية الله تعالى ؛ لذا لما قال - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يوما لأصحابه : ( لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا، وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا ) فغطوا وجوههم ولهم خنين من البكاء .[/font]
[font="] اجتهَدوا في أعمال صالحة عظيمة ، وباعوا أنفسهم لله ، وهم سادات التقوى ، ومع هذا كانوا يخافون ويبكون ، ونحن اليوم نقصر ونلعب ونلهو ولا نبالي ، نضحك و نأمن ، وإذا قدم أحدنا عملاً يسيراً حقيراً فلا يزال ينظر إليه ويعجب به ، نعوذ بالله من الغرور .[/font]
[font="]فلنتب إلى الله توبة نصوحاً كما أمرنا ربنا : ﴿ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [ النور 31 ][/font]
[font="] سئل سفيان بن عيينة - رحمه الله - : ما علامة التوبة النصوح ؟ فقال : « أربعة أشياء : قلة الدنيا ، وذلة النفس ، وكثرت التقرب إلى الله تعالى بالطاعات ، ورؤية القلة والنقص في ذلك » .[/font]
[font="]وقال - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : ( مَنْ خَافَ أَدْلَجَ، وَمَنْ أَدْلَجَ بَلَغَ الْمَنْزِلَ أَلَا إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ غَالِيَةٌ أَلَا إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ الْجَنَّةُ ) [ رواه الترمذي ] [/font]
[font="]عند قول الله تعالى : ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا ﴾ [ فصلت 30 ] قال بعض السلف : إنما تقول الملائكة ذلك لمن طال خوفه من الله عزّ وجل وحزنه مما فرط منه ، أما من لم يخف الله عزّ وجل ولم يحزن على ما فاته من الخير فلا يقال له شيء من ذلك ، نعوذ بالله من الحرمان .[/font]
[font="]أيها الكرام ![/font]
[font="]كانت تلك بعض أحوال سلفنا الصالح مع الاستعداد للقاء الله بالطاعة والحب والخوف والرجاء ، ومحاسبة النفس ومجاهدتها ، فتلك هي مؤهلات النجاة في ذلك اليوم الذي يشيب لهوله الولدان ،[/font]
[font="] فنسأل الله أن يتغمدنا بعفوه ومغفرته ورحمته .[/font]
[font="]وصلوا وسلموا ..... [/font]
المشاهدات 1346 | التعليقات 0