أين هم...؟ سلطان الجعيد
احمد ابوبكر
1435/06/06 - 2014/04/06 03:25AM
إن من مقومات الحراك الثقافي الواعي ، أن يعمل على تحرير الأسئلةبشكل جيد ومن ثم الإجابة عنها، إذا تحقق ذلك فنحن أمام حركة ثقافيةواعية وواعدة ، وهي الأقدر على تأسيس خطاب حضاري حقيقي يسهم في إيجاد الحلول و إيقاظ الأمة من رقدتها ويقدم نموذجا يتناسب وعظمةالإسلام وتاريخه المجيد.
ومشهدنا الثقافي ليس في منأى، فهو الآخر يتمحور حول أسئلة، وهي بدورها تشكل هويته الثقافية .
بيد أن هذه الأسئلة لا نحتاج إلى معرفتها في كل مرة، وليست متجددة بتجدد معطيات الزمان والمكان، فهي كلها تتمحور حول سؤال واحد محدد مسبقا وبشكل مذهل ألا وهو :
أين هم ؟
أي أين يقف التيار الذي انتمي إليه، أو الذي أخالفه حتى يتم تحديد وصياغة الأجوبة إما مع أو ضد. إن التأييد المطلق والرفض المطلق لهذا الطرف أو ذاك، هو ضرب من ضروب تعطيل العقل حيث إن نصيب العقل من التفكير والحال هذه ينحصر فقط في معرفة وتحديد مواقع الصفوف.
إن من الخطأ أن نجعل المخالفة من أجل المخالفة أو التأييد من أجل التأييد معيارا لمعرفة الصواب حيث هذا من شأنه أن يخرج لنا أناس يتربصون بإخوانهم الدوائر ويصبح المشهد أمامهم يتمثل في هذا من شيعتي وهذا من عدوي.
في نظري القاصر أن مع أو ضد_ وهي لابد أن تحدث_ يجب أن تكون نتيجة وليست معيارا أو دليلا. ولعل في القرآن اشارة الى التفريق بين الرغبة في الإصلاح والرغبة في المخالفة على لسان صالح عليه السلام : "ولا أريد أن أخالفكم الى ما أنهاكم عنه أن أريد إلا الاصلاح مااستطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت واليه أنيب " والنبي عليه الصلاة و السلام يقول : " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " البزار ، وصححه الألباني .
وأنا هنا لا أتحدث بشكل عام، أو أني أدعوا الى إعمال العقل في كل شي، وإنما حديثي محصور في الدائرة التي يسوغ فيها التفكيروالاجتهاد، والمقام فيها متردد بين الصواب والخطأ وليس الحق والباطل،والتي اطارها الوحيين وقواطع الشريعة، حيث أن هذا الاطار مقامهالإيمان والتسليم وليس فيه ما يناقض العقل، ومن أراد أن يجرب فليفعل فسيرتد اليه عقله خاسئا وهو حسير كما ارتد من قبل البصر ،حيث إن الله قد أحكم أمره كما أحكم خلقه " ألا له الخلق والأمر فتبارك الله أحسن الخالقين" وهو اطار بانسجامه الايماني والعقلي يمثل شرعية تضمن كثيرا من الحرية في التفكير وضمانه من الفوضى الفكرية التي تفتقرالى محددات للهوية الثقافية.
إن المواقف المطلقة والتحولات المطلقة، هي حتما ستوقع صاحبها في كثيرمن الخطأ وتفقده كثيرا من الصواب، إذ لا يمكن تصور أن يحصل أي طرف على الصواب دائما في كل اجتهاداته ومواقفه .
إن من أكبر خصائص العقول الحديه اعتقادها أن الصواب كل لا يتجزأ_كحال الخوارج مع الإيمان_ فما أن يتبين لأحدهم خطأه في موقف أورأي أو صواب غيره حتى تتهاوى منظومته الفكرية بأكملها ولذلك تجد احتفاء بأخطاء المخالفين لأننا نعتقد أنها أدلة كافية لإسقاطهم وبيان فساد مسلكهم ولعل هذا يساعد في تفسير التحولات الكاملة والجذرية من أقاصي اليمين الى أقاصي الشمال ولذلك لا تعدم أن تجد قواسم مشتركة بين هؤلاء وسلفهم من الخوارج خاصة في القسوة والغلظةوالجرأة .وبما أن التمثيل ساقنا إلى الخوارج ورأيهم في الإيمان في توصيف المشكلة فلعلنا نمثل للحل برأي أهل السنة في الإيمان وأنه يتجزأ فكذلك الصواب يجب النظر اليه أنه هكذا وهذا يجعلنا أقدر على استيعاب الناس ويضمن لعقولنا التحرك والبحث عن هذا الصواب .
وفي تاريخنا شاهد يحفزنا على الحل ويفتح أمامنا بابا من الأمل فيتجاوز هذا الواقع وهو حقبة التعصب المذهبي، فكما أنه قد تم نبذ تبني مذهبا بكل أخطاءه وشذوذاته وأصبح هناك احتكاما الى الدليل وانتقاء واعيا فكذلك يجمل بنا أن نتجاوز التعصب المعاصر بين الجماعاتوالتيارات والاتجاهات. إن التعويل اليوم على العقل المؤمن الناضج الذي يحسن التفريق بين محكمات الشريعة ومحكمات التيار، ويعرف متى يحسن الإيمان والثبات ومتى يحسن الجدال بالتي هي أحسن مع سلامة الصدر وعفة اللسان.
