أين خطباؤنا : يموت سنويا بسبب أمراض التدخين نحو 22 ألف في السعودية
أبو عبد الرحمن
1430/09/15 - 2009/09/05 11:09AM
تقرير عالمي: التدخين ثالث سبب في الوفاة بعد السرطان والإيدز
30 ألف خليجي يموتون سنويا بسبب أمراض التدخين
الرياض: منيف الصفوقي
أكد تقرير رسمي صادر عن منظمة الصحة العالمية أن التدخين يحتل المرتبة الثالثة في أسباب الوفيات للبشر بعد مرضي السرطان والإيدز. وجاء في التقرير الذي جرى تعميمه على الدول الأعضاء في المنظمة أن أكثر من 600 مليون شخص في العالم مصاب بمرض داء الرئة الانسدادي الناجم عن التدخين. وأكد التقرير أن التدخين يتسبب في وفاة 4 ملايين شخص في العالم سنويا.وبالنسبة إلى السعودية فإن الإحصاءات العالمية المعلنة تقر بوجود 30 ألف خليجي يموتون سنويا بسبب أمراض التدخين نحو 22 ألف منهم في السعودية.
أكد تقرير رسمي صادر عن منظمة الصحة العالمية أن التدخين يحتل المرتبة الثالثة في أسباب الوفيات للبشر بعد مرضي السرطان والإيدز. وجاء في التقرير الذي جرى تعميمه على الدول الأعضاء في المنظمة أن أكثر من 600 مليون شخص في العالم مصاب بمرض داء الرئة الانسدادي الناجم عن التدخين. وأكد التقرير أن التدخين يتسبب في وفاة 4 ملايين شخص في العالم سنويا.وبالنسبة إلى السعودية فإن الإحصاءات العالمية المعلنة تقر بوجود 30 ألف خليجي يموتون سنويا بسبب أمراض التدخين نحو 22 ألف منهم في السعودية.
وفي وقت سابق أعلنت الجمعية الخيرية لمكافحة التدخين عن نجاحها في معالجة أكثر من 12 ألف مدخن عبر عياداتها المختلفة داخل مدينة الرياض ونجاحها في تذويب ترسبات في رئاتهم بلغت ستة أطنان من القطران عبر البرامج العلاجية.
وجاء إعلان الجمعية استناداً إلى دراسات إكلينيكية عالمية كانت تتابع البرامج الطبية المستخدمة لمكافحة التدخين في مختلف دول العالم وبين التقرير أن كل نصف لتر من القطران يترسب في رئة المدخن يكون نتيجة استهلاكه لعلبة سجائر يومياً ولمدة عام كامل أي ما يعادل 7300 سيجارة خلال السنة.وأوضحت أن 53 في المائة من المترددين على عيادات الإقلاع هم من غير المتزوجين وان 52 في المائة من المدخنين هم من الموظفين و41 في المائة هم من الطلاب 0.4 في المائة يمارسون أعمالا حرة فيما بلغت نسب المراجعين للعيادات من مدخني السجائر 91 في المائة و7 في المائة من مدخني الشيشة و2 في المائة من مدخني التنباك.
في حين ظهرت مطالبات بإدراج شرط عدم التدخين ضمن الشروط الأساسية في القبول لجميع فئات التعليم الجامعي والكليات بما فيها العسكرية بحكم أن أكثر من 30 في المائة من خريجي المرحلة الثانوية مدخنون.إضافة إلى مطالب بأن يتم رفع نسبة الضريبة الجمركية على منتجات التبغ إلى أعلى نسبة ممكنة لتصل إلى 500 في المائة أو حتى ألف في المائة مع فرض رسوم جديدة فعلية سواء في منح الوكالة التجارية ورسوم لترخيص المحلات أو عند فتح المستودعات ومحلات البيع حيث إن بعض الدول الأوروبية عملت بهذا النظام ورفعت الضريبة إلى 400 في المائة وأكثر مما قلل من نسبة استهلاك واستيراد منتجات التبغ وتحسين البيئة الاقتصادية والاجتماعية والصحية لتلك الدول.
ويدعم هذه المطالب ما رشح من معلومات تفيد أن شركات التبغ العالمية تدعم في الخفاء مورديها المحليين لخفض أسعار التبغ الذي لم يتأثر سعره خلال الأعوام الماضية على الرغم من رفع ضريبة استيراده إلى 100 في المائة إلى جانب أن الرعاية الطبية لمرضى التدخين تكلف خزينة الدولة الكثير بما يساوي سدس ميزانية وزارة الصحة. أما واردات التبغ السنوية فهي تكلف 1.5 مليار ريال ـ بواقع 41 طناً جعلت السعودية رابع مستورد على المستوى العالمي على الرغم من قلة عدد السكان ـ غير الخسائر التي تنتج بسبب التدخين منها ما هو مباشرة وغير مباشرة في حين تصرف المملكة 8 مليارات ريال في علاج المدخنين.
وحسب إحصاءات مصلحة الجمارك فإن الضرائب على مستوردات التبغ وصلت في السعودية إلى 6.2 مليار ريال وبإضافة ما أنفق على الرعاية الصحية لمرضى التدخين فهي تساوي (10.8) مليار ريال إذ يقدر مجموع الإنفاق على التبغ وما يحدثه من أمراض بـ(17) مليار ريال خلال الأعوام الخمسة الأخيرة وهذا المبلغ يكفي لبناء 17 مدينة طبية بفرضية أن تكلفة المدينة الطبية تبلغ مليار ريال كما أن نفس المبلغ يمكن أن يوفر راتب تقاعد قيمته (5000) ريال لـ(3.4) مليون متقاعد.وفي سياق متصل فقد سجلت إحصاءات السجل الوطني في السعودية أن سرطان الرئة الأكثر انتشارا بين الرجال وبلغ ترتيبه الرابع بين أكثر عشرة أنواع من السرطانات المنتشرة بنسبة 7 في المائة من كافة أنواع الحالات لدى الذكور حيث سجلت 979 حالة منها 201 حالة لدى النساء وقد كان في المركز التاسع قبل عشر سنوات. وتتوقع الجمعية السعودية لطب وجراحة الصدر أن يتصدر سرطان الرئة جميع السرطانات الأخرى لدى الرجال ويكون السبب الأول في الوفاة من السرطان في حلول عام 2006 نظرا لانتشار التدخين الذي تبلغ نسبته 30 ـ 50 في المائة بين الرجال.ويعالج مركز الملك فيصل للأورام ما يقارب 2700 حالة سنوياً في حين يُعالج في بقية مراكز السعودية مجتمعة ما يقارب 1500 حالة بينما المسجل سنوياً في السعودية حوالي 7 آلاف حالة. إلا أن هناك حوالي 4200 حالة سنوياً لا تتلقى العلاج بسبب وصول أغلب الحالات في حالة متأخرة من المرض. ويتوقع الأطباء الأخصائيون أن تزداد نسبة الإصابة بالسرطان وتتضاعف إلى 14 ألف حالة سنوياً. و تصل تكلفة بعض الأدوية إلى 450 ألف ريال وتعطى على هيئة أقراص للمريض لمدة سنتين والعلبة الواحدة لا تقل قيمتها عن 25 ألف ريال هذا إضافة للتكلفة العالية جداً لإدارة مستشفيات السرطان.
