إجلال الله
الخطيب المفوه
1433/06/27 - 2012/05/18 08:02AM
إجلال الله
خطبة ألقيت في جامع أبي عبيدة بحي الشفا
إِنَّ الحمدَ لله، نحمدُه ونستعينُه ونستغفرُه، ونعوذُ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا . من يهده الله؛ فَلا مُضلَّ له ، ومن يضلل؛ فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهدُ أن محمداً عبده ورسوله .
أما بعدُ: فإنَّ أصدقَ الحديث كتابُ الله، وخيرَ الهدي هديُ محمدٍ e، وشرَّ الأمور مُحـدثاتُها، وكلَّ محدثة بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة، وكلَّ ضلالة في النار.
أيها الأحبة في الله ، كأني بذلك النبيِّ الكريم أوَّلِ رسل الله الكرام ؛ نوحٍ u ، وهو يدعو قومه ليلاً ونهاراً سراً وإعلاناً ؛ وهم في ضلالهم يعمهون ، ولا يزيدهم حرصه على هدايتهم إلا طغياناً كبيراً واستهزاء ، ولم يكن ذلك الهُزْءُ منهم موجهاً إلى شخصه الكريم u ، بل امتد إلى الرب الجليل الكريم سبحانه وتعالى ؛ مما جعله يقذف بكلمة ملؤها التحسر والغبن، ويكاد قلبه الطاهر u تغلي مراجله ، بل إن قلبه ليضج اشمئزازاً من هول ما يقولون ؛ ليقول لهم : ) مَالَكُمْ لاَ تَرْجُونَ للهِ وَقَاراً ( ؛ لم لا تعظِّمون ربكم ؟ ولم لا تجلونه وتنزلونه سبحانه المنزلة العالية من التقدير والاحترام ؟ وهو ربُّكم وخالقُكم والموجدُ لتلك المنظومة المسخرة في السماوات والأرض من أجلكم . لقد أكرمكم ربكم سبحانه ، ولكنَّكم واجهتم ذلك بالسخرية والاستهزاء ، لقد جهلتم حتى لقد بلغ بكم جهلُكم أن خضتم فيما لم تحيطوا به علماً ؛ إنه لعجيبٌ أمرُكم وغريبٌ سعيكم ؛ إنه سبحانه يتحبب إليكم بالنعم ، وتواجهونه بالمنكرات ، حتى لقد حار العقلاء في وصف صنيعكم ، لكنه في عرف العقلاء اللؤم والغباء .
لقد افتتح قوم نوح u ، باب الكفر ، وجعلوه مشرعاً لكل راغب في الولوج إلى ربقة الإثم ، وجعلوا الاستهزاء بالرب سبحانه وسماً على صدق الدعوى ؛ لذا تجد الرهط الأثيم من أمم الأنبياء السابقين ، يتنافسون في الإقذاع ، والأنبياء تنهاهم عن هذا الفعل الوخيم ذي العاقبة الأليمة ، لكنهم لا يرعوون ولا يزدجرون ؛ لتمضي كلمة الله ووعيدُه فيهم بالإهلاك ؛ فأهلك قوم نوح وعاد وثمود والأحزاب من بعدهم ؛ ليُتْبَعُوا في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة ، ألا بعداً لأولئك القوم وسحقاً ..
