أول خطبة بعد رمضان (مختصرة)

راشد الناصر
1437/10/03 - 2016/07/08 04:17AM
الخطبة الاولى
أما بعد: أيها المسلمون: إن كان شهر رمضان قد مضى،فإن في باقي السنة لمن أحياه الله ووفقه وعافاه مجال رحب للعمل الصالح، والتزود منأعمال البر، والصيام مشروع بعد رمضان في أشكالٍ كثيرة، أولها صيام ست من شوال، ومتىصامها العبد كانت له مثل صيام الدهر، وكل شوال وقت لها، ويصح صيامها متتابعة أو متفرقة، ومن كان عليه أيام من رمضان فليبدأ بصيام الأيام التي عليه، ثميصوم الست.
عن أبي أيوب الأنصاري رضيالله عنه أن رسول الله صلى اللهم عليه وسلم قال: "من صام رمضان ثم أتبعه ستاً منشوال كان كصيام الدهر" رواه مسلم. وفي معاودة الصيام بعد رمضان فوائدعديدة:
منها: أن صيام ستة أيام من شوالبعد رمضان يستكمل بها أجر صيام الدهر كله كما سبق الحديث.
ومنها: أن صيام شوال وشعبان كصلاة السنن الرواتب قبلالمفروضة وبعدها، فيكمّل بذلك ما حصل في الفرض من خلل ونقص.
ومنها: أن معاودة الصيام بعد صيام رمضان علامة على قبولصوم رمضان، فإن الله إذا تقبل عمل عبد وفقه لعمل صالح بعده.
ومنها: أن صيام رمضان يوجب مغفرة الذنوب، والصائمونيوفون أجورهم يوم الفطر فتكون معاودة الصيام بعد الفطر شكراً لهذهالنعمة.
ولكن الذي ينبغي التنبيه اليه أنه لاينبغ أن يؤنب من لم يصمها أو ينكر عليه فهي تظل سنة من السنن فإن بعض الناس هداهم الله يكاد يوجبها بعد رمضان مباشرة او ينكر على من لم يصمها , كما ينبغي التنبيه الى ان ايام العيد أيام تزاور وإجتماعات وليس من اللآئق أن يتعذر الانسان عن حضور الاجتماعات بحجة صيام الست أما من كانت إجتماعاتهم بالمساء وليس لديه متسع غير هذه الأيام لصيامها ولايترتب حرج من صيامها فلابأس بصيامها
فلا تحرم نفسك أخيالمسلم من نيل أجور الصيام، في بقية أيام العام.
بارك الله لي ولكم في القران العظيم


الخطبة الثانية
اما بعد : احذر أخي المسلم من أن تكون ممن وفقه الله لفعلالخيرات في رمضان، ثم تنكُص على عقبيك، فتهدم ما بنيت، وتنقض ما غزلت، فتتهاون فيصلاتك، ولا يكون لك حظ من صيام أو صدقة أو نسك، فتفلس بعد غنى، نعوذ بالله من ذلك. يا حسرتا على دموع سكبت في المساجد، ويا حسرتا على دعوات رفعت من أجلها الأيادي إلىالسماء، ويا حسرتا على حضور مع الجماعة وتلاوة للقرآن طوال الشهر، فأعقب ذلك كلهعودة إلى المعاصي، وتفريط للصلوات، وهجر للقرآن، واستهانة بالمحرمات، وإهمالللمسئوليات، اللهم إنا نعوذ بك أن نبدل نعمتك كفرًا ونحن نستقبل أيام العيد، ونعوذبك من الحور بعد الكور.
فداوم على طاعةالله، واستمر في العمل في مرضاته، واترك ما اعتدت تركه في رمضان، واعبد ربك حتىيأتيك اليقين، وربما كان هذا آخر رمضان تدركه، وتكون أنت ممن يتذكرهم أهلوهمويترحمون عليهم، فإياك والكسل بعد الجد وحسن العمل، وإياك والتواني
بعد العزم،واحذر بعد أن ذقت حلاوة الطاعة أن تعود إلى الإثم، فما أعظم البشرى من اللهللطائعين.
ايها الموفق وهآ أنت وقد اعتدت الجلوس بعد صلاة الفجر حتى الإشراق ورأيت سلاسته وسهولته فما الذي يمنعك أن تواصل حسب استطاعتك وأجعل لك فرضا تفرضه على نفسك من اذكار أو حزب من القران وستجد ان الوقت ينتهي قبل ان تنتهي مما فرضته على نفسك
اللهم وفقنا لعمارة الأوقات،واغتنام الباقيات الصالحات، وأعنّا على فعل الخيرات، وترك المنكرات، واجعلنا ممنأعتقت رقابهم من النار، وفازوا بأعلى الدرجات، واغفر لنا ولوالدينا ولعمومالمسلمين.
الجمعة 3/10/1437هـ
المشاهدات 1468 | التعليقات 0