إعلام الممانعة: اختلاق وتلفيق وشتائم

[align=justify]من مزايا العمل التلفزيوني التوثيقي أنه يتيح لمن يعمل فيه بمهنية قدرة فريدة على المتابعة والضبط وتقديم الأدلة الناصعة..

حلقة يوم الجمعة 14/6/1436هـ من برنامج dna على تلفزيون المستقبل من إعداد وتقديم الإعلامي نديم قطيش، حملت عنوان: الممانعة وفبركات عاصفة الحزم، واستهلها قطيش بتوثيق مفحم لأكاذيب طازجة أطلقتها أبواق طهران في المنطقة وتبناها رموز من وزن العميد المتقاعد اللبناني أمين حطيط تروّج الأولى لبيان مفترى على الكاتب والإعلامي المصري الشهير محمد حسنين هيكل، يدعو فيه رئيس بلاده إلى عدم زج أبناء مصر في ""محرقة اليمن"" –بحسب البيان المختلق- ويعرض نديم توثيقاً لنفي قطعي لهذه الخرافة..

الأسطورة الثانية عبارة عن خطاب منسوب إلى طيار حربي مصري يعترض ينسب القوم إليه أنه متمرد على أوامر قيادته التي أمرته بالمشاركة في عاصفة الحزم، وأنه دخل الكلية الجوية ليحارب ""إسرائيل""!!!

ونقلت الحلقة اتصالاً أجراه والد الطيار بقناة مصرية ينكر فيها على هؤلاء كذبهم الرخيص وإساءتهم إلى ابنه، الذي لقي مصرعه في حوّامة مقاتلة ""هيلوكوبتر"" العام الماضي!!

المثير لضحك الثكالى أن أبواق الدجل المجوسي تحتقر ذكاء الناس، فأين حارب الجيش المصري العدو الصهيوني على الأقل منذ معاهدة كامب ديفيد قبل 36 سنة تقريباً؟؟ ربما تأثر القوم بأكذوبة مقاومة بشار الأسد وهو الذي يحرس الاحتلال اليهودي للجولان بكفاءة يشهد له بها الصهاينة..

الخرافة الثالثة: افتعال بيان منسوب إلى الممثل عادل إمام تضمن رفضه مشاركة مصر في عاصفة الحزم!! وجاء التكذيب بصوته على قناة مصرية كذلك..

واشتملت الحلقة القوية على تذكير بأبرز أكاذيب الإعلام الصفوي وأدواته في الشام ولبنان، من تقرير إخباري مطلع الثورة السورية بثته قناة الدنيا الأسدية المبتذلة على أنه برهان على تلفيق القنوات العربية أنباء قتل المتظاهرين برصاص أذيال العصابة الحاكمة في دمشق، بينما قامت قناة المنار- بوق نصر الله الشخصي-ببث التقرير ذاته على أنه توثيق لممارسات غير إنسانية ارتكبتها شرطة البحرين ضد العملاء الصفويين الذين تسميهم أدوات خامنئي: الثوار والمتظاهرين السلميين!!

وجاء في حلقة قطيش تذكير بأن الكذب لدى تجار المقاومة لم يقتصر على إعلامهم محترف التضليل، وإنما شارك فيه مسؤولون كبار كما وقع من وليد المعلم وزير خارجية بشار، عندما بث مقطعين في مؤتمر صحفي شهير على أنهما يوثّقان ما زعم أنه جرائم العصابات المسلحة- تلك هي تسميتهم للشعب السوري الثائر على الطغيان- وكانت الفضيحة مدوّية خلال ساعات فالشريطان كلاهما قديمان وعن وقائع قديمة سبقت ثورة الشعب السوري وكلاهما وقعت أحداثه في لبنان!!!!!!

يختم قطيش حلقته الرائعة بنماذج من الشتم الصفيق الذي يطلقه دجالو الممانعة في وجه كل من يخالف أطماع سادتهم وكل من يناقش آراءهم ويعرّي أباطيلهم ولو كان في مناقشته شديد التأدب واللطف في نقده!!

ما ينقص نديم في حلقات برنامجه المتميز حقاً، هو غياب البعد الديني فهو علماني وشيعي الأصل، ولذلك يفوته ملاحظة أن الكذب متأصل لدى القوم لأنه تسعة أعشار دينهم!!

وأما في هذه الحلقة فلم يتوقف لتفسير تركيز القوم في هذه المرحلة على مصر أكثر من أي بلد آخر، ولا سيما سعيهم الحثيث لتثبيت كذبتهم الكبرى عن شقاق سعودي مصري –ربما منطلقه أحلام يقظتهم-..

هذه الملاحظة عامة، وإلا فإن طبيعة برنامج نديم قطيش لا يمكنها الاهتمام بنقطة كهذه تتصل بالتحليل السياسي العلمي، فلهذا الشأن برامج متخصصة..

يبقى أن نسجّل لقطيش جرأته التي جعلت أدوات خامنئي تتربص به لتقتله مثلما قتلت عدداً كبيراً من ساسة لبنان وإعلامييه ممن لا يطبّلون لأحفاد أبي لؤلؤة المجوسي ومشروعهم الإجرامي ضد العرب والمسلمين.
[/align]