لا زالت تلك الشنشنة الإبليسية أيها الجمع الكريم ، تسري فتتلقفها القلوب الغلف والعقولُ النخرة ، حتى إن أمتنا نالها ما نال تلك الأمم ، وركبتْ ساقتها حذو القذة بالقذة ، لا تكاد تنأى عنها أو تميل ؛ فكان من هذه الأمة المحمدية العزيزة على ربها من أساء الأدب مع ربِّه ، وقذف بالأذى تجاه خالقه سبحانه ، لقد كان ذلك في الزمن القديم ، عند حدوث المعترك بين النبي r وقومه السفلة الكفرة ، لقد أسمعوا محمداً r ما يؤذيه في ربِّه ، وكذلك الصحابةُ سمعوا من المنافقين شيئاً إداً وقولَ زور كريهاً ؛ فكان الله لهم بالمرصاد لعناً وطرداً وإهلاكاً ، وفي الآخرة مصيرُ السوء ينتظرهم )إِنَّ الَّذِيْنَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُوْلَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهمْ عَذَاباً مُهِيْناً (، ولا زال إبليس يمرر ذلك المنكر ويروِّج له ، ويجعله بزخرفه وتزيينه علامة للمعرفة والثقافة ، كما أن الانعتاق من ربقة العبودية علامةٌ على التطور ، فأنت لا تأخذ بأسباب الحضارة وتُنْظمُ في سلك التقدم حتى تكفر ، وحتى تتبع الكفر كُليماتٍ تهزأ فيها بالدين ومشرع الدين ، وذلك من مكر الشيطان وتوهيمه ؛ لذا ترى كلَّ من لحق بِشِرْعَةٍ أو نحلة ، ومنذ بواكير الدعوة يأخذ بهذا النهج المقيت ، لقد سبُّوا الله في علاه وانتقصوه سبحانه ، حتى إن الأبدان لتقشعر مما تقذفه ألسنتهم ، وتروِّج له أبواقهم ، ولكن والحق يقال : لقد تعامل من كان قبلنا مع هذا الغلو والإرهاب القولي تعاملاً حازماً ، مما ألجأهم إلى الخزي ؛ فلم تَعُد تُسمَع تلك الترهات ، ووِئدت بسبب من ذلك الحزم تلك الهرطقات المجنونة ؛ لقد تُتِبِّع أولئك الشواذ ؛ فَأُعمِلَ السيف فيهم قتلاً وصلباً وتقطيعاً ، لقد ضُحِّي بالجعد بن درهم غداة عيد الأضحى عندما أساء الأدب مع الله ، وصلب الحلاج عندما قال في الله قولاً قبيحاً ، في عدد كثير من الزنادقة أحصت كتب التاريخ أسماءهم وسيرهم .
لقد كان الحكام السابقون على اختلاف توجهاتهم صلاحاً أو تقصيراً ، لا يرضون أن يمس الجناب الإلهي ولو بكلمة واحدة ؛ لذا ترى الحكام كانوا حزماً في مواجهة تلك الطغمة المفترية على ربها ؛ فأنشأوا ديواناً عرف بديوان الزنادقة أو الزندقة ، وكانت مهمته تتبعَ الملاحدة الكفرة ومن كانوا على قول مائل عن الصواب في ذات الله أو الدين ، وكانت لديوان الزندقة هيبته ، وقد كان عمله مبنياً على التحري والتثبت ، ولم يكونوا يأخذون أحداً على الظنه ؛ لذا عندما يأخذ صاحب الزندقة أحداً ؛ فالهلاك ولا ريب ، وبذا استقام الدين عند أولئك القوم ، لقد حفظوا لله جلاله ؛ فحفظهم الله ، وأعزوه في نفوسهم ، فرزقهم الله العزة والمكانة بين عباده ، جزاء وفاقاً ، بل إن الأمة في تلك العصور ما ضحَّت بزنديق كافرٍ إلا أعقبها الله نصراً وتمكيناً ، ولكن ما حالنا في هذه العصور أيها الجمع الكريم ، مع الزنادقة وأصحاب الأقوال الكفرية ؛ إنها وربي حال مزرية ، ولنا وقفات معها في الخطبة الثانية إن شاء الله.
أقول قولي هذا، واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب؛ فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الحمد لله على إحسانه ، ونشكره على توفيقه وامتنانه ، ونصلي ونسلم على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وأصحابه وإخوانه ، وسلم تسليماً .
أما بعدُ :
فيا أيها الأحبة في الله ، حالنا والدين ومن أنزل الدين حال مزرية ؛ فقد خف ميزان الدين في نفوسنا ، ولم تعد تغار النفوس على ربها أن ينال أحد منه ، أو يعرضَ له من قبل الأوباش الملاحدة بسوء ، حتى لقد انتقل القالة من السر إلى العلن ، بل أصبحوا يجاهرون بذلك في وسائل الاتصال السريعة وأكثرها انتشاراً ؛ لكي يضمنوا انتقال الألم والحزن لكل نفس مسلمة . ولازال أولئك الزنادقة يقولون ، والمجتمع حاكماً ومحكوماً في سكوت ؛ مما جعلهم يزدادون غلواً ووقاحة ، وهذا والله مؤشر على الخذلان ، وبالاستمرار لن نزداد من الله إلا بعداً ومقتاً ، وقد يأخذنا الله بعذاب من عنده ؛ إني والله لأعجب كيف يُنال من الله في أرضنا ومن أبنائنا ، كيف ينال من الله في مهد الإسلام وأرضه، كيف ينال من الله من قبل من بذل أسلافه النفس في رفع كلمته ؟ لكنها الحقيقة المرة التي يجب أن نعيَها ونتعاملَ معها وفق معطياتها الشرعية ، وهي قتل من قال كلمة سوء في الله أو دينه أو نبيه ، ولو تاب ، وتوبته بينه وبين ربه ، لو طبِّق هذا الحكم لانقمعت رايةُ الكفر والنفاق والزندقة ، ولأبدلنا الله بالذل عزاً ونصراً وتمكيناً .