وتتوقع مصادر طبية بشكل غير مدقق أنه يستهلك ما يقارب 24 مليون سيجارة في المتوسط الأقل يوميا في صالات تداول الأسهم السعودية تكلف نحو 6 ملايين ريال. وقدرت دراسة صحية حجم إنفاق السعوديين على التبغ بنحو 14.4 مليار ريال سنويا بمعدل تدخين 15 مليار سيجارة في العام. وذكرت الدراسة التي أعدتها الجمعية الخيرية للتوعية بأضرار التدخين والمخدرات في منطقة مكة المكرمة أن نحو 8 ملايين شخص من سكان السعودية أي ما نسبته 40 في المائة من إجمالي السكان مدخنون. وتشير الدراسات العالمية إلى أن التبغ قتل في القرن العشرين 100 مليون إنسان وإذا ما استمر معدل الاستهلاك الحالي على ما هو عليه فإنه سيقتل 1000 مليون إنسان في القرن الحالي.تجدر الإشارة إلى وجود وثيقة عمرها أكثر من 80 عاما وقعها الملك عبد العزيز في عام 1344هـ تقضي بتحريم التدخين ومعاقبة متعاطيه لأضراره الصحية والمادية.
وجاء في الوثيقة »إعلان الحكومة أنه بموجب الحرص على تطهير البلاد من جميع الدنس ولمصالح العباد والمضرة في أمور دينهم ودنياهم وأبدانهم أن جميع المسكرات من استعملها فإنه في خطر ويصير جانياً على نفسه لافتة إلى أنه سيمضي فيه الحد الذي تقتضيه الشريعة».
وأشارت إلى «أن الدخان فلا شك عندنا في تحريمه لأنه مسكر ومضر للبدن وتبذير للمال فحالا نعلن أن من استعمله واطلع عليه بذلك أنه أول مرة يحبس 3 أيام وعند خروجه يسلم للحّباس مجيدي ـ عملة ذلك الوقت ـ ومن عاد إليه ثانية يحبس 10 أيام ومن تجاوز ذلك يضاعف له الأدب ومن تعدى ذلك عزرنا به والله يتولانا وإياكم لما يحبه ويرضاه»
المشاهدات 7940 | التعليقات 6
[font="]
[/font]
[font="]إن الحمد لله . . .[/font]
[font="]أما بعد فيا عباد الله اتقوا الله حق التقوى .[/font]
[font="]معاشر المسلمين: لقد أمر الإسلام بالمحافظة على ضرورات خمس، وشدد في المحافظة عليها، ورتب على انتهاكها حدوداً في الدنيا وعقاباً في الاخرة، ألا وإن هذه الضرورات التي حفظها الإسلام، مال المرء، وعقله، ونفسه، ودينه، وعرضه، فهذه الأمور تكفلت الشرائع السماوية في أحكامها بحفظ مصالحها، وحرمت كل يضر بها، وجاءت شريعة محمد صلى الله عليه وسلم مؤكدة لذلك، مرسخة له بتعاليمها، وهو أمر مستقر في فطر الناس، متعارف عليه، ولكن هذا قد يغفل عنه في أعمال نشأ البعض عليها، وحظيت بالدعم، والدعاية الإعلامية الكبيرة، والتي غرت كثيرين، وسلبتهم أموالهم، وأضرت بأبدانهم، وأديانهم، إرباحاً لهذه الشركات العالمية التي لا تريد إلا المال ولا يهمها ما حدث للناس بعد أن تسلبهم أموالهم.[/font]
[font="]إخوة الإسلام: إن هذا الأمر منطبق تماماً على حال بعض الناس مع تلك المادة الخبيثة، وهي الدخان، وإن الذي دعاني للكلام في هذا الموضوع، هو الإيضاح لقطاع كبير من المجتمع، يتلقون الدعاية المتواصلة من الشركات، ووسائل الإعلام، ويرون ما توحي به الفضائيات والأفلام من الرجولة في المدخنين، والتفهم لمعاني الحب والمثل الرقيقة، في الوقت الذي صمتنا فيه عن التحذير والبيان لنقارع الحجة بالحجة، والدعاية الفارغة بالبيان العلمي الصحيح.[/font]
[font="]لقد انتشر الدخان في قطاع كبير من المجتمع، ولا يخلو أحد إلا وهو يعالج قريباً أو صديقاً في العمل ونحوه من المدخنين، وأكثر من يقع تحت غائلته فئة الشباب لما يتركب في أنفسهم من حب الاستطلاع، والكشف عن الأمور التي حذروا منها، وتستغل ذلك شركات تصنيع التبغ فتزيد الجرعات من مادة النيكوتين والذي يسفر عن زيادة مستويات الإدمان من قبل حديثي السن وخاصة المراهقين، فيستمرون عليه بعد التجربة إدماناً عليه، وهنا يقعون في حبائل هذه الشركات التي أغرتهم بالدعاية أولاً، ثم سلبت أموالهم، وأهدرت صحتهم.[/font]
[font="] أيها المسلمون: إن من قواعد الإسلام العامة في المأكل والمشرب أن الله أحل لعباده الطيبات التي تعود عليهم بالنفع، وحرم عليهم ما خبث طعماً أو رائحة، أو ضرراً، وأصل ذلك قوله تعالى : (ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث)، ولا يجوز للإنسان أن يتناول شيئاً ثبت عن الإطباء قديماً وحديثاً أنه مضر بالصحة ضرراً بالغاً، فإن المسلم لا يملك نفسه، وإنما حياته ملك لله الذي وهبه إياها، ولا فرق بين من يقتل نفسه بوسيلة عاجلة، ومن يقتلها بسم بطيء، فكلاهما يودي بحياة الإنسان عاجلاً أم آجلاً، وأصل ذلك قوله تعالى (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً ومن يفعل ذلك عدواناً وظلماً فسوف نصليه ناراً وكان ذلك على الله يسيراً) وقال تعالى (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة)، ثم إن المال نعمة من الله تستوجب الحفظ، فلا ينفقه إلا في الأوجه المشروعة، ففي ضياع المال ضياع لثروة الأمة، ودعم لهذه الشركات التي تتاجر بهذه المواد الخبيثة، وأصل ذلك ما تبث عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن إضاعة المال.[/font]
