إسلامية القضية الفلسطينية د. عامر الهوشان
احمد ابوبكر
1436/01/25 - 2014/11/18 04:22AM
لم يكن ما شهدته المدن التركية المختلفة وعلى رأسها "اسطنبول" من فعاليات شعبية للأسبوع الرابع على التوالي نصرة للقدس ورفضا للاعتداءات "الإسرائيلية" المستمرة على المسجد الأقصى المبارك مستغربا أو خارج نطاق المألوف , فالقضية الفلسطينية كانت وما زالت وستبقى قضية إسلامية تهم جميع المسلمين في العالم , وليست قضية الفلسطينيين أو العرب فحسب .
لقد حظي التضامن مع القدس في تركيا زخما كبيرا , حيث نظمت هيئات شبابية حملات ووقفات تندد بالسياسات "الإسرائيلية" وتطالب العالم الإسلامي بنصرة المسجد الأقصى المبارك والتصدي لما يتهدده من أخطار , بينما كثير من عواصم الدول العربية ليس فيها شيء من أمثال هذه الفعاليات , الأمر الذي يؤكد إسلامية هذه القضية , وفشل جميع المحاولات الصهيوغربية لجعلها قضية فلسطينية أو عربية على أبعد تقدير .
إن من يدقق في صفحات التاريخ يجد أن جميع من فتح بيت المقدس وحررها من يد الأعداء والغاصبين لها هم مسلمون , ولكن لم يكن جميعهم من العرب أو الفلسطينيين , فقد كان صلاح الدين الأيوبي كرديا , وكذلك كان الناصر داود الذي استعاد القدس من يد الصليبيين عام 637 هجري , والملك الصالح أيوب الذي حرر القدس ثالثة من يد الصليبيين عام 642 هجري .
كما أن ألب أرسلان السلجوقي لم يكن عربيا بل كان تركيا حين ضم بيت المقدس عام 471 هجري إلى الامبراطورية السلجوقية وانتزعها من يد "العبيديين" الذي يسمون أنفسهم زورا وبهتانا "الفاطميون" .
ومنذ أن احتلت بريطانيا فلسطين وأعطت وعدها المشؤوم "بلفور" للصهاينة اليهود بإنشاء وطن لهم في الأرض المقدسة , وسياسة تقزيم القضية الفلسطينية يجري على قدم وساق .
لقد مرت القضية الفلسطينية بعد تمكين اليهود من احتلال فلسطين والإعلان عن دولتهم المزعومة عام 1948م عبر مراحل ثلاث , ففي البداية كانت القضية إسلامية بامتياز , وقد كادت الجيوش العربية الإسلامية - التي شكلت حينها لاستعادة فلسطين وطرد اليهود منها - أن تنجز مهمتها لولا بعض الخيانات .
ثم جاءت المرحلة الثانية التي حاول فيها أعداء الإسلام تقزيم القضية الفلسطينية وجعلها عربية لا إسلامية , وقد نجحوا في ذلك نسبيا وخاصة بعد اتفاقيات السلام العربية "الإسرائيلية" وخصوصا "كامب ديفيد" بين مصر و"إسرائيل" عام 1978م .
ومع توالي توقيع اتفاقيات السلام العربية "الإسرائيليبة" – أوسلو – بين السلطة الفلسطينية واليهود , و - وداي عربة – بين الأردن و "إسرائيل" , والمبادرة العربية للسلام مع الكيان الصهيوني التي أطلقت عام 2002م , بدأت القضية الفلسطينية تنخلع من محيطها العربي إلى الفلسطيني فحسب , وبدأت العبارة التي يرددها معظم الساسة العرب بأنهم مع مطالب الفلسطينيين , كتعبير عن فلسطنة القضية .
ومما زاد الطين بلة كما يقولون هو انحسار الاهتمام بالقضية الفلسطينية والدفاع عنها وتحولها من جميع الفلسطينيين إلى مجموعة من المقاومين فحسب , بعد أن وصل التفريط بهذه القضية في مفاوضات السلام العبثية بين سلطة "رام الله" بقيادة محمود عباس و"إسرائيل" إلى تنازلات لم يشهد تاريخ القضية الفلسطينية لها مثيلا .
ومع كل هذا الانحدار في الاهتمام بالقضية الفلسطينية عربيا , ومع شيوع أخبار تواطؤ بعض الدول العربية مع المحتل الصهيوني والتنسيق معه لسحق المقاومة الفلسطينية وتصفية القضية وتقزيمها بدويلة مزعومة موعودة منزوعة السلاح والسلطة والحكم , إلا أن النفس الإسلامي لهذه القضية يأبى إلا أن يظهر من جديد كلما ظن أعداء الأمة أنه مات أو بات في غيبوبة طويلة الأمد على الأقل .
