أَيامُ الله ــ يوم عاشوراء ــ 7 ــ 1 ــ 1444هـ

عبدالعزيز بن محمد
1444/01/06 - 2022/08/04 15:38PM

أيها المسلمون: أُممٌ توالتْ على هذه الأَرضِ يَخْلُفُ بعضُهُم بعضاً.. جيلٌ جديدٌ يَعقُبُ جيلاً قد هَرِم، وقَرْنٌ أَهَلَّ يَتلو قَرناً قَدْ أَفَلْ.

أَجيالٌ وَرِثُوا هذهِ الأَرضَ واسْتُعمِرُوا فيها زَمَناً ثُمَّ رحَلُوا، ثُم خَلَفَهُم في الأَرضِ قومٌ آخرونَ ثُمَّ رَحلُوا، يَمُرُّ الأَقوامُ على هذه الحياةِ سِريعاً.. يُمْتَحَنُونَ فيها بِما به يُؤمَرُون ثُمَّ إلى رَبِهِم يُرْجَعُون {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ}

واليومَ مَنْ على قيدِ الحياةِ.. يَعِيْشَ فَترةَ ابتلائهِ واختِبارِه.. وغَداً تَطْوِيِهِ يَدُ المَنُونِ كما طَوَتْ مَن قَبْلَه، ويَصِيْرُ إلى دارِ الجزاءِ ويَنْقَضِي زَمَنُ العَمَل.

وفي الذاهِبِينَ الأَولينَ مِن القُرونِ لنا بَصائِرْ، ولا يُبصِرُ الذكرى إلا مَن عَقَل، وللهِ في الأُممِ أَيامٌ بِها للمُعتَبِرِينَ مُعتَبَر، وما أَعْمَلَ عاقِلٌ فِكْرَهُ وتَأَمَلِ أَيامَ اللهِ إلا وَعى، وفي التَنْزِيلِ قال اللهُ: {وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ}

أَيامُ اللهِ: وقائِعُهُ في الأُممِ السابِقَةِ، مِنْ نَصرٍ للمؤمنينَ، وإهلاكٍ للظالمين، يَتذَكَّرُ المؤُمنونَ أَيامَ اللهِ ويَتَذَاكَرونَها.. اغْتِباطاً بِوَلايَةِ اللهِ وفَضْلِهِ على المؤمنين، واستِبْشاراً بإهلاكهِ ومَحْقِهِ للمُسْتَكْبِرِين.  يَتذَكَّرُون أَيامَ اللهِ.. لِيَقوى باللهِ إيمانُهُم، ولِيَعظُمَ بِهِ يَقِيْنُهُم.  يَتذَكَّرُون أَيامَ اللهِ.. لِيواجِهُوا مراحِلَ الاستِضْعافِ حِينَ يُصابونَ بها بِعزائِمَ نافِذَة، ولِيواجِهوا شدائدَ الفِتَنِ حينَ تَأتي عليهم بثباتٍ راسِخ، ولِيواجِهوا مَفارِقَ الخوفِ حينَ يَمُرُّونَ بِها بقلوبٍ جَسُورَة.   أَيامُ اللهِ في الأُممِ.. قَصَّ اللهُ علينا شيئاً من أَنبائها في القُرآن.. وقَبلَ قُرُون مِن الزمَنِ وفي مِثلِ شَهرِكُم هذا ــ شَهْرِ اللهِ المُحرَّم ــ وفي اليومِ العاشِرِ مِنه، حَدَثَتْ في الأرضَ حادثةُ جَسِيْمَةٌ، وَوَقعَ في الدنيا أَمْرٌ عَظِيْم. 

حَادِثَةٌ غَيَّرَتْ مَسَارَ التاريخِ، قَلَبَتْ مِيزانُ القُوى، وأَبانَتْ سَبِيْلَ الهُدَى. فُضِحَ فيها الظُلْمُ ودُمِّرَ فيها الظالمون، وأَشْرَقَ وجْهُ الأَرْضِ بَعْدَها بِنُورِ العدلِ والإيمان.  

حادثةٌ أَبْقى اللهُ ذِكْرَها، وخلدَ في العالَمِينَ خَبَرَها، تَحدَّثَ القرآنُ عنها كثيراً، وفَصَّلَ في وقائعها وأَحْدَاثِها.