[font="]أيها المسلمون: لقد عرف التدخين منذ زمن بعيد وتحديداً في القرن الخامس عشر الميلادي، وعرفت مادته ومكوناته في أمريكا تحديداً، وكان سكان أمريكا الأصليون وهم الهنود الحمر يستعملونه بعدة وسائل فهم يمضغونه أو يستنشقونه، أو يضعونه في لفائف ليدخنوها ، وهي السجائر المعروفة اليوم، ثم انتقلت هذه العادة من أمريكا إلى أوروبا، وانتشرت في أنحاء المعمورة، وأنشئت لها المعامل، الآلية التي تنتج في اليوم الواحد ملايين اللفائف، فارتفع معها الاستهلاك ارتفاعاً هائلاً وظهرت طرق جديدة لاستعماله منها طريقة الغليون، والنرجيلة التي تعرف بالشيشة، وكذلك الشمة وهي مخلوط من الرماد والتبغ.[/font]
[font="]وقد أدرك الأطباء خطورته وأضراره منذ زمن مبكر، وأطلقوا الصحيات تلو الصيحات في التحذير منه، وتتابعت البحوث في ذلك، وكان لهذا أثره على الدول التي حاولت أن تحد منه بفرض الضرائب عليه، دون أن تقوم بمنعه طمعاً في المصلحة المادية الكبيرة من ورائه، وأما شركات التبغ فهي تخصص في موازناتها نصيباً هائلاً للدعاية بوسائل الإعلام المرئي، والمسموع، والمقروء، وتشتري من بعض الأطباء ضعاف النفوس ضمائرهم ليكتبوا أبحاثاً في التقليل من شان الأضرار التي تقال في التدخين.[/font]
[font="]ونتيجة لهذه الدعايات، فقد سرت عادة التدخين بين جميع الأعمار، والأجناس، وإن كانت نسبتها ترتفع بين المراهقين.[/font]
[font="]إخوة الإسلام: وإذا أردنا التعرف على أضرار التدخين فإنا نعرج أولاً على المكونات التي يركب منها فهو يحتوي على العديد من المركبات الكيميائية، والتي تسبب الكثير من الأمراض، وأهم مركباته النيكوتين وهو مادة كيميائية سامة حيث وجد أن 60 ملجم منها قادرة على قتل إنسان بالغ لو أعطيت له دفعة واحدة عن طريق الوريد. [/font]
[font="]ويحتوي ثانياً على غاز أو وثاني إكسيد الكربون والذي ينتج عن احتراق التبغ، وكذلك احتراق الورق الملفوف به السجائر وهو ضار جداً.[/font]
[font="]وإذا عرفنا هذه المكونات المضرة بالصحة فإنا يمكن أن نقسم ما ذكره الأطباء من الأضرار في الدخان إلى أربعة أقسام بحسب الجهاز المصاب .[/font]
[font="]فللتدخين أضرار على الجهاز القلبي حيث يزيد في ضربات القلب، ويزيد الذبحة الصدرية، ويحدث اضطرابات في الدورة الدموية في الأطراف، ويحدث عن هذا الجلطات المؤدية إلى البتر أحياناً والغرغرينا ونحوها، وهذا ما نشاهده نحن في أطراف المدخنين من الإحمرار أو الدكونة الشديدة مما يدل على هذه الاضطرابات.[/font]
[font="]وللتدخين أضرار على الجهاز التنفسي، فهو يسبب سرطان الرئة حيث سجلت الإحصائيات أن نسبة الوفيات به عالية جداً بين المدخنين إذا قورنت بنسبة الوفيات بنفس المرض عند غيرهم، وحوادث السرطان هذه تتزايد بازدياد عدد اللفائف المدخنة يومياً، كما يسبب سرطان الحنجرة، ويزيد في أمراض الحساسية والربو وضيق التنفس.[/font]
[font="]وللتدخين أضرار على الجهاز الهضمي فهو يسبب سرطان الفم والبلعوم والمريء والنكرياس.[/font]
[font="]ويزيد من قرحة المعدة، والإثني عشر.[/font]
[font="]ويسبب حموضة المعدة.[/font]
[font="]وللتدخية أضرار على الجهاز العصبي: فهو يسبب الاكتئاب والقلق والخمول والكسل واعتلال المزاج واضطرابات النوم، وضعف الشهية، والتوتر وسرعة الانفعالات، وهذه الأضرار العصبية ظاهرة جداً على المدخنين، وليسمح لي المدخنون بالصراحة في هذا الأمر فنحن رأيناهم أسرع الناس غضباً، وأكثرهم نزقاً، وأجرأهم على المعاصي، وهذا ما يفسر قول العامة عن الدخان أنه بداية فساد المرء، وهذا ما يفسر وقوع المدخن بعد ذلك في الخمر أو المخدرات فنحن لا نعلم مدمنا على الخمر وهو لا يدخن، ولا نعلم مدمنا على المخدرات وهو لا يدخن، فالدخان هو العتبة الأولى في بوابة السكر والخمور والمخدرات، وهذه المخدرات هي الولد الشرعي للدخان، وهذا الدخان هو البداية دوماً لنهاية بالإدمان على المسكرات والمخدرات، فهذا ما يشهد عليه الواقع، وهذا ما يزيد من خطورة الدخان الذي يبدأ به الشاب عبثاً ثم ينتهي به إلى أمور لا تحمد عقباها.[/font]
[font="]ولذلك نقول كما أن للدخان أضرار صحية فله اضرار كبيرة على دين المرء وعلاقته بربه، فهو شرب لأمر خبيث منهي عنه، وهو يفسد العقل، ويقطع الوقت، ويشغل عن الصلاة، ويؤذي المساجد برائحته، ثم هو عائق كبير عن صيام رمضان، بل إن بعض المدخنين يترك ركنا من أركان الإسلام وهو الصيام بسبب هذا الدخان، ورأينا أناساً من المسلمين يدخنون في نهار رمضان فتأمل كيف أدى به هذا الدخان الذي استصغر أمره إلى هذه المصائب العظيمة، والأخطار الجسيمة على دين المرء، يقول تعالى (إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة ) ، فذكر الله تعالى من أسباب تحريم الخمر والميسر الصد عن الذكر وعن الصلاة وهذه العلة تتحقق في الدخان فإن شاربه في العادة يهرب عن حلق الذكر والقراءة ويألف اللهو والباطل عادة، وهو غالبا السبب الرئيسي لبعد كثير من المدخنين عن حضور المساجد، والصلاة مع جماعة المسلمين، وما كرّه العبد للخير فهو شر، وكذلك فهو يدعو متعاطيه إلى مخالطة الأراذل والسفهاء والابتعاد عن الأخيار فهذا يكون سببا لما هو أكبر منه وهو تعاطي المخدرات نسأل الله السلامة.[/font]