لقد أعادت الأنشطة التي شهدتها إسطنبول كبرى مدن تركيا أمس الجمعة الروح لهذه القضية المنسية في غمرة ما يشهده العالم العربي والإسلامي من محن وأزمات وكرب وبلاء , حيث حملت تلك الأنشطة رسائل ومطالبات بتحرك شبابي حول العالم للدفاع عن حق الشباب الفلسطيني في الصلاة بالمسجد الأقصى المبارك، وكسر المعايير "الإسرائيلية" التي تحول دون تمكينهم من ذلك .
كما أن الإعلان عن إطلاق وسم (هاشتاغ) إلكتروني لجمع أخبار الفعاليات والأنشطة الداعية إلى كسر القيود "الإسرائيلية" التي تحد من وصول الشباب الفلسطيني إلى المسجد الأقصى المبارك , قد يكون له أثر بالغ في إعادة زخم القضية الفلسطينية من جيد في نفوس الشباب المسلم في العالم .
وإذا لم تكن تركيا مسرحا لهذه الأنشطة والفعاليات التي تعيد إسلامية القضية الفلسطينية من جديد , فإنها بلا شك ستكون في بلد إسلامي آخر , فالقدس والأقصى المبارك أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين في عقيدة المسلمين , ولا يمكن أن تُقزم هذه القضية لتصبح بيد شخص أو فئة أو جنسية معينة مهما حاول أعداء الإسلام ذلك .
ورحم الله تعالى آخر خلفاء الدولة العثمانية السلطان عبد الحميد , الذي رد على مساومة اليهود له للتنازل عن القدس بقوله : " لا أقدر أن أبيع ولو قدماً واحداً من البلاد، لأنها ليست لي، بل لشعبي، لقد حصل شعبي على هذه الإمبراطورية بإراقة دمائهم، وقد غذوها فيما بعد بدمائهم، وسوف نغطيها بدمائنا قبل أن نسمح لأحد باغتصابها منا، لقد حاربت كتيبتان من جيشنا في سوريا وفي فلسطين، وقتل رجالنا الواحد بعد الآخر، لأن أحداً منهم لم يرض بالاستسلام، وفضلوا أن يموتوا في ساحة القتال...... ليحتفظ اليهود ببلايينهم ، فإذا قسمت الإمبراطورية فقد يحصل اليهود على فلسطين بدون مقابل ، إنما لن تقسم إلا على جثثنا ، ولن أقبل بتشريحنا لأي غرض كان" يويمات هرتزل ص35
لقد حظي التضامن مع القدس في تركيا زخما كبيرا , حيث نظمت هيئات شبابية حملات ووقفات تندد بالسياسات "الإسرائيلية" وتطالب العالم الإسلامي بنصرة المسجد الأقصى المبارك والتصدي لما يتهدده من أخطار , بينما كثير من عواصم الدول العربية ليس فيها شيء من أمثال هذه الفعاليات , الأمر الذي يؤكد إسلامية هذه القضية , وفشل جميع المحاولات الصهيوغربية لجعلها قضية فلسطينية أو عربية على أبعد تقدير .
إن من يدقق في صفحات التاريخ يجد أن جميع من فتح بيت المقدس وحررها من يد الأعداء والغاصبين لها هم مسلمون , ولكن لم يكن جميعهم من العرب أو الفلسطينيين , فقد كان صلاح الدين الأيوبي كرديا , وكذلك كان الناصر داود الذي استعاد القدس من يد الصليبيين عام 637 هجري , والملك الصالح أيوب الذي حرر القدس ثالثة من يد الصليبيين عام 642 هجري .
كما أن ألب أرسلان السلجوقي لم يكن عربيا بل كان تركيا حين ضم بيت المقدس عام 471 هجري إلى الامبراطورية السلجوقية وانتزعها من يد "العبيديين" الذي يسمون أنفسهم زورا وبهتانا "الفاطميون" .
ومنذ أن احتلت بريطانيا فلسطين وأعطت وعدها المشؤوم "بلفور" للصهاينة اليهود بإنشاء وطن لهم في الأرض المقدسة , وسياسة تقزيم القضية الفلسطينية يجري على قدم وساق .
لقد مرت القضية الفلسطينية بعد تمكين اليهود من احتلال فلسطين والإعلان عن دولتهم المزعومة عام 1948م عبر مراحل ثلاث , ففي البداية كانت القضية إسلامية بامتياز , وقد كادت الجيوش العربية الإسلامية - التي شكلت حينها لاستعادة فلسطين وطرد اليهود منها - أن تنجز مهمتها لولا بعض الخيانات .
