إذا سقط جدار الستر
إبراهيم بن سلطان العريفان
الحمد لله الذي يغفر بالتوبةِ الكفر الصريح، ويسترُ بفضله العيب القبيح، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، كريمٌ حَيِيٌّ ستِّيْرٌ، يُحبُّ السّتْرَ ويرضاه, ويكره التعرِّي ويأباه. وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أشدُّ حياءً من العذراء في خِدْرها، وأجْملُ مِن الحسناءِ في يوم عُرْسها، صلى الله عليه وعلى آلهِ وصحبِه والتابعين، وسلم تسليمًا كثيراً إلى يوم الدين.
فاتقوا الله عباد الله، واعلموا أنَّ هناك نعمةً من نعم الله العظيمة، التي بِدُونها لا نَهْنَأُ بعيش، ولا يطيب لنا مُقامٌ بين أهلنا وفي بلدن،, هي نعمةٌ تناساها أكثر الناس، ولم يعرفوا قدرها ويستشعروا أثرها، إنها نعمةُ ستْر الله عليك يا عبد الله، التي لولاها ما تلذَّذتَ بنعمة، ولا تَهَنَّأت بعيشة، ولا اسْتمتعتَ بصحبة، وأصبحت منبوذاً مُحتَقراً من الناس والأقارب، فهي نعمةٌ لا تُقدَّر بثمن؛ بل هي أفضل نعمِ الدنيا عند بعض العلماء والأتقياء.
اجتمع قومٌ فتذاكروا: أيّ النعم أفضل؟ فقال رجل: ما ستر الله به بعضَنا عن بعض.
قال بعض السلف: أصبح بنا من نعم الله ما لا نُحْصيه، مع كثرة ما نَعْصِيه، فما ندري أيها نشكر؟ أجميلُ ما ظهر؟ أم قبيح ما سَتر؟.
إخوة اٌيمان والعقيدة ... رِسَالَةٌ تَطْرُقُ جوالك، لِتَقُولَ: شَاهِدْ فَضِيحَةَ فَتَاةٍ مَعَ أَحَدِ الشَّبَابِ.
وَرِسَالَةٌ أُخْرَى عُنْوَانُهَا: حَصْرِيٌّ: مَنَاظِرُ مُخِلَّةٌ لِفُلَانٍ فِي مَكَانِ كَذَا.
وَآخَرُ يُسَارِعُ فِي إِظْهَارِ مَعَايِبِ مَنْ يَكْرَهُ، وَالْفَرَحِ بِإِشْهَارِهَا بَيْنَ النَّاسِ.
وَمَوَاقِعُ تَتَسَابَقُ تَحْتَ ذَرِيعَةِ التَّمَيُّزِ أَوِ السَّبْقِ الْإِعْلَامِيِّ فِي إِظْهَارٍ مَشِينِ الْأَقْوَالِ وَالْمَوَاقِفِ، وَالَّتِي لَمْ تُعْرَفْ لَمْ تَكُنْ لِتُعْرَفَ لَوْلَا نَشْرُ هَؤُلَاءِ لَهَا.
هَذِهِ جُزْءٌ مِنْ وَاقِعٍ مُؤْلِمٍ، وَتَصَرُّفَاتٍ نُشَاهِدُهَا، وَرُبَّمَا نُمَارِسُهَا فِي حَالَةِ جَهْلِ بَعْضِنَا أَوْ ذُهُولِ آخَرِينَ مَعَ أَنَّ حُكْمَ الشَّرْعِ فِيهَا وَاضِحٌ وَصَرِيحٌ.
فَصِنْفٌ مِنَ النَّاسِ -هَدَاهُمُ اللَّهُ- تَرَاهُ سَمَّاعًا لِقَالَةِ السُّوءِ، نَقَّالًا لِأَخْبَارِ الْفَسَادِ، يَتَلَذَّذُ بِإِشَاعَتِهَا وَإِذَاعَتِهَا، يَتَصَدَّرُ الْمَجَالِسَ بِالتَّجْرِيحِ وَالتَّسْخِيفِ وَالتَّقْبِيحِ، الظَّنُّ عِنْدَهُ يَقِينٌ، وَالْإِشَاعَةُ فِي مَنْطِقِهِ حَقِيقَةٌ، وَالْهَفْوَةُ فِي مِيزَانِهِ خُلُقٌ دَائِمٌ، لَا يَمَلُّ مِنْ تَكْرَارِ الْأَخْبَارِ الْمَشْؤُومَةِ، وَلَا يَفْتُرُ مِنْ كَشْفِ الْأَحْدَاثِ الْمَسْتُورَةِ.