[font="]إخوة الإسلام: وللدخان أضرار اجتماعية فلا يمكن لرب الأسرة المدخن أن ينهى أولاده عن ذلك بل غالباً تكون ذريته على منواله وأسوأ، ويعاقب غير المدخن بالتدخين السلبي الناتج عن مجالسة هؤلاء المدخنين، واستنشاق دخانهم، وهو أشد خطورة من الدخان الأصلي.[/font]
[font="]فإن شارب الدخان يسيء إلى مجتمعه ويسيء إلى كل من جالسه وصاحبه بحيث ينفخ الدخان في وجوه الناس فيخنق أنفاسهم ويضايقهم برائحته الكريهة حتى يفسد الجو من حولهم من غير خجل ولا حياء ولا يفكر في وخيم فعله ولو أن إنسانا تنفس في وجه هذه المدخن أو امتخط أمامه كم يكون تألمه واستنكاره لهذا الفعل وهو يفعل أقبح من ذلك بمجالسه، فنفخ الدخان في وجوه الناس أعظم من ذلك بأضعاف. [/font]
[font="]وللتدخين أيضاً أضرار اقتصادية حيث سيكون سبباً في ضياع المال الذي نهانا الرسول عنه والأثرياء لا يضرهم البذخ في شرائه وإن كانوا يؤثرون على الاقتصاد العام للأمة، بعكس واقع الفقراء الذي رأينا وسمعنا عن بعضهم عندما يقتِّرون على أنفسهم وأولادهم في النفقات الضرورية لتوفير نفقات التدخين، وهذا أول العقوبة على هؤلاء . [/font]
[font="]بل يمكن أن يقال إن التدخين ليس له حسنة واحدة يمكن أن تقال فيه، بل على العكس فكله مضار كما ذكرنا والتدخين في الحقيقة هو أحبولة غربية لملئ جيوب هذه الشركات، وبعض المدخنين يقول الدخان أمر عادي ليس بحرام أو لا يقدح في المروءة ولو رأى أحدنا إماما أو واعظا أو رجلا من أهل القدر والرفعة يشرب الدخان لاستنكر هذا الفعل ولشهّر به في المجالس ويقول منتقدا: رأيت الشيخ فلان يشرب الدخان وما ذاك إلا لأنه ليس من مقام المروءة ومكارم الأخلاق، ومن رأى مجالس المدخنين ومن يرتادها ومجالس الصالحين ومن يحضرها لعرف الفرق..[/font]
[font="]إخوة الإسلام : ولو أردنا التعرف على أسباب انتشار التدخين فإنا نذكرها للحذر منها وأولها وسوسة الشيطان، والأول مكرراً أيضاً رفقاء السوء فهم الذين يدعون غليه في الغالب، وإلا فإنه لا يدعوا إلى نفسه.[/font]
[font="]ثالثاً: التقليد الأعمى، وحب الاستطلاع، وهنا ندعوا الشباب أن يكون استطلاعهم فيما يفيد من العلم والأخبار وتاريخ الأمم والدول لا ان يكون محصوراً في يفسدهم. رابعاً عدم الوعي الكافي باضراره وحكم الشرع فيه، خامساً ضعف الوازع الديني، سادساً وسائل الإعلام والتي توحي بأنه من الرجولة والفتوة ونحوها[/font]
[font="]أسأل الله أن يغنينا بحلاله عن حرامه وبفضله عمن سواه أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي [/font]
[font="]الحمد لله حمداً كثيراً طيباً . . .[/font]
[font="]أما بعد فيا عباد الله [/font]
[font="]بعد أن عرفنا هذا القدر من الأضرار في الدخان نقول ما حكم التدخين في الشرع، ولعلك أيها المسلم بتحكيم عقلك وتفكيرك في شيء اتصف بالضرر على الدين والبدن والمال وتعدّى ضرره إلى الغير وعدمت فيه المنفعة أصلا لا تتوقف في تحريمه قبل أن تسمع النصوص النقلية ولكن لتقوية مدلول العقل تحقق أن الشرع قد نص على التحريم إجمالا وتفصيلا ولا شك أن الشرع هو الدليل القاطع في مسألة النزاع وبهذه النظرة العامة يتضح أن استعمال التدخين محرم وممنوع شرعا ولا يباح بحال من الأحوال وأما كلام العلماء وقولهم بالتحريم وأدلتهم فأكثر من أن تحصره وقد قال الشيخ محمد بن إبراهيم مفتي الديار السعودية سابقا رحمه الله في فتواه: (مما يعلم كل أحد تحريمنا إياه نحن ومشايخنا ومشايخ مشايخنا ومشايخهم، وكافة المحققين من أئمة الدعوة وسائر المحققين سواهم من العلماء في سائر الأمصار من له وجود بعد الألفِ بعشرة أعوام إلى يومنا هذا) انتهى كلامه، فيا من ابتليت بشرب الدخان أسأل الله لنا ولك العافية إنني أدعوك بدافع النصيحة الخالصة أن تبادر بالتوبة منه وأن تتركه طاعة لربك وحفاظا على صحتك، ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيراً منه ثم لا تنسى أيها المدخن أنك ستكون قدوة سيئة لأولادك إن كنت والداً ولتلاميذك إن كنت مدرسا ولأصحابك ومخالطيك فتكون قد جنيت على نفسك وغيرك وإذا تركته وتبت منه صرت قدوة حسنة لغيرك فكن قدوة في الخير ولا تكن قدوة في الشر.[/font]
[font="] أيها المسلمون: وكما يحرم شرب الدخان يحرم بيعه والاتجار به واستيراده فثمنه سحت والاتجار به مقت وقد قال[/font][font="] صلى الله عليه وسلم [/font][font="]: ((إن الله إذا حرم على قوم أكل شيء حرم عليهم ثمنه)) رواه الإمام أحمد وأبو داود وهو صحيح، وعلى هذا فالاتجار به لا يجوز وثمنه يحرم أكله كثمن الخمر ومن تاجر فيه أي باعه بعد معرفته بالتحريم ففيه شبه من اليهود؛ لما حرمت عليهم الشحوم إذابوها فباعوها وأكلوا ثمنها فاستحقوا اللعن على هذا الفعل، فالذي يبيع هذا الدخان قد ارتكب جريمتين عظيمتين:[/font]
[font="]الأولى: أنه عمل على ترويجه بين المسلمين فجلب إليهم مادة فساد.[/font]