إن ما تسمعون أيها الجمع ، من إساءة لله ودينه ونبيه محمد r ، ما هو إلا مؤامرة محكمة الصنع تأخذ بمبدأ التدرج ، ولا نهاية لها إلا بتقويض الدين ورسومه ، أدركنا ذلك أم تعامينا ؛ فلقد كانت البداية منهم في الصحابة لمزاً ، وبدأوا بالجانب الأضعف معاوية y وأرضاه ، وبحسن قصد خاض معهم من خاض من أهل السنة ، ولما رأوا أن المجتمع قد تشرب هذا المكر ، بدأوا بنبي الأمة محمد r ؛ فلمزوه وسخروا منه ، وها هم الآن يرتقون مرتقى صعباً ؛ فينالون من الله جل في علاه ، وقد وُجِهوا وعندما ضُيِّق عليهم ورأوا الجد في المحاسبة تبرأوا ، وهم يراهنون على أن المجتمع ينسى وأن حميته لربه تقل بمرور الأيام ؛ ليتسنى لهم بعد ذلك القول ، وهذا لن يكون إن شاء الله وفينا عين تطرف ، ومن هنا أهيب بكم وأنتم أهل الدين والغيرة على حماه أن لا تسكتوا عن أصحاب المقولات الفاسدة ؛ عليكم بالإنكار عليهم ، والدعوة إلى محاكمتهم ، كما أهيب بالحكام حكام أهل هذه البلاد ، ومن يعلنون الشرف بحماية العقيدة أن ينبروا لأولئك الفاسدين المفسدين ، وأن يطيحوا بهم وبرؤوسهم ، وفي ذلك تمام الملك ودوامُه ، واعلموا أن الله ناصر من نصره ، ومن خذل الله فإن الله خاذله ولا ريب ، والجزاء من جنس العمل.
خطبة ألقيت في جامع أبي عبيدة بحي الشفا
ألقاها : د / سعد بن عبد العزيز الدريهم .
بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعدُ: فإنَّ أصدقَ الحديث كتابُ الله، وخيرَ الهدي هديُ محمدٍ e، وشرَّ الأمور مُحـدثاتُها، وكلَّ محدثة بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة، وكلَّ ضلالة في النار.
أيها الأحبة في الله ، كأني بذلك النبيِّ الكريم أوَّلِ رسل الله الكرام ؛ نوحٍ u ، وهو يدعو قومه ليلاً ونهاراً سراً وإعلاناً ؛ وهم في ضلالهم يعمهون ، ولا يزيدهم حرصه على هدايتهم إلا طغياناً كبيراً واستهزاء ، ولم يكن ذلك الهُزْءُ منهم موجهاً إلى شخصه الكريم u ، بل امتد إلى الرب الجليل الكريم سبحانه وتعالى ؛ مما جعله يقذف بكلمة ملؤها التحسر والغبن، ويكاد قلبه الطاهر u تغلي مراجله ، بل إن قلبه ليضج اشمئزازاً من هول ما يقولون ؛ ليقول لهم : ) مَالَكُمْ لاَ تَرْجُونَ للهِ وَقَاراً ( ؛ لم لا تعظِّمون ربكم ؟ ولم لا تجلونه وتنزلونه سبحانه المنزلة العالية من التقدير والاحترام ؟ وهو ربُّكم وخالقُكم والموجدُ لتلك المنظومة المسخرة في السماوات والأرض من أجلكم . لقد أكرمكم ربكم سبحانه ، ولكنَّكم واجهتم ذلك بالسخرية والاستهزاء ، لقد جهلتم حتى لقد بلغ بكم جهلُكم أن خضتم فيما لم تحيطوا به علماً ؛ إنه لعجيبٌ أمرُكم وغريبٌ سعيكم ؛ إنه سبحانه يتحبب إليكم بالنعم ، وتواجهونه بالمنكرات ، حتى لقد حار العقلاء في وصف صنيعكم ، لكنه في عرف العقلاء اللؤم والغباء .