ثم جاءت المرحلة الثانية التي حاول فيها أعداء الإسلام تقزيم القضية الفلسطينية وجعلها عربية لا إسلامية , وقد نجحوا في ذلك نسبيا وخاصة بعد اتفاقيات السلام العربية "الإسرائيلية" وخصوصا "كامب ديفيد" بين مصر و"إسرائيل" عام 1978م .
ومع توالي توقيع اتفاقيات السلام العربية "الإسرائيليبة" – أوسلو – بين السلطة الفلسطينية واليهود , و - وداي عربة – بين الأردن و "إسرائيل" , والمبادرة العربية للسلام مع الكيان الصهيوني التي أطلقت عام 2002م , بدأت القضية الفلسطينية تنخلع من محيطها العربي إلى الفلسطيني فحسب , وبدأت العبارة التي يرددها معظم الساسة العرب بأنهم مع مطالب الفلسطينيين , كتعبير عن فلسطنة القضية .
ومما زاد الطين بلة كما يقولون هو انحسار الاهتمام بالقضية الفلسطينية والدفاع عنها وتحولها من جميع الفلسطينيين إلى مجموعة من المقاومين فحسب , بعد أن وصل التفريط بهذه القضية في مفاوضات السلام العبثية بين سلطة "رام الله" بقيادة محمود عباس و"إسرائيل" إلى تنازلات لم يشهد تاريخ القضية الفلسطينية لها مثيلا .
ومع كل هذا الانحدار في الاهتمام بالقضية الفلسطينية عربيا , ومع شيوع أخبار تواطؤ بعض الدول العربية مع المحتل الصهيوني والتنسيق معه لسحق المقاومة الفلسطينية وتصفية القضية وتقزيمها بدويلة مزعومة موعودة منزوعة السلاح والسلطة والحكم , إلا أن النفس الإسلامي لهذه القضية يأبى إلا أن يظهر من جديد كلما ظن أعداء الأمة أنه مات أو بات في غيبوبة طويلة الأمد على الأقل .
لقد أعادت الأنشطة التي شهدتها إسطنبول كبرى مدن تركيا أمس الجمعة الروح لهذه القضية المنسية في غمرة ما يشهده العالم العربي والإسلامي من محن وأزمات وكرب وبلاء , حيث حملت تلك الأنشطة رسائل ومطالبات بتحرك شبابي حول العالم للدفاع عن حق الشباب الفلسطيني في الصلاة بالمسجد الأقصى المبارك، وكسر المعايير "الإسرائيلية" التي تحول دون تمكينهم من ذلك .
كما أن الإعلان عن إطلاق وسم (هاشتاغ) إلكتروني لجمع أخبار الفعاليات والأنشطة الداعية إلى كسر القيود "الإسرائيلية" التي تحد من وصول الشباب الفلسطيني إلى المسجد الأقصى المبارك , قد يكون له أثر بالغ في إعادة زخم القضية الفلسطينية من جيد في نفوس الشباب المسلم في العالم .
وإذا لم تكن تركيا مسرحا لهذه الأنشطة والفعاليات التي تعيد إسلامية القضية الفلسطينية من جديد , فإنها بلا شك ستكون في بلد إسلامي آخر , فالقدس والأقصى المبارك أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين في عقيدة المسلمين , ولا يمكن أن تُقزم هذه القضية لتصبح بيد شخص أو فئة أو جنسية معينة مهما حاول أعداء الإسلام ذلك .
ورحم الله تعالى آخر خلفاء الدولة العثمانية السلطان عبد الحميد , الذي رد على مساومة اليهود له للتنازل عن القدس بقوله : " لا أقدر أن أبيع ولو قدماً واحداً من البلاد، لأنها ليست لي، بل لشعبي، لقد حصل شعبي على هذه الإمبراطورية بإراقة دمائهم، وقد غذوها فيما بعد بدمائهم، وسوف نغطيها بدمائنا قبل أن نسمح لأحد باغتصابها منا، لقد حاربت كتيبتان من جيشنا في سوريا وفي فلسطين، وقتل رجالنا الواحد بعد الآخر، لأن أحداً منهم لم يرض بالاستسلام، وفضلوا أن يموتوا في ساحة القتال...... ليحتفظ اليهود ببلايينهم ، فإذا قسمت الإمبراطورية فقد يحصل اليهود على فلسطين بدون مقابل ، إنما لن تقسم إلا على جثثنا ، ولن أقبل بتشريحنا لأي غرض كان" يويمات هرتزل ص35