[font="]الثانية: أن بائع الدخان يأكل من ثمنه مالا حراما ويجمع ثروة محرمة، فالحرام لا يدوم وإن دام لا ينفع وقد شاهد الناس أن كل متجر فيه دخان وإن استدرج ونما ماله في وقت ما فإنه يبتلى بالقلة في آخر أمره وتكون عواقبه وخيمة.[/font]
[font="]فاتقوا الله عباد الله وانظروا في العواقب فإن في الحلال غنية عن الحرام وقد وردفي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم قوله: ((إن روح القدس نفث في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ولا يحملنكم استبطاء الرزق أن تطلبوه بمعصية الله فإن ما عند الله لا يطلب إلا بطاعته)[/font]
[font="]اللهم صل على محمد . .[/font]
[font="]أما بعد فيا عباد الله اتقوا الله حق التقوى .[/font]
[font="]معاشر المسلمين: لقد أمر الإسلام بالمحافظة على ضرورات خمس، وشدد في المحافظة عليها، ورتب على انتهاكها حدوداً في الدنيا وعقاباً في الاخرة، ألا وإن هذه الضرورات التي حفظها الإسلام، مال المرء، وعقله، ونفسه، ودينه، وعرضه، فهذه الأمور تكفلت الشرائع السماوية في أحكامها بحفظ مصالحها، وحرمت كل يضر بها، وجاءت شريعة محمد صلى الله عليه وسلم مؤكدة لذلك، مرسخة له بتعاليمها، وهو أمر مستقر في فطر الناس، متعارف عليه، ولكن هذا قد يغفل عنه في أعمال نشأ البعض عليها، وحظيت بالدعم، والدعاية الإعلامية الكبيرة، والتي غرت كثيرين، وسلبتهم أموالهم، وأضرت بأبدانهم، وأديانهم، إرباحاً لهذه الشركات العالمية التي لا تريد إلا المال ولا يهمها ما حدث للناس بعد أن تسلبهم أموالهم.[/font]
[font="]إخوة الإسلام: إن هذا الأمر منطبق تماماً على حال بعض الناس مع تلك المادة الخبيثة، وهي الدخان، وإن الذي دعاني للكلام في هذا الموضوع، هو الإيضاح لقطاع كبير من المجتمع، يتلقون الدعاية المتواصلة من الشركات، ووسائل الإعلام، ويرون ما توحي به الفضائيات والأفلام من الرجولة في المدخنين، والتفهم لمعاني الحب والمثل الرقيقة، في الوقت الذي صمتنا فيه عن التحذير والبيان لنقارع الحجة بالحجة، والدعاية الفارغة بالبيان العلمي الصحيح.[/font]
[font="]لقد انتشر الدخان في قطاع كبير من المجتمع، ولا يخلو أحد إلا وهو يعالج قريباً أو صديقاً في العمل ونحوه من المدخنين، وأكثر من يقع تحت غائلته فئة الشباب لما يتركب في أنفسهم من حب الاستطلاع، والكشف عن الأمور التي حذروا منها، وتستغل ذلك شركات تصنيع التبغ فتزيد الجرعات من مادة النيكوتين والذي يسفر عن زيادة مستويات الإدمان من قبل حديثي السن وخاصة المراهقين، فيستمرون عليه بعد التجربة إدماناً عليه، وهنا يقعون في حبائل هذه الشركات التي أغرتهم بالدعاية أولاً، ثم سلبت أموالهم، وأهدرت صحتهم.[/font]
[font="] أيها المسلمون: إن من قواعد الإسلام العامة في المأكل والمشرب أن الله أحل لعباده الطيبات التي تعود عليهم بالنفع، وحرم عليهم ما خبث طعماً أو رائحة، أو ضرراً، وأصل ذلك قوله تعالى : (ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث)، ولا يجوز للإنسان أن يتناول شيئاً ثبت عن الإطباء قديماً وحديثاً أنه مضر بالصحة ضرراً بالغاً، فإن المسلم لا يملك نفسه، وإنما حياته ملك لله الذي وهبه إياها، ولا فرق بين من يقتل نفسه بوسيلة عاجلة، ومن يقتلها بسم بطيء، فكلاهما يودي بحياة الإنسان عاجلاً أم آجلاً، وأصل ذلك قوله تعالى (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً ومن يفعل ذلك عدواناً وظلماً فسوف نصليه ناراً وكان ذلك على الله يسيراً) وقال تعالى (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة)، ثم إن المال نعمة من الله تستوجب الحفظ، فلا ينفقه إلا في الأوجه المشروعة، ففي ضياع المال ضياع لثروة الأمة، ودعم لهذه الشركات التي تتاجر بهذه المواد الخبيثة، وأصل ذلك ما تبث عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن إضاعة المال.[/font]
[font="]أيها المسلمون: لقد عرف التدخين منذ زمن بعيد وتحديداً في القرن الخامس عشر الميلادي، وعرفت مادته ومكوناته في أمريكا تحديداً، وكان سكان أمريكا الأصليون وهم الهنود الحمر يستعملونه بعدة وسائل فهم يمضغونه أو يستنشقونه، أو يضعونه في لفائف ليدخنوها ، وهي السجائر المعروفة اليوم، ثم انتقلت هذه العادة من أمريكا إلى أوروبا، وانتشرت في أنحاء المعمورة، وأنشئت لها المعامل، الآلية التي تنتج في اليوم الواحد ملايين اللفائف، فارتفع معها الاستهلاك ارتفاعاً هائلاً وظهرت طرق جديدة لاستعماله منها طريقة الغليون، والنرجيلة التي تعرف بالشيشة، وكذلك الشمة وهي مخلوط من الرماد والتبغ.[/font]
[font="]وقد أدرك الأطباء خطورته وأضراره منذ زمن مبكر، وأطلقوا الصحيات تلو الصيحات في التحذير منه، وتتابعت البحوث في ذلك، وكان لهذا أثره على الدول التي حاولت أن تحد منه بفرض الضرائب عليه، دون أن تقوم بمنعه طمعاً في المصلحة المادية الكبيرة من ورائه، وأما شركات التبغ فهي تخصص في موازناتها نصيباً هائلاً للدعاية بوسائل الإعلام المرئي، والمسموع، والمقروء، وتشتري من بعض الأطباء ضعاف النفوس ضمائرهم ليكتبوا أبحاثاً في التقليل من شان الأضرار التي تقال في التدخين.[/font]