لقد افتتح قوم نوح u ، باب الكفر ، وجعلوه مشرعاً لكل راغب في الولوج إلى ربقة الإثم ، وجعلوا الاستهزاء بالرب سبحانه وسماً على صدق الدعوى ؛ لذا تجد الرهط الأثيم من أمم الأنبياء السابقين ، يتنافسون في الإقذاع ، والأنبياء تنهاهم عن هذا الفعل الوخيم ذي العاقبة الأليمة ، لكنهم لا يرعوون ولا يزدجرون ؛ لتمضي كلمة الله ووعيدُه فيهم بالإهلاك ؛ فأهلك قوم نوح وعاد وثمود والأحزاب من بعدهم ؛ ليُتْبَعُوا في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة ، ألا بعداً لأولئك القوم وسحقاً ..
لا زالت تلك الشنشنة الإبليسية أيها الجمع الكريم ، تسري فتتلقفها القلوب الغلف والعقولُ النخرة ، حتى إن أمتنا نالها ما نال تلك الأمم ، وركبتْ ساقتها حذو القذة بالقذة ، لا تكاد تنأى عنها أو تميل ؛ فكان من هذه الأمة المحمدية العزيزة على ربها من أساء الأدب مع ربِّه ، وقذف بالأذى تجاه خالقه سبحانه ، لقد كان ذلك في الزمن القديم ، عند حدوث المعترك بين النبي r وقومه السفلة الكفرة ، لقد أسمعوا محمداً r ما يؤذيه في ربِّه ، وكذلك الصحابةُ سمعوا من المنافقين شيئاً إداً وقولَ زور كريهاً ؛ فكان الله لهم بالمرصاد لعناً وطرداً وإهلاكاً ، وفي الآخرة مصيرُ السوء ينتظرهم )إِنَّ الَّذِيْنَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُوْلَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهمْ عَذَاباً مُهِيْناً (، ولا زال إبليس يمرر ذلك المنكر ويروِّج له ، ويجعله بزخرفه وتزيينه علامة للمعرفة والثقافة ، كما أن الانعتاق من ربقة العبودية علامةٌ على التطور ، فأنت لا تأخذ بأسباب الحضارة وتُنْظمُ في سلك التقدم حتى تكفر ، وحتى تتبع الكفر كُليماتٍ تهزأ فيها بالدين ومشرع الدين ، وذلك من مكر الشيطان وتوهيمه ؛ لذا ترى كلَّ من لحق بِشِرْعَةٍ أو نحلة ، ومنذ بواكير الدعوة يأخذ بهذا النهج المقيت ، لقد سبُّوا الله في علاه وانتقصوه سبحانه ، حتى إن الأبدان لتقشعر مما تقذفه ألسنتهم ، وتروِّج له أبواقهم ، ولكن والحق يقال : لقد تعامل من كان قبلنا مع هذا الغلو والإرهاب القولي تعاملاً حازماً ، مما ألجأهم إلى الخزي ؛ فلم تَعُد تُسمَع تلك الترهات ، ووِئدت بسبب من ذلك الحزم تلك الهرطقات المجنونة ؛ لقد تُتِبِّع أولئك الشواذ ؛ فَأُعمِلَ السيف فيهم قتلاً وصلباً وتقطيعاً ، لقد ضُحِّي بالجعد بن درهم غداة عيد الأضحى عندما أساء الأدب مع الله ، وصلب الحلاج عندما قال في الله قولاً قبيحاً ، في عدد كثير من الزنادقة أحصت كتب التاريخ أسماءهم وسيرهم .
لقد كان الحكام السابقون على اختلاف توجهاتهم صلاحاً أو تقصيراً ، لا يرضون أن يمس الجناب الإلهي ولو بكلمة واحدة ؛ لذا ترى الحكام كانوا حزماً في مواجهة تلك الطغمة المفترية على ربها ؛ فأنشأوا ديواناً عرف بديوان الزنادقة أو الزندقة ، وكانت مهمته تتبعَ الملاحدة الكفرة ومن كانوا على قول مائل عن الصواب في ذات الله أو الدين ، وكانت لديوان الزندقة هيبته ، وقد كان عمله مبنياً على التحري والتثبت ، ولم يكونوا يأخذون أحداً على الظنه ؛ لذا عندما يأخذ صاحب الزندقة أحداً ؛ فالهلاك ولا ريب ، وبذا استقام الدين عند أولئك القوم ، لقد حفظوا لله جلاله ؛ فحفظهم الله ، وأعزوه في نفوسهم ، فرزقهم الله العزة والمكانة بين عباده ، جزاء وفاقاً ، بل إن الأمة في تلك العصور ما ضحَّت بزنديق كافرٍ إلا أعقبها الله نصراً وتمكيناً ، ولكن ما حالنا في هذه العصور أيها الجمع الكريم ، مع الزنادقة وأصحاب الأقوال الكفرية ؛ إنها وربي حال مزرية ، ولنا وقفات معها في الخطبة الثانية إن شاء الله.