إننا لا نزال نضحك على تلك الصورة التاريخية أن يمتنع الحنفي من تزويج الشافعي أو العكس والسؤال هو هل سنفلح في تجنب ضحكات الأجيال اللاحقة.
" ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا واغفرلنا ربنا إنك رؤوف رحيم"
ومشهدنا الثقافي ليس في منأى، فهو الآخر يتمحور حول أسئلة، وهي بدورها تشكل هويته الثقافية .
بيد أن هذه الأسئلة لا نحتاج إلى معرفتها في كل مرة، وليست متجددة بتجدد معطيات الزمان والمكان، فهي كلها تتمحور حول سؤال واحد محدد مسبقا وبشكل مذهل ألا وهو :
أين هم ؟
أي أين يقف التيار الذي انتمي إليه، أو الذي أخالفه حتى يتم تحديد وصياغة الأجوبة إما مع أو ضد. إن التأييد المطلق والرفض المطلق لهذا الطرف أو ذاك، هو ضرب من ضروب تعطيل العقل حيث إن نصيب العقل من التفكير والحال هذه ينحصر فقط في معرفة وتحديد مواقع الصفوف.
إن من الخطأ أن نجعل المخالفة من أجل المخالفة أو التأييد من أجل التأييد معيارا لمعرفة الصواب حيث هذا من شأنه أن يخرج لنا أناس يتربصون بإخوانهم الدوائر ويصبح المشهد أمامهم يتمثل في هذا من شيعتي وهذا من عدوي.
في نظري القاصر أن مع أو ضد_ وهي لابد أن تحدث_ يجب أن تكون نتيجة وليست معيارا أو دليلا. ولعل في القرآن اشارة الى التفريق بين الرغبة في الإصلاح والرغبة في المخالفة على لسان صالح عليه السلام : "ولا أريد أن أخالفكم الى ما أنهاكم عنه أن أريد إلا الاصلاح مااستطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت واليه أنيب " والنبي عليه الصلاة و السلام يقول : " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " البزار ، وصححه الألباني .
وأنا هنا لا أتحدث بشكل عام، أو أني أدعوا الى إعمال العقل في كل شي، وإنما حديثي محصور في الدائرة التي يسوغ فيها التفكيروالاجتهاد، والمقام فيها متردد بين الصواب والخطأ وليس الحق والباطل،والتي اطارها الوحيين وقواطع الشريعة، حيث أن هذا الاطار مقامهالإيمان والتسليم وليس فيه ما يناقض العقل، ومن أراد أن يجرب فليفعل فسيرتد اليه عقله خاسئا وهو حسير كما ارتد من قبل البصر ،حيث إن الله قد أحكم أمره كما أحكم خلقه " ألا له الخلق والأمر فتبارك الله أحسن الخالقين" وهو اطار بانسجامه الايماني والعقلي يمثل شرعية تضمن كثيرا من الحرية في التفكير وضمانه من الفوضى الفكرية التي تفتقرالى محددات للهوية الثقافية.
إن المواقف المطلقة والتحولات المطلقة، هي حتما ستوقع صاحبها في كثيرمن الخطأ وتفقده كثيرا من الصواب، إذ لا يمكن تصور أن يحصل أي طرف على الصواب دائما في كل اجتهاداته ومواقفه .
إن من أكبر خصائص العقول الحديه اعتقادها أن الصواب كل لا يتجزأ_كحال الخوارج مع الإيمان_ فما أن يتبين لأحدهم خطأه في موقف أورأي أو صواب غيره حتى تتهاوى منظومته الفكرية بأكملها ولذلك تجد احتفاء بأخطاء المخالفين لأننا نعتقد أنها أدلة كافية لإسقاطهم وبيان فساد مسلكهم ولعل هذا يساعد في تفسير التحولات الكاملة والجذرية من أقاصي اليمين الى أقاصي الشمال ولذلك لا تعدم أن تجد قواسم مشتركة بين هؤلاء وسلفهم من الخوارج خاصة في القسوة والغلظةوالجرأة .وبما أن التمثيل ساقنا إلى الخوارج ورأيهم في الإيمان في توصيف المشكلة فلعلنا نمثل للحل برأي أهل السنة في الإيمان وأنه يتجزأ فكذلك الصواب يجب النظر اليه أنه هكذا وهذا يجعلنا أقدر على استيعاب الناس ويضمن لعقولنا التحرك والبحث عن هذا الصواب .
وفي تاريخنا شاهد يحفزنا على الحل ويفتح أمامنا بابا من الأمل فيتجاوز هذا الواقع وهو حقبة التعصب المذهبي، فكما أنه قد تم نبذ تبني مذهبا بكل أخطاءه وشذوذاته وأصبح هناك احتكاما الى الدليل وانتقاء واعيا فكذلك يجمل بنا أن نتجاوز التعصب المعاصر بين الجماعاتوالتيارات والاتجاهات. إن التعويل اليوم على العقل المؤمن الناضج الذي يحسن التفريق بين محكمات الشريعة ومحكمات التيار، ويعرف متى يحسن الإيمان والثبات ومتى يحسن الجدال بالتي هي أحسن مع سلامة الصدر وعفة اللسان.
إننا لا نزال نضحك على تلك الصورة التاريخية أن يمتنع الحنفي من تزويج الشافعي أو العكس والسؤال هو هل سنفلح في تجنب ضحكات الأجيال اللاحقة.
" ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا واغفرلنا ربنا إنك رؤوف رحيم"