[font="]ونتيجة لهذه الدعايات، فقد سرت عادة التدخين بين جميع الأعمار، والأجناس، وإن كانت نسبتها ترتفع بين المراهقين.[/font]
[font="]إخوة الإسلام: وإذا أردنا التعرف على أضرار التدخين فإنا نعرج أولاً على المكونات التي يركب منها فهو يحتوي على العديد من المركبات الكيميائية، والتي تسبب الكثير من الأمراض، وأهم مركباته النيكوتين وهو مادة كيميائية سامة حيث وجد أن 60 ملجم منها قادرة على قتل إنسان بالغ لو أعطيت له دفعة واحدة عن طريق الوريد. [/font]
[font="]ويحتوي ثانياً على غاز أو وثاني إكسيد الكربون والذي ينتج عن احتراق التبغ، وكذلك احتراق الورق الملفوف به السجائر وهو ضار جداً.[/font]
[font="]وإذا عرفنا هذه المكونات المضرة بالصحة فإنا يمكن أن نقسم ما ذكره الأطباء من الأضرار في الدخان إلى أربعة أقسام بحسب الجهاز المصاب .[/font]
[font="]فللتدخين أضرار على الجهاز القلبي حيث يزيد في ضربات القلب، ويزيد الذبحة الصدرية، ويحدث اضطرابات في الدورة الدموية في الأطراف، ويحدث عن هذا الجلطات المؤدية إلى البتر أحياناً والغرغرينا ونحوها، وهذا ما نشاهده نحن في أطراف المدخنين من الإحمرار أو الدكونة الشديدة مما يدل على هذه الاضطرابات.[/font]
[font="]وللتدخين أضرار على الجهاز التنفسي، فهو يسبب سرطان الرئة حيث سجلت الإحصائيات أن نسبة الوفيات به عالية جداً بين المدخنين إذا قورنت بنسبة الوفيات بنفس المرض عند غيرهم، وحوادث السرطان هذه تتزايد بازدياد عدد اللفائف المدخنة يومياً، كما يسبب سرطان الحنجرة، ويزيد في أمراض الحساسية والربو وضيق التنفس.[/font]
[font="]وللتدخين أضرار على الجهاز الهضمي فهو يسبب سرطان الفم والبلعوم والمريء والنكرياس.[/font]
[font="]ويزيد من قرحة المعدة، والإثني عشر.[/font]
[font="]ويسبب حموضة المعدة.[/font]
[font="]وللتدخية أضرار على الجهاز العصبي: فهو يسبب الاكتئاب والقلق والخمول والكسل واعتلال المزاج واضطرابات النوم، وضعف الشهية، والتوتر وسرعة الانفعالات، وهذه الأضرار العصبية ظاهرة جداً على المدخنين، وليسمح لي المدخنون بالصراحة في هذا الأمر فنحن رأيناهم أسرع الناس غضباً، وأكثرهم نزقاً، وأجرأهم على المعاصي، وهذا ما يفسر قول العامة عن الدخان أنه بداية فساد المرء، وهذا ما يفسر وقوع المدخن بعد ذلك في الخمر أو المخدرات فنحن لا نعلم مدمنا على الخمر وهو لا يدخن، ولا نعلم مدمنا على المخدرات وهو لا يدخن، فالدخان هو العتبة الأولى في بوابة السكر والخمور والمخدرات، وهذه المخدرات هي الولد الشرعي للدخان، وهذا الدخان هو البداية دوماً لنهاية بالإدمان على المسكرات والمخدرات، فهذا ما يشهد عليه الواقع، وهذا ما يزيد من خطورة الدخان الذي يبدأ به الشاب عبثاً ثم ينتهي به إلى أمور لا تحمد عقباها.[/font]
[font="]ولذلك نقول كما أن للدخان أضرار صحية فله اضرار كبيرة على دين المرء وعلاقته بربه، فهو شرب لأمر خبيث منهي عنه، وهو يفسد العقل، ويقطع الوقت، ويشغل عن الصلاة، ويؤذي المساجد برائحته، ثم هو عائق كبير عن صيام رمضان، بل إن بعض المدخنين يترك ركنا من أركان الإسلام وهو الصيام بسبب هذا الدخان، ورأينا أناساً من المسلمين يدخنون في نهار رمضان فتأمل كيف أدى به هذا الدخان الذي استصغر أمره إلى هذه المصائب العظيمة، والأخطار الجسيمة على دين المرء، يقول تعالى (إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة ) ، فذكر الله تعالى من أسباب تحريم الخمر والميسر الصد عن الذكر وعن الصلاة وهذه العلة تتحقق في الدخان فإن شاربه في العادة يهرب عن حلق الذكر والقراءة ويألف اللهو والباطل عادة، وهو غالبا السبب الرئيسي لبعد كثير من المدخنين عن حضور المساجد، والصلاة مع جماعة المسلمين، وما كرّه العبد للخير فهو شر، وكذلك فهو يدعو متعاطيه إلى مخالطة الأراذل والسفهاء والابتعاد عن الأخيار فهذا يكون سببا لما هو أكبر منه وهو تعاطي المخدرات نسأل الله السلامة.[/font]
[font="]إخوة الإسلام: وللدخان أضرار اجتماعية فلا يمكن لرب الأسرة المدخن أن ينهى أولاده عن ذلك بل غالباً تكون ذريته على منواله وأسوأ، ويعاقب غير المدخن بالتدخين السلبي الناتج عن مجالسة هؤلاء المدخنين، واستنشاق دخانهم، وهو أشد خطورة من الدخان الأصلي.[/font]
[font="]فإن شارب الدخان يسيء إلى مجتمعه ويسيء إلى كل من جالسه وصاحبه بحيث ينفخ الدخان في وجوه الناس فيخنق أنفاسهم ويضايقهم برائحته الكريهة حتى يفسد الجو من حولهم من غير خجل ولا حياء ولا يفكر في وخيم فعله ولو أن إنسانا تنفس في وجه هذه المدخن أو امتخط أمامه كم يكون تألمه واستنكاره لهذا الفعل وهو يفعل أقبح من ذلك بمجالسه، فنفخ الدخان في وجوه الناس أعظم من ذلك بأضعاف. [/font]