يَا أَهْلَ الْإِيمَانِ ... إِنَّ بَثَّ مِثْلِ هَذِهِ الْقَاذُورَاتِ وَانْتِشَارَهَا آفَةٌ خَطِيرَةٌ، وَمَرَضٌ مُوجِعٌ، يُفْسِدُ الدِّينَ، وَيُخَرِّبُ الدُّنْيَا، فَإِذَا تَهَتَّكَتِ الْأَسْتَارُ، تَكَسَّرَ وَنُزِعَ الْحَيَاءُ مِنَ النُّفُوسِ، وَإِذَا نُزِعَ الْحَيَاءُ، فَكَبِّرْ عَلَى الْعِفَّةِ وَالطُّهْرِ بَعْدَهَا أَرْبَعًا.
إِذَا عَلِمَ الْعَاصِي -وَكُلُّنَا ذَاكَ الْعَاصِي- أَنَّ الْأَفْوَاهَ لَاكَتْهُ، وَالنَّظَرَاتِ قَدْ نَهَشَتْهُ، وَالْأَصَابِعَ قَدْ أَشَارَتْ إِلَيْهِ، لَمْ يُبَالِ بَعْدَهَا بِمُجَاهَرَةٍ فِي مَعْصِيَتِهِ أَوْ مُفَاخَرَةٍ فِي ذَنْبٍ.
عَنْ مُعَاوِيَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ ( إِنَّكَ إِنِ اتَّبَعْتَ عَوْرَاتِ النَّاسِ، أَفْسَدْتَهُمْ أَوْ كِدْتَ أَنْ تُفْسِدَهُمْ )
شُيُوعُ الْفَاحِشَةِ -عِبَادَ اللَّهِ- وَانْتِشَارُ شَرَارَتِهَا الْأُولَى: إِذَاعَةُ الْأَخْبَارِ السَّيِّئَةِ، وَالْمَعَاصِي الْخَفِيَّةِ، فَيَجْتَرِئُ حِينَهَا وَبَعْدَهَا ضِعَافُ النُّفُوسِ وَمَرْضَى الْقُلُوبِ عَلَى مُعَاقَرَتِهَا فِي الْهَوَاءِ الطَّلْقِ، بِلَا خَوْفٍ مِنْ خَالِقٍ أَوْ حَيَاءٍ مِنْ مَخْلُوقٍ.
مَعَاشِرَ الْمُؤْمِنِينَ ... مَا أَجْمَلَ السَّتْرَ! وَمَا أَعْظَمَ بَرَكَتَهُ! وَأَبْهَى حُلَّتَهُ! السَّتْرُ خُلُقُ الْأَنْبِيَاءِ، وَسِيمَا الصَّالِحِينَ، يُورِثُ الْمَحَبَّةَ، وَيُثْمِرُ حُسْنَ الظَّنِّ، وَيُطْفِئُ نَارَ الْفَسَادِ.
السَّتْرُ سُلُوكٌ رَاقٍ، وَخُلُقٌ نَفِيسٌ يُنْبِئُ عَنْ مُرُوءَةِ صَاحِبِهِ وَرُجُولَتِهِ، وَرَحْمَتِهِ بِالْخَلْقِ.
السَّتْرُ عَلَى الْعِبَادِ طَاعَةٌ وَقُرْبَانٌ، وَدِينٌ وَإِحْسَانٌ، وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ الرَّحْمَنُ، فَهُوَ سُبْحَانَهُ سِتِّيرٌ يَسْتُرُ كَثِيرًا، وَيُحِبُّ أَهْلَ السَّتْرِ؛ قال ﷺ ( إِنَّ اللَّهَ حَيِيٌّ سِتِّيرٌ، يُحِبُّ الْحَيَاءَ وَالسَّتْرَ ).