أقول قولي هذا، واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب؛ فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الحمد لله على إحسانه ، ونشكره على توفيقه وامتنانه ، ونصلي ونسلم على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وأصحابه وإخوانه ، وسلم تسليماً .
أما بعدُ :
فيا أيها الأحبة في الله ، حالنا والدين ومن أنزل الدين حال مزرية ؛ فقد خف ميزان الدين في نفوسنا ، ولم تعد تغار النفوس على ربها أن ينال أحد منه ، أو يعرضَ له من قبل الأوباش الملاحدة بسوء ، حتى لقد انتقل القالة من السر إلى العلن ، بل أصبحوا يجاهرون بذلك في وسائل الاتصال السريعة وأكثرها انتشاراً ؛ لكي يضمنوا انتقال الألم والحزن لكل نفس مسلمة . ولازال أولئك الزنادقة يقولون ، والمجتمع حاكماً ومحكوماً في سكوت ؛ مما جعلهم يزدادون غلواً ووقاحة ، وهذا والله مؤشر على الخذلان ، وبالاستمرار لن نزداد من الله إلا بعداً ومقتاً ، وقد يأخذنا الله بعذاب من عنده ؛ إني والله لأعجب كيف يُنال من الله في أرضنا ومن أبنائنا ، كيف ينال من الله في مهد الإسلام وأرضه، كيف ينال من الله من قبل من بذل أسلافه النفس في رفع كلمته ؟ لكنها الحقيقة المرة التي يجب أن نعيَها ونتعاملَ معها وفق معطياتها الشرعية ، وهي قتل من قال كلمة سوء في الله أو دينه أو نبيه ، ولو تاب ، وتوبته بينه وبين ربه ، لو طبِّق هذا الحكم لانقمعت رايةُ الكفر والنفاق والزندقة ، ولأبدلنا الله بالذل عزاً ونصراً وتمكيناً .
إن ما تسمعون أيها الجمع ، من إساءة لله ودينه ونبيه محمد r ، ما هو إلا مؤامرة محكمة الصنع تأخذ بمبدأ التدرج ، ولا نهاية لها إلا بتقويض الدين ورسومه ، أدركنا ذلك أم تعامينا ؛ فلقد كانت البداية منهم في الصحابة لمزاً ، وبدأوا بالجانب الأضعف معاوية y وأرضاه ، وبحسن قصد خاض معهم من خاض من أهل السنة ، ولما رأوا أن المجتمع قد تشرب هذا المكر ، بدأوا بنبي الأمة محمد r ؛ فلمزوه وسخروا منه ، وها هم الآن يرتقون مرتقى صعباً ؛ فينالون من الله جل في علاه ، وقد وُجِهوا وعندما ضُيِّق عليهم ورأوا الجد في المحاسبة تبرأوا ، وهم يراهنون على أن المجتمع ينسى وأن حميته لربه تقل بمرور الأيام ؛ ليتسنى لهم بعد ذلك القول ، وهذا لن يكون إن شاء الله وفينا عين تطرف ، ومن هنا أهيب بكم وأنتم أهل الدين والغيرة على حماه أن لا تسكتوا عن أصحاب المقولات الفاسدة ؛ عليكم بالإنكار عليهم ، والدعوة إلى محاكمتهم ، كما أهيب بالحكام حكام أهل هذه البلاد ، ومن يعلنون الشرف بحماية العقيدة أن ينبروا لأولئك الفاسدين المفسدين ، وأن يطيحوا بهم وبرؤوسهم ، وفي ذلك تمام الملك ودوامُه ، واعلموا أن الله ناصر من نصره ، ومن خذل الله فإن الله خاذله ولا ريب ، والجزاء من جنس العمل.
المرفقات
إجلال الله.doc
إجلال الله.doc
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاكم الله خير الجزاء
تعديل التعليق