[font="]وللتدخين أيضاً أضرار اقتصادية حيث سيكون سبباً في ضياع المال الذي نهانا الرسول عنه والأثرياء لا يضرهم البذخ في شرائه وإن كانوا يؤثرون على الاقتصاد العام للأمة، بعكس واقع الفقراء الذي رأينا وسمعنا عن بعضهم عندما يقتِّرون على أنفسهم وأولادهم في النفقات الضرورية لتوفير نفقات التدخين، وهذا أول العقوبة على هؤلاء . [/font]
[font="]بل يمكن أن يقال إن التدخين ليس له حسنة واحدة يمكن أن تقال فيه، بل على العكس فكله مضار كما ذكرنا والتدخين في الحقيقة هو أحبولة غربية لملئ جيوب هذه الشركات، وبعض المدخنين يقول الدخان أمر عادي ليس بحرام أو لا يقدح في المروءة ولو رأى أحدنا إماما أو واعظا أو رجلا من أهل القدر والرفعة يشرب الدخان لاستنكر هذا الفعل ولشهّر به في المجالس ويقول منتقدا: رأيت الشيخ فلان يشرب الدخان وما ذاك إلا لأنه ليس من مقام المروءة ومكارم الأخلاق، ومن رأى مجالس المدخنين ومن يرتادها ومجالس الصالحين ومن يحضرها لعرف الفرق..[/font]
[font="]إخوة الإسلام : ولو أردنا التعرف على أسباب انتشار التدخين فإنا نذكرها للحذر منها وأولها وسوسة الشيطان، والأول مكرراً أيضاً رفقاء السوء فهم الذين يدعون غليه في الغالب، وإلا فإنه لا يدعوا إلى نفسه.[/font]
[font="]ثالثاً: التقليد الأعمى، وحب الاستطلاع، وهنا ندعوا الشباب أن يكون استطلاعهم فيما يفيد من العلم والأخبار وتاريخ الأمم والدول لا ان يكون محصوراً في يفسدهم. رابعاً عدم الوعي الكافي باضراره وحكم الشرع فيه، خامساً ضعف الوازع الديني، سادساً وسائل الإعلام والتي توحي بأنه من الرجولة والفتوة ونحوها[/font]
[font="]أسأل الله أن يغنينا بحلاله عن حرامه وبفضله عمن سواه أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي [/font]
[font="]الحمد لله حمداً كثيراً طيباً . . .[/font]
[font="]أما بعد فيا عباد الله [/font]
[font="]بعد أن عرفنا هذا القدر من الأضرار في الدخان نقول ما حكم التدخين في الشرع، ولعلك أيها المسلم بتحكيم عقلك وتفكيرك في شيء اتصف بالضرر على الدين والبدن والمال وتعدّى ضرره إلى الغير وعدمت فيه المنفعة أصلا لا تتوقف في تحريمه قبل أن تسمع النصوص النقلية ولكن لتقوية مدلول العقل تحقق أن الشرع قد نص على التحريم إجمالا وتفصيلا ولا شك أن الشرع هو الدليل القاطع في مسألة النزاع وبهذه النظرة العامة يتضح أن استعمال التدخين محرم وممنوع شرعا ولا يباح بحال من الأحوال وأما كلام العلماء وقولهم بالتحريم وأدلتهم فأكثر من أن تحصره وقد قال الشيخ محمد بن إبراهيم مفتي الديار السعودية سابقا رحمه الله في فتواه: (مما يعلم كل أحد تحريمنا إياه نحن ومشايخنا ومشايخ مشايخنا ومشايخهم، وكافة المحققين من أئمة الدعوة وسائر المحققين سواهم من العلماء في سائر الأمصار من له وجود بعد الألفِ بعشرة أعوام إلى يومنا هذا) انتهى كلامه، فيا من ابتليت بشرب الدخان أسأل الله لنا ولك العافية إنني أدعوك بدافع النصيحة الخالصة أن تبادر بالتوبة منه وأن تتركه طاعة لربك وحفاظا على صحتك، ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيراً منه ثم لا تنسى أيها المدخن أنك ستكون قدوة سيئة لأولادك إن كنت والداً ولتلاميذك إن كنت مدرسا ولأصحابك ومخالطيك فتكون قد جنيت على نفسك وغيرك وإذا تركته وتبت منه صرت قدوة حسنة لغيرك فكن قدوة في الخير ولا تكن قدوة في الشر.[/font]
[font="] أيها المسلمون: وكما يحرم شرب الدخان يحرم بيعه والاتجار به واستيراده فثمنه سحت والاتجار به مقت وقد قال[/font][font="] صلى الله عليه وسلم [/font][font="]: ((إن الله إذا حرم على قوم أكل شيء حرم عليهم ثمنه)) رواه الإمام أحمد وأبو داود وهو صحيح، وعلى هذا فالاتجار به لا يجوز وثمنه يحرم أكله كثمن الخمر ومن تاجر فيه أي باعه بعد معرفته بالتحريم ففيه شبه من اليهود؛ لما حرمت عليهم الشحوم إذابوها فباعوها وأكلوا ثمنها فاستحقوا اللعن على هذا الفعل، فالذي يبيع هذا الدخان قد ارتكب جريمتين عظيمتين:[/font]
[font="]الأولى: أنه عمل على ترويجه بين المسلمين فجلب إليهم مادة فساد.[/font]
[font="]الثانية: أن بائع الدخان يأكل من ثمنه مالا حراما ويجمع ثروة محرمة، فالحرام لا يدوم وإن دام لا ينفع وقد شاهد الناس أن كل متجر فيه دخان وإن استدرج ونما ماله في وقت ما فإنه يبتلى بالقلة في آخر أمره وتكون عواقبه وخيمة.[/font]
[font="]فاتقوا الله عباد الله وانظروا في العواقب فإن في الحلال غنية عن الحرام وقد وردفي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم قوله: ((إن روح القدس نفث في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ولا يحملنكم استبطاء الرزق أن تطلبوه بمعصية الله فإن ما عند الله لا يطلب إلا بطاعته)[/font]
[font="]اللهم صل على محمد . .[/font]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحسنت يا شيخنا ماجد ورغم أهمية الموضوع
وابتلاء 40 في المائة به في بلادنا إلا أني لم
أجد في(المنبر) أضخم موقع للخطب عنه إلا هذه
الخطب
التي لم تتجاوز العشرين وبعضها لم يفردها
للتدخين وسأوردها هنا إكمالا للفائدة وتقريبا لها