لَقَدْ نَدَبَ الْإِسْلَامُ لِهَذَا الْخُلُقِ الْكَرِيمِ؛ وَوَعَدَ أَهْلَهُ بِالْجَزَاءِ الْأُخْرَوِيِّ الْعَظِيمِ، فَـ ( مَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا فِي الدُّنْيَا، سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ).
لِأَجْلِ السَّتْرِ تَوَعَّدَ الْجَبَّارُ أَهْلَ السُّوءِ، الَّذِينَ يُحِبُّونَ إِشَاعَةَ الْفَاحِشَةِ بِالْعَذَابِ الْأَلِيمِ ( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ).
وَمِنْ أَجْلِ السَّتْرِ أَيْضًا نَهَى الْإِسْلَامُ عَنِ التَّجَسُّسِ عَلَى الْآخَرِينَ ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا ) قَالَ الْمُفَسِّرُونَ: التَّجَسُّسُ: الْبَحْثُ عَنْ عَيْبِ الْمُسْلِمِينَ وَعَوْرَتِهِمْ.
أَمَّا خَيْرُ الْخَلْقِ وَأَعْرَفُ الْخَلْقِ بِمَا يُرْضِي اللَّهَ تَعَالَى فَقَدْ كَانَ ﷺ عَظِيمَ الْحَيَاءِ، عَفِيفَ اللِّسَانِ، بَعِيدًا عَنْ كَشْفِ الْعَوْرَاتِ، حَرِيصًا عَلَى كَتْمِ الْمَعَائِبِ وَالزَّلَّاتِ.
لَقَدْ أَدَّبَ الْمُصْطَفَى ﷺ أُمَّتَهُ، فَأَحْسَنَ تَأْدِيبَهَا يَوْمَ أَنْ خَطَبَ بِالنَّاسِ، فَقَالَ بِنَبْرَةٍ حَادَّةٍ وَصَوْتٍ عَالٍ ( يَا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يَدْخُلِ الْإِيمَانُ قَلْبَهُ، لَا تَغْتَابُوا الْمُسْلِمِينَ، وَلَا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ، فَإِنَّهُ مَنْ يَتَّبِعْ عَوْرَاتِهِمْ، يَتَّبِعِ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ يَتَّبِعِ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، يَفْضَحْهُ فِي بَيْتِهِ ) بِهَذَا الْمَنْهَجِ وَهَذِهِ الْعِفَّةِ تَرَبَّى الصَّحَابَةُ -رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ- فَسَتَرُوا عُيُوبَ النَّاسِ، وَطَوَوْا مَعَائِبَهُمْ.
فَهَذَا صِدِّيقُ الْأُمَّةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: لَوْ لَمْ أَجِدْ لِلسَّارِقِ وَالزَّانِي وَشَارِبِ الْخَمْرِ إِلَّا ثَوْبِي، لَأَحْبَبْتُ أَنْ أَسْتُرَهُ بِهِ.
عِبَادَ اللَّهِ ... وَإِذَا كَانَ نَشْرُ فَضَائِحِ الْعِبَادِ قَدْ ذَمَّ الشَّرْعُ فَاعِلَهُ وَتَوَعَّدَهُ، فَكَيْفَ بِمَنْ يَتَّهِمُونَ الْآخَرِينَ بِالظَّنِّ، وَيُشِيعُونَ التُّهَمَ بِالْوَهْمِ، يَفْتَرُونَ عَلَى الْأَبْرِيَاءِ، وَيُشَوِّهُونَ صُورَةَ الْفُضَلَاءِ بِالْإِفْكِ وَالْبُهْتَانِ، فَهَذَا الرَّجْمُ بِالْإِثْمِ إِنِ اسْتَهَانَ بِهِ مَنِ اسْتَهَانَ، فَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ وَجُرْمٌ كَبِيرٌ؛ قَالَ تَعَالَى ( إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ ).
نسأل الله أن يغفر ذنوبنا ويستر عوراتنا، ويؤمِّن روعاتنا.
بَارَكَ اللَّهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ…
الْحَمْدُ لِلَّهِ وَحْدَهُ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنْ لَا نَبِيَّ بَعْدَهُ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.