إنها الحادثةُ التي خَتَمَ اللهُ فيها حياةَ طَاغوتٍ، وأزالَ فيها مُلْكَ جَبارٍ، وَهَدمَ فيها صَرْحَ طُغْيانٍ، وَدَمَّرَ فيها جُنُودَ بَغْي. وهي الحادثةُ التي أَعَزَّ اللهُ فيها أولياءَهُ، ونَجَّى فيها أَصْفِياءَهُ، وأَوْرَثَهم بعدها مَشارِقَ الأرضِ ومغارِبَها التي بارَكَ اللهُ فِيْها.   إنها نهايةُ فرعونَ وقومِهِ، ونجاةُ مُوسى عليه السلام وقومِهِ.     فَهُناكَ على أرضِ مِصْرَ، كانَ فِرْعون يعتلي عَرْشَ الكِبْرِياءِ، وَيَقُودَ جُنْدَ الظالمين  {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ}   وما زالَ فِرْعَونُ يزدادُ كِبْراً وعُتُوّاً، وغُرُوْراً وظُلْماً، فأرسل الله إليه مُوسى وَشَدَّ عَضُدَه بأَخِيهِ هارونَ عليهما السلام {اذْهَبْ أَنتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي *  اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} فما كانَ جَوابُ فرعونَ إلا أَنْ قَال {وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ} {أنا ربكم الأعلى} فأَقَامَ مُوسَى عليه الحُجَجَ، وأَلْجَمَهُ بالبيناتِ ودَمَغَهُ بالبراهين، فما ازْدادَ فِرْعَونُ بالآيات إلا طُغْياناً، ولا بِالنُّذُرِ إِلا فُجُوْراً.  وقالَ ساخراً مُسْتَكْبِراً، مُنكِراً وحدانيةَ اللهِ، مُدَّعٍ لنَفسِهِ الرُّبُوبِيَّةَ {.. يَاأَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِ فَأَوْقِدْ لِي يَاهَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ * وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ} وقال لموسى عليه السلام {لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ} قال له موسى: {أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ} أرأيتَ إن جئتُكَ بآيةٍ بينةٍ، أكنت مُرْعَوِياً عن غيك؟ مُنْزَجِراً عن طُغيانك؟  {قَالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ * فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ * وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ}  فقال فرعونُ {أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَا مُوسَى *  فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِّثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِداً لَّا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلَا أَنتَ مَكَاناً سُوًى *  قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَن يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى *  فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَى}

جاءَ فِرْعونُ وسَحَرَتُهُ بِسِحْرٍ عظيم، فألقوا حبالَهم وعصيهم {وقالوا بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون} فألقى موسى عصاه {فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ} تبتلعُ الحبالَ والعِصِيَّ التي أَلقاها السحرةُ، فلا تَدَعُ مِنْها شيئاً، فكانتِ الهزيمةُ لفرعون.. {فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ * فَغُلِبُواْ هُنَالِكَ وَانقَلَبُواْ صَاغِرِينَ * وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ * قَالُواْ آمَنَّا بِرِبِّ الْعَالَمِينَ * رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ}   

فثارَ طُغيانُ فِرْعَونَ، فأَغلظَ الوعيدَ على بَني إسرائيل {قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءهُمْ وَنَسْتَحْيِـي نِسَاءهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ}   فَتَضَرَّعَ مُوسى عليه السلام إلى ربه {رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُواْ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ} فاستجابَ لَهُ رَبُّهُ:{ قَالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلاَ تَتَّبِعَآنِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ} ثم أَوحى اللهُ إليه {أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ} أخرج بعبادي من أَرْضِ مِصْرَ، فإنكم مُتَّبَعُوْنَ مِنْ قِبَلِ فِرْعَونَ وَجُنُودِه، وَهُناكَ سَيَحِلُّ بِهِمْ أَمرُ الله.   {فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ} جَمْعُ المؤمنينَ وَجَمْعُ الكافرين {قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قال كَلا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ * فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ} تَجمَّدَت مِيَاهُ البحرِ عن الشمالِ وعَن اليمين كَالطودِ والجبل العظيم. وانْشَقَّ أَمامَ موسى وقومَه في البحرِ طَرِيقاً يَبَساً.. فَسَلَكُوْهُ مُطْمَئِنْينَ، وأَعْمَى اللهُ فِرعونَ عَن هذه الآيات الكُبرى، فلم يَنْزَجِرْ، ولَمْ يَدَّكِرْ، ولَمْ يَسْتَكِين.