لمن أراد أن يفيد من شهر رمضان والإقلاع
النهاري عنه فيه وهي على النحو التالي :
أولا : خطب مفردة لموضوع التدخين :
داء التدخين "عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ"
في حكم شرب الدخان ومضاره "محمد بن صالح العثيمين"
القاتلة "ناصر بن محمد الأحمد"
أضرار التدخين "عبد الكريم بن صنيتان العمري"
أما آن للصائم المدخّن أن يتوب؟! "فواز بن خلف الثبيتي"
الدخان: حكمه وأضراره "ماجد بن عبد الرحمن الفريان"
رسالة إلى مدخن "عبد الله بن حماد الرسي"
التدخين وأضراره "سعد بن عبد الله العجمة الغامدي"
التدخين "سعود بن عبد الرحمن الشمراني"
علاج التدخين "سعود بن عبد الرحمن الشمراني"
التدخين "عبد الحميد التركستاني"
حكم التدخين وبيان أضراره "سلطان بن حمد العويد"(صوتية)
ثانيا : خطب مضمنة موضوع التدخين :
صيانة الصيام "عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ"
التحذير من التدخين والقيادة المتهورة "عبد الباري بن عوض الثبيتي"( صوتية)
المسكرات والمخدرات "صالح بن محمد آل طالب"
بيوت لا تدخلها الملائكة "ناصر بن محمد الأحمد"
المخاطر الأربعة "عبد الرحمن بن علي العسكر"
التدخين والعرض "عبد العزيز بن فهد الريس"
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ولعل هذه من عيوب المجتمع عامة والخطباء خاصة ، فالمنكر يظهر أولاً فيواجه بسيل من الإنكار الجارف ، ولكنه ما يلبث أن يتوقف سريعًا ، بعد أن يكون جرف من أصحاب المنكر مجموعة ، وتبقى مجموعات قد علقت بالشجر والحجر ، تستعيد حياتها ، وعن طريقها ينتشر المنكر مرة أخرى ، في حين غفلة من المجتمع ، وهي غفلة وللأسف ذريعة ، قد تصل إلى حد استمراء هذا المنكر وعدم التفكير في إنكاره .
وقد كنا ـ ولا سيما في نجد ـ ننكر على المدخن أنى وجدناه ، أما الآن فقد نمر به وكأننا لا نراه .
نسأل الله أن يكفينا شر هذه الآفة المهلكة ، إذ هي ـ ولا شك ـ مفتاح لما هو أكبر منها وأخطر ، من مفترات مميتة ولو على المدى البعيد ، ومخدرات بعضها مهلك من أول استعمال .
ولعلنا نوفق للكتابة في هذا الموضوع ، براءة للذمة ونصحًا لإخواننا .
رئيس "كفى" لـ"سبق": لم نستطع حتى الآن معرفة الأسباب
ارتفاع أسعار السجائر في أسواق المملكة بنسبة 20%
فارس المشعل- الرياض : سجلت عدة أنواع من السجائر في أسواق المملكة ارتفاعاً ملحوظاً في الأسعار خلال اليومين الماضيين وصل إلى 20% بالنسبة إلى الباكيت الواحد.
وشمل الارتفاع الجديد في أسعار السجائر بعض الأنواع المتداولة بشكل كبير بين المدخنين والتي كانت تباع بنحو 6 ريالات للباكيت الواحد حيث ارتفع سعره خلال اليومين الماضيين إلى 7 ريالات.
من جانبه علق المدير التنفيذي للجمعية الخيرية للتوعية بأضرار التدخين في منطقة مكة المكرمة "كفى" عبد الله بن حسن سروجي على ارتفاع أسعار السجائر قائلاً لـ"سبق" :لم نستطع حتى الآن معرفة أسباب ارتفاع أسعار السجائر ولكننا منذ فترة نطالب برفع الأسعار بشكل كبير وليس بالشكل الرمزي الحالي الذي لم يتعد سوى ريال أو نصف ريال لبعض الأنواع.
وأكد سروجي أن عملية رفع أسعار السجائر تعتبر إحدى الوسائل الفاعلة للحد من تناوله خاصة لصغار السن حيث أثبتت عملية رفع الأسعار قلة استهلاك السجائر في بعض الدول التي طبقت عملية رفع الأسعار، حيث انخفض معدل استهلاك السجائر وعملية تدخين صغار السن.
وأوضح سروجي أن أسعار باكيت السجائر في بعض الدول وصلت إلى 40 ريالاً بينما لا يزال يباع لدينا بأسعار منخفضة لا تتجاوز 6 ريالات جعلت من السهولة حصول صغار السن عليه.
وكشف سروجي أن الضريبة المطبقة حالياً في المملكة على أسعار السجائر بلغت 100% بينما نطالب برفعها على أقل تقدير إلى 200% وتخصيص هذه المبالغ للصحة أو البلديات أو غيرها.
وجدد سروجي في ختام تصريحه لـ"سبق" المطالبة برفع أسعار السجائر للتقليل من عملية استهلاكه.
ترفع بمناسبة تعميم الوزارة الجديد للحديث عنه
أبو عبد الرحمن
واشنطن - يو بي أي - أظهرت دراسة أميركية أن كمية الدخان التي تُستنشق عبر تدخين النارجيلة يساوي 48 ضعفاً ما يُستنشق من تدخين سيجارة واحدة.
وذكر موقع «هيلث داي نيوز» أن الدراسة التي نشرت في العدد الأخير من «المجـــلة الأمـــيركية للطــب الوقائي»، شملت 31 متطوعاً تتراوح أعمارهم بين 18 و50 سنة يدخنون التبغ بالنارجيلة أو عبر سيجارة واحدة.
وقاس الباحثون معدل النيكوتين ومونوكسيد الكربون في دم المشاركين ومعدل دقات القلب وعدد اللهاث وحجمها بعد كل جلسة تدخين.
وأظهرت الدراسة أن كمية الدخان المستنشق نتيجة استخدام النارجيلة تبلغ 48 مرة أكثر من الدخان الذي يستنشق من سيجارة واحدة.
وقال المعد الرئيـــسي للدراسة تومـــاس إيزنـــبرغ من جامعة فيرجينيا كومــنويلث إن نتـــائج الدراسة مهـــمة لأن الناس غالباً ما يعـــتقدون أن تدخين التبغ عبر «أنابيب المياه»، أي النـــارجــيلة لا يدخل إلى جسمهم المواد الكيماوية المضرة، لكن هذا الأمر غير صحيح.
http://www.daralhayat.com/portalarticlendah/83517
تعديل التعليق