معاشر المؤمنين ... أَشْنَعُ مِنَ التَّشْهِيرِ بِالْمَعْصِيَةِ وَأَقْبَحُ أَنْ يُعَيِّرَ الْمَرْءُ أَخَاهُ بِالذَّنْبِ، وَيَثْلِبَ عَلَيْهِ بِالْمَعْصِيَةِ، فَهَذَا -لَعَمْرُ اللَّهِ- خُلُقٌ دَنِيءٌ، وَسُلُوكٌ تَأْبَاهُ الشِّيَمُ. يَقُولُ الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ: الْمُؤْمِنُ يَسْتُرُ وَيَنْصَحُ، وَالْفَاجِرُ يَهْتِكُ وَيُعَيِّرُ.
وَيَقُولُ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ: كَانَ يُقَالُ: مَنْ عَيَّرَ أَخَاهُ بِذَنْبٍ تَابَ مِنْهُ، لَمْ يَمُتْ حَتَّى يَبْتَلِيَهُ اللَّهُ بِهِ.
فَيَا مَنْ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ، لِسَانَكَ لِسَانَكَ، صُنْهُ عَنْ أَعْرَاضِ الْمُسْلِمِينَ، وَسَمْعَكَ سَمْعَكَ، صُنْهُ عَنِ التَّحَسُّسِ وَالتَّجَسُّسِ، فَهَذَا -وَرَبِّي- عَمَلٌ لَيْسَ بِخَيْرٍ، وَلَا يَأْتِي بِخَيْرٍ.
تَذَكَّرْ .. كَمَا أَنَّ لِلنَّاسِ عُيُوبًا، لَكَ عُيُوبٌ أَيْضًا، وَكَمَا لَهُمْ حُرُمَاتٌ وَمَحَارِمُ، لَكَ أَيْضًا مِثْلُ ذَلِكَ.
لَسَانُكَ لَا تَذْكُرْ بِهِ عَوْرَةَ امْرِئٍ *** فَكُلُّكَ عَوْرَاتٌ وَلِلنَّاسِ أَلْسُنُ
وَعَيْنُكَ إِنْ أَبْدَتْ إِلَيْكَ مَعَائِبًا *** فَدَعْهَا وَقُلْ يَا عَيْنُ لِلنَّاسِ أَعْيُنُ
تَذَكَّرْ -أَخِي الْمُسْلِمَ- أَنَّ الْجَزَاءَ مِنْ جِنْسِ الْعَمَلِ، جَزَاءً وِفَاقًا، فَمَنْ فَضَحَ إِخْوَانَهُ الْمُسْلِمِينَ، سُلِّطَتْ عَلَيْهِ أَلْسِنَةٌ حِدَادٌ تَهْتِكُ سِتْرَهُ، وَتَفْضَحُ أَمْرَهُ.
قَالَ بَعْضُ السَّلَفِ: أَدْرَكْتُ أَقْوَامًا لَمْ يَكُنْ لَهُمْ عُيُوبٌ، فَذَكَرُوا عُيُوبَ النَّاسِ، فَذَكَرَ النَّاسُ لَهُمْ عُيُوبًا، وَأَدْرَكْتُ أَقْوَامًا كَانَتْ لَهُمْ عُيُوبٌ، فَكَفُّوا عَنْ عُيُوبِ النَّاسِ، فَنُسِيَتْ عُيُوبُهُمْ.
عِبَادَ اللَّهِ ... إِذَا جَعَلَ الْمَرْءُ مَخَافَةَ اللَّهِ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَاسْتَشْعَرَ حَقًّا وَصِدْقًا أَنَّهُ سَيَتَحَمَّلُ وِزْرَ كُلِّ كَلِمَةٍ تَهْدِمُ وَلَا تَبْنِي، لَعَفَّ لِسَانُهُ، وَصَلَحَ مَنْطِقُهُ، وَزَانَ قَوْلُهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ
نَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يَسْتُرَ عُيُوبَنَا، وَيَغْفِرَ ذُنُوبَنَا، وَيَتَجَاوَزَ عَنْ زَلَّاتِنَا وَهَفَوَاتِنَا، وَأَنْ يَصُونَ عَوْرَاتِنَا، وَيُؤَمِّنَ رَوْعَاتِنَا؛ إِنَّهُ -سُبْحَانَهُ- قَرِيبٌ مُجِيبُ الدُّعَاءِ.
وصلى الله على نبينا محمد