فلما اسْتَكْمَلَ مُوسَى وَقَوْمُه خُرُوْجَهُم من الجانبِ الآخرِ. واسْتَكْمَلَ فرعونُ وجنودُه دخولَهم، أَمَرَ اللهُ البَحْرَ أَنْ يَعُودَ كما كان {.. فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ * وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَى}  ولما أدركَ فرعونَ الغرقُ، أدرك حقارة نفسه وفضاعة جُرمه، فقال: {آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِـهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ}  فلم تقبل له توبة، وجاءه الرد المُهين: {آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ * فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ}  أَمَرَ اللهُ البحرَ أَنْ يَقْذِفَ بجَسَدِ فِرْعَونَ إلى البَّرِّ، لِيَرَاهُ بَنُو إِسْرَائِيْلَ، فتطمئنَ قلوبُهُم، وتُشْفى صُدُورُهم، وبِجليلِ نَصرِ اللهِ يَسْتَبْشِرون. ويعودونَ إلى أَرضٍ.. طالما استُضعفوا وعُذّبوا فيها. لهم فيها الأَمرُ والتمكين {وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُواْ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ}

بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم ..


الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن محمداً رسولُ رب العالمين، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين. أما بعد: فاتقوا الله عباد الله لعلكم ترحمون

أيها المسلمون:  لقد أَهْلَكَ اللهُ فرعونَ وقومَهُ قبل آلافَ السنين، وصَبَّ عليهم سوطَ عذابٍ إنَّ ربكَ لبالمرْصَاد،  وَبَقِيَتْ اللعناتُ تَتَوالى عليهم عَبْرَ القرونِ {وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ}

لقد قصَّ اللهُ علينا نبأ موسى مع فرعونَ في كثيرٍ من سورِ القرآن، وفي ذلك دعوةٌ إلى طول التأمل والتدبر {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى} وليس للعِبَرِ في هذه الآياتِ منتهى، ومَن تدبر القرآنَ أبْصَر.

إِنَّ إمهالَ الله للظالمين، وإنزالَ النعمِ عليهم ــ مع عظيم طغيانهم ــ ليس إكراماً من الله لهم، وإنما هو إمهالٌ واستدراجٌ ليزدادوا إثماً، ثُمَّ يَصِيروا إلى عاقِبَةِ صَنِيعهم صاغِرِين {وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لأنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ}

إِن شِدَّةَ البلاءِ على المؤمنين، وتَكَالُبَ الأعداءِ عليهم، ليس لهوانِهم على الله، وإنما هو ابتلاءٌ من الله لهم، ورِفعةٌ وتمحيص، {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ}  والعاقبة في الدارين للمؤمنين، وإن طال بهم البلاء، وتأخر عليهم النصر {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأشْهَادُ. يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ}   

 والمؤمنون بَعْضُهُم أَوْلياءُ بَعْضٍ مهما تباعدت بينهم الأنسابُ، ومهما تناءت بينهم الديار، ومهما تعاقبوا عبر القرون.  لما قَدِمَ رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم المدينةَ، َرَأَى اليَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ: «مَا هَذَا؟»، قَالُوا: هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ، هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ فَصَامَهُ مُوسَى، فقَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم : «فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ» وفي رواية  «نَحْنُ أَوْلَى بِمُوسَى مِنْكُمْ» فَصَامَهُ، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ رواه البخاري ومسلم   فالمؤمنون اليومَ وَهُمْ يَصُومُوْنَ يَومَ عَاشْورَاء.. يدركون فضلَ صيامِه (يُكَفِّرُ السَّنَةَ المَاضِيَةَ)  وَيحققون معنى الولاءِ بَين المؤمنينَ «نَحْنُ أَوْلَى بِمُوسَى مِنْكُمْ»

و كما يُشرعُ صيامُ يومِ عَاشُوْراء، فإِنه يُسْتَحَبُ صِيامُ يومٍ قَبْلَه مخالفةً لليهود، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لَئِنْ بَقِيتُ إِلَى قَابلٍ لأَصُومَنَّ التَّاسِعَ) أي مع العاشر ـ   

وكثرةُ الصيامِ في شهرِ الله المحرم.. من أَفْضَلِ الأعمال، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (أفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ : شَهْرُ الله المُحَرَّمُ ) رواه مسلم

* اللهم انصر عبادة المستضعفين في كل مكان.. اجعل لهم من كل همٍ فرجا..

المرفقات

1659616643_‏‏أيامُ الله ــ يوم عاشرواء ــ 7 ـ 1ـ 1444هـ - نسخة.docx

المشاهدات 1394 | التعليقات 0